أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ..؟
من اجل الوصول الى الاصول الطاهرة
{أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }العنكبوت19
انها رسالة من الله للبشر (اولم يروا) والرؤيا تقع في حوزة العقل العلمية في (الكيفية) التي يتم فيها ممارسة الخلق الالهي (يبدأ الخلق) ولعلم الكيفية فضول معرفي كبير الا انه في زمننا المعاصر يمثل حاجة علمية قصوى فكل شيء يتدهور سواء كان في صحة الانسان او في نظم البيئة او في مخاطر مأتية تنذر بدمار شامل وكبير تلك الحاجة الكبرى اعلنت من قبل مؤسسات العلم في الزمن المعاصر وتم نشرها في هذا المعهد وكان ءاخر تلك المنشورات ما جاء في الرابط والعنوان ادناه
المتحضرون عاجزون عن اصلاح ما افسدته حضارتهم ( وشهد شاهد من اهلها)
حين يتصور المعاصرون في عروشهم العلمية ان التدهور البيئي قد يسبب في كارثة تقضي على الانواع الا ان مراشدنا في علوم القرءان تتحدث عن تغييرات جينية خطيرة احدثتها الممارسات الحضارية منها ما هو تغير جيني مباشر كما في التعديلات الوراثية او ممارسات الطفرة الوراثية بواسطة القصف الاشعاعي لبذور النباتات الذي سبق تطورات الهندسة الوراثية حيث تعرضت البذور الى تغييرات خطيرة خارج سنن الخلق التي ثبتها الله سبحانه ادت الى امراض جينية اصابت الانسان والحيوان بشكل غير مباشر من خلال مأكل نباتي تم تغيير هندسته الوراثة وهو عبث في مقدرات خلق الله الذي قدر لكل خلق قوته (اقواتها) وفي خراب تلك التقديرات وهن وضعف وخسران مبين وقد شملت التعديلات حجما خطيرا من النباتات حيث شمل التغيير بذور الاغذية الرئيسية (الحنطة .. الرز .. الذرة .. البطاطا .. البقوليات) وهي الاغذية الاكثر مأكلا عند الانسان والحيوان وتشكل نسبة عالية من مصدر الغذاء وجميعها تم تعديلها بموجب نظم الهندسة الوراثية وقبلها بموجب نظام الطفرات الوراثية التي مورست بعد منتصف القرن الماضي وتم بناء مراكز ضخمة في امريكا واستراليا والبرازيل وايطاليا لتغيير البذور وراثيا للحصول على ما سمي بـ (جودة انتاج) في الكم والنوع وكأنهم هم (اكبر من الله) في تلبية الحاجات البشرية واسهمت بنية الدولة الحديثة في كل ارجاء الارض في نشر تلك البذور (المحسنة) من خلال الدعم السعري للبذور لتنتشر في الارض على حساب الاصول النقية من التلاعب فبدأت تختفي البذور الطبيعية على اثر الانتشار الواسع والكبير جدا للبذور التي خضعت للتغيير حتى اصبحت الاصول النقية شبه مفقودة خصوصا في الحبوب والبقوليات
الحاجة تقوم اليوم في معرفة (بداية الخلق) ليس لاغراض الفضول العلمي بل لغرض برمجة العودة الى اصول البذور النقية التي خلقها الله فلا يوجد على الارض اليوم رغيف خبز طاهر من الدنس الوراثي الذي سعى اليه الانسان وهو في غفلة تامة عن خطورة تلك الممارسات
{وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءاذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً }النساء119
تم تغيير خلق الله على مرأى ومسمع العقل البشري وصحة الانسان تتراجع في حقبة زمنية مرئية يراها جيل واحد او جيلين من البشر فكيف ستكون النتيجة بعد اجيال واجيال والقرءان يحدثنا عن (خسران مبين) وهو خسران واضح يدركه حملة العقل في كل ارجاء الارض
