التزامن في الزمن وعلم الساعة
من أجل بيان اشكال الضلال في العقل البشري من قرءان يقرأ
يبقى عنصر الزمن عصيا على العقل البشري لغاية يوم مأتي يقوم فيه تأويل القرءان فيعرف الناس ان القرءان هو خارطة خلق مرسلة من قبل المصمم والمنفذ للخلق اجمالا وهو الخالق (الله سبحانه) الا ان (المرسل اليه) وهو العقل البشري الذي يتعمد هجر القرءان من أجل بيان اشكال الضلال في العقل البشري من قرءان يقرأ
{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ }الزخرف61
الا ان الناس لا يتبعون صراط ربهم المستقيم بل يذهبون الى (صراط الاكاديميين) ويسمعون ما يقوله امثال انشتاين في الزمن او ما يقوله ستيفن هوكنغ وكأن الله قد منح علماء الفيزياء المعاصرين وكالة على مخلوقاته كما تمنح الشركات وكلائها رخصة خدمات ما بعد البيع ...
الا ساء الحاكم بل الا ساء المحكوم فـ (العالم والمتعلم) كلاهما خارج الحكمة لانهم بلا يقين ويقولون ما لا يوقنون ويجعلون من الظن علما مفروضا فهم في الضلال مشتركون وهم لا يعرفون عنصر الزمن كيف يكون ومتى يكون وما قالوا فيه الا ظنا وما هم فيه الا غوغاء لا تتصل بالعلم الا لتعلن فشل العقل البشري في ادراك حقائق التكوين لفظ الساعة هو (حاوية السعي) وهو عنصر الزمن كما روجنا لتلك المراشد في منشورات سابقة ولا يزال يصر حملة القرءان ان لفظ الساعة هو نهاية الخلق وقيام القيامة ذلك لانهم لا يقرأون القرءان بمادته الخطابية المؤكدة (لسان عربي مبين) بل يقرأون القرءان بموجب مقاصد بشرية للالفاظ وان كانت تلك الالفاظ على ضلال مبين كما في (لي اللسان) وانهم يلوون السنتهم عندما يقرأون القرءان والكل يعلم ان لوي اللسان ليس من الله بل منهم فاختلفوا في لاويات اللسان ولعنوا بعضهم ...
التزامن هو لفظ افتراضي معروف في معارف الناس وهو في (التقاء مسعيين اثنين في ومضة زمن) فحين يسعى فلان ويسعى فلان فان رابطا بين المسعيين يقيم تزامنا بينهما وله نتيجة قد تكون سيئة او قد تكون حسنة ومثل تلك الصفة نجدها بوضوح بالغ حين تصطدم سيارتان ببعضهما (مثلا) على طريق ما فلو تاخر الساعي وحدة زمنية او تقدم في مسعاه فان حادث الاصطدام سوف لن يحدث الا ان (التزامن) في حاوية السعي (التزامن في عنصر الزمن) يمثل لمراشدنا (تراكيب زمنية) وهي ذات منهجية خلق معلنة في نص شريف (وانه لعلم للساعة) فهو ليس (علم) بل هو (لـ علم) وليس (في الساعة) او (بالساعة) او (من الساعة) بل هو (للساعة) وهي نصوص تحتاج الى (تدبر) عقلاني لان القرءان للذين (يعقلون) الا ان كثيرا من الناس لا يعقلون القرءان بل يصدقون ما روج في القرءان من قول دون (تدبر) مباشر وكأن القرءان نزل على عقول (كهنة) يحملون السر الالهي لوحدهم دون غيرهم من البشر
