نظام الرقيق في قاموس الظنون
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
يوم يعلن البشر انه القادر على انبات النظم وفق متطلبات يومه البراق ويقيم فقه القانون بديلا عن فقه الدين ويصدر القوانين لاستبدال قوانين الدين ينتصر العقل لتكوينته التي فطرت وفق نظم كونية لا يمكن الدخول عليها وتلوينها بالوان العصر البراقة ..!! الرقيق ... نظام قديم .. قدم الدين ... حورب في نهضة العصر حربا عشواء .. كان من قنوات الهجوم على الدين الاسلامي لاعترافه بنظام الرقيق ... صفق المتحضرون .. واستكان العقائديون .. وانتصر القانون ..!!
وهل يدوم نصر وهو خارج عن نظم الخلق ..؟؟ بل هل نظم الخلق مجازية التكوين تعسفية الوصف ..!! فتقوم المفاضلة بينها وبين البديل ؟؟
ذلك ما لم يخطر ببال من رفض الرقيق واصر بانه نظام عتيق .. ارتبط بزمانه .. وبزماننا لا يليق !! وسوف نرى رق الرافضين للرقيق .. بل اشد وطئا من رقيق زمان !!
ورد في القرءان نص صريح في وصف الرقيق
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ)(النحل )
(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ)(النحل )
وجاء نظام الرق في القرءان من خلال كفارة المخالفات
( وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ)(النساء )
( أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ)(المائدة )
(ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ)(القصص )
(فَكُّ رَقَبَةٍ) (البلد)
وهي اية مستقلة تملك نظاما تكوينيا لا يتوقف بقرار من بشر
ولعل النقطة المتألقة في الفكر مع نصوص القرءان ان القرءان لم يقيم نظم بديء الرقيق بل يقيم نظام (اجباري) في عتق الرقيق وتحريره وهي نقطة مضيئة في الفكر الباحث في القرءان وذلك يمنح العقل فرصة التعرف على رحمة الله في القرءان فعندما يكون بديء نظام الرقيق نتيجة لحرب او فقر تقوم ضرورته لاحتواء الجياع والمشردين الا ان القرءان يفتح فرصة عدم استمراره لاعادة التوازن المجتمعي بعد عبور زمن الازمة التي تسببت في بداية الرق ...
يخضع الرقيق الى النظام العام لعقود الرضا في البيع والشراء والرهن والاجارة وتمتلك نظم الرقيق خصوصيات اسهب فيها رجال الفقه ...
رصدنا في هذه المعالجة سيخضع الى ناظور علمي مجرد من تفاصيل الروابط المجتمعية في العلاقة بين المالك والمملوك وكيف يكون المملوك قريبا من مالكه وكيف يكون المالك قريبا من مملوكه ...
في علوم العصر وبعد ان قام اليأس في الاروقة العلمية وفشل اصطياد العقل في المختبرات رفعوا شعار (العقل بلا جواب) ظهرت مفاصل علمية على هامش الجهد المختبري تؤكد الربط بين العقل والجسم
لقد قدم العالم الطبيب (هربرت بنسن) بيانات هامة في كتابه (العقل والجسم) تؤكد ان الجسد الانساني لا يخضع الى الادوية والعقاقير بشكل مطلق وان العقل الانساني يمتلك مرابط سيطرة على كافة مفاصل الجسم ... رغم ان مراصد ذلك العالم كانت مراصد سريرية تتطابق مع المنهج العلمي الدقيق والصارم الا ان نتاجاته كانت محصورة في جسم المريض ..
المرض هو اعلى استصراخ جسدي يصدر من جسد المخلوق .. وتؤكد بحوث هربرت بنسن ان السيطرة التكوينية للجسد تخضع للعقل بشكل مباشر . وان تدخلات الطب تكون عارضة .
كثرت التقارير العلمية المنشورة عبر منظومة الاعلام العلمي وقد ترنحت اراء العلماء كثيرا في نظريات العلاج النفسي لامراض مستعصية على الطب السريري .
فلسفة اليوغا المرتبطة برياضة اليوغا زادت من بلة الطين في المدرسة المادية وجاءت قدرات لاعبي اليوغا في الاستشفاء متطابقة مع رواد العلاج النفسي لامراض بايولوجيه مما جعل للعقل حضورا في السيطرة على الجسد .
علاقة العقل بالجسد علاقة تسلطية في قراءة علمية مؤكدة من مصادر علمية لا حصر لها ورغم ان المدرسة المادية تمارس كثيرا من المكابرة في هذا الموضوع الا ان تقارير العلماء وجهودهم المعلنة تطعن بذلك الكبرياء ..
قدمت باحثة امريكية دراسات عن مشاهدات تمتلك الرصانة البحثية في العلم لنوع من الانتحار اطلق عليه (الانتحار الودي) الذي يموت فيه المنتحر بقرار منه ويستطيع ان يصدر امرا منه بوقف قلبه دون أي عارض فيزيائي للجسد .
ذلك ما يؤكده بعض منفذي احكام الاعدام اذ يؤكد بعضا منهم ان المحكوم بالاعدام ينهار قبيل تنفيذ الحكم اثناء التنفيذ ومنهم من يفارق الحياة قبل التنفيذ .
