التنظير العقائدي لظاهرة الاطباق الطائرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
كثرت وتكررت المشاهدات الجماهيرية للأجسام الطائرة المجهولة في السماء والتي اطلق عليها اسم (الأطباق الطائرة المجهولة الهوية) وقد اشتملت المشاهدات الجماهيرية عموم بقاع الارض دون استثناء الا ان الاهتمام العلمي بها انحسر في الدول المتقدمة علميا وعلى رأسها امريكا باعتبارها عاصمة العلم المعاصر .
بلغ الاهتمام الامريكي بتلك الظاهرة الغريبة حد الذروة في ستينات القرن العشرين وقد شكلت الحكومة الفيدرالية لجنة فخمة من العلماء اطلق عليها اسم لجنة (الملف الأزرق) التي منحت صلاحيات عملاقة وميزانية فخمة جدا والغريب ان تلك اللجنة التي سجلت ثمانين الف حالة مشاهده رسمية في عموم دول العالم طال عملها ليشمل مساحة بضع سنين من الجهد المتواصل لتنهي اعمالها ببيان مقتضب متناقض حيث انقسم العلماء على انفسهم بشكل كاريكارتيري وطرحوا اراء متناقضة وكان يستدل من طروحات تلك اللجنة انها طرحت اجوبة (صحفية !!!) لقضية (علمية !!) شغلت اهتمام الجماهير الامريكية وفضولها العلمي لمعرفة حقيقة الاطباق الطائرة مما دفع بالمجتمع الامريكي لانشاء جمعيات مدنية للضغط على الساسة الامريكيين لاعلان الخفايا السرية لحقيقة الاطباق الطائرة وكان تقرير لجنة الملف الازرق مقسوما على نفسه بثلاث اراء رئيسية .
الاول : ان الاطباق الطائرة خيال شاركت في رسم معالمه السينما والصحافة والمخابرات السوفياتية
الثاني : ان الاطباق الطائرة ظواهر فلكية مرتبطة بهلوسة جماهيرية
الثالث: ان الاطباق الطائرة حقيقة غير معروفة للاوساط العلمية
كثرت المقالات الصحفية وازداد عدد الكتب المؤلفة حول الاطباق الطائرة والقاسم المشترك لكل تلك الجهود هو الاتساع المفتعل لقائمة الاحتمالات وانحسر اليقين عن كل تلك الجهود التي بذلت واصبح الباحث عن تلك الحقيقة مجرد خزانة بيانات وكأن الجهد العلمي والصحفي والبحثي لتلك الظاهرة يسعى بشكل مبرمج او غير مبرمج الى سلب تلك الظاهرة صفة اليقين اما بالترويج لعدم مصداقيتها او الترويج لمجهوليتها العلمية وكلا الجهدين يؤديان بالنتيجة الى وضع الباحث عن تلك الظاهرة امام مسارب اللايقين والشك والريبة وهو الضلال بعينة سواء كان ضلالا مقصودا او ضلالا معرفيا يفرضه واقع الحال .
سقوط التفسيرات الرسمية :
لقد تساقطت الكثير من التفسيرات الرسمية التي غلفت بعض الطروحات العلمية والصحفية خصوصا طروحات لجنة الملف الازرق الامريكية فقد سقط تفسير الفعل المخابراتي للاتحاد السوفياتي فالاطباق الطائرة تسجل حضورا متواصلا بعد غياب المنظومة السوفياتية (المغلقة) بسقوط ذلك الاتحاد وانفتاح منظومته وحتى الاتهامات الهامشية التي تحدثت عن ان الاطباق الطائرة تقنية سوفياتية قد سقطت وذلك لانفتاح دول الاتحاد السوفياتي المنحل وذوبانها في منظومة العالم الدولية واختفاء النظم الشيوعية التي تعتمد الخفاء الاجباري لانشطة الجماهير (انهيار المنظومة المغلقة) كذلك سقطت تفسيرات الهلوسة الجماهيرية ازاء تسجيلات مادية لأجهزة الرادار التي رصدت حركات الاطباق الطائرة كذلك كثرت الكاميرات الفيديوية المحمولة مما جعل الجماهير قادرة على التصوير السريع بالكاميرات الفيديوية الصغيرة الحجم والسهلة الاستخدام بحيث اصبح من الميسور والسهل تصوير تلك الاطباق حال ظهورها ومن ثم تتلقفها اجهزة الاعلام بما يقطع باليقين ان الهلوسة الجماهيرية لا وجود لها الا اذا كانت مقصودة من قبل بعض الجهات القطاعية التي تحاول التشكيك بحقيقة الاطباق الطائرة او تربط مع حكايات الاطباق الطائرة حكايات كاذبة لمخلوقات مشوهة كتلك التي تظهر في افلام الخيال السينمائي . قيل فيما قيل عن الاطباق الطائرة انها سلاح ذو تقنية غير معلنة ولكن مثل ذلك الطرح يمكن ان يعيش بضعة سنين او ربع قرن ولكن يمتد على مساحة قرن كامل دون ان تظهر تلك التقنيات ميدانيا فهو امر لا يمكن تصديقه حيث استعرت ظاهرة الاطباق الطائرة منذ الربع الاول من القرن العشرين ولا يمكن قبول فكرة تقنيات متطورة في تلك الحقبة ولا يمكن قبول سريتها لمدة تقارب 90 عاما دون ان تظهر اعترافات بصناعاتها او باستخدامها او حتى تتسرب معلومات عفوية من خلال الترابط الاجتماعي بين صانعي تلك التقنيات والمجتمع الذي يعيشون فيه وعلى مدى سنين طويلة مرت من خلالها عدة اجيال فهل صنعت تلك الاطباق في جزر معزولة عن كيانات التجمعات الانسانية وحتى لوصح مثل هذا التوقع فان السنين الطويلة تكشف الحقائق حتما مهما كانت تلك الحقائق تتمتع بصفة عالية من السرية والتكتم .