في معارف الناس تقوم مقاصد لفظ (علم) على موصوف (معرفي) فالعرفانية عند كثير من الناس هي (علم) فحين يذهب الطالب الى مدرسة او جامعة فهو موصوف بصفة راسخة بين الناس انه (ليتعلم العلم) الا انه في حقيقته (يتعرف على معارف) ذلك لان العلم في المقاصد الشريفة هو (تشغيل العلة في العقل) فلو تم تشغيل علة الشيء في العقل يقوم العلم كما تفعلت في عقل (العالم الشهير نيوتن) (علة سقوط التفاحة) فقام في عقله (مشغل تلك العلة) فادرك الجاذبية واستطاع ان يدرك (بعضا) من قوانينها اما من جاء بعد نيوتن ليقول بالجاذبية فهو لن يكون (مشغل علة الشيء) في عقله بل هو (حاصل على حاوية نتاج تشغيلية في العقل) فتكون في موصوف (المعرفة بالشيء) فهي (معارف) وليست (علم) مثل تلك الراشدة معروفة في فطرة الناس الا ان منطق الناس يلتحق بمنطق مفتعل (خطأ شائع) وان كان بعيدا عن الحقيقة في نظم النطق فعلى سبيل المثال كان الجيل الذي سبقنا قد سمى وزارة (التعليم) الساري اسمها في زمننا المعاصر باسم مختلف وهو (وزارة المعارف) وهو نطق حق الا ان عملية تهجين قد تكون مقصودة دخلت على منطق الناس فاصبحت التسمية المسماة (وزارة التعليم) لا تتصل بحقيقة العلم التكوينية في منطق النطق وفي التطبيقات العلمية التي يراد منها (مشغل العلة في العقل وهو العقل يمتلك منطق فطر عليه في الخلق الناطق يدرك الفرق بين (العلم والمعرفة) فحين يقول شخص ما (لا اعرف اسم جاري) فهو لا يستطيع (فطرة) ان يقول (لا اعلم اسم جاري) حيث يرفض (المنطق السليم) مثل ذلك القول وهنا (رسالة فطرية) يرسلها العقل في قول هزيل يبين الهزال فيدركه العقل حين يقول (لا اعلم اسم جاري) فهو (لعلم) وهو يعني ان (مشغل العلة منقول) وحين نتذكر ان (علم) تعني (مشغل العلة) وان (لعلم) تعني (مشغل العلة منقول) فان عملية النقل لمشغل العلة يرتبط مع منقول ءاخر مرتبط بحاوية السعي (للساعة) حيث تظهر (للعقل) مقاصد الله الشريفة في تذكرة (وانه لعلم للساعة) وتقوم ذكرى يدركها العقل ان مشغل العلة ينتقل مع ناقل ءاخر في حاوية السعي (للسعي) وهي تذكرة توصل عقولنا الباحثة في القرءان الى موضوع (التزامن) حيت يتم (نقل) مشغل علة حاوية السعي ليرتبط بمشغل علة السعي غيرها ولكليهما (حاوية زمنية) اي (ساعة سعي) تلك الراشدة الفكرية يستطيع ان يتذكرها كل حامل عقل لانها مودعة في فطرة العقل فحين يلتقي عدو بعدوه او صديق بصديقه فهو ليس صدفة بل هو (تزامن) لحاويتين من السعي يمتلكان (مشغل علة منقول) بين الحاويتين (لعلم للساعة) وبما ان الباحث في القرءان لا يخرج من القرءان الا ليعود اليه ليقيم الرسوخ في الرشاد القرءاني (يهدي الى الرشد) فتقرأ القرءان ونعرف عرفان المستبصرين كيف يكون التزامن الزمني في حدثين يقعان تحت سيطرة الهية مباشرة يعلن فيها الله سبحانه (مناقلة مشغل العلة) ببيان قرءاني مبين
{إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَـكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال42
(لو تواعدتم لاختلفتم ولكن ليقضي الله) انه تزامن زمني يخضع لادارة الهية تتصف بصفة (عليم) كما جاء في النص الشريف حيث تكون (حيازة ـ مشغل ـ علة الزمن) بيده سبحانه ليتم (حبك) الحدث بين المخلوقات جميعا وفرادى وهو في (حاوية السعي) الفردية والجماعية التي تخص كل انسان لترتبط بين الناس في مناقلة تكوينية تخضع لقانون الهي صارم فلا وجود للصدفة في كتاب الخليقة ونظم الخلق ومن يقول بـ (حدث الصدفة) انما هو من صفة (تمترن) في الساعة كما جاء في النص الشريف
