مجهولية الفاعل بين الغفلة
واليقين
من أجل يوم إسلامي افضل
من المؤكد أن الحدث في أي ديار يمتلك خصوصيات تلك الديار الا ان كثيرا من الديار تمتلك صفات مشتركة تسهم في تعميم الحدث من هذه الديار الى الديار الاخرى ... ديار العراق ... فيها حدث ساخن وفي بغدادها يزرع الموت بشكل ملفت وأهم لافتة عقل يمكن ان ترفع في أحداث بغداد انها منزوعة الانسانية بشكل كبير وتعتمد الغدر بالناس في تجمعاتها وزمن ذروة التجمع مما يدفع العقل الى مسك ماسكة استدلال لا بد منها تصرخ إن المصمم للحدث البغدادي يسعى لقتل عدد اكبر من الناس وهم من أطياف مختلفة سواء عقائدية اوسياسية ولا يمكن ان تكون اماكن الاختيار موصوفات خيار استراتيجي يمثل هدفا مرتبطا بتقسيمة المجتمع البغدادي ... واليقين
من أجل يوم إسلامي افضل
من دواعي العمق الاستدلالي لهذا البحث المتواضع يكون لكاتب السطور بصفته من نفس عجينة المجتمع الذي يتعرض الى القتل الجماعي حضور لا يمكن شطبه فابن هذه الديار يعرف الخلفيات الوجدانية لكل الاطياف سواء كانت من الصنف الشوارعي ذو الثقافة المنخفضة التي تستجيب لدواعي الثأر كما حدث ابان الازمة الطائفية او قيادات تلك الجماعات وخلفياتها الوجدانية كذلك وسائلها التدميرية التي لا تعلو عن عبوة ناسفة من صنع محلي او زخات رصاص من بندقية او فرق تصفيات جسدية تدور مسعورة في الشوارع لتقتل على الهوية او مجاميع من ذوي التربية الشوارعية او تربية السجون تسلب الناس أموالهم او تختطف الميسورين من اجل حفنة مال ...
الأحداث التفجيرية الضخمة تخرج تماما من موصوفات اولئك الناس الشوارعيين في تربيتهم وتضع حجم الحدث في قمة عداونية اعلى ومن خلال قراءات ميدانية لقيادات كل تلك الاطياف فان قدرات تلك القيادات تمتلك هدفا عدوانيا محددا ولا تمتلك انشطة عدوانية شاملة كالتي نراها في الحدث العراقي والبغدادي خصوصا . ذلك يؤكد أن عقول عداونية أكبر تمتلك هدفا استراتيجيا شموليا يعبر سقف الاهداف المحددة للفئات المتصارعة في ساحة العراق ..!!
لا بد ان يعي الناس إن عملية الترويج المبرمج الى منح تصاميم تلك الاحداث توقيع تنظيم القاعدة او البعثيين القدامى او موساد ايراني او صهيوني انما هي محاولات لرسوم كارتونية تمنح المساحات الفارغة رسوما غير حقيقية وبالتالي تضيع الحقيقة على الجماهير ... من اجل ذلك فان الحدث العراقي او البغدادي ينقلب الى عنوان اسلامي مهم يجب ان يكون في جدول الاهتمام الاسلامي كأفراد قبل ان يكون كمجتمعات إسلامية مسلوبة الارادة من قبل حكامها .. ومن أجل ذلك كانت هذه الاثارة التي قد يراها البعض سياسية الصفة الا ان مضامينها تعلو فوق الحدث السياسي وذلك بسبب وصول الجهد السياسي الى حافته القصوى في صناعة ظلام مفتعل ازاء الفاعل ولعل الموقف السياسي الامريكي الفعال في العراق يصل حد الازدراء عندما يكافح السياسيون الامريكان مجهولية الفاعل في حادثة الحريري ويجاهدون من اجل الامساك به وهم في صمت قذر ازاء احداث تصبغ شوارع بغداد باللون البشري الاحمر ..!! الامريكيون الذين مشوا في جنازة الحريري قد انهو لعبتهم تلك وهم الان يتفرجون على جنازة بغداد التي احتلوها في 2003 وعلى المسلم الفرد ان يعرف عدو الاسلام من خلال عدو بغداد واهل العراق ..!!
