عندما تتوائم الظنون .. تعمى
العيون
العيون
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
في الخلق قالوا للطبيعة ان تبني حياة .. كل حياة .. فما عرفوا الحق بل كانوا في ظنون .. ورادفة تردف ظنهم .. خلية في الخلق .. وتطور .. وتطور .. حتى تكون انسانا سويا وعملاق خلق .
في زهرة القول الظريف قال محتال للأمبراطور سنصنع لك ثيابا لا يراها الا من كان ذكيا عاقلا .. ونسجوا نسيجا من خيال والبسوا الخيال للامبراطور وهو لا يرى ثيابا ولكنه لا يريد ان يكون غبيا لان من لا يرى تلك الثياب غبي والناس كلهم يصفقون لامبراطورهم العاري من الثياب .. يمتدحون الثياب وهي خيال لا وجود له .. يناقشون اوصاف تلك الثياب وهي خيال .. وما كانت صحوتهم الا على لسان غلام صغير هتف بالحقيقة ليسقط الخيال .. العجيب انهم جميعا يدركون انهم في خيال ... لكنهم يكابرون .. يكابرون .. لان الظنون توائمت فيهم فصارت بديلا للحقيقة ..تلك حكاية توأمة الظنون .. فحين تتوائم الظنون تتحد الغفلة وتضيع الحقيقة بين الناس وهذا هو حالنا في العلم والسياسة ..
في العلم ظنون ... والحقيقة تقودها نظريات تظن ان الحق فيها .. في النفط .. في نشوء الكون .. في الزمن .. في احتباس حراري .. سرطان .. ايدز .. انفلونزا طيور .. جنون بقر .. جنون الخنازير ... وهل جنون البشرية ظنون ..!!تتوائم الظنون ... يضيع الحق .. فيكون الجنون
في السياسة ظنون ... ظنوا ان في العراق اسلحة دمار شامل .. وظن العراقيون ان رحيل صدام نصر لهم ..!! وظن الديمقراطيون انهم سيملأون العراق حضارة وورود .. تتوائم الظنون
في افغانستان عقائديون يظنون انهم ببنادقهم سيقمعون الظلم في امريكا ... وظنوا ان متفجراتهم ستمحق الكافرين .. وظن الامريكيون ان العقائديون خطرون .. وظنوا ان تمزيق القرءان وحرقه نصر للحضارة ... تتوائم الظنون
وظن المسلمون ان قرءانهم ترانيم قدسية .. وظنوا ان القرءان بعيدا عن العلوم .. وظنوا ان الحق في روايات الراوين .. فهجروا القرءان واحتضنوا رواية الراوين .. تتوائم الظنون
وظن العرب ان عروبتهم في الارض .. وظنوا ان لغة العرب تاريخ .. فتناسوا فطرة العربية في خلقهم .. وظنوا ان اللغة العربية ميراث .. فتمسكوا بمعاجم الالفاظ .. وسافروا الى بطون التاريخ .. وظنوا انهم سيكونون عربا حقيقيون .. واذا بهم للسانهم يعجمون .. وهم لا يعرفون ان العربية في عقولهم .. والقرءان معها قرين !! ... تتوائم الظنون ..وتتوائم الظنون تلو الظنون .. فتصبح الحقيقة مثلها ظنون .. ويضيع العقل وسط زحمة الظنون ..!!
الحاج عبود الخالدي
تعليق