بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما سمعت وقرأت قصة غريبة وعجيبة وهي قصة خلق وتناسل ادم وزوجه عليهما الصلاة والسلام وهي:
( عندما خلق الله تعالى ادم ثم خلق من ضلعه حواء ثم تزوجا وأنجبت توأما ثم بعد ذلك أنجبت توأم أخر فكان احد التوأمين قابيل وشقيقته والتوأم الثاني هابيل وشقيقته وعند تزويج الأشقاء والعياذ بالله كان لا يجوز تزويج الأشقاء الذين من بطن واحدة فكان يجب تزويج هابيل من شقيقة قابيل وتزوج قابيل من شقيقة قابيل والعياذ بالله فلم يرضى قابيل بذلك لان شقيقته أجمل وكان يريدها لنفسه فقتل أخيه هابيل لقد افتروا بهتانا عظيما لتزول منه الجبال والعياذ بالله ).
هذه القصة بقيت في ذهني حتى بدأت رحلة البحث عن الحقيقة فكنت عندما اسأل عالم أو شخص ذو علم يقول لي تلك سنن الأولين وهي لمن سبق من الأمم ولا تنطبق علينا.
فقلت في نفسي هل يعقل ان يدخل الله تعالى من يزني بالمحرمات النار ونحن توارثنا أصلا من زنا المحرمات أي من نكاح الأخ لأخته والعياذ بالله وقد اثبت الله عز وجل صفتين له في كتابه وهي العدل والحق فهل من العدل والحق الازدواجية في الأحكام والشرائع تعالى الله الحق والعدل عما يقولون علوا كبيرا.
فقال الحق والعدل (( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا(23) – النساء )) ثم وبعد ان يبين الله تعالى سننه لعباده يخبرنا بقوله تعالى (( يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) – النساء )).
وهنا يبين الحق جل وعلا ان هذه هي سنن من قبلنا من الأمم ثم لنبحث في كتاب الله تعالى عن سنن الله تعالى في خلقه هل تتبدل أو تتغير من امة إلى أخرى لنبحث ونتدبر:
قوله تعالى (( ولن تجد لسنه الله تبديلا(23) الفتح )).
وقوله تعالى (( فلن تجد لسنه الله تبديلا(43) – فاطر )).
وقوله تعالى (( ولن تجد لسنه الله تحويلا(43) – فاطر )).
وقوله تعالى (( ولا تجد لسنتنا تحويلا(77) – بني إسرائيل )).
وقوله تعالى (( ولن تجد لسنه الله تبديلا(62) – الأحزاب )).
وهنا نخلص إلى ان سنن الحق والعدل جل وعلا ماضية في خلقه منذ خلق ادم وزوجه وحتى قيام الساعة وفي جميع الأحكام والعبادات لكي لا يحاججه احد من عباده في يوم الحساب بأنه كلفه بغير ما كلف احد أخر من عباده فيشكو من ثقل العبادة مقارنة بمن سبق من الأقوام, أو ان الله تعالى أباح ما حرم عليه للأقوام الأخرى فلا يكون الله عز وجل عادلا بين عباده في التكليف تبارك وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.
ولو بحثنا في كتاب الله تعالى لوجدنا ان الله تعالى قد انزل من كل نوع من الأنعام زوجين بقوله تعالى (( ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (143) وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144) – الأنعام )).
ولو تأملنا هذا الإخبار من الحق جل وعلا لوجدنا انه انزل من الضأن زوجين أي بمعنى ( ذكرين وأنثيين ) ولذلك أباح لنا أكل الذكر والأنثى ليؤكد لنا ان كلا الأنثيين من الضأن اشتملت أرحامهن على الذكر والأنثى ومثل ذلك المعز والإبل والبقر.
وللتثبت أكثر لنبحث في قوله تعالى ((خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6) – الزمر )).
وهنا نجد ان بني ادم خلقهم الله تعالى من نفس واحدة ثم خلق منها زوجها أما الأنعام فقد انزلها الله تعالى بأنواعها الأربعة بعدد ثمانية أزواج أي لكل نوع من الأنواع الأربعة ( زوجان ).
فلماذا انزل الحق جل وعلا من كل نوع من الأنعام بعدد ( زوجين ) بينما خلق ادم و( زوجه ) ليكونا زوج واحد.
