العراقيون والنفط تحت اقدامهم
من أجل فهم واقع المخطط الذي تم تصميمه للعراق
وردنا على بريدنا الخاص مقالا مهنيا عن نشاط جمعية غير حكوميه تم تشكيلها في السويد للدفاع عن العراقيين المحتجزين في معسكرات اللجوء الانساني في اوربا وقد تم نسخ التقرير حرفيا مع التصرف بالاخطاء الطباعية والاملائية فقط والتقرير يأخذ شكلا معتادا من اشكال موصوفات السوء التي حلت في ساحة العراقيين وارضهم ويمتاز التقرير بشرح معاناة ما اسماه بـ (النخبة) من العلماء والمفكرين دون ان يهتم التقرير بمفاصل الشعب العراقي الاخرى بحيث يتضح ان سقوط (النخبة) هو سقوط لعموم فصائل شعب العراق الجريح وقد استدرجنا التقرير هنا لوضع لمسة فكرية عن حجم المخطط الجرمي ومدى عمقه ضد اهل هذا البلد الذي ابتلي بثروة نفطية كانت السبب الذي مزق كيانه واستقراره بما يماثل بقية الشعوب القريبة من صفاته ..!! مع التأكيد ان العراق كان ولا يزال رائدا في تصدير النفط منذ ثلاثينات القرن الماضي ويستطيع ان يتصور متابعي الفاضل حجم الاموال الضخمة التي قبضها حكام العراق على طول الفترة الزمنية الماضية والتي كانت تكفي لقيام حضارة (مادية) متألقة في قارة كامله وليس بلد صغير نسبيا مثل العراق ..!! وان لم تحضرنا ارقام ايرادات النفط الا ان حجومها مذهلة يقينا ويستطيع المتابع المعتاد ادراك ضخامتها عبر قرابة ثمانين عاما من الايراد السهل والضخم الا ان تلك الثروة ضاعت تحت شعارات وطنية اطلقها حكام هذا البلد وسطورنا تمسك بالنتائج دون التفاصيل عسى ان يكون في التقرير المنقول ادناه صورة واضحة لنتيجة انسياق العراقيين لشعارات حكامهم بدءا من العصر الملكي ليومنا المعاصر مما يستوجب البراءة من كل شعار وطني والعودة من سلالم الوطنية غير الامينة تجريبيا وبقساوة بالغة الى سلالم الايمان الامينة التي قام الله بتأمينها رغم ان التقرير لا يزال يتراقص على سلالم وطنية الا ان عدم امان تلك السلالم واضح في التقرير
نص التقرير :
تتفاقم مشكلة اللاجئين العراقيين وتزداد المآسي الانسانية لملايين المهجرين قسرا بعد مرور سبعة سنوات على غزوا العراق وليس هناك في الافق اي بصيص امل في حلحلة الامور على طريق انهاء الانتهاكات الخطيرة التي تسببت بهذا الطوفان البشري خارج العراق وتغييب الحقوق الوظيفية والادارية داخل العراق وهو ما يعني ليس هناك فرص حقيقية في عودة مأمونة محتملة لهولاء المهجرين الى وطنهم الذي تركوه قسرا واضطرارا بعد ان تعرضوا لابشع انواع المخاطر والتهديدات وقطع الارزاق وسلب الاملاك ومقتل الاباء والابناء والاقرباء وتنامي عمليات الخطف ولازالت اجراءات اعادة الحقوق الوظيفية والعلمية للمغيبين واجراءات احتظان نخب العراق العائدة تراوح في خندق الاجراءات الادارية والتدخلات السياسية
فمثلا من بين هذه الملايين المهجرة اعداد مهمه من نخبة العراق و علماؤه واساتذة جامعاته ومثقفيه واطباؤه ومهندسيه الذين يمثلون عماد التنمية وعمود السلم الاهلي واساس الحياة المدنية واضطرار اعداد هائلة من هذه النخب بيع الغالي والنفيس والوقوع في مصائد مافيات الاتجار بالبشر والتهريب المذل غير الشرعي الى دول اوربا واستراليا وبريطانيا لان المشاكل تفاقمت والمعاناة زادت حتى بعد الوصول لتلك البلدان تهريبا فالكثير يقبع منذ سنوات هو وعائلته واطفاله في معسكرات اللجوء ولم يوفق بالحصول على الاقامة للان والبعض الاخر منهم تم رفض طلبات لجوئهم الانسانية والسياسية ومعرضين للتسفير القسري الاجباري للعراق حصرا ليواجهوا احتمالات خطيرة تهدد حياتهم وحياة عوائلهم بعد ضياع المال المدفوع لمافيا التهريب والانتظار سنوات في معسكرات اللجوء وبيع الغالي والرخيص في العراق
