التقاعد عن العمل مقعد باطل ما انزل الله به من سلطان
من أجل معرفة نظم الخلق في المخلوق
ظهر مع نشاط الدولة الحديثة نظام (التقاعد) عند موظفي الدولة ومن ثم تم فرضه على مؤسسات القطاع الخاص من خلال مؤسسات حكومية تعنى بتأمين راتب تقاعدي يغطي نفقات الموظف الحكومي وغير الحكومي في عمر محدد او عند بلوغ زمن الخدمة سقفا زمنيا محددا وان اختلفت معايير سنين الخدمة وسن التقاعد بين الدول قليلا الا ان المبدأ في (ممارسة التقاعد) مبني على نظام وليد صاحب ولادة الدولة الحديثة في كل اقطار الارض .
لا يوجد في القرءان ما يذكرنا بضرورة التقاعد عن العمل فالعمل ضرورة قائمة ما دام الانسان قادرا عليه ولا يوجد سقف زمني ملزم ولا يوجد نظام ملزم يلزم (الناشط في العمل) ان يحال على التقاعد منتظرا ملك الموت ليقبض روحه ..!! وقد جاء في القرءان ما يعفي المعوق والمريض عن بعض الاعمال وليس كلها فوصفها الخطاب القرءاني بـ (لا حرج) على الاعمى والمريض والاعرج وهي صفات لـ (العوق المؤقت) وهو المرض ويصف ايضا العوق الدام مثل (الاعمى والاعرج) سواء كان العوق كليا او جزئيا
{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً }الفتح17
كما ورد النص الشريف باعفاء الضعفاء عن واجباتهم الشرعية ومنها الانشطة الدنيوية خلال فترة الضعف ان كانت مؤقتة
{لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة91
ولا يوجد في القرءان سقف عمري يوجب (التقاعد عن العمل) ولو تدبرنا القرءان لوجدنا فيه ما يغطي حاجات الانسان في (رشاد فكري) لا يخيب
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ }الروم54
بدء الخلق يبدأ من ضعف ونراه واضحا في الطفوله ومن ثم تبدأ صفة (القوة) ومن بعدها مرحلة ضعف جديدة الا انها مرتبطة بصفة اخرى(ضعفا وشيبة) والناس ذهبوا الى ان (الشيبة) تعني (الضعف) الا ان تدبر النص والتبصرة فيه تؤكد انها ليست ضعفا كما يتصور الناس واللفظ (شيبة) يحتاج الى معالجة في اللسان العربي المبين وهي خامة الخطاب القرءاني والتي تكون ملزمة (حكما) عند قراءة القرءان لتدبر نصوصه الرسالية ونرى في فطرة نطق يجدها كل ناطق في فطرته:
لفظ شيبة من جذر (شب) وهو في البناء (شب .. شاب .. شيب .. شيبة) والناس يعرفون ان لفظ (شب) يعني (نمى) فكل نامي هو (يشب) ومنه لفظ (شاب) و (شباب) و (شبيبة) ونحتاج الى علم الحرف القرءاني لمعرف الفرق بين (شب .. شيب)
لفظ (شب) يعني في علم الحرف القرءاني (قبض فاعليات متعددة متنحية) وهي صفة تظهر عند التنامي (النمو) حيث يقبض المخلوق عندما يشب حزمة كبيرة من الفاعليات المتنحية عنه فـ (يقبضها) فـ (يشب) اي (ينمو) فزيادة الوزن ومتانة اللحم والعظم جائت نتيجة لـ (قبض) حزمة من (الفاعليات) المتنحية عنه في بنية جسده وهو (الايض الخلوي الفعال) والمنتج المودع في منظومة الخلق مع ما يصاحبه من (تمييز عقلي) يشب مع النشيء حين ينمو جسديا وعقليا