من تلك الصفات الحرجة للغاية تقوم الحاجة الى العودة لنظم خلقها الله خالية من العبث البشري المخسر الا ان المتاح من الوسيله يبدو وكأنه ضيق للغاية من خلال نظرة ضالة يحملها حملة العقل حتى العقائديون منهم حين يظنون ان الله كان (قد خلق) في الماضي تلك الاصول ومن ثم استقال من منصبه كخالق ولا احد يدرك ان الله (دائم الخلق) وهو يدعو البشر الى ان يروا (كيف يبدأ الخلق) وكيف يعيده فكيف يدعونا الله الى رؤية بداية الخلق وهو كان قد خلق في الماضي ولا خلق جديد الا سلالة من بذر او من تزاوج ..؟؟
اذا كان (اعادة الخلق) ظاهرة مرئية من خلال البذرة التي خلقها الله فان (الكيفية) في (بداية الخلق) لا تزال غير مرئية والناس في غفلة شديدة عنها وفيها اصناف الخلق النقية التي (يبدأ الله بخلقها) رغم انوف الجبابرة الذين اجبروا البشر على ان يأكلوا من خلق تم تغييره من دون الله والقرءان الذي يمثل الرسالة الالهية للبشر يقول
{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَء الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }العنكبوت20
ولعل القراءة القرءانية (كيف بدأ الخلق) توحي لقاريء القرءان صفة الماضي في (كيف بدأ) الا ان اللغويين يعرفون ان حرف الالف هو (كرسي للهمزة) وليس جزء من اللفظ فهو (بدء) الخلق عند بدايته وليس في بدايات سجلها زمن مضى وما يأتي بعد بداية الخلق هو اعادته (ثم يعيده) والاعادة تكون في انبات البذرة اما بداية خلق النبتة فليس للبذرة وجود بعد لان البذرة هي لاعادة الخلق وليس لبدايته .... البرنامج الالهي يامر بالسير في الارض للنظر في (كيفية) بديء الخلق قبل ان (يعيده) في نشأة ءاخرة (اخرى) اي ان الله يدعونا الى السير في الارض للنظر في كيفية (بديء) الخلق قبل (النشأة الاخرى) اي ان هنلك (حاوية) يبدأ فيها الله الخلق فيخلق النبتة قبل (البذرة الاولى) وهي النبتة التي لم يكن قبلها بذرة وتلك هي رسالة الله الينا وعلينا ان نسير في الارض فنعرف (الكيفية) في تلك البداية لنحوز الاصناف النقية من الغلة الزراعية بعد ان عبثت بها ايدادي بشرية غير امينة
انها البادية في البر (حيث لا بشر) ولا (فساد في الارض) يبدأ الله الخلق في بناء (خلق جديد) من اصل نقي لا سوء فيه وفي البراري نباتات طبيعية يتصور الناس انها من اصول بذور انتقلت بالصدفة عبر مسار الانسان او الرياح او الطير او الحيوان الا ان الحقيقة (مرئية) انها ما كانت من بذور منقولة بل هي (بديء خلق) متجدد يمارسه الله للحفاظ على النوع رغم انوف المفسدين
في مشاهدة يشاهدها شاهد عيان في ارض رملية في البادية نبتة بطيخ لوحدها ولا يجاورها نبتة مثلها فان كانت نبتة معادة من حبة منقولة من الحضر الى البادية فانها لا بد ان تتكاثر ولن تكون نبتة واحدة فقط يجدها شاهد العيان في موسم ربيع لا يتكرر فهي غير موجودة في السنة القادمة فقد كانت رسالة الهية للبشر وسجلت حضورها لتظهر في مكان ءاخر من البادية
