المرأة والمرآة في لسان القرءان
العربي المبين
العربي المبين
من أجل فهم العقيدة بلسان القرءان
كسر حاجز الجمود الفكري بين مقاصدنا ومقاصد القرءان يمتلك مساحة زمنية فكرية مستديمة لاكثر من 14 قرن من الزمن وإن محاولة كسر ذلك الحاجز في زمننا المعاصر لا يعني ان زمننا المعاصر يمتلك عباقرة بما يختلف عن الزمن الماضي بل يمتلك برنامجا تنفيذيا الهيا (كتاب) كتب للبشرية أن يكون القرءان قائما في زمن العلم ليضع للبشرية الرحمة التي من أجلها نزل القرءان على خاتم النبيين عليه افضل الصلاة والسلام ... عقل الباحث القرءاني يحتلب تلك الاثارة من قرءان يقرأ وعقل يمحص مقاصد الله
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرءانُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ * قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ) (المائدة:102)
المعالجة الفكرية هنا قاسية على العقل جدا ..
إن تبد لكم حين ينزل القرءان ... عفا الله عنها ... يعني اسقطها ... كيف ..؟؟ ولماذا ..؟
قد سأل عنها قوم فكفروا بها ... لماذا والمخاطبون هم من (الذين آمنوا) ..!!
ذلك يؤكد أن للقرءان برنامج زمني ملزم وهو يخص العلوم فالعلوم المادية لم تكن معروفة حين نزل القرءان وإن سأل عنها مؤمن فيكون كافرا بتلك البيانات العلمية ولا يمكن أن يدركها عقله لانها غير معروفة ... ذلك الرشاد الفكري يؤكده حجم المادة العلمية في القرءان والتي اصبحت مضامينها مشهورة لدى علماء الاعجاز العلمي الذين يربطون كثيرا من المادة العلمية بالمادة القرءانية ..
من أجل ذلك نفهم لماذا عفا الله عن كل ما بدا من القرءان حين نزوله ذلك لانه اوفى حاجات عصر الرسالة وما بعده (قبل العلم) واغنى فضولهم المعرفي لنصوص القرءان خارج المادة العلمية واليوم لا يغني فضولنا المعرفي في زمن الحاجة العلمية الكبرى للرشاد في العلم التائه وسط كوارث محتملة ... ذلك لأن للقرءان حضور علمي خطير وذلك ليس من رأي او قدح فكر بل من قرءان يقرأ ملزم لقارئه
(وَلَوْ أَنَّ قُرءاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) (الرعد:31)
النص لا يحتاج الى ترويج للفهم او التفسير ومن يريد التوسعة فننصح بمراجعة ادراجنا (شرنقة سجنت ناسجها)
شرنقة سجنت ناسجها
ومن أجل ترويج عميق لوسيلة الفهم باللسان العربي المبين جئنا بمثل لفظين عربيين (مرأة) و (مرآة) في مناورة بحثية ترجرج العقل المتفاعل مع اللسان العربي المبين في تراثه الغني في بيان مقاصده والخفي على مسطحاتنا الفكرية لاننا استقبلنا (الكلمة) دون ان يكون لنا دور ببنائها كناطقين بالعربية في عملية بناء اللفظ العربي (الكلمة) وفي هذا الادراج سنحاول كسر حاجز معرفي ازاء لفظين من تراثنا لمعرفة بناء المقاصد في اللفظ لتطابق اللفظين تقريبا في البناء الحرفي اولا وثانيا تم اختيار اللفظين كمناورة جيء بهما في هذه السطور لان تراث الكلمة العربية لا يقيم رابطا بينهما ومقاصد الناس متباعدة بين مرأة ومرآة .. وعندما نقيم الرابط المعرفي هنا بين لفظي (مرأة ومرآة) ستتوضح نقاط كانت مظلمة نحاول أن تكون منيرة بين يدي متابعنا الفاضل
مرأة هو لفظ عربي قديم قدم العرب وهو في مقاصد العرب (الانثى البالغة) فللأنثى مسميات كثيرة ندرج منها على سبيل المثال (مرأة .. فتاة .. زوجة .. سيدة ... آنسة .. أمة .. أخت .. عمة .. خالة ... ... ) ونلاحظ أن حرف التاء هو حرف مشترك في كل تلك التسميات العربية الفطرية وحرف التاء يدل في مقاصد اللسان العربي الى (حاوية) أي حاوية الفعل ومثلها (آية) ومثلها (صرة .. سفرة .. صخرة .. حفرة .. و ..و) فحرف التاء يدل على مقاصد في العقل عندما يكون للفاعلية حاوية تحويه وتلك هي المرأة في أول رصد لها انها (حاوية فاعلية) ولا يخفى علينا أمومة المرأة فالادمي يتخلق في رحم المرأة فهي حقيقة (حاوية فاعلية الخلق) بنص قرءاني
(يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ)(الزمر: من الآية6)
فالله خلق البشر في بطون امهاتهم والام (مرأة) فهي (حاوية خلق) .. الخلق هو وسيلة الله ولتلك الوسيلة مفتاح تشغيل يكون في المرأة وهي بيضتها فالمرأة التي لا توجد عندها بيضة في مبيضها لا تولد (عقيم) فيكون فهمنا للمرأة أنها (حاوية مشغل) وبما ان ذلك المشغل هو وسيلة الله في الخلق فيكون فهمنا (العقلاني) للفظ مرأة بمرابط لسان عربي مبين أن المرأة (حاوية مشغل كينونة وسيلة) وهي كينونة الخلق التي اشار لها الله في بطون أمهاتكم ..!!