تمتر .. تمترن ... لفظ غير مستخدم في منطق الناس في زمننا وليس لذلك اللفظ تصريفات مشهورة ويحتاج الباحث الى عميق فطرته الناطقة (ليتذكر) بنية ذلك اللفظ ووظيفته في مقاصد العقل ذلك لان القرءان يقيم الذكرى حتى في حرف واحد فقط كما في (ص والقرءان ذي الذكر) فلا يمكن ان يكون لفظ (تمترن) لا يمتلك مقومات للذكرى في العقل ذلك لان من العبث ان يرسل المرسل الحكيم رسالة الى (مرسل اليه) تحمل مفردات لفظية لا يمكن فك طلاسمها والله نزل الذكر وهو حافظ له وخير (حافظة لفظية) هي في فطرة النطق التي فطرها الله في العقل ونتذكر وعسى ان يتذكر معنا من يتذكر ان لفظ (تمتر) من جذر لفظ (مر) وهو في البناء اللفظي العربي البسيط (مر .. تمر .. تمتر .. تمترن) مثله في البناء اللفظي العربي المعروف والمشهور (مد ... تمد ... تمتد ... تمتدن ...) ومثله في البناء العربي (شد .. تشد .. تشتد ... تشتدن ...) لفظ (مر) هو (وسيلة تشغيلية) وتلك الوسيلة التشغيلية تقع في فعل (المرور) وصفته المعروفة للعقل ان فعل المرور يقع من (مشغل متحرك) على (ثابت) فلا يمكن ان (تمر القرية على القطار) لان القرية ثابتة والقطار متحرك بل يكون وصف صفة المرور ان (يمر القطار على القرية) ... فالسعة (حاوية السعي) ليست ثابتة على متحرك (يمر عليها الناس كما يجري في زمننا من توقيتات حاكمة حيث يجعلون الزمن (ثابت) والسعي يكون متحركا فالقرءان يؤكد ان (الساعي متحرك والزمن متحرك) فلا يثبت احدهما ويتحرك الاخر لتكون صفة (المر) ومنها (الممارات في الساعة) او لتمترن بها او تمار فيها
{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ ءامَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ }الشورى18
فمن يجعل من عنصر الزمن (ثابت) من ثوابت الخلق فهو في ضلال بعيد واكثرهم من قال بثبات عنصر الزمن هو انشتاين الذي جعله بعدا رابعا للمادة الا انه لم يستطع الخروج من ضلالته كما التحق به الفيزيائي ستيفن هوكنغ حين جعل ثابت الزمن في النقاط السوداء ولم يستطع الخروج من ضلالته ايضا واعترف بعجز عقول البشر عن فهم حقيقة الزمن فاصبح الزمن وامسى لطمة على وجوه العلماء لانه في الخلق مثل العقل (بلا جواب) فالزمن والعقل يمكن ادراكهما ولا يمكن ادراك تكوينتهما ذلك لان البشرية تتعامل مع الخليقة وكأنها (دبرت نفسها) وليس لها (مدبر) بما فيه (عنصر الزمن) حيث يقول مصمم الخلق ومنفذه (الله) ان الخادم الزمني ليس منفلت القياد بل كل شيء في كتاب مبين (ولو تواعدتم لاختلفتم) (ولكن ليقضي الله امرا كان مفعولا) في قانون منضبط خلقه الله التزامن في الحدث هو في (نقل مشغل العلة الزمنية) مع (ناقل) يخص حاوية السعي (للساعة) وله نقلتان متناوبتان بين (الحدث والمحدث) + (المحدث والحدث) فلو رصدنا