إله التكاثر الحضاري المعاصر والانسان
تذكرة قرءانية في الواقع الحضاري المعاصر
حين بدأت النهضة العلمية التي ولدت نهضة تطبيقية صناعية وطبية ومجتمعية كانت المنتجات الحضارية تذهل جيل الاباء وتمنحهم السعادة في دنيا بدأت تقدم لهم تسهيلات كبيرة في معاناتهم التطبيقية فحين تم انتاج اعواد الثقاب المصنوعة من الكبريت (مثلا) اصبح الانسان يستدعي النار كلما طلبها دون عناء فاصبح ذلك العود السحري يمنح الانسان (قبس من نار) اسهل بكثير من القبس الذي سعى اليه موسى في الواد المقدس
(إِذْ رَأى نَاراً فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً) (طـه:10)
وما كان عصيا على موسى اصبح سهل ميسور بيد الناس مقابل ثمن بخس لا يساوي الجهد الذي كان يبذله الانسان من اجل جذوة نار يحتاجها وحين كانت تلك الراصدة بداية نهضة الانسان الصناعية فان ما نرصده اليوم قد يمثل النهاية التي وصل اليها الانسان او في احسن الاحوال انها مقتربات النهاية حيث يمكن ان نرصد انسانا يعيش في الطابق الستين في برج عمارة سكنية فان قطع عنه تيار الكهرباء فان وصوله لمنزله سيكون اصعب بكثير من سعي موسى لقبس من نار وبالتالي فان انقلاب مراصد العقل في حضارة البدايات تنتكس على عقبها في ما نراه اليوم من قيد حضاري على الانسان فالساكن في طبقات بناية عليا انما يقع تحت عنوان (ضاقت عليه الارض بما رحبت) والا ما دفع ذلك الانسان الى ان يسكن في مساكن الغيوم لولا ان ضاقت به الارض الخضراء بعد ان ملئت بالآلة والمكننة فاصبحت الارض مخدومة تقنيا فاصبح الانسان فائضا عن الارض واندفع الى المدن الكبيرة التي تكبر بكثرة اللاجئين اليها في حضارة متزايدة الابعاد وفي كل بعد قيد على حرية الانسان في كل شيء ولا يستثنى منه سوى كمية الهواء الذي يستنشقه وما بعد الهواء فكل شيء في عداد محسوب على الانسان يمثل قيدا على (حياته) بدءا من (الماء) وصولا الى شبر من الارض يسكن فيه او يضع لعياله موطئا فيه ..!! حياة الانسان تحولت الى (ازرار) تشغيلية فكل نشاط يقوم به الانسان يبدأ بـ (زر تشغيل) فاصبح الانسان عبدا لتلك الازرار التي ان لم يعبدها فسدت عليه حياته ...
تلك الحضارة التي وضعت شأنا كبيرا لنظرية (مالتوس) السكانية والتي نظر فيها الى قتل الفقراء المتزايدين على حساب غلة الارض في متوالية هندسية افترضها مع عطاء الارض ... لقد اصبحت لتلك النظرية تطبيقات ميدانية رغم ان عملية القتل لم تجري كما ارادها مالتوس (بالسيف) بل اصبحت فعالية نظرية مالتوس في التزايد السكاني من خلال الامراض التي تعتري الجسد الانساني في كل مكان (امراض العصر) فاصبح الانسان يتمتع بحيوية لا تزيد عن مساحة زمن كان يضع لها مالتوس حساباته في استغلال الانسان لغاية عمر يكفي ان يكون الانسان منتجا بحيوية وبعدها يتقاعد في قمقم الكهولة وهو التطبيق الامثل لتلك النظرية السوداء التي روج لها فرسان المعبد اوفرسان مالطة لتكون سيف القتل للفقراء في التقاعد حيث يتحول الانسان الى (بهيمة) غير منتجة يأكل وينام لتلتهمه امراض العصر على عجل ..!!