لبحث الأمر علينا تعريف الزوج أولا لنفهم حقيقة المخلوق الذي جعله الحق جل وعلا خليفة في الأرض وكرمه على باقي خلقه فيها فهل يعقل ان يتناسل المكرم من ( زوج ) وهما الأم والأب ويتناسل المسخر للمكرم من ( زوجين ) مع العلم ان الأنعام لا تتناسل مع أمهاتها أو أخواتها إلا ما ندر بحيث يكون الناتج من هذا التناسل شاذا ونسميه عاميا ( الكركور ).
فالزوج معناه: مخلوقين متماثلين في كل شيء.
أما الزوجين فمعناهما : أربعة من المخلوقات تربطهما جميعا روابط وسمات مشتركة ويتماثل ويتطابق كل اثنين منهما ويكون كل زوج منهما مكملا للزوج الأخر والدليل على ذلك قوله تعالى (( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) – النجم )) وقوله تعالى (( فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) – القيامة )).
ولو تأملنا هذا الإخبار من الحق جل وعلا لوجدنا انه انزل من الضأن زوجين أي بمعنى ( ذكرين وأنثيين ) ولذلك أباح لنا أكل الذكر والأنثى ليؤكد لنا ان كلا الأنثيين من الضأن اشتملت أرحامهن على الذكر والأنثى ومثل ذلك المعز والإبل والبقر.
وللتثبت أكثر لنبحث في قوله تعالى ((خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6) – الزمر )).
وهنا نجد ان بني ادم خلقهم الله تعالى من نفس واحدة ثم خلق منها زوجها أما الأنعام فقد انزلها الله تعالى بأنواعها الأربعة بعدد ثمانية أزواج أي لكل نوع من الأنواع الأربعة ( زوجان ).
فلماذا انزل الحق جل وعلا من كل نوع من الأنعام بعدد ( زوجين ) بينما خلق ادم و( زوجه ) ليكونا زوج واحد.
لبحث الأمر علينا تعريف الزوج أولا لنفهم حقيقة المخلوق الذي جعله الحق جل وعلا خليفة في الأرض وكرمه على باقي خلقه فيها فهل يعقل ان يتناسل المكرم من ( زوج ) وهما الأم والأب ويتناسل المسخر للمكرم من ( زوجين ) مع العلم ان الأنعام لا تتناسل مع أمهاتها أو أخواتها إلا ما ندر بحيث يكون الناتج من هذا التناسل شاذا ونسميه عاميا ( الكركور ).
فالزوج معناه: مخلوقين متماثلين في كل شيء.
أما الزوجين فمعناهما : أربعة من المخلوقات تربطهما جميعا روابط وسمات مشتركة ويتماثل ويتطابق كل اثنين منهما ويكون كل زوج منهما مكملا للزوج الأخر والدليل على ذلك قوله تعالى (( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) – النجم )) وقوله تعالى (( فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) – القيامة )).
وهنا نخلص إلى ان معنى (( خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا... )) أي ان الله جل وعلا خلق ادم ثم خلق نسخة أخرى منه رجلا أخر أي ادم أخر فكانا ابني ادم لان اللفظة التي وردت في القرآن جاءت ( ثُمَّ جَعَلَ ), ولو بحثنا في الأقوال التي وردت في معنى جعل لوجدناها (خلق وشرع واعتقد و صيّر ) فهل حقا في لسان البيان هنالك أكثر من معنى لكل كلمة ولو بحثتا عن معنى (جَعَل ) في كتاب الله تعالى:
في قوله تعالى (( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور )).
وقوله تعالى (( جعلناهم حصيداً خامدين )).
وقوله تعالى (( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا )).
وقوله تعالى ((أجعلتم سقاية الحاج )).
ولو تدبرنا المعنى الحقيقي للفظ ( جعل ) لوجدناه ( التمثيل والمثلية في الخلق ) فيكون معناها حسب سياق الآيات ( مَثلَ و مثلناهم و مَثلوا و أمثلتم ) ولذلك بين لنا الحق جل وعلا في قوله تعالى ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) – النساء )) بان المثلية لأدم جاءت في ( الخلق ) بقول ( كن ) من الله تعالى وليس بالخلق من ضلع الأول كما افترى المستفسرون, ولكن الثاني خلقه الله تعالى حسب إخبار الآيتين أعلاه بقوله تعالى ( خلق و جعل ) أي ( قال كن بالمِثل ).