لفظ شيب في علم الحرف القرءاني سيكون (قبض فاعليات متعددة متنحية الحيازة) وهي معروفة عند الناس عندما يكون (الشايب) حائزا للحكمة والخبرة فالشيبة هي (حاوية لـ فاعليات متعددة متنحية الحيازة) وهي فاعليات متنحية عند النشيء وهم الشباب فالشيبة هي خبرة الشايب الذي يصل اليها الانسان عندما يصبح (ضعيف القوة) الا انه يكون (قوي العقل) تكوينيا بما تراكم عنده من خبرات وتجارب وبما ان العمل مبني على (العقل اولا) و (القوة ثانيا) فان الشايب سيكون في مركز قيادي متميز في ادارة العمل حيث تبرز قوته العقلية في خبرته التي جمعها من سنين عمره فيكون الاكثر يقينا في ادارة العمل الناجح
تلك السنة نجدها بوضوح بالغ (مبين) في سنن الخلق ويمكن ان ندركها بفطرة عقل موجودة عند كل حامل عقل حين نرصد سن البلوغ (المبكر) عن الانسان لغرض الانجاب عند كلا الجنسين فلو ان الانسان ذكرا كان او انثى يتزوج في سن مبكرة فانهما سينجبان الاولاد والبنات وكلما يتقدم بهم العمر تقل قوتهم البدنية وتزداد قوتهم العقلية وفي نفس الوقت يكون الاولاد والبنات قد عبروا (ضعف الطفولة) ليكونوا اقوياء جسديا ضعفاء عقلا (قلة الخبرة في العمل) ومن تلك الراصدة الفطرية نرى وقد يرى من يتابع سطورنا ان الانسان لا يمتلك حزمة محددة من عمره ليكون في (سن التقاعد) لكي يتحول الانسان فيها الى مجرد مخلوق (يأكل ويلبس ولا ينتج) كما هو كثير من المتقاعدين خصوصا في الدول التي تمتلك قوانين قهرية في نظم العمل والتي لا تسمح للمتقاعد ان يزاحم الشبيبة في العمل كما لا يسمح ان يكون للخبرة الشخصية اي عنوان قانوني في العمل بل لا بد ان تكون صفة (الخبرة) معززة بوثيقة اكاديمية رسمية فضاع الكثير من المتقاعدين على (مقاعد) انتظار الموت وتلك الصفة لم ينزل الله بها من سلطان
في تقارير (صحفية) منشورة عن المجتمع الاوربي وخصوصا المجتمع البريطاني الذي يزيد من نسب الضرائب على مواطنيه بشكل طردي مع الحضارة حيث الاسباب الموجبة المعلنة تزعم ان (رعيل المتقاعدين) يتكاثر ومرتباتهم الشهرية تمثل كتلة نقدية ضخمة جدا فيستوجب على المجتمع ان يغطيها مما يتسبب في مساويء اقتصادية كبيرة تعاني منها المجتمعات المفرطة في نظام التقاعد .
مؤسسات الانتاج كانت في الماضي السحيق والماضي القريب في عموم اقطار الارض تسعى لاستقطاب العمالة من فئوية الشباب لانهم الاكثر نشاطا من المتقدمين في السن وبما ان المكننة الحديثة قد اقالت الكثير من الانشطة البشرية ذات (القوة) حيث اصبحت الالة هي الاقوى فان نشاط القوى البشرية اصبح يخضع الى معادلة متغيره عن النظم البشرية القديمة وبالتالي فان عنصر الشباب لا يشترط في انشطة القوى في الصناعة والزراعة وغيرها الا ان النظم القانونية لا تعترف بتلك الظاهرة حيث يقوم المعيار المحدد للتقاعد في (العمر) ولا يسمح لاي عامل ان يعبر ذلك السقف سواء كان قويا او ان قوته متصدعة قليلا فالقانون يحاسب كل مؤسسة حكومية او غير حكومية تستخدم في نشاطها من هو فوق سن التقاعد وفي بعض الدول توجد سماحات طفيفة الا انها تشترط بشكل عنيف في (الاحالة الى التقاعد اولا) ومن ثم يصرح القانون ببعض الاعمال البسيطة كالخبرة الموثقة رسميا وتحت شروط دقيقه وزمن غير مفتوح محدد بما لا يزيد عن ثلاث سنوات او لغاية خمس سنوات غير قابلة للتجيد (قانونا) في كثير من التشريعات الحكومية
