عندما يكون للحقيقة وجهان
نظرة مستقلة في المسرح الأنساني
من المؤكد ان للحقيقة وجه واحد الا ان عصرنا المتحضر اثبت باليقين ان للحقيقة وجهان ... وجه بين الناس ... ووجه خلف جدران معزولة ... تلك لن تكون فبركة صحفية بل هي عنوان مهم لواقع مأساوي تعيشه الشعوب في كل مكان وان امتلك كل شعب خصوصية يومه الا ان كافة الوان الطيف تجتمع في لون اسود يمثل مكعب الحقيقة في وجهها الثاني .
لعلنا نحتاج الى شريحة مختبرية لندسها تحت مجهر العقل لترينا واحدة من تلك الحقائق التي صار لها وجهان في زمن خفاء الحقيقة الام اما الوسط الذي سيخضع للفحص هو في الاعلان العالمي لحقوق الانسان في انهاء نظام (الرق) ونبذ العبودية الانسانية بشكل مطلق حيث نرى اختفاء تام لنظام العبودية وانتهت واصفة (ملك اليمين) في كل مجتمعات البشر .. تلك حقيقة مرئية تتقلب بين ثنايا مجتمعات الآدميين اين ما وجدوا وتحت كل طيف من اطيافهم ..
عبودية المواطن للوطن حقيقة قائمة الا انها في اروقة براقة فعندما يعمل المواطن ويكسب قوته وقوت عياله فعليه ان يدفع لسيده (الوطن) ثمن عبوديته والا فان السجن سيكون مصير من يتمرد على المعبود الاكبر (الوطن) ...
الحقوق التي يروج لها الدين الاسلامي (الزكاة) و (الصدقات) اطلق عليها اسم (الخراج) وهي اموال اسهبت في البحث والكلام عنها المذاهب الاسلامية كثيرا فاتفقت واختلفت في نسبها المئوية ومستحقي تلك الاموال والعاملين عليها الا ان اسمها هو (الخراج) وهو ما (يخرجه) المكلف من ماله فهو مال خارج بارادة المكلف ولا عقوبة ولا حد على من لا يدفع الزكاة ولكن الضريبة هي (أخذ) من مال المواطن يصل الى نسب عالية قد تفوق الـ 45% من ما يجنيه المواطن ليدفع به ثمن عبوديته (المواطنة) والا فان الرق سيظهر في سجن له سجان كما كان ذوي العبيد يعاقبون عبيدهم في الزمن المظلم .
اذا اردنا استبدال الشريحة للمجهر الفكري فهنلك مخزن كبير للشرائح التي تظهر جرثوم العبودية في موافقة السيد (الوطن) على سفر او زواج او سكن او فتح دكان بقاله او صناعة ثوب او صيد سمكة او زراعة وحرث او لساقية ماء او بئر فيه ماء الله و ..و .. ..!! تراخيص اجازات تراخيص لا حدود لها ولا معيار يصف سقفها الاعلى حتى اصبح للعبودية عراقيب تفوق كثيرا عبودية الزمن المظلم كما يسمونه (زمن العبيد) فاليوم اصبحت عبودية الاحرار في وطنيتهم وضاعت حقوق الانسان في عبودية الاوطان فبدلا من ان يكون الانسان عبدا لانسان مثله اصبح عبدا لإله مسمى باسم الوطن فيه من يمارس سلطوية وطنية فيعود الانسان عبدا لانسان موظف في وظيفة وطنية والعجب العجاب ان الناس ينتخبون اسيادهم الجدد بمحض ارادتهم المخدرة تخديرا جماعيا توارثته بضعة اجيال حتى وصل الينا فقلنا (إنا وجدنا اباءنا على امة وإنا على اثارهم مهتدون) ...
وجه الحقيقة الاول القائم فينا (لا عبودية انسان لانسان)
وجه الحقيقة الثاني خلف جدران معزولة (عبودية الانسان للانسان تمر عبر منظومة الاوطان)
الحاج عبود الخالدي
تعليق