ولو تدبرنا ما جاء في الإخبار عن ادم وزوجه في:
قوله تعالى (( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ (35) – البقرة ))
وقوله تعالى (( وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) – الاعراف )).
وقوله تعالى (( فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) – طه )).
ولو تأملنا في هذه الآيات لوجدنا ان الإخبار من الحق جل وعلا جاء عن ادم وزوجه وكما هو واضح ان ( الزوج ) هما المخلوقين المتماثلين والمتطابقين في الخلق.
ولذلك ورد في كتاب الله تعالى الرجل الذي نكح أنثى واحدة في حياته بلفظ ( بعل ) والأنثى التي نكحت لأول مرة في حياتها بلفظة ( امرأة ) ثم يتغير الوصف للأنثى ألمطلقه عندما تنكح من رجل أخر بوصف ( زوج ) أي انها نكحت من قبل زوج من الرجال وكذلك تتغير صفة الرجل الذي ينكح امرأة للمرة الثانية من صفة ( بعل ) إلى صفة ( زوج ) لأنه نكح زوجاً من النساء أما إذا نكح الرجل أكثر من أنثيين فتلحق به صفه جديدة وهي ( أزواج ).
ولأثبات ما ذهبت إليه من كتاب الله تبارك وتعالى في معنى ( بعلي ) و ( امرأته ) فيجب ان ابحث في الآيات التي ورد فيها لفظ بعلي ولفظة زوج وأزواج وكما يلي.
قال تعالى (( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128) – النساء )).
ولو تأملنا هذه الآيات جيدا فسوف نجدان الله جل وعلا قد بدأ بالعموم وهو النكاح الأول للإنسان بعد سن البلوغ فوصف الرجل في نكاحه الأول بلفظ ( بعلها ) على لسان امرأته وجاء وصفها هي ( امرأة ).
وقال الحق تبارك وتعالى (( وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ (228) الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229) فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230) – ألبقرة )).
وهنا بدأ الحق سبحانه وتعالى قوله بالطلاق الأول الذي لا يفرق بين المطلق والمطلقة فلذلك بقيت صفة الرجل عند امرأته (بعلها ) وبقيت صفتها هي عنده ( امرأته ) وهذا ما نجده في الآية 228 وكذلك لم يتغير الوصف في الطلاق الثاني فبقيت الصفة بينهما على ماهي عليه ولم تتغير وهذا ما نجده في الآية 229 ولكن التغيير في الصفة يظهر بعد الطلاق الثالث وبعده يكون التفريق بينهما فيفقد كل منهما صفته الأولى وتلحق به صفة جديدة وهي ( زوج ).
وللتفصيل أكثر فقد اخبرنا الله عز وجل عن تغير صفة البعل والمرأة على حد سواء من ( بعلها ) و ( امرأته ) إلى صفة ( الزوج ) بعد نكاحها من زوجها الجديد بعد الطلاق الثالث ولا تتغير صفة الزوج عنهما بعد طلاق الزوجة من زوجها الثاني والرجوع إلى الزوج الأول والدليل على ذلك قول الحق جل وعلا (( وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (232) – ألبقرة )) وهنا بقيت صفة الزوج لهما.
وكذلك هي حال النساء اللواتي قد توفي بعولتهن أو أزواجهن فتلحق بهن صفة الأزواج والدليل على ذلك قوله تبارك وتعالى (( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(234)– ألبقرة )).
وكذلك تطلق صفة الزوج على المرأة التي تزوجت سابقا وكذلك على الرجل الذي نكح أكثر من امرأة أما لفظ أزواج فيطلق على الرجل الذي نكح ثلاث نساء أو أكثر.
ولكن في حال المرأة المطلقة أو التي توفى زوجها وتزوجت برجل لم ينكح من قبل غيرها فتكون صفة الرجل على لسانه ( بعلها ) وتكون صفتها هي ( زوج ) والعكس صحيح والدليل على ذلك قول الحق تبارك وتعالى (( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَاظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ...(31))).
