يوم ارى المظلوم ابحث عن الظالم ... حين اجده اتمنى ان اقطع عنه الاوكسجين .. اتمنى أن اقطع رقبته ... تتشنج الاعصاب لاشفي غضبتي فيه ..!! في بلدي كان المظلومون كثيرون .. وكانوا يبكون ويتباكون .. وكنا نبكي معهم على مظلوميتهم ... ودار الزمن ... جلس المظلوم مكان الظالم ... وشعرنا بفرحة لكنها لم تطول .. فاحضرنا ميزان من عقل يزن الظلم ... فوجدنا مظلوم الامس قد استنفذ كل معايير الوزن ... امسى مظلوما ... فأصبح ظالما ... وذهبت دموعنا عليه هدرا مخجلا .. هذا الذي ابكاني بالامس ..؟؟ أم اني كنت في غفلة من قرءان ربي
(فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ) (الذريات:59)
فانتفض العقل .. وحطم الميزان ... وبدأ يصنع مقياسا جديدا في المظلوم ... يفحص المظلوم قبل الظالم ... فالجهاز الجديد المبتكر يكشف الحقيقة التي اوقعت المظلوم تحت يد الظالم ...
تلك حكاية من ألف ليلة إلا ليله ... قرأت في بغداد الرشيد ... ليس في عصر خلافته .. بل في عصر فندقه الشهير في بغداد ... فهو ذو الف نجمة الا نجمة ... وفيه حكاية الف ليلة الا ليلة من سنين بغداد ذات الشوارع الحمراء ..!!
استذكرت قومي قبل اكثر من 14 قرن .. كانوا يغزون بعضهم ... يقتلون بعضهم ... يسرقون بعضهم .. ظالمهم مذنب .. مظلومهم مذنب .. داء فيهم بلا دواء ... انتفض العقل فيهم ... على لسان رجل منهم ... يعلمهم الكتاب والحكمة .. فدارت عجلتهم بعكس ما كانت تدور ... فقام فيهم الامل ... تآلفوا بعد ان كانوا على شفا حفرة من نار ... كما نضع اليوم السمك المسكوف .. على شفا حفرة من نار ... فهل يحتاج اهلنا الى رسول جديد ... وكتاب جديد ... وكيف ورسولنا قد ختم الرسالات .. وقرءاننا قد ختم الصحف المنزلة ... لا محيص ... ففي رسولنا الكريم حكمة قائمة ... وقرءان ربنا محمول على أكفنا ... لكننا منقلبون على اعقابنا ..!!
الحاج عبود الخالدي
تعليق