يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ .. كيف ..؟؟
من اجل بيان نظم الخليقه في نصوص القرءان
{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً }الانشراح5 {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً }الانشراح6
العسر في معارف الناس عندما يكون الفرد غير قادر على تأمين حاجاته فيكون معسرا اليسر في معارف الناس عندما يكون الفرد قادرا على تامين حاجاته فيكون ميسورا تلك هي (اوليات) مقاصد الناس في العسر واليسر الا ان للناس مذاهب اخرى تقترب من تلك الاوليات فالمدين المعسر هو المدين الذي تكون امواله اقل من ديونه والفقر (عسر حال) وهنلك يوم عسير فالفرد حين يقضي يوما صعبا يقال له يوم عسير وجاء في القرءان وصف اليوم العسير
{الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً }الفرقان26
وهنلك ايضا في معارف الناس وصف لليسر يقترب من اوليات العقل ومنه (الغنى) فالغني هو (ميسور الحال) في معارف الناس وجاء في القرءان ما يؤكد تلك المعارف
{وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }البقرة280
معارف الناس (خصوصا الحديثة) اي المعاصرة ذهبت مذهبا بعيدا عن اوليات العقل حيث اصبح (اليسر) في (الدرهم والدينار) والعسر عندما يفتقد الدرهم والدينار فيكون معسرا ... عند العودة الى اصل النوع البشري (اوليات الخلق) فان الدينار والدرهم ليسا من حيثيات الخلق بل هي ممارسات المخلوق وبالتالي فان دستورية نظم الخلق المسطورة في القرءان عند اعادتها الى اولياتها (تأويلها) انما ترسم خارطة الممارسة التي يضعها الخالق للمخلوق فالدينار والدرهم وامثالها من العملة الورقية او المعدنية هي مستحدثات تطبيقية تمثل في حقيقتها (سلعة تبادلية عامة) لها شمولية قبول بين الناس ولن تكون مربط حق في الخلق بل هي ممارسات تصالح عليها الناس لتسهيل تبادل الحاجات بينهم خصوصا في العصر الحديث وما يؤكد تلك الراشدة سنجده في قرءان فيه من كل مثل ونقرأ
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرءانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }البقرة185
ففي الاية الشريفة منسك الصيام وفيه ارادة الهية مبينة جدا (يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) وتلك الارادة لا ترتبط بالدراهم او بالغني او بالفقير بل ترتبط بمؤهلات الصوم فهي ءاية في بيان نظم الصيام التي لا تزال خفية على الناس وحين نتفكر فيها نرى ان الصوم هو عملية مأكل يتحول بضرورته (كتب عليكم الصيام) بخصوص المأكل من ءاية نهارية الى ءاية ليلية وما يعني ذلك من تغييرات بايولوجية في جسد الصائم تصاحب ذلك المنسك ليقوم الصائم من خلال الصوم بتأهيل بنية البناء الجسدي (الجينات) والمسلمون يعلمون الحديث الشريف ان (صوموا تصحوا) الا انهم لا يعرفون الكيفية وننصح بمراجعة ادراجنا
نظرة في كتاب الصيام مع علوم الله المثلى
الصائمون يأكلون الميتة وهم لا يشعرون
الصيام الاسلامي كما يراه العلم الحديث : بحث مستقل لفضيلة د . عمر محمود عطية الراوي
فاليسر والعسر في الصيام دليل يؤكد ان الدراهم والدنانير او غيرها من المقتنيات لا تمثل القصد الالهي العميق (اوليات القرءان) ذلك لان القرءان هو خارطة خلق ونصوصه تخص نظم الخلق (الاولية) وفيه يقوم تأويل القرءان باعادته الى اولياته في المقاصد الشريفة وهنا نحتاج الى متكأ فكري يتكيء على خارطة الحرف في النص القرءاني (علم الحرف القرءاني)