فهنا بين الحق جل وعلا في إظهار زينة النساء لأولي القربى فبدأ بالعام من نكاح النساء المؤمنات وهو النكاح للمرة الأولى بعد البلوغ من شاب لم ينكح امرأة من قبل فكانت صفته لها بقوله جل وعلا بعلها ثم بعد جاء التفصيل في حال كون ابنها من رجل سابق أو كون أبنها من بعلها الحالي الذي لم ينكح امرأة غيرها.
أما في حالة الرجل الذي نكح امرأتين فيكون وصفه هو زوج لأنه قوام على زوج من النساء أما وصف زوجه من النساء فإذا كانت أحداهما لم تنكح من قبل فيبقى وصفها امرأة وإذا كانت الثانية قد نكحت من قبل فيكون وصفها زوج إما وصف الرجل اللتان هما في عصمته فيكون ( زوج ) والدليل على ذلك قوله تعالى ((وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقراً(5) – مريم )).
وهنا نجد ان إحدى نساء زكريا لم تنكح سابقا من غيره وهي ام يحيى عليهم الصلاة والسلام فجاء وصفها ( امرأتي ).
اما في قوله تعالى (( وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ...(90) – الأنبياء )).
فنجد ان هذا الإخبار من الحق جل وعلا يخبرنا فيه أن زكريا كان تحته زوج من النساء فلذلك جاء الإخبار بلفظة ( زوجه).
وبعد أن بحثنا في كتاب الله تعالى عن معنى ( زوج ) و( أزواج ) بقي ان نبحث عن ( ادم ) وعن الجن الذي أطاع ربه في حياته ثم اصطفاه ربه وجعله ملكاً وهو ( إبليس ) لعنة الله والملائكة والناس أجمعين عليه إلى يوم الدين.
ولنبدأ في بحثنا هذا عن قصة إبليس لعنه الله في سورة الحجر:
قال تعالى (( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) )) ثم يستمر الإخبار من الله تعالى إلى قوله تعالى (( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) – الحجر )).
من هذا الإخبار نخلص إلى ان إبليس الملعون بعد عصيانه أمر الله تعالى في السجود لأدم أخرجه الله تعالى من الجنة ثم طلب إبليس الملعون ان يبقيه الله تعالى في الأرض ليغوي ادم وذريته لان إبليس الملعون كان يعلم بأن أدم سوف يستخلفه الله تعالى في الأرض لان الله تعالى خاطبه مع جميع الملائكة بأنه يريد استخلاف ادم وذريته في الأرض بقوله تعالى (( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) – البقرة ))
ومن هذا الإخبار نخلص إلى ان إبليس الملعون اخرج من الجنة لعصيانه أمر الله تعالى في عدم السجود لأدم ثم طلب ان ينزله الله تعالى إلى الأرض ليغوي ادم وزوجه وذريتهما فيها لأنه يعلم مسبقا ان أمر الله تعالى قد وقع عليهما في النزول إلى الأرض عاجلا أم أجلا واستخلافها فلذلك طلب من الله تعالى ان ينزله إلى الأرض ويبقيه هناك حتى قيام الساعة ثم يستجيب الحق جل وعلا لدعاء إبليس الملعون وينزله إلى الأرض بقوله تعالى (( قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) – الحجر )).
من هذا الإخبار نخلص إلى ان إبليس الملعون بعد عصيانه أمر الله تعالى في السجود لأدم أخرجه الله تعالى من الجنة ثم طلب إبليس الملعون ان يبقيه الله تعالى في الأرض ليغوي ادم وذريته لان إبليس الملعون كان يعلم بأن أدم سوف يستخلفه الله تعالى في الأرض لان الله تعالى خاطبه مع جميع الملائكة بأنه يريد استخلاف ادم وذريته في الأرض بقوله تعالى (( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) – البقرة ))
ومن هذا الإخبار نخلص إلى ان إبليس الملعون اخرج من الجنة لعصيانه أمر الله تعالى في عدم السجود لأدم ثم طلب ان ينزله الله تعالى إلى الأرض ليغوي ادم وزوجه وذريتهما فيها لأنه يعلم مسبقا ان أمر الله تعالى قد وقع عليهما في النزول إلى الأرض عاجلا أم أجلا واستخلافها فلذلك طلب من الله تعالى ان ينزله إلى الأرض ويبقيه هناك حتى قيام الساعة ثم يستجيب الحق جل وعلا لدعاء إبليس الملعون وينزله إلى الأرض بقوله تعالى (( قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) – الحجر )).