المجلس الوطني للعلماء العراقيين وهو جهة عراقية وطنية اخذت على عاتقها منذ سنوات الاحتلال الاولى الدفاع عن علماء ونخب العراق ومارس المجلس الوطني للعلماء العراقيين دبلوماسية نشطة مع اوربا والامم المتحدة والجامعة العربية واليونسكو لضمان محاكمة المتهمين بقتل وتهجير علماء ونخب العراق والحفاظ عليهم وتوفير ملاذ امين لعوائلهم واعادة تأهيلهم علميا ليستعدوا للمشاركة في بناء العراق بعد انجازه الاستقلال الكامل وتحريك المجتمع الدولي لاعادة الحقوق الوظيفية والعلمية لمن سلبت حقوقهم تنافيا مع برتوكولات الحقوق المدنية ومواثيق حقوق الانسان والالتزامات القانونية الدولية على دولة الاحتلال والدعوة لرسم سياسة واضحة ومرنه تقوم بتسهيل ترصين الجامعات معاهد البحث العلمي من كفاءات العراق المهجرة والاستفادة من علومهم وخبراتهم وعدم ترك المجال للانتقائية السياسية والاعلامية والعلاقات الشخصية
في سياق مسعى دراسة اوضاع النخب الموجودة في معسكرات اللجوء غير الشرعي في اوربا قام الدكتور عزيز رئيس المجلس بزيارة عدد من معسكرات اللجوء واطلع ميدانيا على حجم الالم والمعاناة والمخاطر التي تهدد هذه النخب وعوائلهم والافجع اتضح وجود اعداد متزايدة من اساتذة وعلماء عراقيين كبار في السن والعمر في هذه المعسكرات باعوا الاول والتالي من اجل فرصة امان لهم ولعوائلهم وامام هذا الوضع الخطير الذي لاحلول قريبة في الافق له اجرى الدكتور عزيز اتصالا مع وزير الهجرة السويدي وعرض عليه كل هذه المآسي التي يتعرض لها العراقيين اللاجئين عامة والنخب خاصة شاكرا السويد على موقفها الانساني بتحملها تأمين الحماية للعدد الاكبر للاجئين العراقيين كتعبير عن المسؤولية الانسانية المشتركه اتجاه هذه المأساة الانسانية وركز على الاوضاع المزرية للنخب العراقية المتواجدة اضطرارا منذ سنوات في دول الجوار ومعاناتهم في العيش بكرامة ومصاعب الاقامات وتعرض اعداد منهم للخطف من داخل العراق الى دول الجوار غير العربية واجبارهم على العمل قسرا في اماكن عمل محظورة دوليا
المجلس الوطني للعلماء العراقيين قدم ورقة عمل لوزارة الهجرة السويدية تتضمن مقترحات عملية لمعالجة هذه الاوضاع عبر السويد ودول الاتحاد الاوربي لاسيما وان التجربة السويدية تحظى بأحترام كبير في اوربا والعالم واصبحت لديها خبرة مهمه كما انها اثناء رئاستها للاتحاد الاوربي قامت بأستضافة وتهيئة المجال للمجلس الوطني للعلماء العراقيين للتواصل في عمله الانساني والحقوقي عبر دبلوماسية نشطه للدفاع عن علماء العراق ونخبه التي اصابها الضرر الاكبر نتيجة الغزو والدمار والخراب الذي سببه التطرف وسببته ايران وعصابات الجريمه السياسية والجنائية في العراق ... الدكتور عزيز طالب بتشكيل تحالف دولي رسمي يضمن سلامة اساتذة ونخب العراق ويعيد اليهم حقوقهم الانسانية والوظيفية والعلمية ويؤمن لهم عيشا مستقرا لحين استقرار الامن واستقلال العراق فالعراقي البسيط والنخب على حد سواء لن تفرط بوطنها مهما كانت الامور وتنتظر الفرصة السانحة للعودة اليه فالعراقي ليس له ملاذ الا وطنه الصغير بيته وبيته الكبير وطنه
