القرءان بين الضاد والظاء
من أجل تعيير العقل والعربية في القرءان
من أجل تعيير العقل والعربية في القرءان
من المؤسف جدا ان تضيع العربية بين اهلها والقرءان فيها الا ان حملة القرءان تمسكوا باللفظ وهجروا عقلانيته فاستوردوا عقلانية الالفاظ من ابائهم العرب ولم يتعاملوا مع نشأة اللفظ في العقل بل تعاملوا مع مسامع اللفظ فاندثرت العربية بين ايديهم لانهم استخدموا اللفظ خارج فاعلية عقولهم ولعل الفأس الذي يمكن ان يكون مؤثرا في عدم فاعلية قواعد اللغة التي اثخنوا فيها منهجية سمع الكلام دون نشأته في العقل هو الفارقة التي تفرق بين (الضاد والظاء) حيث عجز أهل اللغة من وضع قاعدة تفرق بينهما فتحولوا الى واهية غير منضبطة في وصف موضع اللسان عند نطق الضاد والظاء وبينهما فارقة تكاد لا تمسك ..!!
عندما تكون العربية في العقل وعندما يكون اللفظ في نشأة العقل تكون الفارقة بين الضاد والظاء في اوضح صورة يقدمها القرءان لحملته الا انهم هجروا قرءانهم واتخذوه مهجورا فكان ان اتخذوه ترانيم لفظية وهجروا عقلانية الفاظه فكانوا (عبـّاد عجل) حين يكون اللفظ عجلة عربة العربية (لا تحرك به لسانك لتعجل به ـ القايمة)
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة:23)
وهنا التحدي اللغوي لحملة القرءان في يوم بعيد عن يوم نزوله فمن يبحث في التاريخ انما يبحث في اكوام الريب واللايقين وعندما يكون مع القرءان فهو لا ريب فيه ونرى في العقل والقرءان ونشأة اللفظ في عقولنا وهي معنا وليس في قاموس او معجم لغوي تاريخي او حديث مرسل لا يمكن ان يكون فيه اليقين المطلق وحتى ان قام اليقين النسبي فانه لا يغني العقل غير اضافة لفظ للذاكرة مربوطا بمقاصد الذين تكلموا به قبل قرون ..!!
نضرة ... يستخدمها العقل كواصفة حسنة فهي صفة تتفعل في العقل الا ان مصدر فاعليتها يكون متنحيا في شيء اخر والقرءان يدفع العقل الى تلك الراشدة في النص التالي
(تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ) (المطففين:24)
المعرفة في العقل والصفة في الوجوه فتكون (نضرة) حيث سيكون عقل الباحث المتفكر يتعامل مع اللفظ عقلانيا عند نشأته ونرى ان لكل صفة فاعلية (لكل شيء فاعلية) وان لم تكن للصفة (الشيء) فاعلية فهو يعني (عدم) والعدم لا يستقر في العقل ولا يمكن ادراكه ... للفاعلية (حيز) ولا يمكن ان تكون الفاعلية في (اللاشيء) أي في (العدم) بل لا بد ان يكون لكل فاعلية حيز ... ذلك هو تفكر فطري يطلق عليه (بداهة عقل) ... ومنها تقوم في العقل قائمة ان حرف الضاد او الظاء تكون الفاعلية فيها اما في حيز الصفة نفسها مثل لفظ (نظر) ومنه (نظرة) او في حيز اخر مثل (نضر) ومنه (نضرة) او في لفظ (ضوء) والضوء صفة تتفعل في حيز خارج مصدر الفعل في الحيز (المصباح) او الشمس ومثله لفظ(الضرب) فهو فعل يتفعل في حيز خارج مصدر الضرب في (المضروب) فكان ان تكون الضاد في اللفظ وليس الظاء ونرى ذلك بوضوح عندما تكون فاعلية الصفة متنحية عن مصدرها كما في (نضرة) لان الفاعلية في الوجوه والنضرة في العقل ومنها نرى ان المقاصد العقلية في لفظ (نظرة) تكون في الظاء لان فاعلية النظر تتفعل في العين ولن تكون متنحية عن مصدر فاعلية الصفة .... ونرى