النظرية الاكثر تداولا والاكثر ترويجا في الاوساط الصحفية تفيد ان الاطباق الطائرة هي مركبات فضائية لمخلوقات عاقلة تزور الارض بين الحين والحين الا ان تلك التأويلات نفتها وفندتها امريكا في مطلع التسعينات من القرن الماضي حيث اعلنت وكالة الفضاء الامريكية ان نظرية زوار الفضاء عبر الاطباق الطائرة قد فندت علميا بشكل تام وثبت لدى تلك المنظمة العلمية ان الاطباق الطائرة ظاهرة ارضية ولا علاقة لها مع مخلوقات فضائية او زوار من الفضاء وكان التأكيد الامريكي قد ورد من ثوابت ثبتت لدى احدى المحطات الفضائية التي اتخذت مدارا حول الارض للتجارب والمراقبة العلمية (سكاي لاب). الغريب ان بعض الانشطة الصحفية لا تزال تروج لنظرية زوار الفضاء الخارجي عبر مركبات الاطباق الطائرة رغم الاعلان العلمي الامريكي الرسمي .
(الباحث عن الحقيقة) يختلف جوهريا عن (المتفرج على الحقيقة) وربما كلاهما يمتلك عقلا وحواس ادراكية متشابهة الا ان الفرق بينهما هو في نوايا الباحث فالباحث عن الحقيقة يمتلك الرغبة في مسك الحقيقة اما المتفرج على الحقيقة فهو (هاوي) تستهويه الرغبة في جمع المعلومات الظريفة او الغريبة وهو ما يسمى بالفضول العلمي والذي يتصف به الهاوي اما الذي يتصدى للحقيقة ليكون معها كما يكون الصياد فكلما تستعصي عليه طريدته بالصيد كلما يزداد عنادا واصرارا على استمرار مطاردته لطريدته حتى يفوز بها وبين الوصفين اختلاف جوهري في نتاج البحث وغلته فماسك الحقيقة هو الاقرب رشدا اليها دائما .
وضع الاحتمالات لايعني ان واضع الاحتمالات قد امسك بالحقيقة لان بين الاحتمالات (ظن) والظن لا يغني عن الحق شيئا وبالتالي يكون الباحث عن الحقيقة قد طهر طاولته البحثية من الاحتمالات ويمسك الحقيقة على طاولته باليقين الخالي من الظنون وتلك هي صفات كل باحث عن الحقيقة وليس مقتصرا على حقيقة الاطباق الطائرة .
اليقين الذي يستدرجه الباحث عن حقيقة الاطباق الطائرة الى طاولته البحثية هو ان تلك الاطباق تمثل تحديا علميا كبيرا ظهر مع نشاط الانسان التقني واخر تلك التحديات في 26/6/2008 حيث ظهرت مجموعة من الاطباق الطائرة فوق ملعب لكرة القدم في موسكو اثناء لعبة دولية بين المنتخب الروسي والمنتخب الهولندي ونقلتها وكالة الانباء الرسمية وكان عددها احد عشر طبقا . ذلك ظهور لتحدي علمي كبير امام حشد جماهيري كبير وذلك يؤكد ان وراء تلك الاطباق عقلانية مدبرة وتعي ما تقوم به .
اثبتت الاطباق الطائرة انها خارج قوانين الفيزياء المعروفة وتلك هي بؤرة التحدي العلمي الذي تميزت به تلك الاطباق .. سرعة فائقة .. مناورة حركية غير مسبوقة .. اختفاء مع ومضة ضوء .. ظهور مفاجيء .. مناورة مع طائرات .. مناورة مع اهداف ارضية ... قدرات وقف الارسال الراديوي .. قدرات على تقبل المتفجرات وتفجيرها قبل مساسها ... تلك صفات عامة اتصفت بها الاطباق الطائرة من مشاهدات واحداث كثيرة ومتعددة ومتكررة مما يجعل الباحث قادرا على وضعها على طاولته البحثية على شكل مكعبات فكرية ملونة يستطيع التعامل معها لبناء خارطة فهم اولية لحقيقة الاطباق الطائرة .
اكثر تلك المكعبات حضورا على سطور هذه المحاولة هو (السرعة الفائقة) التي تمتاز بها تلك الاطباق والتي شكلت القاسم المشترك الاكبر لغالبية المشاهدات ..
نقرأ في القرءان :
(قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) (النمل:40)
النص الشريف يضع بين ايدينا مثل سليمان عليه السلام وعرش بلقيس وكان سليمان يريد عرش بلقيس ان يأتي به وبلقيس في اليمن وسليمان في فلسطين
(قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) (النمل:38)
المثل القرءاني يوضح عرضان قدما الى سليمان الاول من قبل عفريت من الجن
(قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ) (النمل:39)
والعرض الثاني قال به (الذي عنده علم من الكتاب) كما في الاية 40 اعلاه ... الفرق بين العرضان ان العرض الذي قال به عفريت من الجن اشتمل على الفيزياء المعروفة عندنا في عمليات نقل الاشياء وهي القوة والزمن فالقوة وردت في النص (واني عليه لقوي امين) والزمن ورد في النص الشريف (انا اتيك به قبل ان تقوم من مقامك) ... القوة (الطاقة) والزمن عنصران ملازمان لنقل الاشياء مثل عرش بلقيس .. الا ان النص الشريف تحدث عن بيان اخر شطب فيه عنصري الزمن والقوة وذلك من خلال العرض الثاني المقدم من قبل الذي عنده علم من الكتاب (انا اتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك)
ارتداد الطرف :
نحن نرى الاشياء بموجب قوانين الفيزياء عندما ينعكس الضوء من الجسم المضاء أي ان الضوء (يرتد) أي ينعكس من الاشياء فتدركه العين او عدسات الكاميرا فيكون الضوء المرتد الى العين هو وسيلة البصر والابصار .. هذا الوصف هو وصف علمي فيزيائي اصبح نتاج بديهي بين يدي طالبي العلوم وهو من رواسخ المدرسة الفيزيائية المعاصرة وقد رسخت هذه النتاجات العلمية منذ بدايات النهضة العلمية ولا تزال راسخة (يقين)
ارتداد الضوء بعد سقوطه على الاشياء يمثل في زمن ارتداده (سرعة الضوء) المعروفة لاهل الفيزياء وهي سرعة ثابتة فنحن نرى الاشياء ليس حال سقوط الضوء عليها بل نحتاج الى (زمن) وهو زمن سرعة الضوء بين نقطة الارتداد (الانعكاس) وهو يرتد من الاشياء الى العين الراصدة له فتكون سرعة الضوء هو الفارق الزمني بين سقوط الاشعة على الاشياء وارتداد الضوء عنها مع المسافة بين عين الراصد والاشياء التي يراها ... هذه الظاهرة ايضا من رواسخ المدرسة الحديثة وهي ثابتة مطلقة لدى الفيزيائيين من فترة ربيع المدرسة الفيزيائية ومنها تم التعامل مع الاجرام السماوية بحسابات (السنة الضوئية) لمعرفة المسافات بين الاجرام بتلك الحسابات الزمنية .