خضوع الجسد لصاحبه في التكوين وبموجب ضوابط خلق لا يمكن التلاعب فيها ..!! ولا يمكن الفضول عليها وتبقى مكمن الاسرار العصي على المختبرات وروادها ...
ما الذي يبقى من العبودية في الرقيق ..؟؟!!
لا شيء سوى الخدمة والعمل ..!! .. ولاية الجهد الجسدي لا غير ..!!
مؤسسات عملاقة .. لم تقدر على اختراق منظومة الخلق ليكون الجسد خاضعا تكوينيا لها فان سيطروا على مفصل اختل مفصلا اخر وبدأ علم الاحصاء يهشم كثيرا من مستقرات دوائية استقرت منذ ربيع ازدهار العقاقير السحرية .
فهل مالك المملوك قادرا على اخضاع منظومة الخلق في جسم المملوك ..!!!
وهل تختلف عقود العمل ..!! عندما يوضع الجهد الجسدي في ولاية رب العمل ؟؟
واي ولاية ستكون لمالك العبيد ..؟؟ واي ولايه ستكون لرب العمل في ميزان فكر متعادل !!
وما هي حكاية التبني المعاصرة ..؟؟ وفي أي نقطة تختلف عن الرقيق .. !! وكم حجمها ؟؟ اليس التبني رقيق متحضر .. !!
وهل قوانين التبني اكثر رحمة من نظم الرقيق في الاسلام !!
تلك هي مرابط التكوين ونحن عنها غافلون ..؟؟
شعوب باكملها مملوكة للقانون .. فان كان مالك الرقيق يتولى جهد مملوكه في نص قرءاني يشير الى نظم التكوين فان القوانين تمتلك ولاية مزدوجة على مواطنيها ...
من يسافر دون موافقتها ..؟؟
من يتزوج دون اذنها .. ؟
من يعمل دون موافقات .. قانونية ..!!
من يصنع .. من يزرع .. من يبني دارا .. من يسقي بستانا .. من يعلم اولاده والتعليم الزامي كما يريد القانون .. من يبيع .. من يشتري .. الا بموافقة السيد القانون .. قوانين يصادق عليها المواطنون ... ونظام عبيد يصادق عليه المستعبدون كما كان ايام زمان اليوم يكون !!
الناس يعملون ويدفعون لسيدهم نسبة مما يربحون .. للوطن ..!! بل لرفاهية مؤسسات .. وحروب .. ومؤسسات تخدمهم .. وفتات فتات لخداع الجمهور .. وفقر مدقع في اضخم ترسانة اقتصادية .. مدن فقر .. احياء فقر .. وميزانية حرب نجوم ..
وهل يملك احدكم ان يغير اسمه دون موافقة القانون ..
قانون بديل عن توراة وقرءان وانجيل ... وعبودية تفوق عبودية المماليك .. وتطور حضاري مجيد
تلك ليس ثورة على القانون بل تلك دعوة لفهم الدين قبل ان تهجره العقول لكل جديد فقد اتهموا الاسلام كثيرا في الرقيق .. وقالوا فيه فوق ما يطاق ..
وتلك ليس دعوة للرقيق فهو فينا ونحن لا ندري ...ولا يمكن ان يقوم رقيق في بطن رقيق فتلك مهانة للانسان فوق ما هو مهان في سور الاوطان !!
بداية كل بداية لا بد ان تكون عقل .. ونهاية كل ناشطة لا بد يكون العقل ..
يختلف العنوان .. رقيق زمان .. شعوب اوطان .. اين يكون العقل ...
فك رقبه ...!! نظام ضديد .. يقلل الرقيق .. الى حد يرضاه الرقيق .. ومن اسمه .. رقيق ... نعرف كم الاسلام بهم رقيق .. ارحم كثيرا كثيرا من ايام هذا الزمان ...
سماكة جدار الغفلة اعمى الابصار ووضع على القلوب اقفال ولو يعرف الانسان لماذا اتخذ قرار دولي بمنع الرقيق سيعرف كم هو جدار الغفلة سميك ... المنظرون للدولة الحديثة وهم ثوار فرنسا الاوائل ومن خلفهم مؤسسة خفية استطاعت ان تسيطر على الارض وشعوبها من خلال الاوطان ... تلك الفئة الخفية المتحكمة بالبشر جميعا لا ترضى ان يشاركها السيادة سيد اخر ولا ترضى للجماهير ان تكون عبيد الله او ان يكون الرقيق عبيد مالكيهم فالعبودية احتكرت لهم كما احتكرت الطاقة والاتصالات فاصبح الهدف المركزي لتلك الفئة الباغية ان يكون الانسان حرا من أي عبودية الا عبوديتهم من خلال ذراعهم (الدولة الحديثة) فاصبح الانسان في كل مكان عبدا للقانون المكتوب فاصبحت البشرية كلها مستعبدة في اسوأ غفلة يعاني منها البشر ..!!
الحاج عبود الخالدي
تعليق