الإزدواجية في العقد العقائدي
ذكرى من أجل عقيدة خالية من الشرك
العقيدة هي جزء من انشطة البشر بشكل عام ولا يخلو عقل بشري واحد من محامل المعتقد فهي محامل تكوينية لا يستطيع الادمي شطبها او وقف فاعليتها لانها مرتبطة بتكوينة خلق البشر حتى وان كان الادمي ملحدا لا دين له فالالحاد يكون معتقده وله محامل في العقل فالعقيدة هي (عقد عقلاني) يحمله كل حامل عقل بلا استثناء وتلك فطرة خلق فطرها الله في المخلوق البشري وهي فطرة مرئية يختص بها الانسان دون غيره قياسا بما نراه من انشطة مادية او غرائزية في بقية المخلوقات من غير البشر فالخراف والابقار مثلا والنبات ووحيد الخلية وغيرها من المخلوقات المادية مثل عناصر المادة والشمس والقمر وغيرها جميعا مخلوقات لا تمتلك محامل عقدية عقائدية فهي تنشط في غريزة طبائعية ذات سلوكية محددة مثل الحيوانات التي نعرفها سواء كانت داجنة مع الانسان او في البراري والغابات والبحار او تلك الحيوانات التي تمتاز بشيء من العقل مثل النحل والنمل فهي مخلوقات لا تمتلك محملا عقائديا بل ما تنشط به من تصرفات يعزى الى الفعل الغريزي المفطور خلقا فيها وصفتها المتميزة التي تفرقها عن الانسان ان تلك المخلوقات لا تمتلك في نشاطها خيار التغيير او خيار مزدوج في المصدرية فالغريزة هي فاعلية عقلانية مادية حصرية المصدر ترتبط بمصدر واحد لا غير هي فطرة الله التي فطرها في تلك المخلوقات اما الانسان فيمتلك الخيار في النشاط المادي والعقائدي
عندما تكون العقيدة حكرا للمخلوق البشري فان اهمية احتواء العقيدة يكون ضروريا ويمكن ان نرى تلك الضرورة بتفرديتها مع الانسان في سنة اللباس (الثياب) عند البشر فلا يمكن ان يكون الادمي نشطا في مجمل انشطته وهو عاريا فثياب الناس لاجسادها فطرة يمارسها الناس للضرورة وهي تخص البشر دون غيره من المخلوقات ومثلها تكون العقيدة هي ثياب العقل فطرة فكما تحمي الثياب اجساد البشر وتقيهم البأس (تقوية ... تقوى) من سوء (سوأة) ما حولهم من حر وبرد وغبار حيث يكون الادمي هو المخلوق المتفرد بسنة الملبس فان العقيدة التي تكون بمثابة ملبس العقل هي التي تقي الانسان باسه (في مراشده العقلية) وهو تفرد خلقي جعله الله في المخلوق البشري وهنا نص قرءاني دستوري مبين
{يَا بَنِي ءادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }الأعراف26
هو ليس لباس ينسج من خيوط ويخاط حسب مقاس الانسان بل هو لباس منزل من الله (قد انزلنا عليكم لباسا) ومن ذلك اللباس يتضح ان (العقيدة) التي يحملها البشر هي من الله الذي انزلها على البشر متفردا عن بقية المخلوقات فان كانت من غيره فتلك هي ازمة البشر ...!! ازمة الانسان في الانحراف العقائدي حين تكون محامل العقل العقائدية من غير الله او ان هنلك شركة بين (لباسا إلهيا) و (لباسا بشريا) مأتي من بشر مثلنا وهنا يقوم (الشرك) حين يتشارك مصدران على المحامل العقائدية مصدر الهي ومصدر بشري فيكون الشرك ذا الوصف الصعب في القرءان
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }النساء48
عندما تكون العقيدة ثوبا ..!!