قد توصف تلك السطور بالمبالغة الا ان الناس يعصبون عيونهم عن متوسط عمر الانسان الذي سجل تناقصا ملحوظا خلال القرنين الماضيين من الزمن والاخطر من ذلك هو ان تناقص متوسط عمر الانسان يتناسب طرديا مع حجم التطبيقات الحضارية ولعل تلك الراشدة يعرفها القاصي عن تتبع تلك الصفات او الداني منها لانها ناقوس ينبيء بما يزعج الانسان دائما ... المروجون لبهرج الحضارة يضعون اطراد التزايد البشري بصفته مؤشر عالي الايجابية للحضارة المعاصرة فقد ارتفع سكان الارض الى مقتربات الـ (11) مليار انسان بما يعني ان تزايدا مطردا يصل الى قرابة عشرة اضعاف سكان الارض قبل الحضارة وفي تلك الراصدة كان التكاثر البشري (إله) متأله في حضارة الانسان يضاف اليه التكاثر المطرد في حاجة الانسان للغذاء وحاجته للملبس والسكن والسلعيات المتكاثرة
(أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) (التكاثر:1)
ورغم ان تفاسير النص تؤكد ان الهكم من (اللهو) الا ان حقيقة تدبر النص تلزم عقل حامل القرءان ان يرفع الاقفال التي اوصدت القلوب واثرت في البصيرة فيرى ان (التكاثر) لن يكون لهوا لانه صفة منتجة (تكاثرية) في حين اللهو لا ينتج شيئا فان انتج فهو ليس بتكاثر (فطرة عقل) ... من تلك الصفة التكاثرية في البشر وحاجات البشر تطول السنة المتحضرين بان الحضارة هي التي كانت تمثل (إله التكاثر) ...!! الى ان الصفة القرءانية وصفت ذلك التكاثر المتأله بصفة زيارة المقابر
(حتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ) (التكاثر:2)
وفي هذه التذكرة القرءانية تأكيد ان تأليه التكاثر يفعل زيارة المقابر فتكون الكثرة (زر) يفعل المقابر ولو تم تدبر النص والتبصر فيه بلسان عربي يحمل البيان لوجدنا ان (زرتم) تعني تشغيل (الزر) ولا تعني بما في مقاصدنا بممارسة فعل الزيارة ومثل هذا الاستبصار للنص القرءاني هو استبصار معاصر ذلك لان (زر التشغيل) هو ممارسة معاصرة ولم يكون لازرار التشغيل وجودا في استخدامات الانسان قبل الحضارة فاصبح الانسان مقبور في ازرار التشغيل وتلك الصفة يدركها كل شخص يعيش يومياتنا فكل نشاط انساني متصل بـ (زر تسشغيلي) في شربة ماء او ذهاب او اياب او عمل حتى في لقمة الطعام فانها تخضع لازرار تشغيلية متعددة ... وكل تلك الصفات وصفها الله في رسالته التذكيرية انها (مقابر) قبرت الانسان وافقدته انسانيته فاصبح وصفه بمجرد عتلة حضارية (يشغل الازرار) بصفة متجردة من انسانيته الحرة في نشاط وتلك كارثة الانسان المعاصر عسى ان يفر الناس الى الله من حضارة افقدت الانسان انسانيته
(كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (التكاثر:3)
(ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (التكاثر:4)
(كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ) (التكاثر:5)
(لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) (التكاثر:6)
(ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ) (التكاثر:7)
(ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (التكاثر:8)
