فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
(وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة:222)
لقد وضع الله سبحانه وتعالى دستور الجنس في قرءانه من خلال (فاتوهن من حيث امركم الله) وامر الله في هذا النشاط ياخذ مسربين
الاول : هو قيام العلاقة الزوجية العقدية او ملك اليمين والتي وردت تفاصيلها في القرءان بصيغة الامر الالهي وما يتعلق بها من نظم العقود والطلاق والعدة
الثاني : غريزي محض وهو لا يحتاج الى تعريف او تثقيف لانه مرتبط بغريزة الانسان ربطا تكوينيا يعرفه كل شخص عندما تكتمل تكوينته الجنسية ويستطيع كل فرد ان يحدد مساره الجنسي من خلالها وفيما يخص تفاوت الرغبات بين الجنسين فان النص القرءاني احكم حاكميتها بنص شريف
(هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)(البقرة: من الآية187)
تحت هذا النص مفاهيم عقلانية ترفع من ثقافة الجنس الى اعلى درجاتها بحيث تضع العلاقة بين الجنسين راشدة عندما نتعرف على مقاصد الله في لفظ (لباس) ...
اللباس نعرفه في نشاطنا المعتاد بصفته الثياب التي يرتديها الانسان وقد ورد في القرءان لفظ الثياب في مقاصد الله
(وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ )(النور: من الآية58)
(أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ )(النور: من الآية60)
اما لفظ لباس فقد ظهر في مقاصد الله في :
(فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ)(النحل: من الآية112)
(يَا بَنِي ءادَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ ءايَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (لأعراف:26)
(يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ)(الحج: من الآية23)
(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً) (الفرقان:47)
لباس الجوع والخوف ... لباسا يواري سوأتكم .. لباس التقوى ... لباس حرير ... لباس الليل ... مقاصد الهية مسطورة في قرءانه المجيد لا بد ان يعقلها العقل لتكون في تلاوة ايات ان آية تتلو آية .. ونرى اللسان العربي المبين فيها
لبس ... يلبس .. لبوس
(وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ) (الانبياء:80)
ثم ان علينا بيانه ... في وعد صادق فقد بين ربنا ان (لبوس) هو صنعة نصنعها .. وهي تحصننا من بأسنا فيكون القصد الشريف ان اللباس هو تحصين من البأس ...
يساعدنا البيان القرءاني العظيم حين وصف المتزوجات بالمحصنات لان لهن لباس من ازواجهن
(إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النور:23)
وبالتالي يكون (هن لباس لكم) فتكون في القصد الشريف هن حصن لكم والحصن هنا غرائزي يقيني فتكون الانثى حصن زوجها غريزيا وعليها ان تعي ذلك (وانتم لباس لهن) وهو حصن لهن غريزيا وعلى الزوج ان يعي تلك الحقيقة فيكون الزواج الناجح بينهما في اشباع طرفيهما غريزيا لكي لا تبقى ثغرة يستطيع الشيطان ان يدخل من خلالها لكلا الطرفين
تلك ثقافة قرءانية وهي هي في كل ثقافة تعلن للجنس بين الناس يراد منها هتك الاعراض واعلان ما هو (محصن) في (حصن) لا يمكن ولوجه بمعايير الخلق الانساني الذي جعل من تلك الغريزة في حصن منعزل عن نشاط الانسان بشكل عام ..
لباس الطرفين اختلف عن لفظ (لبوس) في فارقة بين حرفي (الالف والواو) وهو (لباس ... لبوس) فاذا عرفنا ان الالف (فاعليه) وحرف الواو للربط فيكون مثله (قوم .. قام) فالقوم فاعلية رابطة تربط الناس و لفظ (قام) رابطة فاعلية فردية فيكون لباس الجوع والخوف هو في فاعلية افراد فيقوم الخوف فرادى ويقوم الجوع فرادى ولا رابط يربطهم (لا يتراحمون) ... (لا يأمن بعضهم من بعض) وهي لباس البسهم الله اياه (اذاقهم) وعندما لا يامن بعضهم بعضا فهو الخوف بعينه... مثلما في الزوجين (لباس لكم وانتم لباس لهن) ففي مذاق الجوع والخوف (هذا يخوف هذا وهذا يجوع هذا) وهي في عدم التراحم وعدم الامان بينهم فيكون الجوع والخوف
لباس الليل ... فيه الظلام ووقف النشاط ليسبت الانسان في الليل لاستراحته وهو ما يشكل اختلالا تكوينيا في زمن الحضارة وقيام الانارة فالانسان لا يهجع في الليل نتيجة ما صنعه من نور فتكون الاشارة القدسية ان الليل هو حصن (لباس) يقيكم البأس الذي يتحمله الانسان جراء العمل والنشاط
اللباس الذي نلبسه هو ليحصن اجسادنا من حر او برد او رياح او تراب ... ويواري سؤأة الانسان ... لباس التقوى يحصن الناس من الظلم والحياة غير الطيبة ... تلك هي مراشد تذكيرية بين (عقل + قرءان + لسان عربي) فيكون البيان
لمن شاء ذكر ومن شاء فليس لاحد عليه سلطان الا الله
الحاج عبود الخالدي
تعليق