إجتماع أربع عيون
من أجل فهم أوسع لفطرة الإنسان
وسنن الخلق
من أجل فهم أوسع لفطرة الإنسان
وسنن الخلق
في مجتمع أوربي لاحظت انتشار مصطلح (اجتماع اربع عيون) وذلك المصطلح يعني ضرورة المقابلة وجها لوجه فتكون العيون الاربع مجتمعه
في عالمنا المعاصر تنحسر مثل تلك الاجتماعات الى حدود دنيا من الانشطة الحديثة وقد لعب البث البرقي دورا رياديا في كسر حاجة الانسان الى اجتماع العيون الاربع وبدأ تطور تلك الظاهرة من خلال الانتشار الواسع للاتصلات السلكية ومن ثم اللاسلكية فاصبح الجار يكلم جاره عبر الهاتف وقد استعرت كثيرا صيحة الشبكة الدولية في تحويل الكثير من الانشطة الانسانية الى المراسلة حتى وصلت الى الدراسات والشهادات الاكاديمية الممنوحة عبر النت ولعل موضة الخطبة عن طريق مواقع الشبكة الدولية هي الاكثر حرجا في جامعية العيون الاربع لان الزواج ليس كالشهادة او شراء سياره بل لا بد من اجتماع العيون الاربع في مشاريع الزواج ..!!
كثرة النصب والاحتيال عبر الشبكة الدولية وقبلها عبر الهاتف تستعر كثيرا وجميعها تصب في جانب سلبي في العلاقات الانسانية الخطيرة وهي تتطور كلما تطورت التقنيات المجهضة لاجتماع العيون فكثرت الشتائم بين مروجي الفكر المتصارع الى حدود تنذر بانفجار مجتمعي كبير وقد تحصل كارثة مجتمعية انسانية من خلال شتم الاخر في غيابه وهو موجود حيث تقوم ثقافة اهاجمك ولا اراك ولن تراني مما دفع المتحاورين في القضايا الفكرية الساخنة الى استخدام الاسماء المستعارة رغم إن الحوار الفكري لا يمكن أن يتصف بصفة الصفة المستعارة فهو يفعل فعله سلبا اوايجابا تجاه حملة الفكر الذي يتحاور فيه ذوي الاسماء المستعارة ونجد كثيرا من السخونة الفكرية في حوارات مذهبية او سياسية او عرقية وكل احتقان فيها ينعكس على العلاقة المجتمعية بين اطراف الحوار وان كان المتحاور يخفي شخصيته تحت اسم مستعار الا ان الفئة التي يتحدث عنها او الفكر الذي يتحاور من أجله يتعرض الى احتقان علائقي مؤكد .
الابتعاد عن سنة الخطاب التكويني بين البشر (مسافة سماع الموجات الصوتية) لا بد أن يكون سببا في خلل نتيجة قبل أن يتم رصده كخلل في الوسيله في ذلك الخروج عن سنن الخلق (التحاور عن بعد) أو (التحاور من وراء حجاب تقني )وقد يلمس متابعنا الفاضل أن الصراع الفكري الانساني السلبي في إطراد متسارع نتيجة تحول سنة الخطاب البشري الطبيعية أما الفوائد المتحصلة من تلك المنهجية التحاورية التقنية فهي لا ترقى الى الوصف الصالح النافع إزاء مخاطر الصراعات الفكرية الساخنة والتي تنذر بكارثة تمزق بشري فكري يصاحبه عدوان متبادل وكل ذلك بسبب تقنيات جعلت الحوار الانساني خارج سنة التكوين مما أدى الى ضياع فرصة اجتماع العيون خصوصا في المحاور المهمة التي تمثل مصير علاقة الانسان بالانسان فردا او جماعة
انها دعوة لفهم مساويء ذلك الخروج التقني عن سنن الخلق وليس دعوه للعودة الى وسيلة الحمام الزاجل في المراسلات ..!
الحاج عبود الخالدي
تعليق