تويت
الأزل في مسرح الهزل
من أجل بناء عقائدي معاصر
من أجل بناء عقائدي معاصر
الاديان السماوية الثلاث تتحدث عن الخلود في الزمن الآتي (الجنة والنار) والطروحات العقائدية السماوية لا تصف الازمان الماضية بعداد زمني بل تصف الماضي موضوعيا سواء في سفري العهد القديم او العهد الجديد أو من خلال الاخبار السماوي القرءاني للأقوام الماضية ولم يظهر أي عداد زمني لتلك الاحداث وظهرت بعض الارقام الزمنية بصفتها الموضوعية ولم يتضمن ذلك العداد تاريخا محددا بل اشتمل على وصف حاوية زمن كالسنين العجاف السبع في مثل يوسف او عمر نوح عليه السلام (الفا الا خمسين عاما) فكانت تلك هي حقب زمنية ارتبطت موضوعيا بالمثل القرءاني ...
الاديان غير السماوية والعلم المعاصر يضعون عدادات زمنية نحو الماضي وقد هزلت تلك الارقام في علوم الفلك والفيزياء الفلكية حيث يتحدث العلماء عن ملايين ملايين السنين في الماضي كما يتحدثون بمثلها في الزمن الآتي والغريب أن تلك البيانات تأخذ صفة الرواسخ الاكاديمية وتضع موضوعية طروحاتها بصفة هزيلة حد الهزل الا إن ايدلوجية منظومة العلوم منحت تلك المسطحات المعرفية (الهزيلة) مكانة علمية رغم انها لا تمتلك شروط العلم من قريب او بعيد ولا حتى تقترب من شروط العلم التي اقرتها الاكاديميات العلمية المستندة الى شروط الفيلسوف (ديكارت) والتي استخدمت سيفا ضد المادة العقائدية ابان نهضة العلم مع ما صاحبته من ثورة سياسية عزلت الهيمنة العقائدية في اوربا ..
الهزال الفكري في الوسط العلمي الذي صاحب الارقام الزمنية التي سبرت الماضي نحو الازل وتسبر المستقبل نحو الازل ايضا لا تمتلك تعريفا علميا للزمن ..!! فكانت وتكون المهزلة العلمية أن يكون العداد الزمني كوحدة زمن (سنة) مبني على انعدام مفهوم الزمن وسقوط كل محاولات العلماء لمعرفة تكوينة الزمن ..!! ازاء تلك الفارقة تلتقي نظرية العداد الزمني بين العلماء المعاصرين والاديان الوثنية القديمة التي توغل في الماضي بموجب العداد الزمني الافتراضي في الزمن الذي لا يعرفه العلم والانسان وتوغل بالمستقبل نحو نفس العداد فيكون علماء العصر في تلك النقطة اقرب الى منظري تلك الاديان عندما التقى الإله فلان قبل الف الف سنة او يزيد بالالهة فلانه وانجبا الإله فلان الذي رحل ليصنع عالما اخر وسوف يأتي بعد كذا الف الف سنة ...
علماء نهضة العلم يقولون إن ذرة الهليوم في الشمس تحت ضغط وحراره خرافيه وخلال مليون سنة تتحول الى ذرة هايدروجين ..!! وإن الضوء الوارد من النجم كذا او المجرة كذا يستغرق في مساره كذا مليون سنة ضوئية ليصل الى مراصدنا ..!! ولا نعلم أي من المختبرات يستطيع أن يرصد تلك المساحة الزمنية ولا أحد يعرف كيف تم ربط الزمن بتلك الانشطة بل لماذا ..؟؟ والكل يركع لقول العلماء الذين يرسمون للخلق خارطة ما انزل الله بها من سلطان ولا تخضع لاي سلطان الا إن احترام ما يقوله العلماء سرى كسنة من السنن التي يتهافت العلماء على احتضانها والتهليل لها في بحوثهم العلمية ...
البيان القرءاني يصف للخلود وصفا آتيا في الجنة والنار ولا يضع للزمن عداد ... وتلك واصفة تصف الخلود بعد الموت والغريب إن العلماء المعاصرين وغيرهم كثير من الناس الذين تستهويهم المعرفة يعرفون إن عداد الزمن يتوقف في النائم عند النوم ولا يستطيع النائم أن يحصي الزمن وهو نائم فكيف حصل العلماء على فكرة الزمن بصفته القابضة(عداد) ..!!
الحاج عبود الخالدي
تعليق