موازين ترفض التعيير
عندما تقوم الدولة الحديثة على اساس (المصلحة الوطنية) يكون المواطنون في كفة الميزان التي تزن المصلحة الوطنية وتضع معاييرها متكئة على مواطنيها ولكن معايير المصلحة الوطنية تفقد فاعليتها على حدود الوطن وتتحول الى سوط انساني يستهدف البشر باعتبار ان مصلحة الوطن قدس لا يمكن ان يشاركها مواطن من موطن اخر .
ذلك الميزان الفاقد لانسانيته يتألق كثيرا على مدى زمن طال في ازمة الشعب الفلسطيني حيث المصلحة الوطنية للشعب اليهودي تمثل كارثية على الشعب الفلسطيني ولعل معاناة ذلك الشعب لا تحتاج لاي تفصيل لان تفاصيلها القاسية احتفرت في عقول اكثر من جيل من البشرية واذا اراد البعض ان يجعل ازمة الشعب الفلسطيني ازمة استثنائية تخص مطالب اليهود المشتتين بوطن يلملمهم فان الصفة الاستثنائية تتحول الى صفة عامة شاملة لها حراك مع كل ازمات الارض وهي لا تعد ولا تحصى وان امتلك الشأن العراقي والشأن الافغاني مساحة حدث ساخن متكئا على المصلحة الوطنية لدول التحالف في الحدث الافغاني او العراقي الا ان العدوان الدولي بكامل اطيافه يتكيء دائما على (المصلحة الوطنية) ولعل اشهر حدث معاصر كان مع المانيا النازية وما امتلكه النازيون من اوهام في رفعة الدم الالماني والذي كان سببا في ويلات حرقت الانسان وما حوله في مأساة صاغها انسان ضد انسان على بناء فكري منحط تحت سقف الخلق الانساني يطلقون عليه مسمى المصلحة الوطنية . عندما نستعرض ازمات انظمة الدولة الحديثة سنجد ان (المصلحة الوطنية) وراء كل حدث ساخن تسبب في اذى الانسان للانسان سواء عبرت المصلحة الوطنية حدود الوطن او انها استخدمت كسوط ضد جماهير المواطنين في وطنهم او فصيلة من فصائلهم او لكبت فئوي تحت شعارات زائفة تتشدق بالمصلحة الوطنية ولعل القاموس السياسي مليء لحد التخمة بالموصوفات القاسية والتي تمارس فيها (المصلحة الوطنية) ضد اهلها كما تستخدم العصا لتوجيه القطعان البشرية وفق منهجية عميقة الاثر بعيدة الهدف لها مضامين خفية ترتبط بقرارات صادرة من ادارات خفية تختفي خلف حكومات الاوطان ..!!
حضارة اممية زائفة ترفع شعارات كاذبة في مصلحة وطنية مفتعلة يتم تمريرها على غفلة المواطنين (غوييم)
الحاج عبود الخالدي
تعليق