للصراط المستقيم
المسلمون جميعا يقرأون الصراط المستقيم طالبين الهداية اليه وهو في سورة الفاتحة (إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) ونجد كثيرا من المعالجات في الفكر العقائدي تتحدث عن ذلك الصراط بصفته الفاصل بين الجنة والنار وذلك من أعمال يوم القيامة وكثير من معالجات الفكر العقائدي تعالج الصراط المستقيم بصفته الطريق السوي في الزهد والتعبد والعمل الصالح وهو من أعمال الدنيا ... عموم الفكر العقائدي يفتح معنى (الصراط المستقيم) في اتجاهات واسعة تبدأ بالتوحيد وتنتهي في ادق تفاصيل الانشطة في علائق المؤمن الصالح بمجتمعه واولاده وحتى مع الحيوان فمن يضرب دابته (ركوبته) بلا رحمه فهو خارج الصراط المستقيم ومن يتكاسل عن العمل فهو خارج الصراط المستقيم ومنهم السارق والمعتدي والزاني وتارك الصلاة ...
فاتحة الكتاب التي ورد فيها مطلب مركزي (إهدنا الصراط المستقيم) تستفز عقل الباحث القرءاني سواء بتسميتها (فاتحة الكتاب) او من خلال المطلب المركزي (إهدنا الصراط المستقيم) فالكلام هو كلام الله والخطاب يحمل صفة العبد المتكلم وفي تلك الفارقة عقل انساني مستفز وسطورنا سوف لن تستحضر ما قيل في تلك الفارقة في بطون الفكر العقائدي ذلك لان معالجتنا ليست في مهمة تفسيرية بل في مهمة تذكيرية تدفع عقل الباحث للتذكر وتدفع عقل المتابع للتذكر وبالتالي لا يمكن اعتماد الرأي بصفته معلومة جاهزة ليكتسبها عقل اخر بل لا بد للعقل الآخر ان يتذكر وان لم يتذكر فذلك يعني ان بوابة العقل مؤصدة وان هذه السطور لن تنفع
فاتحة الكتاب ... اذا عرفنا واستقر لدينا ان الكتاب هو (وعاء تنفيذ نظم الخلق) وهو ما كتبه الله لنا ولمجمل مخلوقاته ودقائق نظم الخلق التفصيلية فان افتتاح ذلك الوعاء يقع حصرا في كيان المخلوق وهو خارج كيان الخالق شأنه شأن استخدام الجهاز التقني في حياتنا فان المصمم والمصنـّع لا وجود له في حيثيات الجهاز بل نظمه وتعاليمه ستكون بين ايدينا وأول ما يقرأ في كاتولوك المصمم هو (طريقة التشغيل) وهي بمثابة (فاتحة) وعاء التنفيذ (تشغيل الجهاز) وتلك قراءة فطرية في مهمة تذكيرية نتذكرها لنفهم القصد في (فاتحة الكتاب) فهي ستكون حصرا بيد المستهلك للنظم . من ذلك تكون (إهدنا الصراط المستقيم) مطلبا بيد المخلوق وليس من المتكلم (الله) ونستذكر في فطرتنا العقلية اننا نضع صورتنا الفوتوغرافية في بطاقة الاحوال المدنية فتلك الصورة هي لغيرنا وليس لنا فالغير هو الذي يحتاج الصورة ليتحقق من مصداقية حاملها ..!! إهدنا الصراط المستقيم ليس قول متخصص من القائل بل (مطلب) يتصدى له المخلوق في نفاذية نظم الخلق ..!! مثل الصورة الفوتوغرافيه في بطاقة الاحوال المدنية فهي ليست مجرد صورة فوتوغرافيه بل هي منظومة تعريف الاخر بحامل الهوية ..!!