الناس في كل ارجاء الارض اعتبروا ان (التقاعد) هو صفة حسنة وهي مطلب (منطقي) حققته الدولة الحديثة الا ان القرءان حين نحتكم اليه نجده لا يسمح بشطب المخلوق وهو في حاوية السعي (حي يرزق) ونجد امثالا كثيرة في القرءان تشير الى تلك الصفة
{قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً }مريم4
وعند تدبر النص الشريف بخصوص مثل نبي الله زكريا نجد ان وهن العظم (ضعف الجسد) واشتعال الرأس شيبا وهي تعني (حكمة العقل) في مراشد بحوثنا وذلك تذكير قرءاني يمنح عقولنا رشاد علمي انه لا يمنع من دعوة الله في تفعيل نظمه عندما نظن انها متوقفة فيكون الانجاب في سن متقدمة ممكنا في منظومة خلق الله وتلك الصفة ليست غريبة غربة مطلقة فكثير من الحالات الموثقة سريريا اعلنها الاعلام المرئي والمكتوب عن انجاب ينجبه كبار السن سواء من المرأة او الرجل حتى ان حادثة اعلنت قبل بضع سنين اشارت الى انجاب امرأة قروية وهي بعمر حوالي التسعين عاما وقد ظهرت على شاشات التلفزة مع وليدها وقصتها الغريبة
في علم الانسجة لا توجد اي دلائل على فوارق بين النسيج الحي عند المتقدمين بالسن او ضديدهم ولعلنا ندرك بفطرتنا تلك الراشدة في رصد عمليات زرع الكلى حيث لا يشترط لنجاح عملية الزرع ان يكون (عمر المتبرع) مطابقا لـعمر (المتبرع له) وغالبا ما يتم التبرع من اعمار اكثر تقدما من عمر المحتاجين الى زراعة الكلى .
في علوم الله المثلى التي يروج لها هذا المعهد تاكيدات بحثية منشورة في المعهد تؤكد ان الخلق الذي خلقه الله سبحانه يعمل برحمين (رحم عقلي + رحم مادي) وهي من لفظ (الرحمان) ومن المؤكد بيقين مطلق ان الرحم العقلي يبدأ بالفاعلية قبل فاعلية الرحم المادي وتلك راسخة من فطرة عقل فلا يوجد اي نشاط مادي ما لم يسبقه نشاط عقلي حتى في (شربة ماء) لذلك نجد ان الصغار يصرخون من العطش لانهم لا يمتلكون فاعلية العقل التي تدلهم على ممارسة مادية لشرب الماء فيكون لزاما على ذوي الصغير سقياهم بالماء حتى يصل الصغار الى حيازة عقلية تمكنهم من تفعيل الرحم المادي ... اذن الرحم العقلي هو الذي يقوم بتشغيل الرحم المادي وعند كبار السن يكون الرحم العقلي هو الانشط والاقوى وبالتالي يكون الرحم المادي اكثر فاعلية عندما يدار من قبل كبار السن ومن تلك السنة المسطورة في ما كتبه الله في الخلق (كتاب الله النافذ) في نظم الخلق فان التقاعد هي عملية اجهاض لسنن الخلق فهي شيطنة تمارسها الدولة الحديثة ضد المخلوق البشري
كثير من المتقاعدين خصوصا في المجتمعات الاسلامية يمارسون انشطة فعالة وهم متقاعدون (رسميا) وذلك يعني ان فطرة الانسان ترفض فكرة التقاعد وان المرتب التقاعدي حين يتحصل عليه المتقاعد يعتبره ميزة ايراد مالي رغم انه يعمل في نشاط خاص او في وظيفة غير مسجله رسميا عندما يعمل لدى القطاع الخاص وهو متقاعد رسميا وهو يمارس ذلك النشاط ليس لاغراض مادية فنرى كثير منهم يعملون في سن التقاعد ليس لغرض تعزيز الراتب التقاعدي بل لان العزلة عن العمل تعني (اللاحياة) عند