النص الشريف ثبت بيان خطير في مثل سليمان وهو الاتيان بعرش بلقيس (قبل) ان (يرتد) الطرف وذلك يعني ان عنصر الزمن قد اسقط من عملية النقل التي تمت لعرش بلقيس (فلما رآه مستقرا عنده) تفيد ان عرش بلقيس (مستقرا) دون ان تظهر أي علامات للقوة الحركية .. أي ان النص يؤكد ان الاستقرار عند سليمان لم يسجل نهاية حركة فيزيائة .. ذلك يعني سقوط القوة ايضا من عملية النقل ...
ذلك قرءان .... وهذه عقولنا ..!!!!
اول نتاج فكري يمكن ان يثبت على طاولة الباحث هو ان الاطباق الطائرة ان كانت تحديا كبيرا لعلوم العصر الا انها لن تكون تحديا للقرءان فقد اكد القرءان ان الحركة السريعة (السرعة الفائقة) يمكن ان تكون متلازمة مع عنصري (القوة والزمن) ويمكن ان تكون (خارج القوة والزمن) في مثل قرءاني بالغ الحكمة وعظيم منفعة في زمن نرى بوضوح تحديات الاطباق الطائرة للعلم المعاصر .
اذا كانت الاطباق الطائرة تتحدى العلم ولا تتحدى القرءان كثابتة تثبت عند الباحث القرءاني فان بداهة الحكمة توجب على الباحث القرءاني ان يمسك بالاطباق الطائرة من خلال نظم قرءانية لانه وعاء غير مشمول بالتحدي العلمي كما هو الوسط العلمي الاكاديمي المعروف .. هذه اذن ضابطة فكرية رائعة يمكن ان يحوزها الباحث القرءاني ليتمكن من حل لغز محير ولغزعصي على العلماء ليضيف الى قائمة دستورية القرءان العلمية دستورية علمية مضافة مرتكزة على نقطة ساخنة في الوسط العلمي ..
هذا التخريج ليس على مرتكزات ظنية او طروحات صحفية بل هي ملزمات فكرية للعاقل الحكيم الذي يدفع عقله للتفكر بالقرءان بشروط قرءانية قهرية ملزمة روجت لها جمعية علوم القرءان ليكون القرءان دستورا علميا يفوق علوم العصر ويعلو فوقها باعلمية كبرى لا يمكن اهمالها او التغافل عنها .
اضطراب المعالجة العلمية الناجزة لمنظومة العلم المعاصر مع حقيقة الاطباق الطائرة تعتبر نقطة يتألق فيها الباحث القرءاني لمعرفة الحقائق التي تمتلك الصفة الدستورية العليا في هيمنة القرءان العلمية على علوم الآدميين كيفما كانت متطورة ... ولكن ... هل لعلوم القرءان حملة يحملون عقلانية (تتفكر) في علوم القرءان ليروا بحقائق القرءان العلمية تحديات العلم المعاصر ..!!! انها طموحات فرد عسى ان يحوزها جمع مؤمن ليكون القرءان فوق رؤس الذين يحاربونه ...
اضع بين يدي متابعي الفاضل نقاط مهمة في البحث عن الاطباق الطائرة استخرجت استدلالا من مشاهدات متعددة للاطباق الطائرة في مواقع متعددة وكثيرة في بقاع الارض وكانت روايات الشهود متطابقة مع تلك الصفات
• الاطباق الطائرة تقودها عقول فهي ليست فيزيائية في القياد كما هي الظواهر الجوية
• الاطباق الطائرة تمتلك قدرات حركية وفيزيائية كبيرة
• الاطباق الطائرة لا تمتلك رغبة هجومية او عدوانية الا بعد مهاجمتها بعنف شديد
• لم تظهر للاطباق الطائرة اهداف ارضية محددة المعالم
• الاطباق الطائرة تمتلك رغبة في التحدي العلمي
هذه الصفات التي تمثل القاسم المشترك الاعظم لمجمل المشاهدات الميدانية للاطباق الطائرة قد حشرت في دائرة ضيقة لغرض المناورة في البحث وتحديد دائرة التفكر العقلاني لاجبار العقول على حقيقة مفادها ان التحدي الذي تمارسه الاطباق الطائرة ذا مقود عقلاني وان المقصود بالتحدي هي القمم العلمية وليس جماهير الناس .. هذا الاستدلال البحثي ملزم لعقلانية الباحث بدليل ان تلك الاطباق لو كانت تريد شيئا من الناس لفعلته ولن تكون مسالمة ووديعة مع كل الناس وما يؤكد ذلك المسرب الفكري ان بعض الطائرات هاجمت الاطباق الطائرة ولكنها هوجمت من قبل تلك الاطباق ودمرت ..
