ما ننسخ من ءاية او ننسها في
كيمياء هذا الزمان !!
كيمياء هذا الزمان !!
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
(مَا نَنْسَخْ مِنْ ءايَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:106)
قالوا في ءايات القرءان ناسخ ومنسوخ .. وسبحان ربي فيما قالوا فتصوروا ان الآية هي حصرا تلك الكلمات المترابطة في القرءان تحمل رقما في سورة قرءانية .. ولكنها في راسخة علم في مشروعنا الفكري .. الآية هي (الحيز الفعال) .. كل حيز فعال هو اية ...
(سَنُرِيهِمْ ءايَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53)
في انفسنا ايات .. وفي الافاق ايات .. فهل هي ايات مكتوبة بالفاظ مترابطة .. بل انها (حيز فعال) والقرءان معنا
(وَءايَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ) (يّـس:33)
فهل ما يجري في الارض من حياة الا (حيز فعال) .. وهل اخراج الحب الا (حيز فعال) .. وهل الاكل الا (حيز فعال) .. تلك هي الاية في العلم القرءاني
ويوم يكون الاوكسجين اية (حيز فعال) والكربون اية في حيز فعال في جسد المخلوق فان النسخ والنسيان سيكون في (الاكسدة والاختزال) ..!!
النسيان :
نحن نتعامل مع النسيان باعتباره نسيان شيء في الذاكرة ونسينا انه يعني عزل شيء من الذاكرة (اختزال) وهو فصل شيء من ذاكرة الانسان فيكون نسيان وهو الاختزال بعينه .. فاي شيء منسي في ذاكرتنا يعني مفصول من ذاكرتنا (مختزل) ..
الاستنساخ :
ونسينا ان الاستنساخ يعني ارتباط شيئين او اكثر في رابط واحد مثل الاستنساخ البشري او استنساخ ورقة من ملف لتكون ورقتان او اكثر من رابط واحد ..
فهي (نسخ) وفعلها (ننسخ) وهو اللفظ الذي ورد في القرءان ...
في فطرة عربية نرى استنساخ الكتاب الى الاف النسخ (نسخ) من نسخة واحدة وهو يعني ان كل النسخ تعمل في رابط واحد ولو بادلنا ذلك الفكر في التآصر الكيميائي سنجد ان الالكترون في مدار الذرة هو الرابط الذي يربط كل مركب كيميائي فيكون نسخ الاية (الحيز الفعال) في رابط الكتروني
نسخ الاوكسجين انما هو ارتباطه برابط مركب كيميائي فتختفي صفته وتظهر صفة المركب الكيميائي فيكون الاوكسجين منسوخ في المركب .. اذا كان الاوكسجين (حيز فعال) .. فهو (آية منسوخة) ..!!
عندما يصفون الفايروس عند اختراق جدار الخلية فانه (يستنسخ) من صورته (نسخا) تنطلق الى بقية انحاء الجسم ... وتلك فطرة عربية تظهر في مسطحات عقول الناس لانها ترتبط بتكوينة خلق العقل المخلوق برابط عربي ..
النسخ اذن هو انتقال فاعلية الصفة في حاوية اخرى .. مثل نسخ الكتاب .. فيكون مضمون الكتاب قد انتقل الى حاوية اخرى وهو ورق جديد وكتاب منسوخ جديد والربط الذي يربط الناسخ والمنسوخ هو موضوعية الكتاب وحروفه والفاظه ..
نحن نعلم ان المثل المساق اعلاه يقلب موازين فكرية عليا ونعلم مدى صعوبته وتم اختياره لهذا السبب لبيان منهجي يؤكد ان نتاج علوم الله المثلى يقلب موازين الفكر المستقرة استقرارا طويل الامد جعل القلوب قاسية (فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ـ الحديد) ... انها علوم الله المثلى تدفع بالعقل الاسلامي الحامل للقرءان الى قمم العلم العليا التي يركع لها العلماء قبل ان يركع الناس ..!!
الراسخون في العلم يعلمون تأويله .. والتأويل قيل فيه انه القول بالباطن او تفسيره على الظن الا ان تأويله في عربية بسيطة جدا جدا هو في اعادته الى اولياته واعادة مقاصد اللفظ الى الله المتكلم في القرءان وعدم ربط الفاظه بمقاصد السامعين لقيام بيانه لان بيانه في مقاصد الله وعندما يقوم بيانه يتم قرنها بمقاصد الناس (ربطها بمقاصد الناس) . ذلك هو تأويله .. اعادته الى اولياته في القصد وهي مقاصد الله دون مقاصد السامعين للقرءان .
تلك هي اولياته في الفهم وليس في التفسير لان التفسير يضع على الفهم اقفالا ولا يحق لسامع التفسير ان يضيف او ان يناور بعقله او ان يقوم بتفعيل عقله فالتفسير هو فهم جاهز مفروض في ساحته مثله مثل الاكلات الجاهزة تؤكل كما هي .. الفهم هو في مراجعة فكرية للعقل .. تبادل فكري (تفكر) والتفكر يصنع الفهم في زمن المتفكر فما يصنعه فهمنا اليوم سوف لن يكون في مستقبل اجيال اخرى بل يكون سلم الفهم حسب تطور المعرفة (مقاصد الناس وانشطتهم) .. وبذلك يكون الفهم منتجا ويستمر بالانتاج الى زمن قيام الساعة ويكون التفسير فهما محددا لا حراك فيه مرتبط بزمن المفسر مهما تطور العقل في النشاط الانساني ... فعندما قيل ان ذا القرنين وجد ان الشمس تغرب في عين حمئة وهي بحيرة طبرية فان اقفالا على الفهم قد وضعت وهي اقفال تاريخية وقد صدأ مفتاحها وبقي الفهم في بحيرة طبرية التي جففها اليهود في زماننا ولا زلنا نحمل القرءان .. وظهر ان الشمس لا تغرب بل نحن نغرب عنها ..!!
نحن نتحرج كثيرا من النقد الذاتي ولكننا نجد من الضروري ان يكون النقد عقلانيا وذلك وفاءا لمتابعي طروحاتنا لاننا نلاحظ متابعة مطردة وجب علينا احترامها واجلالها مما يدفعنا الى الخروج النسبي من صمتنا ازاء ما نراه من اسباب في اضمحلال حضارة طاهرة اسمها حضارة الاسلام !!! فمعذرة من كل جارحة جرحت خاطر اخ مؤمن بالله فتلك هي الحقيقة الصعبة التي نقظم مرارتها على اسطر قد توصف بالجرأة الا انها لا تغادر القرءان والعقل البريء في فكر مستقل ...
الحاج عبود الخالدي
تعليق