كثير من المتقاعدين الا ان الازمة بقبول فكرة التقاعد بداية هي فكرة خارج سنة الخلق ومنظومة الله التي فطرها الله في خلقه فاغلب المتقاعدين حين يرومون العمل في حقبة عمرهم التقاعدي لا يوفقون الى عمل مماثل كالذي قضوه في زمن عملهم الوظيفي وبالتالي فان عملهم في زمن التقاعد لا يمنحهم فرصة استثمار خصوصيات خبرتهم التي حصلوا عليها خلال عملهم الوظيفي وقليل من المتقاعدين يحصلون على فرص عمل تتوائم مع خبرتهم في العمل الوظيفي اما غير الموفقين الى تلك الصفة فان خسارتهم لخبراتهم خسارة لا تعوض فهي خسارة مزدوجة لهم ولمجتمعهم ايضا . وتلك الظاهرة هي نتيجة يسعى اليها المتحكمون بالارض (فرعون الزمان) لمنع اي (عملقة) قد ينجبها المجتمع فنظرية الفئة الباغية انهم هم يصنعون العملاق وهم يطيحون بالعمالقة وذلك البرنامج يذكرنا به القرءان من قول فرعوني (ما من إله غيري) فالخبرة حين تورث (طبيعيا) ولبضعة اجيال فان فرصة قيام عمالقة من رحم اجتماعي تكون اكثر احتمالية مما يصدع التأليه الفرعوني ويفقد (انا ربكم الاعلى) صفته في مجتمع تربو فيه الخبرات فينفلق في ادارة صناعية او زراعية او حتى مهنية عملاقة وذلك ما لا ترضاه الفئة الباغية كإله متأله يتحكم بمقادير كل شيء
اذا قامت الذكرى عند من يمر على هذه السطور سيرى ان علوم القرءان تنذره انذارا مبكرا قبل ان يدخل سن التقاعد فليتدبر امره ولا يشترط ان يستقيل من عمله الوظيفي ليتخلص من سوء التقاعد بل يستوجب عليه ان يقيم للانذار التكويني مهمة مبكرة لتوفير بدائل تعبر سقف السوء في مقعد التقاعد السيء من خلال تاهيل نفسه وهو اثناء الوظيفة لعمل يمكن ان يراكم له خبرة تجعله قادرا على محق السوء في سن التقاعد .
العمل الوظيفي يفقد الانسان قدرته على نقل مهنيته لاولاده كما يفعل النجار والحداد والخياط وغيرهم من المهنيين بموجب النظم الطبيعية وحين يستطيع النجار مثلا ان يورث مقعده المهني لابنه او حفيده تلقائيا الا ان المدير العام مثلا في وظيفة حكومية وامثالها لا يستطيع ان يورث مقعده تلقائيا الى اولاده وبالتالي فان (توافقية القوة والخبرة) التي فطرها الله في العنصر البشري تفقد فاعليتها في منظومة التقاعد المفتعلة حديثا والتي يراد منها تغويم الشعوب ويصبح الاولاد ربائب الدولة التي تسيرهم حيث تشاء لفقدانهم الرابط الطبيعي في انتقال الخبرات والمهنية وساق الشباب بصفتهم خدما للمجتمع الحديث الا انهم في الحقيقة سيكونون خدما لخطة الغد في بنية الدولة الحديثة المتألهة في البشر فيبقى الابوين على مقعد تقاعدي محض ولا يستطيعون ان يقدموا (خبرة العمل) لاولادهم عدا تلك الخبرات المجتمعية البسيطة التي سرعان ما تتغير من جيل الاباء الى جيل الابناء فيكون العمر التقاعدي متصفا بالسوء الكبير