بسم الله ... تلك تسمية مباركة في عقول المسلمين وهي حق فالله هو (مشغل قبض الفاعلية) لانه الخالق فان لم يشغل الله منظومته في الخلق فلا مخلوق يقبض شيئا ولكان المخلوق في العدم فاول ما يفتتح في فاتحة الكتاب هو وصف المشغل لمنظومة الخلق وهي حصرا (مشغل قبض الفاعلية) فان لم يكن بين الاوكسجين والهايدروجين مشغل للفاعلية فلا الهايدروجين يتآصر (يقبض) صحبة الاوكسجين ولا الأوكسجين يتآصر مع الهايدروجين فالذي قام بتشغيل تلك الصفة القابضة للفاعلية هو الله فكان (بسم الله) ومثلها عملية التلقيح فان لم يقيم الله مشغل لمنظومة قبض الحيمن من قبل البويضة فان الخلق لن يقوم فالله هو المشغل لمنظومة القبض في الخلق وهو ترشيد وتر مستدرج في هذه السطور ويحتاج الى براءة فكرية لتذكر هذه الذكرى حيث يفهم حملة القرءان ان (بسم الله) تعني (بأسم الله) وهو استحضار مبارك لكل نشاط (للبركة) ولن تكون (بسم الله) كلام مختزل لـ (بأسم الله) ذلك بسم الله وصف تشغيلي للخلق ..!! وليس مثل ما يقوله قاضي المحكمة (بأسم الشعب) حيث تختلف الواصفة اختلافا فكريا مركزيا ...
الرحمان .... تكون صفة المشغل للفاعلية القابضة هو (الله) لتتمكن مخلوقاته من (قبض) نظم وفاعليات مترابطة او مفككة تحتاج لربط وكل تلك الصفات هي لقبض الفاعلية في رحمين (رحم + رحم) وهما معرفان بـ (الـ ) وعلى المخلوق ان يعرفهما لانهما معرفان فمثلهما (لنتذكر) في فطرتنا العقلية عندما يقول المصمم في كاتولوك التشغيل (اضغط الزر الاحمر) فذلك يعني ان (الزر) معرف لدى المستهلك ودلالته (الـ ) والاحمر ايضا معرف لدى المستهلك بدلالة (الـ) ومن ذلك المسرب التذكيري الفطري يتضح ان الـ (الرحمان) معرفان لدى فاتح الكتاب (المخلوق) لانه يقرأ سورة فاتحة الكتاب ...!! ونرى معارفنا للرحمين فهما واضحان كالزر الاحمر في جهاز الحاسوب فلا يستطيع المخلوق ان يفعل شيئا ماديا ما لم يقرر في عقله عمل الشيء فيتضح ان الرحمين هما (قرار عقلاني) و (فاعلية مادية ـ فعل) حتى في الافعال المسماة (لا ارادية) مثل فعل الشخص الذي يقود دراجة هوائية فهو يدير عجلة الدراجة المسننة برجليه دون عقل مسبق الا ان العلماء عرفوا مصدرية القرار العقلاني فوجدوه في النخاع الشوكي ففيه ولادة قرار تحريك الارجل لتحريك الدراجة الهوائية رغم تسميتها بالحركات اللا ارادية .. فيتضح ان الرحمان هما معرفان للعقل (الفطري) الا ان المتراكمات المعرفية حجبت الفطرة عن الحضور في الوعي لترسخ ما هو راسخ في عمق العقل وهو ان أي نشاط لا يقوم ولن يقوم الا بسابقية قرار عقلاني ينتج فاعلية مادية وهما (رحم عقل + رحم مادة) وسابقية رحم العقل على رحم المادة يقرأ في فطرة العقل الانساني بوضوح بالغ فالنائم لا يستطيع ان يمارس مهنيته كمدير عام او مهندس او نجار حيث يسبت رحم العقل عند النائم فالفعل الذي يفعله المخلوق لا بد ان يسبقه العقل فالولادة العقلية (رحم العقل) تسبق الولادة الفعلية (رحم المادة) ولكن بقية اعضاء الجسد لا تنام فنرى الجسد فعالا اثناء النوم لان رحم العقل الجسدي فعال (لا ينام .. وهي من نص ـ وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا) في فيستمر الانتاج الجسدي اثناء النوم ويتوقف الانتاج العقلاني (عقل الانسان الواعي) فلا ينتج النائم عقلا تخصصيا يقيم نشاطا ماديا بسبب غياب العقل في نومته ..!!