سيكون الجحيم في احتباس حراري وبيئة ترفض اهلها وتحرمهم من النعيم فيتسائلون عن النعيم المفقود
تلك صفات قائمة في زماننا يذكرنا القرءان بها عندما يكون للتكاثر إله حضاري ... تكاثر في كل شيء في اعداد البشر في الزرع في الصناعة في الملبس في المأكل في السكن فكل شيء نراه اليوم هو من (إله) اسمه النهضة الحضارية المعاصرة تحت نص تذكيري (الهاكم التكاثر)
من يبحث عن الحلول فليركب مركب (فهم القرءان) فليكون معنا في هذا المركب عسى ربنا ان يهيء لنا من أمرنا رشدا
(إِذْ رَأى نَاراً فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً) (طـه:10)
وما كان عصيا على موسى اصبح سهل ميسور بيد الناس مقابل ثمن بخس لا يساوي الجهد الذي كان يبذله الانسان من اجل جذوة نار يحتاجها وحين كانت تلك الراصدة بداية نهضة الانسان الصناعية فان ما نرصده اليوم قد يمثل النهاية التي وصل اليها الانسان او في احسن الاحوال انها مقتربات النهاية حيث يمكن ان نرصد انسانا يعيش في الطابق الستين في برج عمارة سكنية فان قطع عنه تيار الكهرباء فان وصوله لمنزله سيكون اصعب بكثير من سعي موسى لقبس من نار وبالتالي فان انقلاب مراصد العقل في حضارة البدايات تنتكس على عقبها في ما نراه اليوم من قيد حضاري على الانسان فالساكن في طبقات بناية عليا انما يقع تحت عنوان (ضاقت عليه الارض بما رحبت) والا ما دفع ذلك الانسان الى ان يسكن في مساكن الغيوم لولا ان ضاقت به الارض الخضراء بعد ان ملئت بالآلة والمكننة فاصبحت الارض مخدومة تقنيا فاصبح الانسان فائضا عن الارض واندفع الى المدن الكبيرة التي تكبر بكثرة اللاجئين اليها في حضارة متزايدة الابعاد وفي كل بعد قيد على حرية الانسان في كل شيء ولا يستثنى منه سوى كمية الهواء الذي يستنشقه وما بعد الهواء فكل شيء في عداد محسوب على الانسان يمثل قيدا على (حياته) بدءا من (الماء) وصولا الى شبر من الارض يسكن فيه او يضع لعياله موطئا فيه ..!! حياة الانسان تحولت الى (ازرار) تشغيلية فكل نشاط يقوم به الانسان يبدأ بـ (زر تشغيل) فاصبح الانسان عبدا لتلك الازرار التي ان لم يعبدها فسدت عليه حياته ...
تلك الحضارة التي وضعت شأنا كبيرا لنظرية (مالتوس) السكانية والتي نظر فيها الى قتل الفقراء المتزايدين على حساب غلة الارض في متوالية هندسية افترضها مع عطاء الارض ... لقد اصبحت لتلك النظرية تطبيقات ميدانية رغم ان عملية القتل لم تجري كما ارادها مالتوس (بالسيف) بل اصبحت فعالية نظرية مالتوس في التزايد السكاني من خلال الامراض التي تعتري الجسد الانساني في كل مكان (امراض العصر) فاصبح الانسان يتمتع بحيوية لا تزيد عن مساحة زمن كان يضع لها مالتوس حساباته في استغلال الانسان لغاية عمر يكفي ان يكون الانسان منتجا بحيوية وبعدها يتقاعد في قمقم الكهولة وهو التطبيق الامثل لتلك النظرية السوداء التي روج لها فرسان المعبد اوفرسان مالطة لتكون سيف القتل للفقراء في التقاعد حيث يتحول الانسان الى (بهيمة) غير منتجة يأكل وينام لتلتهمه امراض العصر على عجل ..!!