لفظ (عسر) في علم الحرف القرءاني يعني (وسيلة فاعلية نتاج غالب) اي ان نتاج الوسيلة يمتلك صفة الغلبة وهو يظهر يقينا في (عدم) ممارسة منسك الصيام نتيجة (وسيلة فاعليات الكافر بالصوم) فيخسر عملية تأهيل بنية جسده في ميقاتها المكتوب في الخلق كل 12 شهر وذلك من ارادة الهية (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) فالعسر هو في عدم الصيام حيث (وسيلة الجسد) تفعل فعلها الغالب عندما يغيب التأهيل وتلك صفة يعرفها الناس جميعا ويسمونها (الصيانة) فكل ( كيان متحرك) يحتاج الى (صيانه دورية) حتى العربة التي تجرها الخيول ومثلها جسد الانسان فصيانته الدورية تأتي بالصوم لان عدم الصوم يفعل فعل فاسد في بنية الجسد
لفظ (يسر) في علم الحرف القرءاني يعني (وسيلة حيازه غالبه) ونراها عند ميسور الحال فهو يمتلك (وسيله) تلك الوسيلة تمكنه من (الحيازة) التي تتصف بصفة (الغلبة) فصاحب المال يمتلك (غلبة حيازة) على امواله ولا يحق لغير صاحب المال ان يحوز (وسيلة الملكية) تلك ... في هذا المقام يقوم الرشاد (إن اذن الله) في الفارق بين اليسر والعسر فالعسر هو من انعدم عنه اليسر فهو لا يمتلك وسيلة حيازة غالبة فيحتاج غيره في منحه (حيازة جاهزة) وكل حيز مملوك (شيء مملوك) ما هو الا (نتاج فاعلية جاهز) يفتقده المعسر فلو ان المعسر كان بحاجة الى (اللبن) مثلا فان امتلاكه لـ نعجة او بقرة سيكون في (يسر) اما اذا طلب الحليب من مالك البقرة فهو (وسيلة نتاج لفاعلية غالبة) وهي وسيلة مالك البقرة في الانتاج حيث يتصف بصفة (الغلبة) عند الحائز الميسور لان الحليب (متيسر) بين يديه في حين يكون المعسر في عسر من تلك الحاجة فيطلبها من الميسور ... تلك الصفة كان يعرفها الناس بفطرتهم ففي كل بيت (يتيسر) الحليب والبيض والطحين والتنور للخبز و .. و .. حتى ان النساء كن يحيكن السجاد ويخطن الملابس فكان (اليسر) عنوان البيوت قبل الحضارة المعاصرة اوفي زمن المدن الحديثة حيث اصبحت البيوت والمنازل في عسر فالبقالة والافران ومحطات تربية الابقار والدواجن ان توقفت هلكت المدن بمن فيها لان سكانها في (عسر) ومنه نفهم النص الشريف
{الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً }الفرقان26
فالناس حين (كفروا) بانعم الله وهم يسعون الى (النتاج الجاهز) اي (الغالب) فهم في (عسر) ويومهم (عسير) لانهم تركوا سنن الخلق التي تتفعل في (رحمين) وهما (رحم العقل + رحم المادة) فهجروا (رحم العقل) وتمسكوا بـ (رحم المادة) فعسرت عليهم ايامهم فبيوتهم لا (سكن فيها) ولا (سكينة) فكل شيء جاهز جاهز والحكومات تمنع الناس في المدن من ان يقتنوا الانعام فهي في قاموس الـ (ممنوعات) والناس يستجيبون لحكوماتهم كرها او طوعا ففقد الانسان مرابطه التكوينية مع نظم الخلق واستبدلها بـ (نظم موضوعة) من قبل فئوية معاصرة تسمي نفسها (الدولة الحديثة) تقود الناس كما تقاد الابقار فشعوب اليوم في قاموس الماسونية يحملون اسم (غوييم) وهي كلمة لاتينية تعني (القطعان البشرية) وحين هجر الناس سنن الخلق التي فطرها الله فيهم اصبحوا في يوم كان على الكافرين عسيرا ... ونسمع برنامج الله في ءايتين منفصلتين تحتاج الى التدبر والتبصرة والتفكر
{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً }الانشراح5
{إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً }الانشراح6
ولا بد ان يكون اللسان العربي المبين محور التفكر في الايتين الكريميتين بالبيان لمعرفة المقاصد الشريفة من تلك التذكرة المسطورة في دستور المسلمين ... بين (إن مع العسر) و (فإن مع العسر) تدبر يستذكره العقل الناطق لان القرءان (مذكر) ذي ذكر وكل حرف فيه يتصف بصفة (ذي ذكر) حتى وان كان حرفا واحدا (ص والقرءان ذي الذكر) ...
