الاستعمار اللغوي
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
في منتصف القرن الماضي كان الحديث عن الاستعمار كالحديث عن المخلوقات الخرافية التي يخيفون بها الصغار
لا يخلو حديث سياسي .. ولا يخلو حديث وطني .. الا وكان الاستعمار المخيف حاضرا في الطروحات التي استعرت تجارتها في تلك الحقبة الزمنية
اختفاء ذلك المصطلح في سوق الوطنيات لا يعني اختفاء موضوعيته فتحولت مربعات الكلام الى مسميات امبريالية وصهيونية و . . و . . والقائمة تزداد طولا ..
جميع مزامير الوطنية تحدثت عن الغزو الاستعماري للارض والامبريالي في السيادات الوطنية والصهيوني في احتلال فلسطين
ولكن الغزو اللغوي بقي استعمارا مزق فطرة العرب في لغتهم فاصبح العلم في لغة غير عربية فكان كل ابناء العرب يمتلكون معاول تحطيم اللفظ العربي !!
اللفظ الانكليزي طغى على اللفظ العربي في العلوم فاصبح كل مثقف عربي او دكتور اكاديمي انما يعلن عن ثقافته الفائقة عندما يرسم الاحرف الانكليزية في منشور له او كتاب مؤلف ليعلن انه (انكلوعربي ) كدليل في رقي ثقافته ..
مثل تلك السلوكية لا تمتلك وصفا غير الاستهجان لانها استعمار مؤكد للفكر اللغوي يحمل تبعية الاستعمار الفكري الذي غرق به مثقفوا العرب ..
بين الصحوة والغفوة عقل ضائع سرى في مملكة لغة العرب .. لغة القرءان .. فضاع القرءان في عقول ما حفظت فطرتها العربية !!
الحاج عبود الخالدي
تعليق