قد توصف تلك السطور بالمبالغة الا ان الناس يعصبون عيونهم عن متوسط عمر الانسان الذي سجل تناقصا ملحوظا خلال القرنين الماضيين من الزمن والاخطر من ذلك هو ان تناقص متوسط عمر الانسان يتناسب طرديا مع حجم التطبيقات الحضارية ولعل تلك الراشدة يعرفها القاصي عن تتبع تلك الصفات او الداني منها لانها ناقوس ينبيء بما يزعج الانسان دائما ... المروجون لبهرج الحضارة يضعون اطراد التزايد البشري بصفته مؤشر عالي الايجابية للحضارة المعاصرة فقد ارتفع سكان الارض الى مقتربات الـ (11) مليار انسان بما يعني ان تزايدا مطردا يصل الى قرابة عشرة اضعاف سكان الارض قبل الحضارة وفي تلك الراصدة كان التكاثر البشري (إله) متأله في حضارة الانسان يضاف اليه التكاثر المطرد في حاجة الانسان للغذاء وحاجته للملبس والسكن والسلعيات المتكاثرة
(أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) (التكاثر:1)
ورغم ان تفاسير النص تؤكد ان الهكم من (اللهو) الا ان حقيقة تدبر النص تلزم عقل حامل القرءان ان يرفع الاقفال التي اوصدت القلوب واثرت في البصيرة فيرى ان (التكاثر) لن يكون لهوا لانه صفة منتجة (تكاثرية) في حين اللهو لا ينتج شيئا فان انتج فهو ليس بتكاثر (فطرة عقل) ... من تلك الصفة التكاثرية في البشر وحاجات البشر تطول السنة المتحضرين بان الحضارة هي التي كانت تمثل (إله التكاثر) ...!! الى ان الصفة القرءانية وصفت ذلك التكاثر المتأله بصفة زيارة المقابر
(حتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ) (التكاثر:2)
وفي هذه التذكرة القرءانية تأكيد ان تأليه التكاثر يفعل زيارة المقابر فتكون الكثرة (زر) يفعل المقابر ولو تم تدبر النص والتبصر فيه بلسان عربي يحمل البيان لوجدنا ان (زرتم) تعني تشغيل (الزر) ولا تعني بما في مقاصدنا بممارسة فعل الزيارة ومثل هذا الاستبصار للنص القرءاني هو استبصار معاصر ذلك لان (زر التشغيل) هو ممارسة معاصرة ولم يكون لازرار التشغيل وجودا في استخدامات الانسان قبل الحضارة فاصبح الانسان مقبور في ازرار التشغيل وتلك الصفة يدركها كل شخص يعيش يومياتنا فكل نشاط انساني متصل بـ (زر تسشغيلي) في شربة ماء او ذهاب او اياب او عمل حتى في لقمة الطعام فانها تخضع لازرار تشغيلية متعددة ... وكل تلك الصفات وصفها الله في رسالته التذكيرية انها (مقابر) قبرت الانسان وافقدته انسانيته فاصبح وصفه بمجرد عتلة حضارية (يشغل الازرار) بصفة متجردة من انسانيته الحرة في نشاط وتلك كارثة الانسان المعاصر عسى ان يفر الناس الى الله من حضارة افقدت الانسان انسانيته
(كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (التكاثر:3)
(ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (التكاثر:4)
(كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ) (التكاثر:5)
(لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) (التكاثر:6)
(ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ) (التكاثر:7)
(ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (التكاثر:8)
سيكون الجحيم في احتباس حراري وبيئة ترفض اهلها وتحرمهم من النعيم فيتسائلون عن النعيم المفقود
تلك صفات قائمة في زماننا يذكرنا القرءان بها عندما يكون للتكاثر إله حضاري ... تكاثر في كل شيء في اعداد البشر في الزرع في الصناعة في الملبس في المأكل في السكن فكل شيء نراه اليوم هو من (إله) اسمه النهضة الحضارية المعاصرة تحت نص تذكيري (الهاكم التكاثر)
من يبحث عن الحلول فليركب مركب (فهم القرءان) فليكون معنا في هذا المركب عسى ربنا ان يهيء لنا من أمرنا رشدا
الحاج عبود الخالدي
تعليق