تويت
شرنقة سجنت ناسجها
من أجل كتاب يتلى حق تلاوته
من أجل كتاب يتلى حق تلاوته
(الَّذِينَ ءاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (البقرة:121)
أحاديث يومية مقرفة بلونها الاسود تتحدث عن إحتباس حراري وشحة مياه وزيادة سكانية كارثية وغذاء لا يكفي وصراعات بين إنسان وإنسان حتى أمسى البشر وأصبحوا وقد غادرت من أحلامهم الالوان الوردية وتعصف بالانوف رائحة غد كريه وسط تقدم حضاري وتقني هائل ..!!
في الربع الاخير من القرن الماضي تطورت التقنيات بشكل مذهل من حيث الكم والنوع فاصبحت السلعيات التقنية ارخص مما كان يتصور جيل السبعينات وتكاثرت الفنون التقنية حتى محقت تقنيات الامس القريب فاختفت كثير من الاجهزة بعد أن كانت رائدة عند الناس مثل اجهزة التسجيل الصوتي والصوري والساعات والكاميرات فاصبح جهاز الهاتف النقال عبارة عن بؤرة تقنية تجمع ما لا يقف عند حد من التخصصات التقنية ذات البريق الحضاري المتألق ...
حضارتنا الى اين ..؟؟ بل البشرية الى اين ..؟؟ ومن المسؤول ... !! وكيف يعالج الآباء مخاطر جيل الابناء ..؟ بالصمت ..! أم بمقال في صفحة الكترونية ..؟؟ وهل مظاهرات الناس في (كوبنهاكن) تكفي لتخليص البشرية من كارثة بيئية تسري في جسد البشرية في كل
بقعة من الارض ..!!
تقارير تتحدث عن طغيان مستوى البحر ... إنه غرق كبير سيدمر مساحات كبيرة من الارض .. وبعد ...
انه نسيج الحضارة التي نسجها المتحضرون من حرير ناعم الا ان نعومتها جفت واصبح الانسان سجين حضارته المعاصرة ولو ارادت البشرية أن تعود للخيل والبغال والحمير فلن يكون ولا يكون
(وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (النحل:8)
عوادم السيارات تنفث سموم تسمم شرنقة الحضارة ولا بديل سوى القارعة الموعودة في كتاب الله ... وهل يستطيع الانسان أن يعود لايام الحمير ..؟؟ وهل يجزي الحمار ..؟؟ واين هو ..؟ انه في طريقه للانقراض .. والخيل لسباق المراهنات فقط .. والبغال هجين سيكون أول المنقرضين ..
(وَلَوْ أَنَّ قُرءاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) (الرعد:31)
لفظ (لو) هو رابط (ناقل) افتراضي يقول العرب فيها انها (للتمني) ولكنها في مستقرات فطرة العقل هي رابط افتراضي يفترضه العقل من اجل نتيجة يحبو اليها .. فيكون (ولو) باضافة حرف واو آخر هو (ربط ناقل رابط افتراضي) .. ونرى
قرءان
(به) سيرت الجبال
أو (به) قطعت الارض
أو (به) كلم الموتى
ثلاث مرابط علمية مرتبطة بـ (قرءان) .. افتراضية تقرأ في لفط (ولو) وهي في كتاب مكتوب على البشرية بنص واضح في قيام (فرضها) عند قيام مسبباتها ومسبباتها تكون في شرنقة سجنت ناسجها ..!! وهو في
وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ ـ الرعد
وهي قارعة (بما صنعوا) وليس قارعة سماوية بل من خلال نفاذية نظم الخلق في الخليقة (كتاب) وتظهر لنا الرابطة الافتراضية في الوعد الالهي حيث إن فطرتنا العقلية تؤكد إن مقاصدنا في لفظ (الوعد) هو (رابط افتراضي) نفترضه وهو غير موجود عند قيام الفرض (الوعد) بل سيكون لاحقا ويؤكد النص الشريف تلك الخاصية التي تستقر في فطرة العقل الانساني
حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ـ الرعد
الميعاد هو (مشغل الوعد) وهو تحقق الفرض (تصيبهم بما صنعوا قارعة) فيكون القرءان حاضرا في ثلاث قنوات علمية لا يعرفها البشر ولا يعرفها حملة القرءان ..!!
من هذا التخريج الفكري المنغمس في قرءان يقرأ وفطرة عقل (تعقلون) تقوم في العقل قائمة تبحث عن مصداقية الوعد الشريف (إن الله لا يخلف الميعاد) فهو الخالق الذي خلق كل شيء ويعلم كل شيء وهو خبير بالعباد
بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً ـ الرعد
لأن الله الذي علمنا ووضع البيان (خلق الانسان علمه البيان) لن يكون غافلا عن ما صنعوا قبل أن يصنعوا وبعد أن صنعوا وقدرته نافذة في كل صغيرة وكبيرة ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك ويتصورون ان الله هو أمبراطور الخلق والخضوع له يعني كثرة الصلاة والتسابيح والتغني بقرءانه ..!!!
(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (هود:123)
بل لله الأمر جميعا .. وأليه يرجع الأمر كله ... ونسيج شرنقة تقتل ناسجها ..!!
قد يتصور الناس ان تلك الكارثة ستكون حصرا في صنـّاع الحضارة (تصيبهم بما صنعوا قارعة) ولكنها ستكون شاملة لمن دخل نسيج تلك الشرنقة القاتلة .. لا ينجو منها الا من كان خارج تلك الشرنقة وعسى أن يكون الفقراء من تلك الشعوب التي ظلمها اهل الحضارة كالصومال وافغانستان والسودان وشيء من العراق وشيء من كل بلد لا يزال فيه ريف طبيعي خالي من نسيج الحضارة الاسود الذي يزداد سوءا وسوادا يوما بعد اخر ...
الخارجون من تلك الشرنقة السوداء يمكن رصدهم في فطرة عقل والعقل رحمة خلق الهية يعقل بها الانسان بصفته خليفة وذلك في خلافة الانسان على ثلاث
ارض
نبات
حيوان
من قام بربط طبائعه مع تلك المرابط الثلاث فقد نجا من موصوفات (بما صنعوا) ويكون الانسان قد عاد الى خلافته الطبيعية للارض وفيها حيوان ونبات ..
أما اليوم فالانسان خليفة على المكننة (الآلة) حتى عندما يكون مع الارض والحيوان والنبات .. فأن الانسان قد جعل خلافته في المكننة والتقنيات وهجر الطبائع المتوائمة بين الارض والحيوان والنبات ..!!
وبما أن العودة الى خلافة الانسان الطبيعية في الارض والنبات والحيوان تكون شبه مستحيلة بعد أن تورط الانسان بحضارته التقنية فان الامر الالهي نافذ فيكون الانسان المتحضر قد نسج حوله شرنقة اصبحت سجنا سجن المتحضر نفسه فيها ولا خروج الا أن يشاء الله
تلك ذكرى لمن شاء ذكر فالذكرى تنفع المؤمنين
الحاج عبود الخالدي
قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
تعليق