في البادية كل اصناف الزرع (الله زرعه) بموجب نظم كونية يستطيع الانسان ان يرى كيفيتها الا ان الانسان جهول ظلوم لا يرى الا ما يريد له الاسياد ان يراه ويحجبون عنه حقائق الخلق ونظم التكوين ... في البادية والبراري كل اصناف الخلق بلا استثناء بل يزيد الله في الخلق كل حين والانسان (حامل العقل) يرى تلك الحقيقة فهنلك اصناف من النبات ما كان لها وجود قديم قدم القمح والشعير فالطماطم هي نبتة ليست قديمة قدم الانسان ومثلها البطاطا والذرة ونبتة الشاي واهل العلم يقولون انه (اكتشاف) ولا احد يقول انه (بداية خلق) لان الناس خصوصا حملة القرءان عن قرءانهم ساهون فهم لا يقرأون رسالة الله المرسلة لعقولهم (للذين يعقلون) بل يقرأون رسائل وردت (من دون الله) تحمل ما قيل في القرءان وليس القرءان نفسه
الوصول الى الاصول النباتية قبل تغييرها من قبل الايادي الاثمة هي مهمة (انسان) يتعرض للضياع في مأكل تم التلاعب بمقدراته التي قدرها الله فيه فهو الخالق (المصم والمنفذ) للخلق وان تغيير مقدرات تلك المخلوقات ينذر بكارثة عظمى يستوجب الانتباه لها قبل فوات الاوان وضياع الفرصة بتمامها
البشرية في خطر
بيان خطير في علوم القرءان
من تلك المظاهر السيئة نفهم نصوص قرءانية كانت في تنظيرات فكرية الا انها تشكل اليوم ظاهرة تنفيذية مادية مرئية فبداية الخلق ينظر اليها (حدث في الماضي) الا انها ممارسة خلق قائمة فينا اليوم وهنلك حزمة كبيرة جدا من البيانات التي يمكن للانسان ان يرها ويرى الكيفية التي تتم بموجبها فالله لن يستقيل من صفته كخالق كما تقول بعض الديانات الشرقية القديمة فنحن مسلمون وبين ايدينا رسالة الهية موجهة الينا (لينذر من كان حيا) و (يحق القول على الكافرين) فالذين كفروا بتصاميم الله وقاموا بتعديلها (التعديل الوراثي) هم كافرون بل عرضوها للاعوجاج المقيت الا ان الله يتم كلمته الحق في نظم خلقه فيحفظ مخلوقاته بنقاء تصاميمه ومقدراته لتلك المخلوقات التي تشكل (رزقا طيبا) لعباده
حين تكون النباتات في (مزرعة الهية) نقية من الدنس البشري والتلاعب المخسر فكيف ستكون الحيوانات والتي تعرضت هي الاخرى الى (سوء المأكل) والى مؤثرات هرمونية خارج المقدرات التي قدرها الله لها ... والقرءان يجيب
{كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى }طه81
في الطيبات (طب) من لسان عربي مبين تقوم بتطبيب الاجساد ونقائها وهو ما يحدث للانعام ايضا فتطيب اجسادها من المساويء التي حلت فيها فيكون (النبات) الطاهر هو وسيلة (الطب) التي منحها الله لعباده وانعامهم معا
{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }يونس24
الوصول الى الاصول النباتية وسيلة متاحة من قبل الله لعباده والانسان لا بد ان يسعى ليمارس دوره التكليفي في محاربة الفكر الفاسد والممارسة الفاسدة التي احتوتها نظم (زخرف الارض) التي تنذر بكارثة كبيرة والقرءان يذكر من كان حيا وفيه رسالة الهية للبشر ... السعي في البراري للحصول على الاصناف الطاهرة وان كان ممارسة صعبة قياسا بالبذور المعلبة والتي تمتاز بزخرف علبها ومحاسن اشكال منتجاتها الا انها فاقدة لوسيلتها (الطبية) في تطبيب اجساد البشر فانتشرت الامراض وفاقت حد القبول المعتاد وعبرت سقف الامان ولا بد ان يعود الانسان الى اصول الخلق والا فان مصيره دمار
{إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ }الأنفال19
ان لم ينهي الانسان ممارساته فلا خير له بل خسران مبين (وان تنتهوا فهو خير لكم) وان تستفتحوا (فاتحة ما كتبه الله في الخلق) فان (الفتح جائكم) في نظم خلق الهية توصلكم الى الاصول الطاهرة وان تعودوا (نعد) ومن اصدق من الله وعدا
الحاج عبود الخالدي
تعليق