عندما يكون العراقيون على مكمن نفطي استراتيجي يتحكم بالمكامن النفطية المجاورة سنعرف من هو العدو .. وهنا نفط وليس سياسة ... وهنلك دراسات فردية تطوعية مرتبطة بقرءان الله تؤكد تلك الحقيقة التكوينية وأن معدلات الضغط الداخلي للمكامن النفطية التي تحيط بالعراق بدأت تنخفض في الربع الاخير من القرن الماضي وفشلت معالجات ميدانية في الحجاز والخليج عموما فاصبح العلاج من ارض عراقية بتجفيف الاهوار العراقية من اجل تسخين قشرة المكمن العراقي وصولا الى طموحات الانتاج الخليجي ... وفشلت المحاولة وقامت محاولة اخرى من خلال وقف الانتاج من المكمن العراقي قرابة سبع سنوات من اجل معالجة الموقف الا ان ذلك فشل ايضا واصبح الحل ان يكون من ارض عراقية بضخ المزيد من المياه في مكمن النفط الجنوبي لتحسين انتاج النفط في مناطق اخرى وعلى العراقيين ان يكونوا خارج دائرة التنفيذ الاسود لان تلك المعالجات لا تحمل أي منطق عراقي ويختفي السبب الذي من اجله يتم ضخ كميات هائلة من المياه لرفع ضغوط النفط خارج العراق ...
اهل العراق ... ينتجون النفط من ثلاثينات القرن الماضي وهم اليوم لا يمتلكون شبكة تصريف المياه الثقيلة فما اسوأ العدو وما اكثر قساوته على امة من الناس تم وضعهم في معسكر اسمه العراق عرضوهم للجوع والحرمان فافقدوهم اتزانهم العقلي وهم الان يتحولون تدريجيا الى صفة شوارعيين بالكامل من شدة الضغوط عليهم
في السبعينات ... تقشف من اجل تأميم النفط
في الثمانينات ... تقشف من اجل الحرب مع ايران
في التسعينات ... تقشف قاسي بحجة الحصار على العراق
وفي القرن الجديد ... كل شيء متوقف بسبب اختلال الامن
والى متى ... والعدو مجهول ... !! واين العقول ... ومتى تصحو ...
العدو المرشح ان يعتلي قائمة اعداء اهل هذه الديار ومليء مساحة الجهل والغاء كافة الرسوم الكارتونية لاعداء العراق المفترضين هو المستفيد من النفط استراتيجيا ... ليس استعمار النفط كمادة من ارض عراقية بل ذلك المتحكم بالنفط سعرا وانتاجا واستهلاكا وتلك استراتيجية مركزية وليست اقتصادية كما يتصورها الناس فالنفط هو مشغل الحضارة بمجملها وبالتالي فان استراتيجية النفط ترتبط باستراتيجية الحضارة فمن يكون ..!! انه مجموعة من الكيانات الرسمية وغير الرسمية تظم بشكل اوسع تلك الدول التي تتحكم بحضارة الانسان على هذه الارض (الدول الصناعية) او ما يسمونه (دول الثمانية) وهي دول رسمية خلفها منظرون يتحكمون بعميق سياساتها ويمتلكون سلطوية أممية مستحكمة على الارض بكاملها وشرطي تلك المجموعة الان هي امريكا كما هو معروف وتلك الدولة ذات كيان واسع يمتلك وسائل علمية كبيرة واهمها واخطرها (برنامج حرب النجوم) الذي استعر منذ اكثر من عقدين من الزمن وبميزانيات هائلة واصرار مبالغ فيه واهم سمة يتسم بها ان ذلك البرنامج لا يمتلك عدوا واضحا قام البرنامج من اجله وسقطت كل التبريرات التي اطلقت من اجل وضع صفة للعدو المحتمل في حرب النجوم وهو في حقيقته موجود وهو (الانسان) فحرب النجوم هي تقنيات ضد الانسان وليس النجوم الا ان نجومية ذلك البرنامج تظهر في احتلال الفضاء وتوجيه ضربات موجية مدمرة من خلال تلك المساحة التي تمثل سماء الشعوب والشعوب لا ترى تلك الوسيلة اللاإنسانية والتي نرى اثرها في الارض في احداث بغدادية دامية ويبدو ان قساوة البرنامج هو تصفيه اهل العراق من خلال مسربين :
الاول : تدمير بنيتهم المتحدة من خلال تلك التفجيرات التي تزيد من اتساع الخلاف بينهم بسبب مجهولية الفاعل وعجز حكومي عن وقف تلك التفجيرات فيكون اهل تلك الديار مرشحين لحرب اهلية طويلة الاجل
ثانيا : القتل بالجملة بوسيلة تلك التقنيات الفضائية لديمومة حجم القتل وديمومة الصراع وكل تلك المنهجية تصدر من وعاء الغفلة في مجهولية الفاعل ..!!