الرحيم .... معرف ايضا بالألف واللام ولا بد لفطرة العقل عند المستهلك (المخلوق) معرفة الرحيم لانه معرف بـ ( الـ ) ... عندما يكون هذا الرجل (رحيم) فهو يعني في مقاصدنا انه شغل (الرحم) في حيز محدد فاتصف بـ (رحيم) كأن عطف على يتيم (حيز رحمه) او تصدق على فقير (حيز رحمه) او عفا عن مسيء (حيز رحمه) حيث نمسك بمعرفة الرحيم من خلال فطرة عقل ناصعة غير متصدعة مثله في عربيتنا الفطرية (سمر .. سمير) فالسمير هو مشغل السمر ومثله (حنَّ .. حنين) فالحنين صفة في شخص هو مشغل الحنان ... فالرحيم هو مشغل الرحم يقينا وعندما يتم تشغيل الرحم يظهر الحيز وهو الخلق الذي نراه في الكتاب التفيذي فلو لم يشغل الله الرحم عموما (العقلاني والمادي) فاننا سوف لن نرى الخلق ولكان كل شيء في العدم ..!! الرحيم هو مشغل الرحمان اللذان يشكلان اساسية تشغيل بناء الخلق ..!!
مالك يوم الدين ... المالك هو ماليء الحاجة في فطرتنا العقلية فمالك الشيء هو ماليء حيازته فان لم يملكه لاصبح شائعا بين الناس أي (لا حيازة له) فان ملكه شخص ملأ حيازته ... فالله مالك يوم الدين أي ان الله ملأ حاجات يوم الدين ومثله السلطان (الملك) فهو في الفطرة ماليء حاجات الرعية من نظم وامن وعدالة مجتمعية فهو ملك ... اليوم لفظ في مقاصدنا العميقة هو استكمال الارض دورة حول نفسها وهي حقيقة علمية منها يتكون (اليوم) وهي نفس المقاصد قبل العلم فاليوم هو من الضياء الاول لغاية ضياء اول يليه وهي في الفهم العلمي المعاصر دوران الارض حول نفسها والناس يجعلون اليوم في (عداد) فيقوم الشهر والسنة والزمن اجمالا ويقسمونه الى مساحات (ميكانيكية) متساوية اسموها (الساعة) فهي من خلال دورتين لعقارب الساعة كل دورة تمثل 12 ساعة وهما دورتين واحدة لـ (لنهار) واخرى لـ (الليل) ... فاليوم هو في حقيقته (مشغل حيز ربط) والمشغل هو (حركية الدوران) والحيز هو (الارض) والربط هو (مع الشمس) وتلك هي حقائق علمية ثابتة من خلالها يقوم في العقل مقاصد لفظ اليوم الذي نعرفه واذا ما توقفت احدى الصفات الثلاث (المشغل وهو الدوران ـ حركية ـ أوالحيز ـ الارض ـ او الرابط مع الشمس فان اليوم لن يكون ولا يكون ... فاليوم هو (مشغل حيز ربط) ...
الدين ... لفظ يدركه العقل وقد جاء معرف بـ (الـ) وذلك يعني انه معرف للعقل وهو مؤكد في نص اخر (فاقم وجهك للدين حنيفا) فالدين معرف للعقل البشري عموما وهو (تبادلية نقل انقلاب سريان حيازه) ونراه واضحا في القرض (دين) حيث يتم انقلاب سريان حيازة مبلغ القرض من يد الدائن الى يد المدين وهنا يتجلى بوضوح ان الله مالك يوم الدين فيكون الفهم ... الله ماليء حاجات (مالك) ... مشغل حيز ربط (يوم) ... الــــ ناقل منقلب سريان الحيازة (الدين) .... وهو واضح في العقل في الكيمياء والفيزياء والبايولوجيا واوضح صورة يمكن استحضارها من الفطرة هو ذلك الانقلاب للحيازة بين الشهيق والزفير فثاني اوكسيد الكربون المنتج من زفير الحيوانات تحوزه النباتات ومن ثم تطرحه على شكل اوكسجين ينقلب الى حيازة الحيوانات فيكون مالك يوم الدين (ماليء حاجات مشغل منقلب الحيازة بين المخلوقات) .. تلك معالجة تذكيرية ليتذكر العقل نفاذية كتاب الله فالله الذي خلق النبات وتكوينة التنفس فيه من غاز ثاني اوكسيد الكربون يكون هو الذي ملأ حاجات الحيوانات من الاوكسجين ليكربنها ويبثقها ليقبضها النبات تارة اخرى فتلك في العقل ذكرى فاعلية الله في مشغل الخلق ..!! .. ومهما كانت غريبة الا ان العقل الفطري مؤهل لتذكرها ...!!