وبذلك اخرج إبليس اللعين من الجنة إلى الأرض حسب أمر الله تعالى بأنظاره إلى يوم القيامة.
ثم وبعد طرد إبليس من الجنة حينها لم يبقى سوى ادم وزوجه في ألجنة حتى أزلهما الشيطان فقربا الشجرة التي نهاهما الله تعالى عنها فأخرجا من الجنة إلى الأرض بقوله تعالى ((وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) – البقرة )).
ثم يخبرنا الحق جل وعلى بأنه قد تاب على احدهما فقط بقوله تعالى ((فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) – البقرة )) وفي هذا الإخبار لا يوجد ذكر لزوج ادم في التوبة ولكن أمر الخروج من الجنة والهبوط إلى الأرض جاء لكليهما.
ثم يأتي الخبر الصاعق من الحق جل وعلا في الهبوط إلى الأرض بصيغة الجمع بقوله تعالى (( قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (38) – البقرة ))
من هم جميعا مع العلم ان إبليس اللعين قد أخرجه الحق جل وعلا من الجنة إلى الأرض عندما عصى ربه في السجود لأدم ولم يبقى في الجنة سوى ادم وزوجه فقط فلماذا جاء الإخبار من الحق جل وعلا بالأمر في الهبوط بصيغة الجمع؟؟؟ السبب في ذلك لان ادم وزوجه قد نكحا النساء عندما كانا في الجنة والدليل على ان الجنة فيها نساء قبل ادم قوله تعالى (( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ )) ولذلك نكح ادم وزوجه قاصرات الطرف عندما كانا في الجنة بعدما بدت لهما سوآتهما بقوله تعالى ((يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (27) – الأعراف ))
ولو دققنا في لفظة ( سوءة ) لوجدناها جاءت لوصف عورة الزوج معا فيجب ان يكون الزوج من نفس النوع لان هذا من شرط لسان البيان لان فيه لكل لفظة معنى واحد وبذلك تكون السوءة بمعني ( الذكر ) للرجل حصرا فلذلك جاءت اللفظة ( لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ) وذلك للدلالة على ان الزوج كانا ذكرين.
وبذلك نخلص الى انه حينما بدت لأدم وزوجه سوآتهما أحسا بالشهوة فنكحا ( قاصرات الطرف من الأبكار اللواتي ألسنتهن العرب الأتراب ) وهن نساء الجنة بقوله تعالى ((إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) – ألواقعه )) فنكحوا من نساء الجنة الحسناوات اللواتي تفيض ألسنتهن بيانا وفصاحة وروعة من اللسان العربي الذي يحرك الشهوة عند الرجل حين سماعه بقوله تعالى ((عُرُبًا أَتْرَابًا )) ولذلك جاء الإخبار من الحق جل وعلا بصيغة الجمع في الهبوط من الجنة إلى الأرض لان ادم وزوجه قد نكح كل واحد منهما أكثر من امرأة من الجنة.
وهنا نخلص إلى ان ذكر ادم جاء الإخبار عنه ( بزوج واحد ) أما الأنعام والنبات فقد وردت جاءت بلفظ ( زوجين ) وذلك لان ادم وزوجه قد نكح كل واحد منهما أكثر من امرأة في الجنة فنزلوا إلى الأرض على شكل زوج من الذكور وأزواج من الإناث.
الخلاصة: هي ان ( أَدَمْ ) وزوجه كانا ذكرين خلق الله تعالى الأول ثم خلق الثاني بمثل الأول ولذلك أطلق الحق عليهما صفة ( زوج ) لان لفظة الزوجين في لسان البيان تعني الذكر والأنثى بقوله تعالى (( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) – النجم )) وقوله تعالى (( فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) – القيامة )).
وبذلك لا نكون قد تناسلنا من نكاح المحرمات ( الأخ مع الأخت ) والعياذ بالله.
تعليق