الالزام الفكري :
لعل التطرق الى مبدأ الالزام الفكري يقع على حاشية موضوعية الاطباق الطائرة الا ان الترويج له محشورا مع هذه السطور له ما يبرره حيث ان :
اكبر حقيقة يبحث عنها الانسان بفطرته هي حقيقة الخالق ولا يوجد انسان في الارض الا ويتعامل عقله مع حقيقة الخالق سواء كان المتفكر موحدا ايمانيا او وثنيا او حتى ملحدا يعتقد بالطبيعة كخالق له وبما ان الخالق ليس له أي شكل مادي او اثر مادي وذلك عند الموحدين والعقائديين فاصبح من العسير الامساك بحقيقة الخالق بمسارب مادية واضحة مما حدا بالعقول التي تؤمن بالتوحيد والتي امسكت بحقيقة الخالق من خلال الالزام الفكري الاستدلالي الذي نضع منه تطبيقات فكرية بين هذه السطور وذلك لغرض تحصين هذه المحاولة من أي فكر داحض قد يكون قد استهوته النظم المادية فانغمس فيها واصبح عقله لا يتعامل الا مع الوثائق والمستندات المختومة باختام رسمية او المصادق عليها من جهات علمية رسمية ... الالزام الفكري هي صفة الحكماء دائما فمن كان يريد ان يتصف بالحكمة في نشاطه العقلي عليه ان يتعامل مع المسلمات العقلية بصفة الالزام ولن يكون متراخيا ازاء صفات مضافة مفتعلة تفتعلها بعض الانشطة الحياتية التي ينشط فيها الناس في توثيق مقاصدهم بالوثائق الرسمية او الاعتماد على الثوابت المادية بحيث يتم شطب العقل في بؤرة التألق العقلي عندما يكون العقل المتألق سيد الموقف الحاسم خصوصا عقلانية الباحث عن الحقيقة
ان البحث المسطور بين ايدينا يتعامل مع الحقيقة بطرق استدلال عقلانية ملزمة للعقل ولا يمكن للحكيم العاقل ان يتجرد منها والا فان الانغماس المادي في مسك حقيقة الاطباق الطائرة قد اصيب بنكسة واضحة وعجزت الالسن العلمية عن وضع تقييم علمي لمئات الاف المشاهدات التي ترويها جماهير لا حصر لها على مر عدة اجيال شاهدت الاطباق الطائرة وتحدثت عن مشاهداتها في الاروقة العلمية والاعلامية .
المرابط الفكرية العقائدية :
الاية 40 من سورة النمل تمنح الباحث المتفكر فرصة الربط بين صفة المشغل للطبق الطائر بالصفة الواردة في النص الشريف (الذي عنده علم من الكتاب) حيث تتحد صفة الطبق الطائر مع صفة الحدث الموصوف في الاية 40 من سورة النمل والتي تتركز في الخروج التام من قوانين الفيزياء المعروفة واهم دلائل الباحث في هذا الميدان هي الاختفاء المفاجيء والظهور المفاجيء للطبق الطائر (رآه مستقرا).. اتحاد الصفة بين الوصفين للمثل القرءاني والطبق الطائر رابط فكري ملزم للحكيم العاقل يضاف اليه :
• العجز الواضح في وضع تفسير علمي لظاهرة الطبق الطائر
• سعير حملة خفية تحت اسم (حرب النجوم) التي خصص لها ميزانية مذهلة وصلت الى 650 مليار دولار سنويا دون ان يحدد برنامج حرب النجوم من سيكون العدو المفترض لتلك الحرب البالغة التكاليف
• تصريح احد العلماء الامريكيين من الذين شغلوا مناصب عليا في برنامج حرب النجوم من ان التفسير الوحيد لبرنامج حرب النجوم هو سياسة (اللاهوت) للبيت الابيض الامريكي وقد عرض تصريح ذلك العالم الطاعن في السن على شاشات الفضائيات قبل اكثر من سنتين وهو برنامج وثائقي مصنوع في امريكا وذلك يعني انه قد تم تصنيع البرنامج التلفزيوني وفق رقابة قانونية امريكية
غياب العدو المتوقع في حرب النجوم ليس حكاية صحفية نستدرجها في هذا الملف ولكنها مواقف معلنة على الملأ ففي نهايات عام 1997 صرحت وزيرة الدفاع الفرنسي والتي كانت ترأس مؤتمر وزراء شمال الاطلسي قائلة ان الامركيين لم يستطيعوا اقناع اعضاء الحلف بحقيقة العدو المرتقب في برنامج حرب النجوم ولكن المفاجأة حصلت في شتاء عام 2000 عندما روجت وسائل الاعلام حالة طواريء قصوى في فرنسا لصواريخ متطورة مرتبطة ببرنامج حرب النجوم الامريكي وعاشت وحدات تلك الصواريخ المحمولة قرابة 48 ساعة في حالة انذار قصوى بحضور كاميرات الفضائيات وكانت كل التقارير الصحفية الاعلامية تتسائل من يكون العدو الذي من اجله وضعت تلك الوحدات في حالة الانذار الشديد ..؟؟!!
نؤكد لمتابعينا الافاضل ان اهداف جمعيتنا تحرص ان تكون غير سياسية في مهنيتها البحثية او في نتاجاتها البحثية وبالتالي فان المعالجة التي بين ايدينا تحاول ان تصف التحدي العلمي القائم من خلال ربط ذلك التحدي مع موضوعية الاطباق الطائرة وسطورنا قد دارت 180 درجة هندسية ازاء الاحتمالات الصحفية او العلمية الرائجة بحيث ربطت صفات الاطباق الطائرة بصفة مثل قرءاني وبالتأكيد فان منهجنا البحثي المعلن في متن الجمعية يؤكد ان المثل القراني هو وسيلة قرءانية يندرج تحتها القانون الالهي المقروء في خارطة الخالق سبحانه ومن ذلك كان ويكون مربطنا البحثي في ان مشغل الاطباق الطائرة يتصف بصفة (الذي عنده علم من الكتاب) .
هذا الرابط البحثي ما كان ولن يكون ارهاصة فكر لتفسير القرءان على الهوى بل هو رابط مرتبط بمنهج قرءاني صارم في منهجة التعامل العلمي مع القرءان بعيدا عن الاحتمالية وبعيدا عن الريب وبذلك يبتعد بحثنا عن الرواية لانها مصابة بالريب عبر اكثر من اربعة عشر قرن من الزمن وتقلبها بين الاجيال المختلفة وتصارعها المذهبي المعروف فكانت وتكون محل ريب وان اليقين يجافيها ولا يقين الا عندما يكون القرءان وجها لوجه مع الباحث دون وسيط تاريخي .. تلك هي من شعارات جمعية علوم القرءان والتي نسعى للتذكير بها فقط في هذا الملف .
