ذوبان الحضارة في الاسلام أم ذوبان الاسلام في الحضارة
من أجل قيام المعيار العقائدي الرصين
قرنين من التسارع الحضاري المادي والتقني والتساؤل الكبير الذي يطرح نفسه (هل يبقى الاسلام مجبرا على التأقلم مع النظم المادية ...؟؟) الفكر العقائدي يجيب بشكل قاطع (لا حرمة الا بنص) وتلك ناصية مستقرة في فقه الدين الاسلامي منذ ربيع الفقه في منتصف القرن الثاني الهجري لغاية اليوم الا ان هنلك تصدع كبير يعتري المسيرة الحضارية المادية ظهر خلال العقدين الماضيين من الزمن في زعامة (علم الاحصاء) وهيمنته على النتاجات العلمية حيث امتلك علم الاحصاء معولا يهدم كثير من المستقرات العلمية التطبيقية من خلال واقع احصائي يفرض نفسه على المتحضرين فاخذ علم الاحصاء بعد اتساع بنوده المعرفية يعلن عن كثير من الاختناقات التطبيقية وجميعها تصب في معيار (الصالح وغير الصالح) مثل المشروبات الغازية التي قارب عمر استخدامها قرن من الزمن فظهر انها سببا مباشرا في هشاشة العظام والحصا الكلوي ومشاكل الجهاز الهظمي ومنها ما يعلن عن اضرار التعديلات الوراثية وكثير من العقاقير الطبية مثل الاسبرين وحبوب منع الحمل ومركبات الكورتيزون والضجيج الذي يصاحب الآلة في كل موقع يعيش فيه الانسان وربطه بضغط الدم مع قائمة (انقلاب الصالح الى غير صالح) تتزايد بشكل كبير والاسلام مكتوف اليد في معيار مماثل وصلنا بشكل رسالي في (الحلال والحرام) ولكن الراسخة الفقهية التي عبرت سقف المعقول في زمن الانقلاب المادي في ان اصل الاشياء الاباحة الا ما حرم بنص حيث لم يحمل القرءان متنا يوحي بتلك الضابطة الفقهية واصبح المسلمون غير محصنون بسبب ذوبان النشاط اليومي لحملة دين الاسلام في نظم تطبيقية جديدة لم يكن لها وجود عند الاجداد وكأن الاسلام لا يمتلك ناصية تعييرها حيث بقي المسلمون يجترون كلام اجدادهم وهم يغرقون في (غير الصالح) حتى يأتي صنـّاع العلم ليخبروا المسلمين وغيرهم ان ما كان صالحا بالامس اصبح غير صالحا اليوم من خلال غفلة علمية تطبيقية صارخة تستصرخ عقل حملة القرءان أن (قفوا انكم مسؤولون) والا فان حفرة النار قريبة من اجسادكم واجساد اولادكم ومستقبلكم ولا بد من نهضة حضارية اسلامية تقيم معيار (الحلال والحرام) في برامجية اسلامية معاصرة ولا يمكن ان يتكيء النظام الاسلامي على عملية تجيير (الصالح وغير الصالح) الى وعاء (الحلال والحرام) وكأن الحلال والحرام يذوب في مستحلب غير متجانس يصدر من عروش العلم في صلاح وعدم صلاح التطبيقات الحضارية المعاصرة ...
الاسلام لا يقوم بكثرة التعبد وبحفظ القرءان عن ظهر قلب وحملة القرءان يتأقلمون مع حضارة تعلن كارثتيها فحين تفقد الهيمنة الاسلامية هيمنتها على حملتها فاي هيمنة اسلامية مرجوة في الاسلام على بقية الاممم ونحن نرى تهاوي المنظومة الاسلامية من خلال وهن حملة القرءان الذين يتهربون من مسؤولية حمله ويمنحونها لكهنوت اسلامي في دور الفتيا ومجالس دينية واكاديميات اسلامية لا تغني الاسلام صلابته فهو يذوب في حضارة مادية فشلت في معيار الصالح وغير الصالح وبدأت تنقلب على نفسها ..!!
رغم ان هذه السطور لن تثخن الطموح الاسلامي شيئا الا ان بوابة التكليف تلزم قيام الكلمة حتى ولو لم يسمعها الا واحد من الناس
الحاج عبود الخالدي
تعليق