ارتباط التقاعد بـ (الموت) رابط باطل ذلك لان الله يرزق العباد يقينا ولا يمكن ان يوكل الرزق الى مؤسسة حكومية بصفتها وكأنها وكيل الله في رزق المتقاعدين سواءا كانت مؤسسة حكومية او غير حكومية لتجعل المتقاعد بانتظار الموت وتلك ليست (فلسفة التقاعد) بل هي حقائق رابطة تربط نشاط (التقاعد) بانشطة خارج سنن الخلق ومنظومة خلق الله ولا يمكن القبول بفكرة ان التقاعد ومرتبه الشهري هو (حق متراكم) يمتلكه المتقاعد من اموال دفعها هو مستقطعة من راتبه الشهري عبر عمره الوظيفي ذلك لان العمل الوظيفي ذا اجر مدفوع اثناء ممارسة الوظيفة وان النسبة المستقطعة من الراتب غير محددة السقف عند اعادة دفعها للمتعاقد فهي لا تشكل ذمة مالية حقيقية فمهما طال عمر المتقاعد التزمت المؤسسة التقاعدية بتوفير مرتب المتقاعد حتى وان استنفذ المتراكم المزعوم من المستقطعات الشهرية وعبر حجمه كثيرا فلا توجد علاقة تتصف بصفة (ذمة مالية مسرتجعة) بين الموظف الحكومي ومؤسسة التقاعد وان ما يروج فيه في التنظيرات الخاصة بالتقاعد هو لتغويم الناس ليقبلوا بفكرة التقاعد على انها (حداثة) مجزية للموظف الا انها في حقيقتها (سيئة مستحدثة) مغطاة باغطية تغويم الشعوب من قبل فرعون زماننا القائل (انا ربكم الاعلى) كما تفعله منظومة الدولة الحديثة فالانسان بطبيعته التي فطرها الله فيه ان يعمل من المهد الى اللحد ولا يوجد في نظم الخلق المرئية ما يمنع ذلك ابدا الا الضعف الجسدي الذي رفع فيه الحرج عن الضعيف خلال ضعفه الا ان (الحكمة العقلية) وما يتراكم من خبرات يبقى في حيازة كبار السن وهو يكفي لجعلهم على (مقاعد ادارية) بديلا عن (مقعد التقاعد) القاسي بوصفه السيء كما روجت له السطور التذكيرية اعلاه ونذكر من يمر هنا بسوء التقاعد الذي يظهر عند كثير من المتقاعدين الذين لا يمارسون اي عملا في حياتهم التقاعدية حيث تنقلب اخلاقهم داخل اسرهم الى صفات السوء وغالبا ما يتحول المتقاعد الى كارثة اسرية وسط اسرته من خلال عنجهية سوء يمارسها وكثيرا منهم قد ينفلت زمامه الرصين (سابقا) وبسبب اختناقات اللاعمل ينزلق الى منزلقات سيئة فترى بعضا منهم يسعى الى انواع شعبية من القمار او الى تعاطي المخدرات او ممارسة البغاء او في تطرف ديني مهلك او في انشطة سياسية مسيسة بخطط سوء وكثيرة هي المساويء التي تعتري حياة المتقاعدين لانهم سيكون كالورم في جسد اسرهم او في المجتمع
التقاعد هو نظام مبتدع من قبل الفئة الباغية التي تحكم الارض (فرعون الزمان) وهو نظام وان كان يعلن الخير لاهله الا ان تحته سوء كبير حيث يتم قطع العلاقة بين الاباء والاولاد وهو (ذبح الابناء) حيث يقوم التقاعد بمنظومته من قطع الرابط المهني بين الاب والام واولادهما فينفلت جيل الابناء الى ما يرسمه منظروا الفئة الباغية التي تحكم الارض حيث يتم ذبح الابناء على اعين الاباء وهم لا يشعرون
المتقاعدون عاجزون عن تسليم اولادهم عملا ناجحا يحمل خبرات الاباء فينزلق الاولاد فيما هو عائم في الخطة الفرعونية
حاوية الخبرة يتم فصلها من مرابطها الطبيعية بين الاباء والابناء حيث استبدلت بـ (حاوية اكاديمية) و (معاهد بحث رسمية) تمتلك متراكمات الخبرات ولا يشترط ان تكون الخبرة ارثا للاولاد بل ارثا للاكاديميات ومعاهد البحث الرسمية
{قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }الزمر39
تلك تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
تعليق