ساعي (سعى) في حاوية زمنية فابتنى جدارا (مثلا) وكان قد اخطأ في هندسة القوى لذلك الحائط فكان الخادم الزمني ممتدا على مساحة زمن تؤدي الى تدهور ذلك الحائط ليكون (حدث بناء الحائط) من قبل الساعي وهو يخطأ في قوانين التحمل في البناء فاصبح لذلك الحدث محدث نراه عند سقوط الحائط بعد حين فيتزامن (مشغل حدث السقوط) مع ساعي ءاخر كان يسير تحت ذلك الحائط وهو (محدث السير) فينتقل الى حدث (هلاك من سقط عليه الحائط) بسبب سقوط الحائط وبالتالي فان التزامن الزمني مرتبط بقوانين تشغيلية تربط بين حدث وحدث ومحدث مع محدث ءاخر في منهج تكويني عالي الدقة ويمتلك حاكمية نافذة في المخلوقات جميعا
تلك الصفة يعرفها الناس تحت مسمى (صدفة) فسقوط الجدار كان قد صادف مسير ذلك الشخص الذي راح ضحية سقوط الجدار وهو خطأ ارتكبه المحدث (رجل البناء) قد يكون قبل سنين (ليهلك من هلك ويحيي من حيي على بينة) الفلك الدوار مبني بناءا عظيما وفق فاعلية (التزامن الزمني) الا ان علماء الفيزياء يصرون على تثبيت عنصر الزمن في ثابت فيزيائي ويجعلون الحراك الفلكي مارا على ثابت زمني كما في سرعة الضوء او ما يطلقون عليه السنين الضوئية او تكوينة الصخور او تاريخ الخلق فيعتبرون مثلا ان سرعة الضوء هي ثابت زمني الا انه (تزامن زمني) بين الفوتون وهو (جسيم مادي) بين (نقطة الانطلاق ونقطة السقوط)
اكثر انواع (التزامن الزمني) في العقيدة الاسلامية يقع في مواقيت الصلاة فالصلاة تقوم بـ (تزامن) فلكي يخص دوران الارض حول نفسها قبالة الشمس فحين ترتبط الصلاة منسكيا مع الحراك الارضي يقع (التزامن) بصفته (متحرك مع متحرك) ولا يقبل صفة المرور (ثابت على متحرك) التزامن الزمني يظهر في مواقيت الحج ومناسكه حيث يقع منسك الحج في ترابط (المحدث) وهو الحاج مع (الحدث) وهو حراك فلكي ويقع ذلك الفعل الزمني تبادليا مع الحاج حيث يكون الحراك الفلكي هو (المحدث) ويكون حراك الحاج هو (الحدث) فتقوم مقومات تأمين (حاجة الحج) عند الحاج في ءايات بينات الا ان كثيرا من الناس عن ءايات الله معرضون
التزامن الزمني مفصل من مفاصل الخلق (ءاية) ترتبط بمجمل مساعي الانسان اليومية في كل ومضة زمن يسعى فيها الانسان والحيوان والنبات والمادة الكونية والكون بمجمله ولعل الفطرة الانسانية قبل التقنيات المعاصرة كانت تمتلك ارشيفا ضخما من صفات التزامن الزمني حيث كان الناس يمارسون اعمالهم ومسعاهم في (تزامن) يطلقون عليه صفة (مبارك) في اشهر قمرية او هلال او بدر ويهجرون السعي في تزامن يطلقون عليه صفة (نحس) كما في ايام المحاق من الشهر القمري الا ان الحضارة المعاصرة التي قامت بتثبيت حاوية السعي بتوقيتات (الساعة الميكانيكية) التي تم ربط كل سعي بشري ونباتي وحيواني بها فاصبح الناس جميعا (يمارون في الساعة) فكانوا في ضلال بعيد
تلك السطور موجزة وهي تهدف الى تذكير من يتابعها فهي لا تمتلك صفة قيام علم او معرفة تفسيرية بل تمتلك صفة تذكيرية حصرا
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
تعليق