الاطباق الطائرة وان كان لها حضور تاريخي قصير الزمن وان روايات ووثائق تاريخية تحدثت عن قصص ومشاهدات تترابط مع الاطباق الطائرة الا ان الباحث الذي يسعى لرصانة بحثه يشطب تلك الاشارات التاريخية ويكتفي بالحدث المعاصر عندما تم توثيق حركة الاطباق الطائرة وتسجيل حضورها الجماهيري بعد الربع الاول من القرن العشرين وقد مرت على تلك الحقبة قرابة ثمانية عقود من الزمن . ولعل شهرة المعالجات للاطباق الطائرة على مرأى ومسمع عالم متحضر يصفه المعاصرون بانه (قرية صغيرة) يجعل من شهرة الاطباق الطائره وحضورها الجغرافي المتزايد وتحديها العلمي المستمر سببا لاستدراج تلك الحقائق بلا ريب على طاولة الباحث وذلك لارتباط انشطة الاطباق الطائرة مع العلوم المعاصرة بشكل رصين من خلال الافلام الفيديوية والصور الفوتوغرافية مما يجعل تلك الحقيقة بصفتها المسطورة في سطورنا حقيقة بلا ريب .
قرابة ثمانية عقود من الزمن والاطباق الطائرة تسجل حضورا متكررا في العالم المتمدن وفي بلدان الارض بشكل شامل تقريبا وهذا يعني في مسلسل المرابط التي بين ايدينا ان الموصوف قرءانيا (الذي عنده علم من الكتاب) والذي يكون (المشغل) للطبق الطائر لا يمكن ان يبقى في ربيع عمره فهو لا بد ان يكون قد عبر المائة عام من عمره يضاف الى ذلك فان الطبق الطائر ليس طبقا وحيدا في كل المشاهدات فقد شوهدت طوابير من الاطباق الطائرة كما شوهدت اطباق طائرة على اشكال طبق الطعام وعلى اشكال اخرى اسطوانية وباشكال متعددة الاحجام .. ذلك يعني ان (الذي عنده علم من الكتاب) والذي ربطناه بمشغل الطبق الطائر يجب ان يكون اكثر من شخص واحد ويجب ان يكون من ذوى الاعمار الطويلة او انهم مثلنا يتعاقبون عملية التشغيل عبر اجيال متواصلة (منظومة تشغيل) .. مثلا ... مشغلي القطار عندنا هم ليسوا مشغلي القطار عند تشغيله لاول مرة بل ان مشغلي القطارات هم من اجيال متعاقبة ... في هذا الانضباط الفكري سوف تصاب سطورنا بالصمت الاجباري لان غالبية العقول المسلمة متقولبة قولبة قاسية بمدرسة تفسير القرءان التي ارتبطت بتاريخ المسلمين وثبتت رواسخ لا يمكن لسطور قليلة مثل سطورنا ان تخترقها فلو اردنا ان نفهم مثل عيسى عليه السلام في صناعته للطير من طين ثم ينفخ فيه ليكون طيرا باذن الله فان مثل تلك المواصفات التطبيقية خارج العقل تماما وخارج نظم العلم وبالتالي فان القبول بفكرة تكوين طيرا من طين والنفخ فيه ليكون طيرا هو اختصاص نبوي محض وهو حصرا كان في حيازة عيسى عليه السلام اثناء نبوته وان مثل تلك الفاعلية لا يمكن ان تتكرر لانها وتر لا شفع لها .. رغم ان محاولتنا لا تعالج مثل هذا الاختناق التفسيري ولكن انعطافة فكرية على هذا الموضوع تمنحني عذرا ومبررا للصمت الاجباري الذي نوهت عنه في مواصفات مشغل الطبق الطائر لان نتائج البحث ستصل الى قنوات خارج القبول العقلاني المعتاد واذا اردنا ان نحتج بمثل عيسى عليه في الطير او بمثل اصحاب الكهف الذين ناموا ثلثمائة سنة دون ان يأكلوا ويشربوا او ان تجف اجسادهم فان القولبة الفكرية لجماهير المسلمين في ربط تلك الاحداث بفاعليها فقط دون المحاولة لفهمها فهما علميا قرءانيا يضع من الباحث الذي يريد ان يسمع الاخرين نتاجات بحثه ملزما بالصمت ازاء قولبة عقول المتلقين لتلك النتاجات العلمية ويتحول القرءان بين ايديهم الى مجرد كتاب قصصي يروي قصص لبشر عاشوا وفعلوا اشياء اعجازية ورحلوا عن الدنيا وان اثرهم في القرءان مجرد اثر اخباري قصصي لا غير ...!! كيف يقوم القرءان معنا اذن ..؟ اليس القرءان للناس كافة ..!!! السنا نحن من اولئك الناس الذين صرف لنا ربنا فيه من كل مثل (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرءانِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) (الكهف:54)
ولكن القرءان يقول ( وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(الحشر: من الآية21)
والقرءان يقول (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)
اذن العالمون يتفكرون في (الامثال القرءانية) ولن تكون تلك الامثال مجرد قصة لحدث تاريخي لا يتكرربل ان المثل القرءاني عبارة عن وعاء يحوي القانون الالهي في الخلق .
الصمت الاجباري الذي حاولت به قطع سلسلة المرابط البحثية التي بين ايدينا لم يكن محاولة لاخفاء البيان القرءاني لان اخفاء البيان القرءاني فيه اثم كبير (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ) (البقرة:159)
ولكن ...!! الحسرات ..!! ان ما اقوله سوف لن يكون لأذن صاغية بل لأذن ساخرة تستهجن الطرح بسبب القولبة الفكرية الشديدة في الفكر العقائدي كما هو مفصل في اروقة جمعية علوم القرءان الفكرية .. والسخرية من الطروحات العلمية التي اعلنها الخالق العظيم هي سنة ملتصقة بعقول البشر في كل زمان فذلك صالح عليه السلام وناقته التي سخر منها قومه وذلك رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام والذي لا يزالون في جيلنا من يسخر منه بصور كاريكاتيرية .. السخرية من عظمة خلق الله تقع في دائرة المعلنين لعظمة خلق الله (قوانين الله) فيتهمون صاحب الاعلان واعلانه بالجنون ويقولون انه لمجنون وما هو الا ذكرى ... للعالمين ...
