حريق في صومعة الدين
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
كان يحاورني وهو راسخ الفكر..
وكأن عقلانيته اكتشفت امرا خطيرا
فقد منح شهادة الدكتوراه في الادب
وعاد الى وطنه
ليرى ان بلده لا يزال متخلفا
فيرى المأذنة تشبه الصاروخ
المعد للاطلاق الى الفضاء
ولكنها ليست صاروخ
بل منارة يرفع منها الآذان للصلاة
وليس مركبة فضائية ...
ليقول ..
(عدت الى وسائل متخلفة) ..
فيحاور ويقول ..
اليس (ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا وجوهكم فثم وجه الله .. ) ..
جميل انه يحفظ شيئا من القرءان ...
انه يحفظ من القرءان ما يحلو له
فثقافته الفرنسية في الادب جعلته يبقي من القرءان شيئا في ذاكرته ...
واين الحرج ايها المثقف الكبير ...؟
ولكنه يرد منتصرا في لحن القول
وبيدين تلوحان امام مسرح صدره ...
فلماذا الصلاة الى قبلة اذن ...!!!
فبان معدنه الردي ..
فلقد صدأ عقله ...
فهو يحفظ من القرءان ما يحارب به القرءان ..!! ..
فهو كزجاجة خمر ...
لطيفة الشكل ...
ولكن ما فيها يذهب العقل ..
فتكون سكرة الهوى ..
من زجاجة انيقة جدا ... !!
وما كان له جواب
لان حريقا قد شب في دينه
وكل جواب
سيحرق في صومعة دين حرقتها ثقافة (ايفل)
فهو انسان مستنسخ
جسده من هذا البلد ..
ولكن عقله مستنسخ
من حضارة احرقت الدين ....
ولم يكن ابن هذا الدين
وما عاد الى اهله
ولكن سنين بعثته نفدت ..
فعاد لوطن حلوب ..
يحتلب منه ثمن ثقافته الفرنسية ...
فهو اليوم في مقام محمود ..
بين يديه خدم وجنود ...
واسمه الرسمي برّاق شديد اللمعان ..
كانه شمراخ عربي عربي ..
الا انه اعجمي الثقافة ..
جعل من وريقات الدين وقودا لحريق في صومعة دينه الباليه ..
كم محرقة للدين في العقول ...
لاندري حريقها ..
فهم مع الدينيون يخرسون ..
لان الدينيين
يثورون ويصولون ويجولون
مع كل مرتد عن دينه ...
وتبقى مطافيء البلد عاجزة عن اطفاء ذلك الحريق
حتى ينفد الوقود من صومعة الدين
ولن يبق من الدين اثر يحترق .
كان يريد ان يؤكد نصره الفكري
فيطلب الجواب من صمت الردود ..
فما كان له جواب الا فراغه الفكري ...
لنسأله سؤال
يكون بديلا عن الجواب ..
وهل تعرف عقلك ايها المثقف ..؟؟
فاجاب بنشوة نصره الاول ....
بالتأكيد ...
وهل من احد لا يعرف عقله ...
فكان جوابه لجام مقوده ..
انت كاذب ايها الدكتور ...
لان اسياد ثقافتك يقولون ...
ان (العقل بلا جواب) ...
فهل قولك فوق قولهم وانت منهم ....
ولهم تدين ...
وانت بشهادتهم ملكت علياء الكلام ...
فخـّرَ في مقعده كأنه جريح ..
وهل في القبلة (عقل) له يتوجه المصلون ..؟؟
اولم تر اسمها قبلة ...
افلا تستفزك تسميتها وانت اكاديمي اديب ..!!
وهي باسمها قبلة تقبل ...
تقبل منسكا لا يعرفه الا عرّافوا العقل ..
وبما انك ...
ومن ساد عقلك ...
لا يعرف العقل ...
فكيف لكم ان تعرفوا قبلة من حجر .. ؟؟
في مكة مستقرها ...
ومكة ليس فيها مختبر ..
لفحص العقل ..
بل فيها كعبة من حجر ...
شاهدت نزيف عقله مهال ..
لم يكن من دم احمر ينهال ..
بل شاهدت ...
نزيف عقله ..
ينهال من العيون ..
فوجدت فيها ..
انكسارة نصر قصير ..
بل حيرة ..
ومسكنة ...
ولهفة سؤال ...
وتركته في نزيف عقل حتى حين ...
وما طال مقام هجره للقيل ...
حتى انتفض يبحث عن يقين العقل ...
كيف يكون ...
واين يكون ايها المثقف ... ؟؟
وعقلك اسير جدران سوربونية ..
فهل لك ان تبرأ من سوربونك قليلا ...
لترى العقل ..
في وعاء السائرين بعقولهم ...
الى خالقها ...
لا مطية لك ..
الا ...
براءة ...
من جدران ...
حرم الجامعات ..
فحرمة العقل ..
فوق حرم الجامعات...
حتى تكون ..
مع عقلك ..
بلا قيود ..
حر ...
طليق ..
بريء ..
بريء ..
من ما يقولون ...
بل من كل ما يقولون ...
حتى تكون ناصية العقل ...
فيك ..
فتعرف عقلك ..
وهم لا يعرفون ...
ما كان بين يديه لفائف ضماد ...
ضماد نزيف العقل ...
نزيف لا يقف ...
حتى رجا مني الضماد ...
فلم يكون ...
ولن يكون ...
الا ...
في ...
بسملة حنون ..
(بأسمك اللهم) ..
عقلك بين يديك يكون ..
يـُعَرّفـَكَ اولا
... فتعرفه ...
ويهيدك الى قبلة ترضاها ...
لتكون ..
لك ملجأ ..
من عاديات الظنون ..
فتوقف ايها الحريق ...
في صومعة الدين ..
بأسمك اللهم ...
برد ا وسلاما ...
على ابراهيم ...
فيا نار كوني ...
بردا وسلاما ..
على البريء ابراهيم ...
فبراءة ايها الدكتور الفرنسي الشهادة ...
المسلم الاهل ...
سلام عليك ..
يوم تطفيء حريق صومعة الدين ..
لتعرف عقلك ..
قبل منحه شهادة الشاهدين ..
من عنفوان حضارة المتحضرين ...
فيتوقف حريق كان قد شب في كل حارات الدين ..
لا تطفأ النار ولن تكون سلاما ...
الا ...
ببراءة ...
ببراءة ابراهيم ...
بأسمك اللهم ..
وبعدها ...
بك نستعين ...
ان ربنا ...
ما خلقت العقل باطلا ...
فاعوذ بك من همزات الشياطين ..
حتى ارى ملكوت ربي حين يرين ..
فقد وعد ربي ان يري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين ...
وسلام على ابراهيم
الحاج عبود الخالدي
تعليق