حرف الفاء حرف يفيد تبادل الفاعلية فحين نقول (رفع الاذان فــــ صليت) فان فعل الصلاة جاء مع رفع الاذان (ميقات الصلاة) حيث ميقات الصلاة هو فعل كوني مع الشمس واقامة الصلاة فعل منسكي يقيمه المصلي بصفته (فعل تبادلي) بين فعلين فكان حرف الفاء رابط يبين ان الصلاة هي (فعل تبادلي) مع ميقاتها المكتوب في كتاب موقوت (حركة فلكية) ... ونقول مثلا (سمع بالخبر فـــ ذهب يستفسر عن السبب) ففعل سماع الخبر كان فعلا تبادليا مع فعل الذهاب للاستفسار ويسمونها العرب (الفاء السببية) ...
انها تذكرة من عقل لعقل فاين يظهر حرف الفاء في لسان الناطق فهو في اوليات مقاصد العقل يفيد (تبادلية الفعل) اي تبادلية (المؤثر بالاثر) ... فـــ إن مع العسر يسرا ... فعل الوسيلة بين اليسر والعسر فعل تبادلي فمن كان في (عسر) فانه يطلب حاجته من هو في (يسر) فالمعسر لا يستطيع ان يلبي حاجة معسر مثله وكذلك من هو في يسر فهو لا يحتاج من هو في يسر مثله ... تلك ضابطة خلق يعلنها الله في كتاب الخليقة ويبينها في خارطة الخلق (قرءان مبين) ويستطيع العقل ان يستذكرها في فطرته التي يعرفها في عقله فلكل صفة عسر غطاء من صفة يسر ولكل صفة يسر غطاء من عسر إن مع العسر يسرا ... فهي تبادلية حاجات يعرفها الناس حيث يتبادل (العسر واليسر) تبادليا سلعيا كما حدثنا التاريخ عن (سوق عكاظ) في مكه (مثلا) فهو سوق بلا دراهم حيث كان يتبادل الناس حاجاتهم فيما بينهم (عين بعين) فمن يمتلك مزيدا من الدقيق مثلا يكون (ميسور في الدقيق) فهو قد يكون معسر في ثوب يلبسه و يتبادل (المعسر والميسور) حاجاتهم فمن كان ميسورا في (اثوابه) وهو معسرا في (الدقيق) فانه سيتبادل ما تيسر عنده من ثوب مع معسر له ويتبادل الدقيق وهو معسر له مع ما تيسر عنده الدقيق فصار (الثوب ثمنا للدقيق) وصار (الدقيق ثمنا للثوب) في تبادلية (تكوينية) وهي في بيان لفظ (ان) بين طالبي الحاجات وهي صفة يختص بها الانسان لها اسم معاصر اسمه (العرض والطلب) ورغم ان (السعر) اي (الثمن) هو من قيمة (مفترضة) اي (كاذبة) لان الاساس هو (منتج ومستهلك) وهو في (ميسور ومعسر) وبينهما تبادلية تكوينية وهو اساس نظام الخليقة الذي فطره الله في مخلوق الانسان (القادر على الصنع والحرث) فالنجار يصنع ويستبدل ما صنع بحاجاته فهو في (يسر نجارة) وهو في (عسر حاجاته الاخرى) ومثله الحداد والفلاح ومربي الانعام وتلك الصفة التكوينية (ان مع العسر يسرا) توجب على الانسان ان يكون في يسر انتاجي محتوم في نظم الخلق لذلك كان (الربا) محرم على الناس في معاوضاتهم لان المرابي سوف لن ينتج شيئا