غضب ... صفة تتفعل في المغضوب عليه (متنحية عن مصدر فاعليتها) فكانت ضاد
غيظ ... صفة تتفعل في حيزها (غير متنحية من مصدر فاعليتها) عند (كاظم الغيظ) فظهرت (الظاء) وعندما يخرج ( الغيظ ) من ( كاظمه ) يكون ( غضب )
ظن ... صفة تتفعل في حيز حامل الظن فيكون ظاء (صفة غير متنحية عن حيز فاعليتها) في عقلانية صاحب الظن
ظل ... صفة تتفعل في حيز الظل (غير متنحية عن مصدر فاعليتها) فيكون بالظاد
ضل ... وهو من الضلال وهي صفة متنحية عند مصدر فاعليتها فالضال انما يقوم باعمال سيئة يعتقد صلاحها ففاعلية الضلال تكون خارج مصدر فاعليتها فكان اللفظ بالضاد
ضرب ... صفة متنحية عن مصدر فاعليتها عند الضارب لتكون في المضروب
ظلم ... هو صفة غير متنحية عن مصدر فاعليتها فالظالم يمارس الظلم
ظلام ... صفة غير متنحية عن فاعليتها فالظلمة حيز فعال بظلامه في الحيز المظلم فكانت ظاء
ضر ... صفة متنحية عن مصدر فاعليتها فيكون الضرر من فعل اخر ضار كمن يشرب مادة ضارة فان عملية الشرب تتفعل في بايولوجيا انسجة الجسد
ضمير ... هو صفة متنحية من مصدر فاعليتها فما يصدر من الانسان بفعل ضميره هو فاعلية متنحية عن الضمير وهي منه
ضامر ... صفة متنحية عن مصدر فاعليتها وهو قصد الحج (وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق)
ضيف .. هو صفة متنحية عن مصدر فاعليتها فالضيف يأكل ويشرب وينام وفاعليته طارئة متنحية عن حيز نومه ومأكله ..
ظهر ... هو صفة غير متنحية عن مصدر فاعليتها فالظهور هو البيان (ظهر الفساد في البر والبحر) وظهر المخلوقات يعني قيامها كما خلقها الله
ضد ... صفة متنحية عن مصدر فاعلية الضديد فان اجتمعا قام الضرر
ضفة .. صفة متنحية عن مصدر فاعلية النهر فان زادت فاعلية النهر انجرفت الضفة لتقوم غيرها
ظرف .. هي صفة غير متنحية عن مصدر فاعليتها فنقول ظرف مكان او ظرف زمان
معيار التفريق بين الضاد والظاء يكون من خلال حبو عقلاني (نعقل اللفظ) وبه عندما يكون اللفظ دلالة صفة متنحية عن مصدر فاعليتها فيكون (ض) ضاد ... وعندما يكون اللفظ دالا على صفة تتفعل في حيز فاعليتها (غير متنحية عن مصدر فاعليتها) تكون (ظ) ظاء ..
حرف الضاد ان كان ضادا او ظاءا فان الدلالة العقلية للصفة لا يختلف بل الاختلاف في حيز فاعلية الصفة كما قلنا ونرى (ضل .. ظل)
الضل من ضلال هو عندما يكون الضال قد خرج من حيز عقله نور العقل فاصبح في مداليل العقل (ضل) ومنه من (ضل الطريق) حيث ان المداليل التي خرجت من حيز عقله فكانت صفة حجب عنها الحقيقة لخارطة الطريق فضل طريقه
ظل ... هو الحيز الذي احتجب عنه النور وهو ايضا (شيء) خارج من حيازة المادة (مصدر الضوء) وهي في زماننا معرفة بانها جسيمات مادية (فوتونات) فعندما تحجب بسبب حائط او شجرة سيكون ذلك الحجب (ظل) الشجرة
لمزيد من الذكرة ننصح بمراجعة
الناطقون بالضاد عاجزون فيها
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)
الحاج عبود الخالدي