أعراف الناس والقرءان والقانون
من أجل بيان وجوه الكفر المعاصر
لا يخفى على كل مسلم ان مخالفة حكم من احكام القرءان لا يقيم حدا عقابيا بين الناس كما ان مخالفة القرءان لا تقيم رابطا قانونيا مع قوانين الوطن فمن يخالف القرءان لا يقع تحت طائلة القانون المليء بالاحكام الخاصة والعامة التي ترسم مسارا فكريا او ماديا للانسان مغطى بموجب نظم قانونية قهرية
المسلمون يقدسون القرءان ايما تقديس الا انهم لا يضعون للقرءان وعاءا تنفيذيا كما هي قوانين الوطن او اعراف الناس او تعليمهم المذهبية او نظمهم القبلية فللناس اعراف نافذة بحق من يخالفها الا ان مخالفة القرءان لا تندرج في نفاذية اعراف الناس رغم الهالة المقدسة التي يمتلكها القرءان عند المسلمين
حين يقول القرءان (واغضض من صوتك) فان الذين يستخدمون مكبرات الصوت لا يتعرضون حتى الى النقد المجتمعي الا ان قوانين الوطن تكون في وعاء تنفيذي يتحاشى الناس مخالفته ففي الاوطان توجد قوانين تسمى (قانون الضوضاء) وفيها بندا قانونيا يمنع المواطن من استخدام مكبر الصوت او اصدار اصوات عالية كاصوات مطارق الخرسانة او امثالها ولا يحق للمواطن اصدار اصوات عالية بعد الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل الا بتراخيص مسببة خاصة
حين يقول القرءان ان للفرد حق الزواج مثنى وثلاث ورباع الا ان الاعراف المجتمعية تحارب تلك السنة علنا دون وازع من خيفة الله حين تقوم اعراف مجتمعية اسلامية تحارب تعدد الزوجية او تحارب الزوجة الثانية وما ان تصدر من مؤسسات الوطن قوانين تمنع او تحجم تعدد الزوجية فترى السنة حداد تعلن كفرها صراحة رغم ان المجتمع يقدس القرءان ويضعه في رفه القدسي
حين يقول الوطن في القانون المصرفي بسعر الفائدة الرسمي (الربا الرسمي) فان المجتمع الاسلامي لا يخرم قدس القرءان بل يبقى القرءان قدسيا الا ان مخالفته قائمة بينهم كما يتدافع المسلمون لايداع اموالهم النقدية في المصارف مضاربين على الربا
حين يقول الوطن ان لا زواج قبل سن الثامنة عشرة ويعاقب كل من يزوج اولاده تحت ذلك السن فان المجتمع المسلم يقوم بوقف نفاذية الحكم الالهي لتنفيذ الحكم الوطني في (صلف فكري) متزايد حين يصف بعض الناس ان الزواج المبكر فيه ضرر مجتمعي وكأنهم الاكثر حكمة من الله بل يكونون الاكثر نفاذا من احكام القرءان وما كتبه الله في كتاب الخلق في الاكتمال الجنسي للذكر والانثى قبل الـ 18 سنه التي سن قانونها إله الوطن المعاصر
حين يقول القرءان (ءأنتم تزرعونه ام نحن الزارعون) فالناس لا يصدقون قرءانهم بل يصادقون على قوانين (وزارة الزراعة) في اكبر ممارسة كافرة يمارسها الفلاح المعاصر حين يخضع لقوانين زراعة الوطن بصفته (إله الزرع) في الاوطان والناس يقدسون قرءانهم الا انهم (كاذبون) فمن كان يمتهن الزراعة فهو يخضع الى اله الزرع (وزارة الزراعة) ويطبق تعليماته وبقية المواطنين خارج مهنية الزرع انما يصادقون على مواقف الزراع ويصفقون لاله الزرع في مجالسهم وفي وجدانهم البعيد كل البعد عن قرءانهم
القانون سيد يسود الناس والناس له خاضعون ولقرءانهم يهجرون
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرءانَ مَهْجُوراً }الفرقان30
الا ان القرءان (رسالة الله للبشر) حمل في متنه الشريف تحذيرات خطيره لمن ترك امر الله ورسالته ليغرق في ممارسات مأتية من (دون الله) فاذا كان القرءان (من الله) فالقوانين الوطنية والنظم الحضارية المعاصرة والاعراف المجتمعية هي نظم مأتية من (دون الله)
{وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ ءالِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً }مريم81
{أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }الأنبياء67
{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ }الأنبياء98
وهل يغفل حامل العقل ان (الحكم اليوم) هو حكم من (دون الله) يقينا والناس يعبدون اوطانهم او اراء مذاهبهم او حضارة زخرف تاخذ لبهم او تعليمات طبية من مؤسسات صحية تمتلك صفة ءالهة الشفاء ونظم وضعها بشر مثلهم (من دون الله) والناس لها عابدون حتى في تنظيف اسنانهم فهم انما يعبدون نظم براقة زخرفها اهلها حتى بان سعيرها في تراجع بيئي وتراجع صحي والكل يتحدث عن كارثة مأتية سوف لن تبقي من الانسان الا هشيما وان غدا لناظره قريب
{قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ }الأنعام56
{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي ءاذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرءانِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً }الإسراء46
الحاج عبود الخالدي
تعليق