المرآة ... هو لفظ عربي يدل على تلك الزجاجة العاكسة التي تعكس صورة ما هو أمامها ولفظ مرآة يظهر فيه حرف الالف الموصولة والالف الموصولة هو حرف غير منفصل (غير مستقل) في حروف الهجاء الـ 28 حرف بل هو نتاج لما قام به اللسان العربي بجمع حرفين هما (الهمزة + الالف) فاصبحت الالف الموصولة (آ) نرى ذلك واضحا في لفظ (قرءان) فيقرأة العرب (قرآن) في حين وجدنا ان الرسم القديم للاسم هو (قرءان) وليس (قرآن) وأن الالف الموصولة هي من مبتكرات اللهجات المحلية ولسهولتها نطقا انتشرت في لسان العرب ..!! اذا استطاع العقل المتابع معنا ان يستذكر من فطرته هذه المعالجة التذكيرية فان ذلك يعني أن لفظ (مرآة) تعني (مرءاة) وهو اصدق نطقا مثله مثل لفظ (مرئاب) او لفظ (صدءات .. سوءات ... مرءاة) ...
سنرى اتحاد المقاصد العربية بين مرأة و مرءاة (مرآة) بموجب ضوابط عقلانية مستقلة في عقل المتفكر دون استدانة العقل من نشاط عقلي محدد
المرآة هي (حاوية) ويمكن للعقل ان يدرك تلك الحاوية في مساحة براقة محددة نستخدمها في حياتنا اليومية
في تلك الحاوية مشغل يقوم بتشغيل فاعلية تكوينية مثلها مثل المرأة ... ذلك المشغل هو السطح البراق الذي يقوم بتشغيل فعل تكويني في الخلق الا وهو (انعكاس الضوء) حين يرى العقل إن انعكاس الضوء هو فاعلية خلق تكويني فيكون أن المرآة هي حاوية تمتلك ذلك المشغل وهو سطحها البراق ..!!
الفرق بين المرأة والمرءاة هو حرف الالف الذي يشير الى فاعلية وسيلة المرءاة بشكل غير تكويني فكل صورة تكون امام المرءاة تنعكس ... أما المرأة فان فاعلية وسيلتها تكوينية ولا تعكس كل شيء بل تتفعل تكوينيا من حيمن ذكوري حصريا ... اما الفاعلية التكوينية فانها تخص انعكاس الضوء وليس تفعيل المرآة نفسها ... اما المرأة فان فاعليتها تبقى كامنة حتى تتفعل بفاعلية تكوينية عن طريق الحيمن ... ذلك هو الفرق الوحيد بين (المرأة والمرءاة) وهو يدرك من خلال اضافة حرف الالف الى لفظ (مرأة)
المرءاة (المرآة) تنتج صورة .. ذلك واضح جلي في ما نشاهده في المرآة التي تملأ منازلنا .. الصورة التي تنتجها المرآة العاكسة لا تصنعها المرءاة بل تعكس صورة ما تكون أمامها ..
