ضياع الرجل
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من حق الثقافة الاسلامية التي تريد ان تكون معاصرة ان تناقش تلك الحرية من وجهة نظر ثقافية تمتلك ماسكات تفرزها البنية الاجتماعية نفسها .
الافكار العقائدية تطرح مقولة (لا حياء في الدين) كصمام امان كلامي يحصن بعض الطروحات الاستفزازية خصوصا عندما تقترب من الحياء !!
انطلقت المرأة الاوربية في حريتها فضاع منها الرجل في متاهة تلك الحرية !!
حرية المرأة في جانب من جوانبها الحساسة اقترنت بحرية الرجل ايضا
فانجرفت تطبيقات تلك الحرية الى خصوصيات لا تمتلك الحرية
فبحر جمال المرأة واسع هائج جعل من الرجل مخلوق عائم تتقاذفه امواج ذلك البحر الحر.
وتكون المرأة مرشحة لتفقد رديفها التكويني بسبب خروج بشري خطير عن سنة تكوينية راسخة وثابتة ومعلنة مع اولى الرسالات السماوية وليس مع اخرها !!
إن حافظت مجتمعاتنا العربية الاسلامية نسبيا على الرجل من متاهاته فان تلك النسبية قلقة ازاء صرخات حرية المرأة.
المرأة هي المرشح الأوحد لمعالجة السوء الذي يصاحب تطبيقات الحرية
ولكن كم من النساء سيكون لها عبرة من تجربة تلك الحرية في بلدان الحرية !!
تلك لم تكن سطور تدعو للعودة الى زمن الماضي .. فالماضي كان لاهله والحاضر لنا !!
بل دعوة لتوفير لقاحات عقلية تحقن في عقلانية الرجال والنساء على حد سواء , فالوقاية خير من العلاج كما يقول الاطباء !!!
ولكن اللقاح العقلاني الجماعي فيه استحالة تطبيق وتبقى عقدة حرية المرأة في فهم مقومات تلك الحرية ومن الضروري ان تكون تجربة المجتمعات المتحررة معيارا لفهم مقومات الحرية .
عند دراسة قيود المجتمع الاسلامي على المرأة ومضاهاتها مع المرأة في المجتمع الحر سيتم تحليل تلك القيود حيث يظهر انها لم تكن قيود بل اساور من ذهب في جيد النساء .. ولكن رياح الغرب حملت ما حملت ..!!
قال لي احدهم اتريد العودة الى زمن الحريم وسوق النخاسين !! فاجبته وهل يخلو زماننا من تجارة النساء او ان سوق الحريم لا ترى في عولمة البغاء بل في رسمية البغاء وكثيرة اسواق النخاسين بما يفوق ايام زمان !!
تحلل الخلق الآدمي في بلدان الحرية ادى الى ظاهرة التفكك الاسري وقاد الى نتائج خطيرة في تحرر الرجل !!
شيوع الانوثه يؤدي الى شيوع الرجولة ... فيكون الاختلال التكويني في التجمع البشري
الحاج عبود الخالدي
تعليق