العلم العقائدي بين الشيوع والكهنوت
ازدواجية المصدر العقائدي يؤدي الى (الافتراء) اي الكذب وذلك من بيان النص الشريف وان كان حامل العقيدة المزدوجة لا يكذب الا ان عقيدته (الكاذبة) ستنتقل الى اولاده ومن معه فيكون الافتراء بالاثم (اثما عظيما) فيحمل وزره ووزر من نقلت اليه عقيدة مزدوجة المصدر (شرك) وتلك هي ازمة العقائد البشرية التي تعيش في زمننا المعاصر ومنها ما هو فائق البيان مثل العقائد غير السماوية فهي وان تتصف بالازدواجية الا ان كل ازواجها عقائد من مصدرية بشرية محض وقد يكون الله الخالق في ءاخر مصدر عقائدي في محامل العقيدة في عقولهم فالله عندهم اما ان يكون مسافرا الى اكوان اخرى او ان يكون مشغولا بخلق ءاخر وقد استخلف مسميات موصوفة كالنار او بوذا او البقرة فاودع فيها عقد العقيدة فاصبحت تلك الموصوفات بمسمياتها محلا للعقد العقائدي
المسلمون وان كانوا يحملون عقيدة من مصدر الهي الا ان الاختلاف المذهبي يعلن بوضوح ان عقيدة المسلمين مزدوجة ايضا فمنها ما هو من الله ومنها ما هو من بشر اما الاسلام المعاصر فان الازدواجية العقائدية طفت على المصدرية المذهبية التي قادها اصحاب المذاهب بشكل قاسي فاصبح الوطن هو إله التشريع وسن القوانين وهو الحفيظ على الناس بموجب دستورية (المصلحة العامة) فاصبح الوطن هو المصدر العام للعقد الشريك للعقيدة عند الناس وفي بعض المفاصل يكون المصدر البديل عن الله فالوطنيون (عدا بعض الاستثناء) يخضعون للقانون الوطني طوعا وهم يعلمون انه يخالف قوانين الله الا انهم يؤدون صلواتهم المنسكية في مواقيت الصلاة ..!! لانهم متأسلمين بالاسلام فهم (مواطنين صالحين) ..!!
فالعقيدة عقد وذلك العقد لا يقوم مع غير الله وهي نفاذية صفة (التوحيد) وفيها تقوم (شهادة ان لا اله الا الله) فهو ليس شعار عقائدي بل هو مفصل تنفيذي الا ان الناس يفهمون نظرية التوحيد باعتبارها اوحدية الخالق فقط اما في الانشطة الاخرى فالالهة كثيرة عند الناس فيكون العقد العقائدي (افتراء) فيه اثم عظيم وفيه ضلال بعيد حسب ما وصفه النص الشريف ... كثير من الناس حين تحدثهم عن ان إاله الشفاء هو الله (وحده لا شريك له) ولا شافي غيره الا ان الطبيب عند كثير من الناس هو اله معبود من دون الله في الشفاء فيقول المستطبب بالطبيب مثلا ان (الله قد جعل لكل شيء سببا) وحين تسأله من اي قرءان جائت تلك المقوله فلا جواب وحين يكون الطبيب سبب فهل السبب هو شريك الله وهل ممارسات الطبيب هي من عند الله ..؟؟ والكل يعلم ان شفاء الطبيب هو شفاء من دون الله ..!! اذن هي ازدواجية عقائدية وشرك مبين يمارسه العقائديون فهم يتعاقدون مع اكثر من مصدر لتقوم العقيدة عندهم مزدوجة النفاذ بسبب ازدواج المصدر وهنلك من يتعاقد مع ائمة (سلف) في التاريخ او يتعاقد مع مؤلفات الفها اصحابها السالفين قبل قرون او يتعاقد مع حكم وطني او حزب وطني او مذهب ديني محدد وينسى ان (لا اله الا الله) (وحده لا شريك له) ويجب ان يقوم العقد العقائدي معه حصرا دون غيره واي عقد عقائدي في غير الله هو (اتخاذ ألهة من دون الله) وفي القرءان مساحة مهمة من النصوص التذكيرية التي تذكر المخلوق ان المضلين في الارض كثيرين ولا يهدون الى الله
{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ }الأنعام116
فاين يذهب حامل العقيدة واكثرهم مضلين ..؟؟ هنا تظهر نفاذية نظم الخلق التي فطرها الله في الناس دون استثناء
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }الروم30