واذا اردنا ان نستمر بمسسل المرابط البحثية بعد ان نعبر سلمة الصمت الاجباري فاننا يمكن ان نضع مرابط ترتبط بغلة النتاج البحثي لغرض علمي وليس لغرض عقائدي
• اذا كانت الاطباق الطائرة تتحدى العلم المعاصر فهي مرشحة لتكون العدو المرتقب في برنامج حرب النجوم والحشد المعلن لحرب النجوم حشد علمي تقني كبير الحجم .
• اذا كان المشغلون للاطباق الطائرة من العقائديين (الذين عندهم علم من الكتاب) فان الايدلوجية العالمية تعلن باستمرار حربها على التطرف العقائدي فيكون مشغلوا الاطباق الطائرة بالضرورة هم اعداء للحضارة القائمة الان بموجب الايدلوجية الدولية المعلنة
• اذا كانت الاطباق الطائرة خارج قوانين الفيزياء فذلك يعني ان الرد عليها يحتاج الى حشد مكثف بل مبالغ بحجمه ويتطابق ذلك مع الميزانية البالغة التكاليف التي تعلنها برمجيات حرب النجوم
• اذا كانت الاطباق الطائرة في حيازة عقائدية فذلك لا يعني ان مشغلي تلك الاطباق قد قرروا المنازلة مع جهة تمتلك عناوين سياسية او عقائدية او دولية ... ذلك التخريج يتضح جليا على طاولة الباحث حيث يرى عدم حصول أي منازلة بين تلك الاطباق وجهة محددة ورغم ان الانذار الشديد لاجهزة الرد الحربي في فرنسا في عام 2000 كان ينذر بمنازلة من نوع ما الا ان مرور اكثر من سبع سنوات هادئة يدل دلالة واضحة ان مشغلوا الاطباق الطائرة لم يقرروا المنازلة المعتادة (العسكرية) التي يستعد لها الحشد العسكري في مواقع مهمة من الارض ...
• نستدرج الى طاولتنا البحثية الهجوم غير المبرر على الفكر العقائدي الاسلامي مثل تصريحات رئيس الوزراء الايطالي الذي وصف الحضارة الاسلامية باعتبارها حضارة متدنية او متخلفة او الاستفزازات التي اعلن عنها في تبول البعض على المصحف الشريف في سجن غوانتيناموا بالذات وحرق القرءان في ساحات اوربية عامة ورسوم كاركاتيرية للمصطفى عليه افضل الصلاة والسلام يستطيع الباحث ان يربطها ربطا جدليا منطقيا :
القيام باعمال استفزازية لاستدراج مشغلي الاطباق الطائرة الى ساحات منازلة مختارة
والاختيار يكون بالتاكيد اختيارا جغرافيا دقيقا فقد اعلن في ربيع 2008 عن احتفاليه لحرق القرءان في ساحة عاصمة اوربية وعندما يدرس الباحث الجاد عن هدف مثل ذلك التصرف فانه بالتأكيد لن يضع في حسابه ان ذلك التصرف هو لاستفزاز المسلمين عموما بل لاستفزاز فئة محددة ولا يمكن القبول بفكرة الاستفزاز المنظور لجماعة عقائدية تمتلك صفات عدائية مع المنظومة الاوربية فالارهابيون الذين اعلن عدائهم مثل المجاميع المسلحة والفئات التي تستخدم التفجيرات لا يستدرجون الى حاظرة اوربا يقينا وان المبرمجين لمثل تلك النظم الاستفزازية لا يمكن ان يستفزوا اعدائهم المفترضين في ديارهم الامنة وانما تم اختيار العمل الاستفزازي في موقع مهم (عاصمة غربية) لاستدراج تلك الاجسام المجهولة للمنازلة في موقع مرصود رصدا تقنيا مبالغا في مراصده التقنية البالغة التطور في ارض مؤمنة داخل حضارة راسخة فلو اريد لتلك المراصد التقنية ان تكون خارج اوطانها فانها تحتاج الى جهود مضاعفة وتتعرض الى تحلل سريتها وخفائها , رغم ان هذا الاستدلال هو مسرب استدلالي الا ان تكرار مثل تلك المسارب وتداخلها يمنح الباحث المتفكر مسربا فكريا يرصد فيه المحرك الحقيقي لتلك الاستفزازات المتكررة لرموز العقيدة الاسلامية بشكل ملفت للنظر ويسجل سابقة لم يكن لها أي نشاط سابق ولا تمتلك مبررا حقيقيا وهدفا واضحا او منطقا مقبولا . واذا وضعنا موقعا مضافا لتلك المسارب الاستدلالية فسوف يكون موقع غوانتيناموا هو الاكثر وضوحا في معرفة الهدف الذي يسعى اليه المبرمجون لحرب النجوم في استدراج الاطباق الطائرة الى منازلة مختارة لموقع مختار يرتبط برباط عقائدي وفي نفس الوقت تكون منطقية الاستفزاز متهرئة لا يمكن قبولها على مسطحات الفكر المعروفة ما لم ترتبط بمسارب الفكر المسطورة في هذه السطور
العقائديون الذين نعرفهم (مسلموا الارض) تم استفزازهم بتلك الهجمات الاعلامية وظهرت ردود افعالهم بحجم يكاد لا يحسب حسابه بحجم الهجوم الاستفزازي مثل الرسوم الكاريكاتيرية للرسول الكريم عليه افضل الصلاة والسلام ... من هم المستفزون في تلك الهجمات اذن ..؟ انه تساؤل وليس سؤال لان الربط الجدلي سوف يربط بين جهة الاستفزاز والمقصودين بالاستفزاز لغرض استدراجهم الى ساحة منازلة مختارة ولكن شيئا مثل ذلك لم يحصل ولم تجري أي منازلة بين الاطباق الطائرة وعناصر الهجمات الاستفزازية رغم ان مواصفات الاطباق الطائرة التي ظهرت مع ظهورها الميداني عبر سنوات طويلة تؤكد ان تلك الاطباق قادرة على محق كل شيء مهما كان قويا ..
