أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ
بيان نظم التكوين خارج جدل المحققين بحقوق المرأة وبديء الخلق
{أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ }الصافات153
تذكرة قرءانية مهجورة تعلن بيانا خطيرا يخص نظم الخلق ويجعل من الانثى سيدة موقف فهي (مصطفاة) من قبل الخالق والاصطفاء صفة ممدوحة في القرءان
{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ }النمل59
فالله يصطفي الخير ولا يصطفي ضديده فيكون اصطفاء البنات على البنين هو خير لهن ومنزلة خلق لا يدانيها فيها الذكور ولو لم يكن القرءان مهجورا لكانت تلك الاية سيفا بيد المدافعين عن الاسلام حين يتهم الاسلام بظلم المرأة او حين يتهم المسلمون بنشر الثقافة السلطوية الذكورية على المرأة
لو عالجنا لفظ (اصطفى) في المقاصد الشريفة لوجدنا ان صفة الاصطفاء تعني التقدم في (الصف) او نفاذية الصف بمن هو مصطف فيه وتلك هي من لسان عربي مبين يحمل بيانه معه دون الرجوع الى منطق العرب القدماء فهو (منطق) قائم فينا
اصطفاء الله للبنات كان محدد الوجهة فهو (على البنين) فيكون القصد الشريف في وصف (منظومة الخلق) فهو اصطفاء صفة انثوية على صفة ذكورية وهو ليس كاصطفاء رسول او اصطفاء خلق فحين قال ربنا
{إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى ءادَمَ وَنُوحاً وَءالَ إِبْرَاهِيمَ وَءالَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }ءال عمران33
فنحن نعلم ان الادمي (الانسان) هو (سيد المخلوقات) فهو مصطفى على المخلوقات في الارض لان الله اصطفاه في الخلق والقصد الشريف ذهب في خير الاصطفاء لادم ونوح الذي نجا من (انحطاط نظم الخلق في جسده) فنوح في مثله القرءاني بقي جسده ومن معه خاليا من المرض الجيني فهو (خير) من الخلق الذي مرضت مرابطه في الخلق في تدهور جيني متوارث
بيان خطير في علوم القرءان
وءال ابرهيم هم الذين يشكلون صفة البراءة من كل ما يصدع نظم الخلق سواء كان في اجسادهم او في البيئة التي فطرها الله .. وءال عمران هم مؤهلي الاعمار وهو ضديد الهدم فعملية تدمير الطبيعة وتدمير نظم (عمار الجسد) هي خارج صف الاصطفاء فالاصطفاء يشمل ذوي الاعمار ولا يشمل ذوي الهدم كما يجري من ممارسات حضارية تهدم نظم الخلق وتضر بها ضررا مبينا بات على لسان المتحضرين انفسهم وهم يعدون بكارثة بيئية مدمرة وينشرون الكثير من تقاريرهم السوداء وكأن الحضارة القائمة عاجزة عن اصلاح ما افسدته
اصطفاء البنات على البنين هو في منهجية خلق تحسم الجدل الاعمى الذي مارسته المدرسة الفقهية حين وضعوا الخلق الاول للذكور في ذكورة ءادم واحتاروا بعدها في مسألة تزويج ءادم لبناته واولاده وتفرقوا في الرأي واجتمعوا على ضرورة الاختلاف فكان الضر في اعرافهم رحمة بالناس فقالوا بحديث مفتعل (اختلاف فقهاء امتي رحمة ...!!) وجاء العلم الحديث ليقيم ازمة بيان في اختلاف عامل صنف الدم الـ (RH) بين البشر والذي يشترط ان يكون موحدا في كل البشرية ان كانوا جميعا من ءادم واحد خلقه الله في تاريخ سحيق مضى ... الاشارة القدسية تؤكد ان وعاء الخلق بدأ بالبنات وليس بالبنين ومن البنات جاء البنين في عملية خلق تكويني (اولي) يضع القرءان بيانه ويردفه ببيان خلق عيسى عليه السلام من ام بلا اب وما اكده البيان القرءاني الشريف في ان مثل عيسى كمثل ءادم وفيه اصطفاء خلق البتول مريم
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ ءادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }ءال عمران59
وندرك يقينا بلا ريب من خلال التذكرة القرءانية في اصطفاء البنات على البنين عملية اصطفاء مريم
{وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ }ءال عمران42
والنص الشريف حمل صفة مزدوجة للاصطفاء (اصطفاك وطهرك واصطفاك) فالاولى هي (صفوة الخلق) وطهارته في عملية اصطفاء انثوي (بنت) على صفة ذكورية فكان الحمل الطاهر بلا اب كمثل الخلق الادمي الاول (من تراب) والاصطفاء الثاني جاء على نساء العالمين وليس على الصفة الذكورية (البنين) وهي التفردية المريمية في الولادة العيسوية الطاهرة
حين يبحث العقل البشري عن (بديء الخلق) انما يبحثون في تلك البداية في (عنصر الزمن) وتلك لا تشكل حاجة ومطلب عقلاني فهو فضول معرفي وبما ان العقل البشري لم يستطع لغاية اليوم حل اشكالية الفهم لـ (عنصر الزمن) فان البحث عن بديء الخلق في عنصر الزمن هو ضلال عقلي لان الله سبحانه وضع في رسالته الينا ان بديء الخلق لا علاقة له بعنصر الزمن بل بديء الخلق يقوم يوميا وعلى مدار عنصر الزمن الدوار
{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }العنكبوت20
ولكن الله سبحانه وضع لمطالب العقل البشري (حاجاته) بيانا مبينا مفصلا في نشأة الخلق ومعرفة اولياته فاشار الى اصطفاء البنات على البنين فالخلق يبدأ في الانثى وتلك حالة مرئية نراها بين اضلعنا وفي صورة مرئية جلية البيان فبداية خلق اي مخلوق تبدأ في رحم انثوي وليس في رحم ذكوري وهو (اصطفاء للبنات صفته مستمر على الاناث) ولعل المدرسة العلمية المعاصرة وعلى كثرة ممارساتها الخاطئة اعلنت بشكل واضح وكبير ان الانثى يجب ان تكون في الصف الاول من الخلق وذلك ظهر جليا في (الاستنساخ البشري) حيث رحم الانثى يسجل الحضور الضرورة في عملية الاستنساخ سواء كان بشريا او حيوانيا كما في عملية استنساخ النعجة (دوللي)
{أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ }الصافات153
{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }الصافات154
{أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }الصافات155
{أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ }الصافات156
{فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }الصافات157
ولم يأت احد من الجدليين بكتاب مبين ولا سلطان مبين وما كانوا صادقين فالانثى (ام البشرية) وهو شعار رفع في دوحة علوم الله المثلى وكلما توسعت دائرة علوم الله المثلى كلما كان القرءان مذكرا يذكرنا بالحق ويهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات وبالتالي فان المؤمن حين يبشر بالانثى لن يكون وجهه مسودا وهو كظيم لانه يعلم ان الله اصطفى البنات على البنين
تلك تذكرة من قرءان مهجور عسى ان تنفع من يبحث عن فقه القرءان في يومه ليغطي حاجاته في زمنه لان القرءان نزل لينذر من كان حيا
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
تعليق