تلك الفطرة تقيم الدين عندما يرفض ان يكون العقائدي قد استنسخ عقائد الاخرين (متبرهم) وان كانوا من اهله وذويه بل يجعل للمادة الدينية مصدرا اوحدا لا حيود عنه لغرض ان يقوم الانسان بتقوية عقله (تقوى) ومن ثم يقوى على مجمل شؤون دنياه فيكون من (المتقين) ولعل (مجهولية الفطرة) عند كثير من الناس تأتلف مع مجهولية المصدر العقدية العقائدية في الدين فيكون المكلف وكأنه قد حشر في زاوية لا بد ان يكون فيها تابعا لغيره من البشر المتدينين فتقوم الازدواجية عنده تحت حجية الاضطرار ... ولا اضطرار لان الفطرة فيها قيامة الدين الا ان الناس عن فطرتهم بعيدون ... ببساطة فطرية يستطيع الانسان ان يمارس نشاطه الديني مع ما يعرفه من الدين في فطرته والقرءان
{إِنَّ هَـذَا الْقُرءانَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9
والسبيل المفتوح الى الله سوف لن ياخذ المعروف بما عرفه الاهل والناس في الدين لانهم سوف لن يناموا في قبر طالب الدين وعلى كل مكلف تكليف تنقية دينه لمعرفة مصدرية الحكم الديني المتعارف عليه بين الناس والا فانه سيكون قد حمل الازدواجية في المصدرية الدينة لا محال فمعروف الناس متغير والدين ثابت والناس يضلون بعضهم البعض فما هو معروف عندهم لا يساوي المعروف في نظم الخلق التي امرنا الله بها والسير على صراط مستقيم فالجيل الذي نشأ وهو يرى اعراف قومه ان المريض يذهب الى الطبيب ليكون وليا على جسده فيكون ذلك النشاط هو عرف غير معروف في الدين بل العكس من ذلك فهنلك نقل مشهور عن سنة نبوية رفض فيها رسول الله عليه الصلاة والسلام طبيبا ارسل اليه بل سرى الطب الحديث على غفلة من الناس بل على ازدواجية عقائدية قاسية فالطبيب الذي جاء بشهادة من عواصم الكفر هو الطبيب الاجدر بالاستطباب من طبيب متخرج من جامعة الوطن والادوية المصادق عليها من مؤسسات امريكية عملاقة هي الادوية الاكثر استشفاءا واكثر امنا ..!! ... اين الله اذن ..؟ انه في عقد عقائدي مزدوج فالله في الصلاة والصوم وفي غير ذلك فان التأليه من مصدرية اوربية والتي تتصف بصفة مشهورة فهي صروح اكاديمية ترفض ان يكون الله في العلم المادي ويكفي ان نصفها بصفة (الظالمين او الكافرين) فيذكرنا النص الشريف
{وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }هود113
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ }الممتحنة1
والرسول الذي يتم اخراجه (واياكم) في الاية الكريمة الذي ينطبق على مثلنا المساق اعلاه هو (رسول الشفاء) فالانسان يعلم انه حين يتعرض الى جرح (مثلا) فان دمه سيتثخر حال خروجه ليغلق فتحة الجرح (ذلك رسول) الهي والناس يعرفون ان ذلك هو من فعل منظومة خلق الله الا ان العلم يلصقها باله البايولوجيا ونرى بعدها كيف يبدأ جسد الجريح بلئم الجرح بخلايا من نفس النسيج المجروح وذلك رسول الهي ايضا فرسول الشفاء يتم اخراجه في المشفى من جسد المصاب فيتم اخراج الرسول (واياكم) ليحل محله عدو الله فهو خريج اكاديمي والمعروف في الاكاديميات العلمية ان دهاقنتها يقومون بطرد اي شخص يقول ان ذلك الفعل هو فعل الله فلا يقبل الاكاديميون ان يذكر الله في الحرم الاكاديمي فالله قد تم اخراجه من العلم فكانوا اعداء الله الا ان الناس يتعاقدون مع الطب وهنلك (تأمين صحي) ونرى واذ يرى الناس ان اعداد المصلين في الجوامع اقل بكثير كثير من اعداد الحجاج الذين يحجون الى عيادات الاطباء والمشافي لينالوا بركات الشفاء منهم ..!!
ازدواجية المصدر العقائدي تعني (لا عقد مع الله) والله لا يتجزأ بنص شريف
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء116
تذكرة لمن يمر على سطورنا اعلاه فهي ليست هجومية القصد بل لان النعوت لا يمكن ان تقوم في الفهم الا من خلال وصفها في ميدان التطبيق فيكون للوصف حرقة لاذعة فلن يكون للسطور عنوانا غير التذكرة عسى ان تنفع المؤمنين ذلك لان احدنا لا ينام في قبر الاخر
الحاج عبود الخالدي
تعليق