يقول الحق تعالى (فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ
الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
الانعام :68
كيف يكون عدم ( القعود ) مع الكافرين بعد (الذكرى) ..!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما يمرُّ الانسان على هذه الآية الكريمة ولا يعرف حقيقةَ صفتها ودلالاتها الكبيرة ،وغالب القول أن يكون فهم ( القارئ ) لها انه لا يجوز للمسلم القعود في مجلس يستهزئ فيه ءايات القرءان من الكافرين أو الظالمين ،فعليه النهوض فوراً واعتزال ذلك المجلس .
واذا كان هذا القول يحمل جزء كبير من الفهم .. الا اننا نرى انّ هذه الاية الكريمة تحمل بياناُ قرءانياً اعظم ..
واذا رجعنا لقراءتها سنراها اكدت على لفظ ( بعد الذكرى ) .. يقول الحق تعالى (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) الآنعام :68
وكذلك في قوله تعالى (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ) النساء :140
اذا عرفنا ماهية الكفر بايات الله .. وننصح الاخوة بضرورة الرجوع الى المنشورات التالية
صور من الكفر الحديث
الوصف الكافر للعلم الحديث
فكيف تقوم لدى المؤمن فهم كيفية عدم القعود مع ( القوم الكافرين ) ..
حديثنا ينصب على فهم تلك ( الكيفية ) ؟؟
حين نرى ان ما من مجلس من مجالس هذه الحضارة الا وقد حلّ الكفر فيه بكل ءايات من ءايات نظم ( الخلق ) ؟!
ولعلنا نقتبس من المنشور اعلاه .. هذه السطور الهامة ... لعلها تكون بوابة الدخول لفهم كيف يكون اعتزال المؤمن لمجالس الظالمين والكافرين بايات الله
مقتبس :
((لمنهجية العلمية المعاصرة هي (بؤرة كافرة) يقينا ولا يمكن الدفاع عنها مهما بلغت الاوصاف المذهلة للتطبيقات العلمية شأوا كبيرا وقبولا انسانيا عارما كركوب السيارات والطائرات وما وصلت اليه تقنيات الاتصال والمكننة الصناعية والزراعية والمساكن العصرية فالباحث عن دين الله لا تستقطبه زخارف الارض كلها ولو تجمعت في راحة كفه ذلك لان المؤمن الحق انما يبحث عن رضا خالقه قبل ان يرى رضاه هو في زخرف الدنيا المعاصرة وحين تنتهي رحلة العمر فان زخرف الدنيا لن يكون شفيعا وحين تجتاح الاجساد امراض عصرية فان اناقة المستشفيات وبريق الاجهزة الطبية وزخرف الدنيا جميعا سوف لن يشفع لمرضى تصدعت اجسادهم في امراض سميت عصرية لانها نتيجة لانحرافات تطبيقية في منظومة الخلق ... كذلك الباحث عن دين خالقه لا يمكن ان يتوادد مع علوم وعلماء لا يعترفون بالله علنا بل يحاربون كل من يريد ان يدخل دين الله في رواق علمي مادي .. الود مع تلك المنظومة يخرج المسلم من دائرة المنظومة الاسلامية كليا او جزئيا حسب حجم فاعلية التودد للعلم الكافر ونوعيته ... الود بصفته هو (فاعلية عقلانية) وهو يقوم حين يكون المسلم مستقطبا عقلا لتطبيقات تلك العلوم وهو قرار عقلاني (ود) مبني على الـ (ثقة) بأقوال اعداء الله الذين عزلوا ما سخره الله للخلق عن الله فهم الكافرون بالله يقينا)) الحاج عبود الخالدي .
السلام عليكم
...................
تعليق