لا يراد لهذه الروابط الفكرية ان تصوغ مسارب فكرية خيالية او توقعات فكرية بل ان المرابط المنشودة لا بد ان ترتبط ربطا استدلاليا علميا له مبرراته الفكرية على ارض واقعية فقد حدث ان حصل في عام 1997 تغير مفاجيء لمواقع اقمار صناعية للاتصالات فوق كندا وتضررت الاتصالات في امريكا الشمالية ولم تعلن الجهات القطاعية السبب الذي غير مواقع قمرين صناعيين وسرعان ما قطع الاعلام متابعته لذلك الحدث ... انقطع التيار الكهربائي عن مناطق مهمة ومتعددة من امريكا لاكثر من مرة واعلن ان الانقطاع لم يكن نتيجة لافعال ارهابية ولم تعلن السلطات عن اسباب ذلك الانقطاع ولم يهتم اعلاميا بالاسباب بشكل غير معتاد رغم تكرار الحادث ورغم الارتباك الشديد الذي اصاب الامركيين .
الصفة القرءانية المطروحة على طاولة البحث (الذي عنده من الكتاب) والذي حمل مثله القرءاني (نقل عرش بلقيس) وربطها بصفة ظاهرة واكيدة للاطباق الطائرة هو ليس الرابط الوحيد في موضوعية الاطباق الطائرة وحيازتها من قبل المتصف بصفة (الذي عنده علم من الكتاب) .
امثال قرءانية كثيرة وعديدة تسجل خروجا على قوانين الفيزياء الثابتة والراسخة في حضارة اليوم وندرجها للاستئناس لتذكير حملة القرءان الفارق العلمي الكبير بين علوم القرءان وعلوم العصر ... ذلك الفارق هو في محدودية علوم العصر بقوانين الفيزياء الثابتة فقط في حين تبحر بنا علوم القرءان في بحر زاخر خارج قوانين الفيزياء وقوانين الحياة العلمية بشكل عام وفيما يلي امثال تذكيرية وليست حصريه :
الامثال القرءانية الخاصة بعلوم الاحياء :
• بقرة بني اسرائيل واحياء المقتول
• تجربة طيور ابراهيم
• موت العزير عليه السلام وحماره وعودتهما الى الحياة
• ناقة صالح عليه السلام ودمار قومه بعقر الناقة
• نومة اصحاب الكهف
• طير الطين لعيسى عليه السلام
• ولادة عيسى عليه السلام بلا اب
• ابتلاع الحوت ليونس عليه السلام
• صلب عيسى عليه السلام
• مخلوق الجن
• مخلوق الملائكة
• عيسى عليه السلام وقدرته على احياء الموتى ( وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ )(آل عمران: من الآية49)
• سليمان وتكليم النمل .. سليمان وتكليم الطير
الامثال القرءانية الخاصة بعلوم الفيزياء
• انشقاق القمر
• انفلاق البحر لموسى عليه السلام
• عصا موسى عليه السلام
• عرش بلقيس
• تسخير الرياح لسليمان عليه السلام
• ليونة الحديد لداود عليه السلام
• بناء السماوات
• قيام الساعه
• سفينة نوح التي جمعت الخلق بمواصفات يعجز عنها مؤسسات العلم المعاصرة لو اجتمعت
• طوفان نوح
• الاسراء
• رفع الجبل فوق بني اسرائيل
رغم ان النقاط الواردة اعلاه نقاط اثاره وليس نقاط حصرية الا ان موضوع الحج لوحده يخرج من كل النظم العلمية الحضارية ويعتبر نشاط الحج خارج أي وصف علمي فيزيائي او بايو فيزيائي او منطقي عقلاني
عندما تضاف الاطباق الطائرة الى تلك النقاط كنقاط اثاره فان الرابط الذي يربط الاطباق الطائرة بالعقل يقع تحت عنوان علمي (مجهول) ويقع تحت عنوان فكري عقائدي (المعجزة) والمعجزة بمعناها العربي هو في (العجز) العقلاني لاحتوائها فتكون (معجزة) غير مفهومة التكوين .
الرابط العقلاني بين نقاط الاثارة القراءانية اعلاه والاطباق الطائرة تتركز في حيازة تكوينة تلك النقاط المجهولة والحيازة هي حيازة علمية وقد وضع القرءان لها وصفا دقيقا (الذي عنده علم من الكتاب) وهنا يتألق عقل الباحث تألقا الزاميا اجباريا ان تلك المجاهيل لا تحاز علميا الا من (عند الكتاب) وهما القرءان وبذلك فان الجزم المطلق سيكون ان الاطباق الطائرة لا يمكن حيازة تكوينها علميا بعلوم العصر وتبقى تتحدى علماء العصر لان حيازتها التكوينية تقع حصرا في (علم الكتاب) ولو حرص المتابع الفاضل على احتضان هذا المبدأ سيجده بالتحديد هو مشروع جمعية علوم القرءان
علم الكتاب هو وعاء علوم القرءان وهو مشروع جمعية علوم القرءان وبه .. ومنه ... تعرف الحقائق بصفتها التكوينية وليس بمظاهرها فقط .. هي قراءة خارطة الخالق .. هي .. هي .. لا بديل لها ...
الباحث العلمي المعاصرعن حقيقة الاطباق الطائرة يتصف بصفة الباحث عن مجهول والباحث في العلوم القراءنية باحث عن حقائق تكوينية والفرق بين البحثين ان كينونة الاطباق الطائرة سوف لن تكون هدفا بحثيا لدى الباحث القرءاني حيث ان تكوينة الخلق ستكون نتاج غله علمية من خلال قراءة علمية لخارطة الخالق المودعة في القرءان (ولقد صرفنا في هذا القرءان للناس من كل مثل) وبذلك فان الباحث القرءاني يستطيع ان يتعرف على الاطباق الطائرة من ثوابت قرءانية وليس من حيازة مادية لتلك الاطباق وهذه سنة البحث القرءاني ولنضرب مثلا هدفه تثوير العقل
لو تعاملنا مع مناسك الحج مثلا لوجدناها بمجملها عبارة عن (نوايا عقل + تصرفات مادية) والتصرفات المادية واضحة ومعتمدة ويستطيع المؤمن بالله والمطيع لرسوله ان يربط بين عمله المنسكي ونوياه في القربى الى الله سبحانه واذا ما نقصت بعض اركان تلك النوايا او بعض المناسك قالوا فيها ان (الحج فاسد) أي ان الحج الناقص لا يجزي ذمة المكلف .... الباحث العنيد في بحثه سيرى اكبر من ذلك سيرى ان منقصة الحج سوف توقعه في ازمة تفوق كثيرا ازمة فساد حجته ولزوم اعادتها في موسم لاحق وهي في منقصة منسك (طواف الوداع) مثلا او ما يطلق عليه (طواف الافاضة) ويسمى احيانا (طواف النساء) وهو اخر منسك من مناسك الحج وفيه يطوف الحاج سبعة اشواط حول البيت ويختمها بركعتي صلاة قربى لله سبحانه .. اذا غفل المكلف عن تنفيذ طواف الوداع سواء بنسيان او بسهو وغفلة فان النساء تحرم عليه حتى زوجاته تحرم عليه ولا يجوز له الاقتراب من النساء حتى يرجع ويعود لبيت الله الحرام ليطوف طواف الوداع لكي تعود له حقوقه في النساء او ان ينيب مسلما يؤدي عنه تلك المنقصة التي نقصت من مناسكه وبذلك يبتلى عقل الباحث عن الحقيقة بابتلاء فكري يلزمه ان (يتفكر) ليرى حقيقة ذلك المنسك بل حقيقة المنقصة التي انتجت مثل ذلك الحرمان من النساء وحرمان النساء من رجالهن ولماذا ..؟ !! وكيف ...؟؟!!
