صحراء خلف المدن
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
سأل الصبي البدوي اباه ... يا ابت متى يكون لنا بيت نستقر فيه كأهل المدن ..؟؟
اجاب الاب عندما يكون رزقنا في الارض مستقرا ...
فرد عليه الابن قائلا ... يا ابت لماذا لا نزرع ليكون رزقنا في الارض مستقرا ولا نضطر للرحيل ..؟؟
دعنا يا ابت نزرع الزرع ولا نبحث عنه ...
قال الاب يا ولدي الصحراء بلا ماء والزراعة تحتاج الى ماء متدفق ...
فاجابه الصبي بفطرته .. يا ابت سمعت الشيخ يقرأ القرءان فسمعت ان الله يتحدث عن ماء كثير ... الا ترى ان في القرءان ماء ومنه الزرع وبه نستقر ..
فقال الاب ... ما علمني ابائي ذلك .... ولا اعرف ما تقول به ..
فقال الصبي ... اواباؤك كانوا مثلك لا مستقر لهم ..؟؟
قال ... بلى ..
قال لقد اثلجت قلبي ..
قال الاب ... ولماذا اثلجت قلبك ..
قال الصبي لاباه ... كنت ألعنكَ في صدري ... يا ابت
كلما رأيت مساكن ساكنه والصبيان حولها يرتعون ونحن في كل واد هائمون ..!!
اضع اللوم فيك ... لقد وجدتهم في مدنهم اجمل منا في صحرائنا يا ابت ...!!
قال الاب ... ولم تلعنني وانا اباك ..
قال الصبي ... لاني ظننت انك سبب متاهتنا .... ولكني ايقنت الان ان اجدادي مسؤولون ..!!
فاطرق الصبي برهة وهو يتهيب غضبة ابيه فقطع صمته قائلا ... يا ابت من اين يأتي الماء ... ؟؟؟
فقال الاب ... من السماء ...
قال الصبي .... وكيف الطريق الى السماء لنأتي بكثير من الماء ...
قال .... القرءان دليل السماء ..
قال الصبي .... اذن انت تعرفها يا ابت ...
اذا كان القرءان دليل السماء .. فلماذا الماء شحيح بين يدك والسماء فيها ماء كثير ...
لم يجب الاب واطرق برهة يفكر فبادره الصبي ..
ولكنك استسهلت الكلأ الجاهز في الارض ... فبقيت على ما كان الاجداد عليه ...
قال ... اوراغب انت عن صحرائنا يا ولدي ..؟؟
قال ... يا أبت ..انفر .. لأنفر معك ... لنطرق ابواب السماء ...
الحاج عبود الخالدي
تعليق