المجلس يسعى لاعلان اكبر تحالف دولي لنصرة نخب العراق مؤسسات وشخصيات بعد ان كان له نجاح في تكوين حشد دولي اكاديمي واعلامي واجتماعي ... قضية العراق عبر قضية نخبه لن يأكلها النسيان والصدأ وستبقى حية مادامت هناك ضمائر عراقية وطنية حية تسعى وراء احقاق الحق العراقي
المجلس الوطني للعلماء العراقيين هو صوت دبلوماسي عراقي معني بكل اوضاع النخب العراقية المتضررة دون اي تمييز كما انه يمارس دبلوماسية نشطة للحفاظ وتعزيز قيم المؤسسة الجامعية والعلمية العراقية وتقديم وحشد الدعم الدولي من اجل الحفاظ على الحريات والاستقلالية الجامعية للمؤسسات والشخصيات العلمية ومعاونتهم على مايمكن ان يعزز اوضاعهم ويحافظ على سمعة العلم والتعليم العالي في العراق
وزير الهجرة السويدي شكر الدكتور عزيز على هدية المجلس التذكارية ووعد بدراسة المقترحات والرؤى المقدمة للوزارة والسويد
وكالتنا الاخبارية التقت عدد من علماء العراق في معسكرات اللجوء حيث اشار الاستاز الدكتور العزاوي الى انه باع كل شئ .. باع بيته في العراق وترك عائلته في سوريا وسلم نفسه وماله اضطرارا للهجرة تهريبا الى اوربا ومنذ سنتين في معسكر اللجوء اجريت عدة مقابلات لكن للان لم تبت السلطات الهولندية بموضوع الاقامة .. يقول انا معلق بين الارض والسماء تجاوزت السبعين من عمري عائلتي بعيدة عني ومستحيل عودتي للعراق وعن لقائه الدكتور عزيز قال فوجئنا ان هناك جهة عراقية اكاديمية مدافعة عن حقوق الانسان تبحث في اوضاعنا ونتمنى على الاخرين دعم جهود المجلس الوطني للعلماء العراقيين وقال الدكتور العزاوي انا وزملائي هنا نثق بالدكتور عزيز كونه شخصية اكاديمية عراقية نذرت نفسها وطنيا وتطوعت للدفاع عن محنة علماء العراق
الدكتورة مها طلبت نقل رسالة للعالم حول معاناتها وابنتها المعوقة التي اصيبت بالشلل بعد اختطافها في بغداد واضطرارها دفع فدية قدرها عشرين الف دولار مقابل الافراج عن ابنتها تقول فقدت زوجي الذي توفي الما وقررت بيع كل شيء والتوجه صوب حل صوره الاخرون لي سهلا واذا به موت بطيء قاسي .. تقول لي سنه هنا ولا موافقة على الاقامة وتتوقف لتقول اوربا داخت بنا ... معنا في المعسكر اناس من الحواسم وقتله ومختطفين ويقدمون قصصا اكبر من قصصنا ويقدمون ادلة ومستمسكات لايجاريها احد هم سبب تهجيرنا والان هم سبب معاناتنا وطول انتظارنا لكنها اردفت قائلة انني التقيت الدكتور عزيز واعتقد ان الله استجاب دعائي وتقبل صلاتي فأرسل لما هذا العراقي النجيب متطوعا مدافعا عنا وتقول لاعجب انها الغيرة العراقية وانهم زملائنا في الجامعه فالدكتور عزيز والقول لها كان عميد كلية قانون ناجح ومثابر لذا ندعو الله ان يوفقه في مساعيه ... توقفت ... لم تستطع اكمال كلامها ... نزلت دموعها ... بكت .. مهضومه ... متألمة ... وانهت كلامها وهي تودعنا ... العراق لايموت ولن نستسلم لليأس وسنعود يوما لكلياتنا واهلنا وعراقنا ...
