المالانهاية بين مرءاتين في عنصر الزمن
من أجل تطبيقات علمية عقائدية
تبقى ءاية الزمن ازمة فكرية في الفيزياء المعاصرة ويبقى علماء العصر على حافة حادة تثلم هيبة العلم والعلماء مع كل ومضة زمن
في فيزياء الضوء يعرف الفيزيائيون ان صورة اي جسم بين مرءاتين ينتج (ما لانهاية من الصور) المنعكسة على المرءاتين وتلك الظاهرة الفيزيائية يمكن ان تنقلب على مرءاة الزمن فالزمن يمنح اي (تصور) للماضي والمستقبل صور المالانهاية وتلك هي ظاهرة عقل ولن تكون فلسفة كلام
{إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}لقمان من الاية 34
علم الساعة عند الله ولكننا نحوز الزمن في وعينا واذا عرفنا ان لفظ علم يعني (مشغل العلة) فان التدبر الفكري لفهم علم الساعة يعني ان (مشغل علة الزمن) يكون عند الله وبما ان مداركنا لا يمكن ان تصل الى تكوينة الذات الالهية الشريفة لانها لا تمتلك (مختلف) عنها لندركها فان الزمن الذي يرتبط مع علة التشغيل عند الخالق ستبقى خارج قدرات العقل البشري
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا }النازعات42
{فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا }النازعات43
قدرات العقل البشري لا تمتلك (ذكرى) عن (نهاية) الزمن بل العقل يذكر (ما لانهاية الزمن) والنص يؤكد تلك الضابطة العقلية دستوريا فمرسى الساعة هو وقفها بعد مسار كما ترسو السفينة بعد رحلتها (تتوقف) وتلك الراسية الزمنية جاء فيها النص (فيم انت من ذكراها)
لفظ (فيم) فهم على انه (تساؤل) ذلك لان الاية التي سبقتها (42 من النازعات) جاء فيها (ويسألونك عن الساعة) الا ان حرفية اللفظ بموجب علم الحرف القرءاني توضح ان لفظ (فيم) يعني (مشغل فاعلية تبادلية الحيازة) وهو من لفظ (فم) وبناء اللفظ عربيا يكون (فم .. فيم .. فما .. فيما .. فام .. فوم .. و ... و .. ) فاذا عرفنا ان لفظ (فم) هو الجزء الذي ندخل الاطعمة من خلاله الى اجسادنا فانه يمتلك (مشغل) وهو المضغ لفاعلية (تبادلية) وتلك الفاعلية التبادلية (تسحب اللقمة) ومن ثم (تدفعها) الى جوف الانسان من خلال حركية (البلعوم) فالفم هو (مشغل تبادلي الفعل) فيكون (فيم) هو (مشغل يتبادل فاعلية الحيازة)
ذلك المشغل الذي يتبادل فاعلية الحيازة مع العقل هو (الذكرى) فالانسان حين يقوم في عقله (سبب تذكيري) فان الذكرى تقوم في العقل فالانسان لا يتذكر كل خزين عقله بلا سبب فالعاقل لا يتذكر اسمه الا حين يقوم سبب عقلاني او مادي ليتذكر اسمه او اسم صديقه او اي مفصل من مفاصل الذكرى ومن تلك الراشدة الفكرية يتضح ان (فيم انت من ذكرى مرسى الساعة) تعني ان لا يوجد (سبب) يقيم لك (الذكرى) في العقل لتتوقف الساعة فالساعة اذن لا تتوقف وقفا (مطلقا) بل تتوقف وقفا نسبيا مع الافراد او الجماعات لان الله سبحانه سوف لن يوقف الزمن ليستقيل عن صفته (الخالق)
وقف الزمن !!
