تويت
الشجرة الملعونة في القرءان ..
اين تكون ..؟
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
(وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرءانِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلا طُغْيَاناً كَبِيراً) (الاسراء:60)
شجر ... لفظ قرءاني ورد في القرءان في مواقع كثيرة والشجر في مقاصدنا هي تلك النباتات الشجرية التي تورق وتزهر وتثمر ... وفي القرءان ورد اثني عشر وصف للشجر :
1 ـ شجرة ملعونة (موضوع هذه المعالجة)
2 ـ شجر من شجار وعراك ..
(لا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ)(النساء: من الآية65)
3 ـ شجرة يأكل منها ءادم
(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى) (طـه:120)
4 ـ شجرة طيبة اصلها ثابت في الارض وفرعها في السماء
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ) (ابراهيم:24)
5 ـ شجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض
(وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ) (ابراهيم:26)
6 ـ شجرة تخرج من طور سيناء
(وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) (المؤمنون:20)
7 ـ شجرة مباركة يوقد منها مصباح نور الله
(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (النور:35)
8 ـ شجرة في بقعة مباركة يرد منه نداء الله
(فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (القصص:30)
9 ـ شجر اخضر
(الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) (يّـس:80)
10 ـ شجرة الزقوم
(أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) (الصافات:62)
11ـ شجرة اليقطين
(وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ) (الصافات:146)
12 ـ شجرة البيعة
(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح:18)
اثني عشر شجرة لكل شجرة فاعلية وموضوع ولكل موضوع فهم وتذكير بايات الله .
شجر .. لفظ يجب ان يكون في الفهم مع شمولية القصد اينما ورد اللفظ في القرءان على ان يتصف القصد بصفة مفتاح للفهم لكل اصناف الشجر الاثني عشر ولا بنفع الفهم المجازي او المرتبط بحالة خاصة كالشجرة التي تمت تحتها البيعة للرسول الكريم عليه افضل الصلاة والسلام .. نستطيع ان نضع وصفا للشجرة التي نعرفها في الحديقة والبستان ومنها نحبو على فهم اللفظ ومقاصد الله فيه ... انها شجرة (حاوية) وجمعها اشجار (في مقاصدنا) اما في عربية القرءان فقد جعل الفرد (شجرة) وجمعها (شجر) .... ولم يرد لفظ (أشجار) كصفة جمع .
الشجرة هي حاوية صفة (شجر) وهي ذلك المخلوق الذي ينشط في فاعلية متعددة خفية (لا ترى) يكون وسيلتها في الحياة والثمر ... تلك الفاعليات التي لا تعرف تكوينتها لح الان كثيرة منها عملية التركيب الضوئي ومنها عملية صعود الماء الى الاعلى في عروقها بما يخالف نظم الجاذبية ... كما يمتاز الشجر والنبات عموما بانقلاب عملية التنفس تكوينيا ومثل ذلك الانقلاب التكويني يقع حصرا في الشجر (النبات) وهو في انتاج الاوكسجين نهارا وثاني اوكسيد الكربون ليلا ...
تلك وسيلتان تكوينيتان (انقلاب الجاذبية وانقلاب التنفس) يمكن رصدهما في عموم مخلوق النبات (شجر) ورغم ان هنلك اسرار اخرى الا ان تلك الظاهرتين تكفيان لفهم لفظ (شجر) تكوينيا في الف باء علمي وهو نفس الوصف للفاعلية التي تحصل مع عملية المشاجرة والشجار ونرصد انقلابين تكوينين ايضا ... الاول هو انقلاب الود بين الافراد حيث ينقلب الى (عداء) والثاني تنقلب فيه الانشطة النافعة الى انشطة ضارة ... فيكون العراك شجارا وفق تلك المقاصد التي تحمل رابطية العقل مع اللسان العربي المبين
فالشجر هو فاعليات في انقلاب تكويني وهو واضح في نص شريف (اذ جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فاذا انتم منه توقدون) فما جمعته الشجرة (الحاوية) .. تفرقه النار ... والنص الشريف يعتبر الشجر الاخضر ذا صفة تكوينية ثابتة في الخلق (اذ جعل لكم) ولو تصور الانسان ان الشجر المتكون من عناصر كونية لن يشتعل بالنار فماذا سيكون ومن اين يأتي الانسان بجذوة نار .. بل لو ان الانسان استخلص المواد الكونية من النبات من عنصر حديد وكالسيوم وصوديوم وغيرها فهل تلك العناصر قابلة للاشتعال ..؟؟ انها اشارة قدسية الى منظومة تكوين في الخلق نرى من خلالها فاعليات التكوين عند انقلاب التفعيل في اتجاهين الاول في النشيء والثاني في النار (اذ جعل لكم من الشجر الاخضر نارا) ... ... في تلك راصدة عقل في فكر مستقل .. بل مستقل جدا والا فان ماسكة العقل سوف لن تمسك هذه الراصدة ...
فاي شجرة ملعونة في القرءان ..؟؟ .. لابد انها تكون في القرءان ولا بد من البحث عنها .. واول صفة يستدركها العقل ان تلك هي حاوية (شجرة) أي انها كانت من اصل منقلب تكوينيا ويعود ينقلب في النار ... مثلها مثل الشجر الاخصر فتلك صفاتها بمطابقة مقاصد اللفظ ...
لو عدنا الى القرءان لوجدنا ان كثيرا من الناس ملعونين بصفاتهم وانهم كثيرون على مر الازمان ولكن الوصف القرءاني يتحدث عن (شجرة ملعونة) وليس شجر ... ذلك يعني ان هنلك حاوية متحدة الصفة وكأنها شجرة واحدة ...