الحقوقي ابو جوان وهو ليس كذلك بل هذا اسم خاص قال جئت الى النمسا في موضوع عام وفكرت في استغلال الفرصة للحصول على اللجوء والاقامة لمواصلة العمل من اجل العراق وانهاء معاناتنا في تجديد الاقامات التي تعقدت واصبحت تجارة سياسية ومالية في بعض دول الجوار يحكي قصص مذلة ومهينة عن الاقامات والتجديد الدوري لها والرهب النفسي الذي يتعرض له العراقيون في البلدان المقيمين فيها مع كل المعاناة يقول انا لي سنتين قابلت عدة مرات قدمت كل المستمسكات وانتظر الجواب متوقفا ليقول صحيح انا اتعذب من طول الانتظار الا ان البلد المتواجد فيه كان كريما معي يدفع لي الايجار الشهري للسكن ومصاريف جيب مهمه ولو بسيطة ودخلت مدرسة تعلم اللغة واشار الى انه يسكن لوحده لكنه يعرف اخرين كثرة من امثاله الذين يفضلون الموت هنا على العودة للعراق بسبب المخاطر
لفت انتباهنا شاب عمره ستة عشر سنه لوحده في المعسكر قال والدي دفع اجور التهريب عبر تركيا وعانيت عشرة مرات تفشل فرصتي في التهريب من تركيا وفي المرة الحادية عشرة نجحت .. بقينا ايام في جزيرة باليونان ثم باريس ثم البلد الذي نحن فيه وحينما سألته وما العبرة في تهريبه دون عائلته قال اهلي كانوا يفكرون اني سأحصل سريعا على اللجوء والاقامه ومن ثم اجمعهم بطريقة جمع الشمل واضاف ان والدي طبيب اختطفوه وعذبوه وهو يعيش حالة نفسية مزرية منعته من الخروج معي يقول اسعد انا مشتاق للوالد والاهل واخواتي فهو الولد الوحيد لعائلة عندها خمسة بنات ينتظرون منه مساعدتهم في الوصول الى اوربا سألته هل التقاك الوفد الزائر قال نعم حينما سألوا عن الاطباء والاساتذة رفعت يدي وقلت له انا ابن طبيب واستاذ جامعي في كلية الطب فأستقبلني واخذني معه خارج المعسكر ووعدني بدعم خاص وقال اعتقد انه سيأتي فريبا ليأخذني عنده فلقد ارسلت علي ادارة المعسكر وسألوني عن ذلك اتصلت بوالذي وبكى وقال اذهب مع الدكتور عزيز فهو اباك في غيابي
هذا فيض من غيض يتحمل عبئه المقاومون للظلم وانتهاك حقوق الانسان فالمقاومة العراقية ليست مسميات وبيانات بل فعل يعزز صبر العراقيين ويكون شريك لهم في محنتهم ويدافع عن حقهم وحق الوطن والمواطنه العراقية المستهدفة من مثلث الغزاة والطغاة والغلاة انه جهد وطني عراقي انساني يقف المرء امامه اجلالا واحتراما
انها المواطنه التي لاتعرف فروق طائفية ودينية وسياسية لان العراق اكبر من كل مسمياتنا وتحريره واستقلال العراق يبدأ من تحرير الذات من الخوف والخنوع والاستسلام وانتظار فرج الاقدار دون فعل فالزمن يسير والتاريخ يسجل والناس تنظر وطوبى لمن له سطر كريم شريف في تاريخ الوطن والوطنية العراقية
انها الجامعه العراقية التي فاضت القا بهيبتها وعلمها وفرضت احترامها ومهابتها وطنيا وعالميا وهم رجال وشخصيات الجامعة العراقية الذين اكتسبوا احترام العالم بأستقلاليتهم ودفاعهم عن قيم الوطن والوطنية ودفاعهم عن قيم الجامعة العراقية
نهاية التقرير ـــ
من المؤكد ان الذين اختاروا الهجرة الى اوربا هم الاقرب للتأقلم مع النظريات العلمانية والرؤى الديمقراطية الا ان الثوب الذي تم خياطته لشعب العراق كان مليئا بالجيوب الخفية والتي كان منها هذا الجيب غير المرئي فعشاق الديمقراطية (النخبة من العلماء والاكاديميين) أذلة في بلد الدعوة للديمقراطية (اوربا) والاشد اسى من غيره ان تحت اقدام تلك النخبة (نفط) وهو يمثل رحيق الحضارة المعاصرة وسبب التألق الاوربي فهو الدم الذي يغذي عروق الحضارة الاوربية التي رسمت لنا مثل هذه المواقف السوداء وكل ذلك هو ريح غير طيبة قالها السيناتور الامريكي (جون كيري) بعد ختام مؤتمره الحزبي في امريكا في ان حزبه اعتمد استراتيجية الحكومة الفيدرالية باعتبار ان شعب العراق شعب مارق وان حزبه يتعاون مع الحكومة الفيدرالية وحكومات العالم المتمدن في اعادة شعب العراق الى تعداده السكاني قبل دخول الحضارة المتمدنة اليه عام 1918 وقد نشر هذا التصريح في الصحف وتناقلته وكالات الانباء في عام 2000 ... عندما نربط تلك المرابط في (فطرة عقل مستقل) سنجد حجم المؤامرة ..!!! ونرى الغد الاسود في انتظار جماهير مليونيه في حرب اهليه تعيد العراقيين الى تعدادهم في 1918 والذي كان لا يزيد عن 4 مليون عراقي ..!!
الحاج عبود الخالدي
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
تعليق