المرأة هي ايضا تنتج صورة بنص قرءاني
(هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران:6)
وهي (المرأة) لا تصنع الصورة ايضا فالله هو الذي يصور الناس في ارحام امهاتهم .. فالمرأة والمرآة يتحدان في مقاصد عقل ينطق بلسان عربي مبين
اذا نجحت مناورتنا في تذكير عقل من يتابع معنا فان المعالجة تعني قانون عربي في نطق عربي مبني بلسان مبين وعلم بيانه لا يقوم الا من خلال البراءة من اللفظ الجاهز لقصد جاهز كما يفعل العرب بل يتم الغور عمقا في تكوينة خلق النطق في العقل لادراك العربية في النشيء قبل ان تكون في اللسان لان اللسان مجرد ناقل للمقاصد فاذا كانت الالفاظ هي الهدف فذلك يعني أن اللسان غير عربي كينونة بل يعني ان الالفاظ مكتسبة بمقاصدها من جيل لجيل وهذا ما حصل في عروبتنا فضاعت العربية الفطرية
لعل من تابع تاريخ العربية لوجد ان اغنياء العرب كانوا يرسلون اولادهم في زمن التمييز (صبي) الى الصحراء لتفصح السنتهم والصحراء تمتاز بقلة الكلام فيها مما يدفع الصبي الى فطرته العربية دون مؤثرات مجتمع المدينة وذلك الترشيد الفطري عند العرب القدامى كان لسبب احياء الفطرة على حساب اللفظ المكتسب ولكن عروبتنا بين ايدينا مبنية على الفاظ مكتسبة بمقاصدها (هكذا قال الاباء) مما تسبب في بناء حاجز كبير بين العربي وفطرته العربية .
تلك المحاولة هي مفتاح كبير في ولوج علوم القرءان وفهم مقاصد الله عند نشأة اللفظ العربي وليس عند سماعه وما احتمل من اراء في مقاصد الالفاظ فقد نقل عن الخليل احمد الفراهيدي ان وضع للفظ (عين) اربعين قصدا فكانت موسومته تحت عنوان (العين) وفي تلك المقاصد الكثيرة متاهة عربية تطالبنا بالبراءة منها لتحيا الفطرة في عقلانية الباحث القرءاني ليمسك بمقاصد الله في النص ولا يذهب الى مقاصد الناس فمقاصد الناس مختلفة وفي اختلافها يضيع القصد الالهي وتقوم المذهبية في نصوص القرءان .
بين المرأة والمرءاة بون شاسع في المقاصد التي يستخدمها الناس الا ان اعادة اللفظ الى أولياته ستظهر مقاصد النشيء للنطق في العقل وذلك هو تأويل القرءان وهو لا يعني تحميله الرأي كما يذهب اليه الفكر العقائدي بل التأويل في فطرة العربية تعني العودة الى الاوليات العقلية فيكون النطق في النشيء ثم في السماع فالعربية تنشأ في العقل وهو الاول في بناء المقاصد ومن بناء المقاصد في الحروف يقوم البيان بلسان عربي مبين
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ * وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ) (الشعراء:196)
بلسان عربي مبين ... في زبر الاولين .... زبر هو وسيلة مفعل القبض وهو موجود في فطرتنا فنقول (زبـّر الشجرة) أي قام بتهذيب اغصانها ورفع الفائض منها وتلك وسيلة المزارعين لتفعيل وسيلة الانتاج (قبض) الغلة ..!! وهنا اشارة الى أن القرءان بلسان عربي مبين موصوف بصفة (في زبر الاولين) والاولين لا يعني السابقين بل يعني الذين يمتلكون صفة التأويل مثلها مثل (رسام .. لوحات الرسامين .. اصغر .. تجمعات الاصغرين .. أول ... زبر الأولين) ... أي في مفعل وسيلة قبض بيان النطق يكون (في الموصوفين بالتأويل) وهو اعادة النطق الى أولياته في العقل ... قيام المقاصد في الحروف .. ومن ثم ربطها ...
بلسان عربي مبين مفتاح يفتح مكنونات القرءان في نفاذية يومياتنا المعاصرة ... النفاذية هي صفة (الكتاب) ...ونرى (كتب عليكم) ... تعني (نفذ بحقكم) ... فيكون الوصف القرءاني
(إِنَّهُ لَقُرءانٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ) (الواقعة:79)
اذن نرى القرءان في (كتاب) وذلك الكتاب صفته (مكنون) وهي فاعلية نفاذ سنن الخلق وهي حولنا وفينا ومعنا في حضارة ويوميات ومفاصل لا حدود لها (مكنونة) اليوم معنا بروابطها التكوينية .. القرءان بين ثنياها في الفهم ... تلك الخاصية (مساس) لا ينالها الا المطهرون وهي (البراءة) من كل فكر قائم واذا تمسك الناس بطريقتهم العربية واسلوبهم العربي فان اللسان العربي المبين لا يقوم ولن يحصل مساس القرءان في كتاب نافذ مكنون ..