اياك نعبد ... واياك نستعين .. برامجية مخلوق في خضوع للخالق ولا نحتاج الى وسعة كلامية فيها ويبقى هدفنا في الصراط وصفته المستقيم وتذكرنا صفة (الـ ) بان الصراط المستقيم معرف للعقل الفطري يقينا الا ان تراكمات المعرفة المكتسبة حجبت الفطرة عن وعينا وعلينا ان نستذكر ما اعلن في سطور سابقة لندرك ان المصمم حين يقول لنا (ضغط الزر الاحمر) فان الزر الاحمر لا بد ان يكون معرفا لعقل مستخدم الجهاز ومثله (الصراط المستقيم) الذي لا بد ان يكون معرفا لعقل حامل القرءان وذلك التخريج يدعمه نص قرءاني مبين
(وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) (الأنعام:126)
حيث وصف النص ان (هذا) صراط واشترط الخطاب القرءاني ان يكون لقوم (يذكرون) وتلك هي ناصية مهمة في سطورنا لنتذكر فنعرف الـ (الصراط) المعرف لعقل حامل القرءان ... عندما نصف وصفا هندسيا بـ (خط مستقيم) فهو يعني انه خط غير منحني وغير منكسر وغير ملتوي فهو خط مستقيم وذلك فهم يسير للفظ مستقيم ويبقى الصراط غاية هذه السطور .
لفظ صراط تم تثبيته في الرسم الحرفي للنص القرءاني بما يخالف لسان العرب (سراط) بالسين وليس بالصاد ولا يوجد جذر (صرط) في لسان العرب ويوجد جذر (سرط) فقط وقال الأزهري قولا غريبا في ذلك باعتبار ان السين قلبت صادا بسبب تضخيم الطاء وقيل في ما قيل في لسان العرب ان قبائل العرب تقلب السين صادا في اللفظ الا قريش الذي نزل القرءان بلسانها ولكن تاريخ العربية يؤكد ان (سرط) تعني (البلع) فالذي يسرط الاكل سرطا يقال له (سرّاط) .. عموم المعالجة التي بين ايدينا تؤكد ان لفظ صراط بالصاد بما يخالف لسان سامعي كلام الله والصراط بالصاد من راسخة حفظ الذكر التي وعد منزل القرءان بها
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)
ولم نجد في جذور الفاظ العرب لفظ (صرط) وهو لفظ غير مستخدم حتى في لساننا الا اننا لا بد ان نراه في عقولنا لانه معرف للعقل فهو (هذا) وهو الـ (صراط) ... نحتاج هنا الى ترتيل سباعي مزدوج لالفاظ قرءانية لابراز فطرة اللسان العربي المبين المستقرأة من قرءان على مسطح وعينا حين نتفكر ... فنتذكر ...
1 ـ صر ... صرط
2 ـ وس ... وسط
3 ـ فر ... فرط
4 ـ شط ... شطط
5 ـ حب ... حبط
6 ـ سق ... سقط
7 ـ هب .. هبط
اختيرت الالفاظ السبع المزدوجة من متن القرءان وهي على التوالي 1 ـ (صر .. صرط) ... فَصُرْهُنَّ .. أُمَّةً وَسَطاً ... 2 ـ (وس .. وسط) وسوس ... 3 ـ (فر .. فرط) .. لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً ... مَا فَرَّطْنَا .. 4 ـ (شط .. شطط ) كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ... قُلْنَا إِذاً شَطَطاً ... 5 ـ (حب .. حبط) حُبُّ الشَّهَوَاتِ ... حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ... 6 ـ (سق .. سقط ) يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ... وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ ... 7 ـ (هب .. هبط) رَبِّ هَبْ لِي ... وَقُلْنَا اهْبِطُوا ... اما في اللسان العربي فهنلك كثير من الجذور يضاف اليها حرف الطاء (شر .. شرط .. نشي .. نشيط .. محي .. محيط .. شفي .. شفيط ..