الزمن يتوقف في عقولنا عند النوم وحين يتوقف الزمن تختفي صحوتنا وتتوقف الذكرى لان سبب وقف الزمن لا وجود له في عقولنا واذا عطفنا مراشدنا الفكرية على النوم كظاهرة معروفة لعقولنا الا اننا نفتقد (سبب النوم) ومهما قيل في اسباب النوم علميا او فلسفيا فهي لا تفي حاجة الانسان الفكرية لمعرفة (السبب التكويني) في النوم واهم ما فيه هو (فقدان الفاعليات العقلية) اثناء النوم وبما ان النوم ظاهرة تعبر سقف الزمن فيكون الزمن متوقفا في عقل النائم الا انه ساري في بقية الناس ومثله الموتى فمن مات توقف عنده الزمن الا ان الاحياء يعيشون في الزمن فـ
اينما يكون السعي يكون الزمن
العقل والنوم في الزمن
فاذا اردنا ان نفترض ان للزمن نهاية فذلك يعني ان (الخلق اجمالا) سينتهي وحين ينتهي الخلق فكيف نتصور دوام الخالق ..!! وهي (فيم انت من ذكرى مرسى الساعة)
اذا عدنا الى ظاهرة المرءاة المتقابلة ونرى صورة جسم بينهما فان صفة (المالانهاية) ستظهر امام اعيننا ولا يمكن ان نجعل المالانهاية خارج تصوراتنا الادراكية بشكل مطلق بل ستكون المالانهاية في مداركنا بشكل نسبي يفي حاجاتنا الفكرية من موصوفة المالا نهاية ونلاحظ اننا كلما زدنا مساحة كلا المرءاتين كلما ادركنا وسعة ما لانهاية الصورة لجسم واحد فقط ... تلك هي (ومضة الزمن) فهي في الخلق حالة مرئية بين مرءاتين للعقل والعقل يراها بوضوح حين يكون (الماضي) فهو مرءاة عقل زمني ويكون المستقبل مرءاة عقل زمني ونحن في صحوتنا (صورة) وسط مرءاتين في رؤيا مرئية (حاضر) نعيش حالة (السعي) فيه فهي (ساعة) وهي حاوية السعي (حاضر مرئي) يقع بين ماضي ومستقبل تدركه عقولنا فتكون (صورة الحاضر) ما لانهاية في سنة خلق مرئية نراها فيزيائيا بين مرءاتين متقابلتين
كل ساعي سيكون بين تلك المرءاتين موصوف بصفة سجين فلا يستطيع العاقل ان يتجاوز مدركاته في الماضي ولا يستطيع ان يتجاوز مدركاته العقلية في المستقبل فهو سجين بين (ماضي ومستقبل) وفيها يقظم الزمن
قظم الزمن
مرءاة الزمن
الزمن .. سجن !!
الخلود عبر سقف الزمن
قيام الساعة
سنة الله لا تتبدل ولا تتحول وبموجب نصوص قرءانية وهنلك يقين لا ريب فيه ان الزمن هو من فيزياء الخلق يرتبط بكيمياء الخلق ويرتبط مع بايولوجيا الخلق فنرى المخلوقات كلها بما فيها جسيمات الذرة وصولا الى الكون الرحيب باكمله وعندما يترسخ لدينا ان عنصر الزمن هو في سنة خلق فيحق لنا ان نرى تلك السنة في ظاهرة فيزيائية معروفة عندما نرى صورة المالانهاية بين مرءاتين متقابلتين وبالتالي فان وسعة الماضي ووسعة المستقبل تمنح العقل وسعة المالانهاية ليتم ادراكها (افتراضا) ذلك لان محدودية (السعة) في العقل البشري يعتبر بديهة عقلانية لا فرار منها وبالتالي فان توسيع المرءاتين الى المالانهاية صعب الادراك اي يصعب ادراك (الماضي والمستقبل) بكامل سعته لان وعاء العقل له حدود والمالانهاية تعني اللاحدود وتلك الراشدة الفكرية يمكن ترسيخها في العقل بسهولة فصفة (الحمد لله) اي (اللاحدود لله) هي وحدها التي ترسم مدركاتنا اليقينية لخارطة (اللانهاية) لانه شأن من صفة الخالق حصرا ولا يمكن ان يتبادل المخلوق مقعده مع الخالق ابدا فيكون الزمن في ماضيه ومستقبله هو وسعة (المالانهاية) ومن المؤكد عقلا ان مهمة (علة تشغيل المالانهاية) ستكون حصرا بيد الخالق فيكون (علم الساعة عند الله حصرا) ولا يمتلك الانسان القدرة على (تشغيل علة الزمن) وتلك الصفة ليست وحدها في العقل البشري فالانسان غير قادر ان يخلق شيئا حيا وهو غير قادر على معرفة العقل وهو حامله فهو لم يؤتى من العلم الا قليلا اي ان الانسان لم يؤتى من (مشغلات العلة) الا القليل منها والتي تكفي حاجاته وقد تعبر سقف الحاجات الى الفضول المعرفي النسبي الا ان هنلك حدود تتوقف فيها الحاجة العقلية البشرية عن طلب تشغيل العلة فالانسان مثلا لا يحتاج ان يضيف الى جسده يدا ثالثة او عينا ثالثة او ان يزيد من اصابعه لان (مشغل العلة المطلق) بيد الله وليس بيد الانسان
تلك تذكرة على طريق الهدي القرءاني عسى ان يجتمع على ذلك الطريق جهاديين يجاهدون بالعلم لاعداد العدة في مواجهة اعداء الله
الحاج عبود الخالدي
تعليق