الامريكيون اعلنوا في عام 1990 ان فريقا علميا استطاع انتاج موجات متناهية الصغر قادرة على تحليل المادة تحللا سريعا (انفجار) ومن خلال رصد الوعاء العلمي لتكوينة المواد وجد ان مادة الالمنيوم هي الاكثر قدرة على الانفجار بسبب انخفاض قوة الشد لنواة ذلك العنصر وعند ربط تلك البيانات مع التفجيرات ميدانيا يظهر نتاج الاستدلال حيث نلاحظ ويلاحظ الجميع أن الانفجار يحصل دائما في محرك السيارات المفخخة لان محركات السيارات تمتلك كتلة مهمة من مادة الالمنيوم كما تستهدف اكوام علب العصائر والمشروبات الغازية التي تباع على ارصفة الطرقات وعلبها المصنوعة من الالمنيوم والمشغلون للاقمار الصناعية المتخصصة بتلك التقنية يمارسون عملا الكترونيا بجهد لا يزيد عن جهد اللاعبين في الالعاب الالكترونية ... ذلك لا يمنع من برمجة تفجيرات تقليدية بين يدي جهلة يتصورون انهم يمارسون عملا جهاديا الا انهم يستدخمون من قبل مركزية مبرمجة لغرض الامعان في اخفاء الفاعل الحقيقي الذي يمارس نشاطه من الفضاء في غفلة تامة ومطلقة يعيشها اهل العراق ومن يتعاطف معهم ...
اثبات هذه المرابط لا يمكن ان يقوم على صفحات منشورة بل يحتاج الى ذوي اختصاص عميق ولغرض تقديم اثارات تساعد على الاثبات لطالبي الاختصاص فان اشارات بسيطة قد تنفع طلاب الحقيقة في البحث عنها ومسكها مسكا عقلانيا يقينيا ونضع هنا بعض الملاحظات المشهورة التي يمكن ان تكون دليلا تحفيزيا يحفز ذوي الاختصا على غور هذه الحقيقة ومنها :
الصوت يحلل المواد القلقة فتنقجر وتلك من ثوابت معروفة فقد استخدمت في حرب لبنان من قبل الطائرات اليهودية في خرق حاجب الصوت والصوت الصادر من تلك العملية يفجر الاسلحة بين يدي حملتها لان صواعقها (فولمنات الزئبق) هي مادة قلقة تنفجر بتأثير الصوت الشديد فتنفجر الاسلحة التي تم ربط صواعقها معها ..!!
الالمنيوم بصفته مادة قلقة قابلة للتحلل السريع تستخدم في الالعاب النارية كما يراها ونراها جميعا ..!! ذلك لصفة تكوينية تخص قوة الشد لنواة ذرة الالمنيوم فهي قلقة الى حد تجعلها اكثر قلقا من أي فلز آخر
الموجات الصغيرة تؤثر بالمادة يقينا وقد استخدمت حتى في المنازل في افران (المايكرو ويف) وفي غسالات الصحون وفي استخدامات صناعية اخرى ... وعندما تكون الموجات فائقة الصغر فان تأثيرها سيكون انفجاريا خصوصا مع الالمنيوم .. !!
الازمة هي اكبر من أن تكون عراقية الصفة فهي تعلو الى الصفة العربية وتسمو الى الصفة الاسلامية فان الخطر شديد يلازمه غفلة شديدة فالعدو مجهول ووسيلته مجهولة فتنعكس النتيجة على علاقة الانسان بالانسان فيفقد الكثير اخلاقه الاسلامية ومن ثم العربية ومن ثم الانسانية فيكون الحال اكثر سوءا مع اطراد ازدياد الغفلة واختفاء أي بارقة أمل في حصول صحوة فكرية عقلانية تساعد في افشال برنامج العدو الذي سيبقى مجهولا
وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ...!! انها خارج التفعيل لاننا لا نعرف عدونا حتى نعد له ولا نعرف وسيلته لكي نقابلها برباط خيل ..!! انها مأساة إسلام يضيع وسط حضارة لا نمتلك منها الا ما يجود به علينا مشغلي الحضارة ... الاستعمار قد احتل عقولنا فضاعت الوسيلة وحصلت متاهة العقل وسط خطة مبرمجة لا نعرف اركانها ولا نعرف عنها سوى اننا أذلة وسط حضارة إنسانية تفقد إنسانيتها على مرأى ومسمع الانسان ..!!
الحاج عبود الخالدي
تعليق