يقدمه للناس فهو في عسر دائم وان امتلك كثيرا من المال (الدراهم) وكثيرا من الحاجات (املاك) فهي من (عسر) ولن تكون من يسر ومثل المرابي اولئك المضاربين في سوق العملات الورقية او سوق السندات المالية فهم لا ينتجون شيئا يقدونه للناس بل هم في عسر دائم ومثلهم من يراهن على شيء او من يمارس لعبة يقتات عليها لذلك جاء في الاثر الديني حرمة مهنة (الحاوي) الذي يجمع المال من خلال رقصة قرد او عراك ديكه ..!! لانه لن يقدم نتاجا (يسر) فيكون خارج منظومة الخليقه (ان مع العسر يسرا) فطرة الانسان السليمة تدفعه الى (اليسر) في توفير حاجاته بيده ونرى تلك الصفة في زمننا عند المتقاعدين (الفاقدين لعنصر العمل المنتج) بعد احالتهم على التقاعد فهم يسعون الى تامين حاجاتهم اليومية بايديهم (فطرة خلق فطرها الله فيهم) فمنهم من يهاجر الى الريف ليمارس ما هو ممنوع في المدن من تربية انعام او زرع ونراهم كيف يسعدون سعادة كبرى حين يصنعون كل شيء بايديهم لانهم حين يستبرئون من تجمعاتهم الحضارية ذات اليوم العسير انما يعودون الى فطرتهم التي فطرها الله فيهم فيقومون بتفعيل (رحم العقل) متوائما مع (رحم المادة) فترى السعادة تغمر كيانهم وهم في (يسر) من ما صنعت ايديهم ... نرى مثل تلك الصفة عند السيدات اللائي يتقدمن في السن فنرى فيهن رغبة في تحضير المربيات والمخللات والمعجنات والحلويات ولا تحلو لهن الاطعمة الجاهزة في الاسواق العصرية حيت تتالق الفطرة عند بعضهن بشكل كبير فهن في (يسر) ونرى افراد العائلة يستطعمون ما تصنعه ايديهن من (يسر) ويهجرون الاطعمة الجاهزة التي ابتليت بها المجتمعات العصرية لتعلن ان يوم الكافرين (عسيرا) ما كانت تلك السطور من رأي ساطرها بل هي تذكرة من قرءان تنتقل من عقل لعقل مثله (لا تبديل لخلق الله) بعيدا عن بنات الافكار (الرأي) وبعيدا عن روايات التاريخ بل هو (انه لقرءان كريم * في كتاب مكنون ـ الواقعة) نمارس فيه تطبيقات قرءانية في ما كتبه الله في خلق البشر (كتاب مكنون) ليكون نذيرا للاحياء (لينذر من كان حيا) و (يحق القول على الكافرين) الذين نرى (يومهم العسير) لانهم تركوا فطرة عقولهم (رحم العقل) ومارسوا (رحم مادي) محض في اكلات سريعة واطعمة جاهزة تنتشر في مدن الارض المتسعة حيث ظاهرة التزاحم السكاني الخطير في المدن مع تناقص سكاني في الارياف بسبب (المكننة المعاصرة) التي همشت دور الانسان الطبيعي وجعلت من (العسر) ماردا يهشم (نظم اليسر) التي فطرها الله في الكائن البشري ... وتلك ذكرى ...
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
تعليق