ذلك هو بيان تذكيري ... اما القناعات فهي لا تتحصل من خلال بثق البيان بل من خلال علاقة المتذكر بخالقه ومدى تحقيق شروط الله في الذكرى
(وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)
مشيئة الله في أن يتذكر المذكر وعاء شخصي خاص بكل فرد لذلك فان علم القرءان لا يمكن أن يكون مكتسبا من عبقرية باحث او من سطور اثارة انما الامر بيد الله أما الدعوة الى سبيل الله فيها فائدة مرجوة هي عندما تقيم الذكرى سببا لعودة الفرد الى شروط الله ليكون من المنتفعين بالذكرى ... نرى ذلك في مثل حي في يومياتنا فكلية الطب مثلا تعلن عن شروط الدخول الى علوم الطب في ارقام مواضيع علمية محددة او في عموم المعدل الرقمي لطالب الاعدادية وكذلك هنالك شروط في الطول والنطق والنظر وكل تلك الشروط تقيم عند محبي علوم الطب فاعلية تجعلهم يحوزون فاعلية تلك الشروط ويسعون لتحقيقها ليكونون مؤهلين لولوج علوم الطب كما اشترط اداريوا علوم الطب شروطهم ...
محاولتنا تنحى نفس المنحى وتعمل نفس العمل تكوينيا لغرض عرضها على الراغبين لولوج علوم القرءان ليتذكروا فأن الذكرى تنفع (المؤمنين) بموجب نص حاسم
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)
اما غير الموصوفين بصفة (المؤمنين) فان الذكرى تكون احتمالية النفع وليست حاسمة
(فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى) (الأعلى:9)
ومن مسببات الذكرى يقوم وصال بين البيان ومتلقي البيان وذلك الوصال يمتلك احتمالية قيام الذكرى النافعة
(وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (القصص:51)
لعلهم يتذكرون ... عسى أن يتذكرون ... فيقوم القرءان في يومنا (ما كتب لنا) وليس في يوم سبق فيما (كتب لهم فيه) ...
اذن نرى القرءان في (كتاب) وذلك الكتاب صفته (مكنون) وهي فاعلية نفاذ سنن الخلق وهي حولنا وفينا ومعنا في حضارة ويوميات ومفاصل لا حدود لها (مكنونة) اليوم معنا بروابطها التكوينية .. القرءان بين ثنياها في الفهم ... تلك الخاصية (مساس) لا ينالها الا المطهرون وهي (البراءة) من كل فكر قائم واذا تمسك الناس بطريقتهم العربية واسلوبهم العربي فان اللسان العربي المبين لا يقوم ولن يحصل مساس القرءان في كتاب نافذ مكنون ..
ذلك هو بيان تذكيري ... اما القناعات فهي لا تتحصل من خلال بثق البيان بل من خلال علاقة المتذكر بخالقه ومدى تحقيق شروط الله في الذكرى
(وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)
مشيئة الله في أن يتذكر المذكر وعاء شخصي خاص بكل فرد لذلك فان علم القرءان لا يمكن أن يكون مكتسبا من عبقرية باحث او من سطور اثارة انما الامر بيد الله أما الدعوة الى سبيل الله فيها فائدة مرجوة هي عندما تقيم الذكرى سببا لعودة الفرد الى شروط الله ليكون من المنتفعين بالذكرى ... نرى ذلك في مثل حي في يومياتنا فكلية الطب مثلا تعلن عن شروط الدخول الى علوم الطب في ارقام مواضيع علمية محددة او في عموم المعدل الرقمي لطالب الاعدادية وكذلك هنالك شروط في الطول والنطق والنظر وكل تلك الشروط تقيم عند محبي علوم الطب فاعلية تجعلهم يحوزون فاعلية تلك الشروط ويسعون لتحقيقها ليكونون مؤهلين لولوج علوم الطب كما اشترط اداريوا علوم الطب شروطهم ...
محاولتنا تنحى نفس المنحى وتعمل نفس العمل تكوينيا لغرض عرضها على الراغبين لولوج علوم القرءان ليتذكروا فأن الذكرى تنفع (المؤمنين) بموجب نص حاسم
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)
اما غير الموصوفين بصفة (المؤمنين) فان الذكرى تكون احتمالية النفع وليست حاسمة
(فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى) (الأعلى:9)
ومن مسببات الذكرى يقوم وصال بين البيان ومتلقي البيان وذلك الوصال يمتلك احتمالية قيام الذكرى النافعة
(وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (القصص:51)
لعلهم يتذكرون ... عسى أن يتذكرون ... فيقوم القرءان في يومنا (ما كتب لنا) وليس في يوم سبق فيما (كتب لهم فيه) ...
الحاج عبود الخالدي
تعليق