العرب وضعوا ضابطة لدخول الحرف على الجذر الا انهم تمسكوا فيما اسموه بالميزان الصرفي فقالوا (فعل .. فعيل .. فعول .. فعال .. فعلان .. فاعلين .. فعلاء .. أفعل) وكل تلك المعالجات اللغوية هي في بناء اضافة حرف الى الجذر لتغيير المقاصد والعرب استخدموه في ميزان الصرف كقاعدة لغوية تنصرف في مجمل البناء العربي الا انهم لم يميلوا فكريا الى مقاصد الحروف في العقل البشري بل تصوره قاعدة استحدثها المتكلمون الاوائل للعربية فالصقوا ما خلقه الله وهو (النطق) بخالق بشري هم العرب الاوائل التي فطرت العربية فيهم وكأنهم هم أفطورها وهو ما نعالجه في في هذه الراشدة الفكرية السباعية ذاتها والله لا يتعلم من بشر حين انزل قرءانه بلسان عربي مبين الا ان العرب امعنوا كثيرا بحفظ اللفظ وهو عجلة عربة العربية فكانوا يقلبون سريان مقاصدهم الى اللفظ (عجلة العربية) دون الامعان بروابط الحروف في المقاصد رغم انهم يعرفونها ودليل ذلك معالجاتهم للميزان الصرفي مع معالجات كثيرة مثل ياء المتكلم وياء التملك وهاء الغائب وواو الجماعة وغيرها كثير وجميع تلك المعالجات انما تستقر فكريا على اضافة حرف للتعبير عن المقاصد العقلانية ويكون الحرف دليل تلك المقاصد كما نروج له في مشروعنا الفكري الوتر لغرض قرءاة القرءان وجها لوجه دون الركون الى تاريخ اللفظ ومقاصد العرب السابقين فيه .. ونعود للفظ صراط للتعرف عليه من ذاكرة عميقة ابعدتها المتراكمات المعرفية ..!!
الوس ومنه الوسواس انما هي عملية اقناع الاخر لتفعيل رابط يربطه بهدف القائم بالوسواس ... وسط هو الذي يقوم بنافذية ربط طرفين فالوسيط التجاري يقوم بنفاذ رابط
حب .. لفظ نعرف استخدامه وهو قبض فاعلية فائقة في المحبوب والاحباط هو نفاذية الفاعلية المقبوضة فمن سافر ليلتقي بصديق ولم يجده فهو محبط لان نفاذية الفعل الفائق مقبوض (غير موجود) فالصديق غير موجود ... ومن خسر في تجارته فهو محبط لان نفاذية امواله قبضت بالخسارة
سق هي من سقى سقاية ساق سياقة ... وهي فاعلية تربط شيء متنحي (ليس في الحيازة) بفاعلية قائمة في الحيازة ففي سقاية الماء يكون الماء متنحي عن شاربه فمن يسقي الماء انما يحوز رابط متنحي .. سقط ... هي نفاذية فاعلية هي اصلا متنحية لان الشيء قبل سقوطه هو في الحيازة فعندما يسقط يعني نفاذية رابطه بمتنحي
صر .. هو وسيله لفاعلية متنحية فعندما تكون الملابس مبعثرة يتم صرها بصرة ... فيكون (صرط ) تعني وفق تلك التذكرة (نفاذية الفاعلية المتنحية في الوسيله) فيكون (صراط) في القصد هو مثل (فعل .. فعال) فتكون (نفاذية فاعلية متنحية تفعل وسيله) نراها في بذر البذرة فالباذر انما يضع البذرة في التربة ويسقيها فتنبت فالباذر انما يقوم بنفاذ الفاعلية في البذرة ولا يفعلها ومن هذا الفهم الاولي نعرف ان الصراط هو نفاذية سنن الخلق و (المستقيم) هو عدم لويها او كسرها او حنينها ... نظم الخلق هي الصراط وعدم التدخل بها هي الاستقامة ... وهنا نعود فنضغط على عقولنا لنرى ان (هذه سنن الخلق ونظمه بين ايدينا) فهي (الصراط) وهو (المستقيم) وعندما نرى ان الانسان رأى نظم الخلق خصوصا في العلم المعاصر وربما يتقدم كثيرا بعد زمن ويتضح ان ذلك الصراط لا ينحني ولا ينكسر ولا يلتوي فهو مستقيم (هذا صراط ربك مستقيما) ولعل العلماء المعاصرين شاهدوا سنن الخلق ونظمه المستقيمة والانسان قبل الحضارة ايضا شاهدها فصناعة الخبز بدءا من زراعة القمح ومن ثم حصده وطحنه وتخميره وتحميصه في التنور انما هي استخدامات لنظم الخلق في البايولوجيا والفيزياء والخمائر والحرارة كما عرف الانسان قديما وقبل العلم بزمن طويل دباغة الجلود وهي اعقد الطرق الكيميائية والتي لا تزال غير معروفة التفصيل كيميائيا وعرف تخمير السكريات الاحادية (سكر الفواكه) لاستخراج حامض عضوي هو حامض الخليك لغرض غذائي الا ان الانسان انحرف عن صفة (المستقيم) عندما اقفل وعاء التخمير ومنع الاوكسجين من الدخول الى ذلك الوعاء فشطب مرحلة من مراحل نظم التخمير التكوينية وهي (اكسدة الكحول) فحصل على مادة كحولية (خمر) استخدمها ليذهب بها عقله فحصل انكسار في الصراط المستقيم فجاء تثبيت تلك الظاهرة على لسان الرسل والانبياء لأنذار البشرية بتحريم الخمر فالله لم يصنع الخمر بل الخمر مرحلة من مراحل التخمير صراط (نفاذية نظم الخلق) الا ان الانسان كسر استقامتها بمنع الاوكسجين حيث تطرح الخمائر مادة الكحول (ايثانول) الا ان القدماء اغلقوا اوعية التخمير وربطوها بخرطوم ووضعوا الخرطوم في الماء للسماح لغاز ثاني اوكسيد الكربون بالخروج لتستمر عملية التخمير ومنع الاوكسجين الداخل الى الوعاء لغرض اكسدة الايثانول وتحويله الى حامض الخليك الذي يدخل في استقامة الصراط ليقوم الانسان بكسره فيكون له ابليس بالمرصاد
(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) (لأعراف:16)
فمن يشرب الخمر انما يعبث بجسده فيكون ابليس الذي لم يسجد للآدمي بتحويل منظومة (حسن التقويم) الى (اسفل سافلين) ولعل المنظومة الطبية تعرف تلك الحقائق فيما يسببه الخمر من (مضار) صحية فيكون (مرض) ...
الرضا ايجاب وقبول (وعاء الارض) خلق الهي وصراط مستقيم تكون الاموال بين الناس حلالا طيبا ولكن الخارجين عن استقامة الصراط يحولونها للباطل فينالون العذاب الالهي بالغش والتدليس والسرقة والغصب والسلب وغيرها من الخارجات على النظم الالهية في الحيازة الشرعية ... الله سبحانه وتعالى جعل للغازات وعناصرها ثابتية في الاجواء وعلماء العصر قرأوا تلك الثابتية بمقاييسهم المعاصرة ووجدوا ان تلك الغازات تذوب في السوائل بنفس نسبها في الاجواء (هذا صراط ربك) الا ان الانسان خرج عن استقامة الصراط فاخذ يحقن مزيدا من غاز ثاني اوكسيد الكربون في مشروباته وافرط الناس في شرب المشروبات الغازية فاعلنت منظومة الطب ان تلك المشروبات تسبب هشاشة العظام وزيادة احتمالية الحصا الكلوي وهي من مسببات السكري ايضا وهي تسبب سوء الهظم بسبب نفوق بكتيريا لا هوائية تعيش على جدار المعدة تقوم بتحليل ما لا تستطيع المعدة تحليله ... (هذا صراط ربك) فكان ويكون بحق انه (الـ ) الصراط (الـ ) المستقيم مثله مثل ما استدرجناه للذكرى ضغط (الـ ) زر (الـ ) أحمر ... ولكن (قتل الانسان ما اكفره)
سطور حرجة حذرة لم تخرج من القرءان وتقول بالرأي الا لتعود للقرءان تارة اخرى وما سطرت فيها اراء من بشر بل اجتهد كاتب السطور في محاولة التذكير ليتذكر من يتذكر ويهجر من يهجر ... عسى ان تنفع الذكرى
الحاج عبود الخالدي
تعليق