تلك الصفة كانت في قوم نوح فكانوا مشمولين بكفر جماعي شامل تعرضوا بسببه الى عملية انقلاب تكويني منشور في القرءان تفصيلا في سورة هود من الاية رقم 25 لغاية 48 مع التأكيد ان ذلك المثل (مثل نوح) يتفرق في القرءان في قرابة 50 موقع قرءاني يستوجب جمعه من (فرقان) مفرق ويجب ان يتم بناء البيان على شكل متوالية ايات اي (اية تتلو اية) ليقوم البيان وان لم تكن (آية تتلو آية) فان الفهم يتعثر .. والرابط التالي يساعد في تقريب صورة من صور مثل نوح والنفط
نوح والنفط
كما ننصح بمراجعة الرابط التالي لنفس الغرض
حقيقة النفط في قرءان يقرأ
اذا استطاع الفكر المستقل ان يمسك بحقيقة النفط وان مصدره من مخلوقات كافرة ملعونة من قوم نوح وان صفتها الكفر الملعون بفاعليته في القرءان وان تلك المخلوقات حقنت في الارض فلسوف يعرف ان تلك هي شجرة ملعونة وان في انتاج النار منها (وقود) هو انما خروج على سنة الخلق يؤدي الى تدمير تناغمية تلك السنن لان مصدريتها ملعونة ولم تكن نارا من الشجر الاخضر بل نارا من شجرة ملعونة في القرءان
الانقلاب التكويني الذي حصل مع قوم نوح يمنح تلك الحاوية صفة (شجرة) ومنها نار نعرفها في زماننا ونعرف ايضا كثير من نتائج تلك النار في اعلام مشهور في احتباس حراري وجفاف مطر وشحة مياه وتصحر وسرطان وفايروسات و .. و .. وكثير كثير (ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا او تحل قريبا من دارهم حتى ياتي وعد الله ان الله لا يخلف الميعاد) الرعد
هذا التخريج الفكري ليس تخريج تفسيري بل استقراء لقانون الهي مسطور في القرءان وذلك لا يعني ان النفط هو الوحيد الموصوف بصفة (الشجرة الملعونة في القرءان) بل يعني ان النفط (حاوية) تلك الشجرة وتوجد حاويات اخرى ينطبق عليها القانون الالهي ولكنها تتصف بصفة الأنقلاب التكويني في فاعليتها ويكون ذلك عند النشأة الاولى ويكون نارا في انقلاب ثاني يلي الانقلاب الاول مثل الشجر الاخضر نارا ... وفي تلك الصفة الانقلابية المزدوجة تستمر موازنة الطبيعة بما اتقن الله خلقها وصنعها وقدر اقواتها .
لا يمكن ان تكون هذه المهمة الفكرية مهمة تفسيرية للقرءان لانها مهمة تبحث عن سنن التكوين والمعالجة الفكرية هي انما تقع حصرا في سنن تكوينية ودور النص القرءاني هو دليل العقل في ذلك البحث (تذكير) وان عملية التذكير (ذكرى) تحتاج الى مربط في العقل لتقوم الذكرى ... الانسان يمتلك في ذاكرته اسم زوجته (مثلا) وهو يتذكر اسم زوجته اذا قام رابط في العقل كأن يحتاج الى ندائها او ان يسأله شخص ما عن اسم زوجته او ان يسمع اسما يشبه اسم زوجته ... واذا لا يقوم رابط تذكيري فان الشخص لا يذكر اسم زوجته ولماذا يذكره ..!! تلك هي مهمة التذكير (رابط تذكيري) لتقوم الذكرى وهي بعيدة جدا عن منهجية التفسير .. وهذا هو دور النص القرءاني بصفته وعاء التذكير (فكر بالقرءان من يخاف وعيد)
النفط ... شجرة ملعونة .. من شجرات او اشجار او شجر يتصف بصفة واحدة انه يكون (حاوية) أي انه (محوي) كما تحوي (الشجرة) الخضراء فاعليتها في الانقلاب التكويني لذلك جاء في النص (الشجر الاخضر) وهو جمع (شجرة) فالشجر بمجمله لن يكون في حاوية واحدة ولكن كل شجرة لوحدها هي حاوية حتى لو كانت نبتة صغيرة جدا ففيها فاعلية انقلاب تكويني .. والنفط كله وبمجمله (حاوية) واحدة وهو من اجساد ومخلوقات قوم نوح الذين تعرضوا الى واقعة فاعلة فعلت فيهم انقلابا تكوينيا واضحا في القرءان ... فاما قوم نوح فهم كفرة ملعونين واما المخلوقات التي كانت في زمنهم فهي ملعونة لانها مسخت من خلق الله وفق اشارة (مربط قرءاني تذكيري) وتم تغيير في بنائها (تطور كبير في زمنهم) ولم يبق من قوم نوح الا عدد قليل من المؤمنين وقليل من المخلوقات لم يتم العبث بها خلقيا (ومن سبق عليه القول) وتلك هي التي بقيت مع المؤمنين في سفينة نجاة نوح وتم تدمير الباقين وما احتوته حضارتهم .
تلك تذكرة .. تتفعل في العقل ... تتوارد حولها البيانات في عقول باحثة في خلق الله .. والقرءان دليلها .. تترابط النظم .. يقوم البيان ... من اجل حضارة اسلامية معاصرة تنهض باهلها وتمنحهم بطاقة نصر كبرى .
الحاج عبود الخالدي
تعليق