الباحث القراني في هذه الفقرة المنسكية سوف لن يكون باحثا عن كينونة البيت وكينونة الطواف بالبيت بل سوف يمتلك ماسكة يمسك بها حقيقة الرابطة التي تربط الرجل بالمرأة في خارطة الخالق وبالتالي فان كينونة البيت وكينونة الطواف ستكون خارج الماسكات المادية التي تعتمدها العلوم المعاصرة بل ان العقل الباحث سوف يمسك (عقلا) بتلك الرابطة رغم انها خارج الحيازة المادية ... مالذي يجري في طواف الوداع بحيث وجوده يسمح للحاج ممارسة حقوقه مع النساء وبعدمه تنعدم تلك الحقوق التكوينية رغم بقاء الطابع الغريزي (المادي) قائما في الشخص الا انه ممنوع منه عقلا ... لماذا لا تؤثر تلك الواقعة المادية (الطواف) بالواقعة المادية الاخرى (الغريزة) او الفطرة ويتعرض الممتنع عن طواف الوداع الى وقف الغريزة مع النساء ..؟ لماذا الامتناع له اثر عقلاني دون الاثر المادي رغم ان مناسك الحج (عقل + ماده) .. في هذه البؤرة الفكرية تظهر غلة النتاج على طاولة الباحث القرءاني حيث سيثبت على طاولة البحث ان شطري مناسك الحج (عقل + مادة) لها تأثير (عقلاني) دون التاثير (المادي) وبالتالي فان المراشد التكوينية لكينونة بيت الله الحرام سوف تثبت ان بيت الله الحرام بكينونته المادية له تأثير عقلاني وليس مادي وهنا يحصل مفترق الطرق الكبير بين المدرسة العلمية المادية ومدرسة علوم القرءان وذلك للترابط الوثيق بين نظم التكوين والمادة حيث نظم التكوين هي قبل المادة وبالتالي تكون نظم التكوين هو (العقل) بعينه ولا احد يدرك تلك الضابطة الا من خلال برامجية علوم القرءان في المنسك االعقائدي وهو وعاء (الكتاب) الذي ورد في نصوص القرءان .
مجهولية مكة اعمق بكثير من مجهولية الاطباق الطائرة وان كانت مكة بين ايدينا وفي حيازة علماء الارض فالاطباق الطائرة ليست في حيازتهم ولم يحصل العلماء على حطام لطبق طائر ..!! مجرد حطام لا يحوزون ...وان ما يروونه عن سقوط طبق طائر في امريكا عام 1946 انما هو افتراء كاذب يفنده علماء امريكا انفسهم واذا كان العلم جاد وحازم في معرفة الاطباق الطائرة فان مكة اعمق علما ولكن التعامل المادي المطلق مع مكة اصبحت فيه مكة ما هي الا بقعة ارض مقدسة من يحج اليها يرضي الله ... اما علومها فهي لا تتعدى ما جائنا من السلف الصالح عنها ...
الربط البحثي الذي اربطه بين الاطباق الطائرة ومكة هو في اتحاد الوعاء المادي ومحدودية حيزه فالطبق الطائر طائر ولا يمسكه احد وهو حيز مادي سجلته عيون مشاهديه واجهزة الرادار وكاميرات الجمهور فهو يثير الاهتمام لتحدياته للعقل ليقف العقل امام ذلك الطبق بذهول كبير اما مكة فهي لا تثير احدا ولا تتحدى العقول ولكن الباحثين في علوم الكتاب الذي يسعى ان يكون (عنده علم من الكتاب) فان التحدي العقلاني يظهر في عقله بعنف شديد عندما يترابط السبب بالمسبب في الامتناع عن طواف الوداع الذي يسبب سقوط الحق بمعاشرة النساء وهو نتاج يتحدى عقول الباحثين عن الحقيقة .. ولكن هل منظمات العلم المعاصر تتعامل مع مكه وبيت الله الحرام وهي جزء من علم الكتاب ..؟
هل التقنيات المادية المتطورة تسعى لاسر الاطباق الطائرة ...؟ أي الامساك بها ..؟ من عنوان برنامج (حرب) النجوم يستحلب الجواب وهو ان حربا معلنة على تلك الاجسام المجهولة ولكننا لم نر ولم نسمع عن المنازلة ... ندائنا العلمي يقول لماذا لا تكون الهمة والجهد في التعرف على هوية المشغلين للاطباق الطائرة ومحاورتهم عسى ان يكونون خيرا يعم ارضنا وليس شرار الحرب ..؟ اليس الاجدر بالعلماء ان يعرفوا نوايا عدوهم المفترض ... ؟؟؟ فان كانت نوايا مشغلي الاطباق الطائرة خيرا فلماذا عدائهم ..!! لماذا الاصرار على منازلتهم ..!! اليس الاجدر بعلماء الارض ان يناصروا الخير ضد الشر ...؟!!!
الحاج عبود الخالدي
تعليق