الطمر .. فطرة المتحضرين في رسالة ربانية
من اجل وسعة بيان الخالق للمخلوق
ثقافة الطمر للنفايات الخطرة سرت في منهج المتحضرين بشكل فائق ونافذ لغايات قصوى حيث يصر مؤهلي الحضارة وبدعم قانوني نافذ في مختلف دول الارض ويخضع فيه المخالف للعقوبات الجزائية على واجب ملزم في طمر أي مادة كيميائية كانت او متفسخة يراد رميها على ان يكون الطمر في مناطق محددة ومثبتة على خرائط ومسوحات ميدانية وبترخيص مسبق يحدد نوع المواد المطمورة وسبب الطمر فلكل اقليم منطقة طمر متخصصة ولكل نوع من المواد مواصفات خاصة في ميدان الطمر فالفضلات الاشعاعية مثلا يشترط لطمرها مناطق نائية خالية من السكان والزرع والرعي وممرات المياه كما يشترط ان يكون عمق الطمر عميقا وهنلك علاقة طردية بين خطورة المواد المطمورة والعمق فكلما زادت خطورة تلك المواد كلما زاد عمق الطمر لغرض منع التلوث البيئي وقد سعت الاصول الحضارية المؤتلفة في الهيمنة العلمية والهيمنة القانوية والرسمية الى ترسيخ ثقافة اجبارية في عملية الطمر تحت عناوين انشطة (السلامة الصناعية) وعناوين انشطة (السلامة البيئية) وعناوين (المصلحة العامة) كما ان الدول الحديثة تنفق اموالا طائلة وتحشد كثيرا من العاملين والاختصاصيين لمعالجة المواد المطمورة التي يفترض ان يكون لها مخاطر ءانية او مستقبلية على الناس والحيوان والنبات مثل نفايات الاصباغ (الدهانات) ونفايات بعض المواد الكيميائية الفعالة مثل مخلفات المصانع المشبعة بمادة هايدروكسيد الصوديوم او مركبات الكلور او غيرها
الانسان بطبيعته يمارس عملية الطمر بفطرته القديمة قبل قيام الحضارة الصناعية والتقنية فدفن الموتى ما هو الا عملية طمر كذلك طمر الحيوانات النافقة او احشائها تعتبر عملية طمر ايضا كما يعتبر التصريف الصحي للمياه الثقيلة (فضلات الانسان) عملية طمر ايضا اما المتحضرون فقد زادوا من اهيمة الطمر للمواد الملوثة والفعالة وحرصوا حرصا كبيرا على ان تكون عملية الطمر بعيدة نائية وعميقة ومثبتة على خرائط موثقة في ارشيف وطني ومعلمة بعلامات تحذيريه خوفا من ان يمارس الابناء او الاحفاد او احفاد الاحفاد نشاطا ميدانيا يتصدع او يتضرر بتلك المواد المطمورة فهي عملية (طمر) لمنع مخاطر اليوم ومخاطر الغد سواء كان مفعلي تلك العملية احياء او اموات فالمهم سلامة الانسان الحي في أي زمن يكون فيه حي ... تلك صفات شفافة للغاية في تلك الممارسة ترفع من القيمة الانسانية للمارسة الحضارية المعاصرة
وهنا نقرأ رسالة الهية يدركها عقل الانسان بشكل فعال جدا وهي عملية (طمر النفط) فالنفط مطمور وهو يعتبر مادة عضوية بموجب بيانات المدرسة العلمية حيث نرى ان النفط مطمور في اعماق عميقة وفي مناطق نائية غالبا حيث يعلن المختصين بصناعة استخراج النفط ان اعماق النفط تبدأ من قرابة 3000 متر تحت سطح الارض وتصل لعمق يصل الى 18000 متر في بعض الحقول النفطية ويـُجمع المختصين على استخراج النفط ان النفط لا وجود له في الارض الرسوبية القريبة من سطح التربة ولا بد ان يظهر النفط بعد عدة طبقات صخرية في عمق الارض فالنفط لا يظهر في قشرة السهول الرسوبية بل يقبع تحت مكامن صخرية ولعدة طبقات وليس طبقة واحدة وبعمق لا يمكن الوصول اليه الا من خلال مكننة ضخمة وقوى ميكانيكية كبيرة
اذا قرئت تلك الرسالة التي تعلن ان (النفط مطمور) سواء سماها اهل الالحاد رسالة الطبيعة للبشر او سميت عند المؤمنين رسالة الهية للبشر او ليسميها الماسونيين رسالة (المهندس الاعظم) للبشر فهي رسالة وضعها المصمم والمنفذ للخلق (الخالق) والتي يعلن فيها خطورة النفط في الاستخدام فهو مادة مطمورة ...!! وحين يحترم انسان اليوم ثقافة الطمر الاجبارية بوجب قوانين جزائية عليه ان يحترم الطمر النفطي ويبحث عن مسببات ذلك الطمر العميق والمؤمن تامينا كبيرا لكي لا يستطيع الانسان المعتاد على جهد طبيعي ان يصل اليه فيد الانسان الطبيعي وقوته الطبيعية لا تصل الى مكامن النفط وبالتالي فان يد الانسان المعاصرة التي استطاعت الوصول الى تلك المادة المطمورة واخراجها الى سطح الارض انما هي يد ءاثمة فاسدة تعيث في الارض والطبيعة فسادا يدفع ثمنه اجيال اليوم واجيال الغد سوف لن يجدوا طبيعة تتوائم مع طبائعهم فتكون الكارثة .
من اعقد نظم الطمر في الدولة المعاصرة هو خيار اختيار ارض الطمر البعيدة عن أي نشاط انساني ءاني او مستقبلي فالانسان يستشعر الخطر وحين اختار الله سبحانه اختيارا حكيما في طمر النفط تحت مكامن صخرية واعماق تصل بالاف الامتار انما كان لخطورة المادة المطمورة وعزلها عن التماس البشري بشكل كبير وحين يخترق انسان اليوم تلك السنن التي تعلن عن نفسها ببيان مبين فذلك يعني ان العقل الانساني يتراجع بشكل خطير ويسعى الى خراب موطنه في الارض كما يسعى الى خراب البيئة التي احتظنته وجعلته سيد المخلوقات على الارض
نحن نعلم ان هذا البيان قابع في (ركن مطمور) من اركان النشر التبليغي ونعلم ان الذين يمرون على هذه التذكرة انما يمرون عليها مرور المتفرجين الا ان الزاما تكليفيا يلزمنا باطلاق البيان
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }البقرة159
النص الشريف اعلاه والذي الزمنا الزاما دستوريا في نشر بيان (طمر النفط) ينتقل الزامه في وجوب نشره الى من يدرك هذه التذكرة فيستوجب عليه نشرها رغم ان نشرها لا يعني تغيير نظم صناعة النفط واستخراجه الا ان اللعنة الالهية على المكلف تكون قاسية وعلى العبد المطيع لله ان لا يخرج من طاعة الله وطاعة رسالته ورسوله المحمول على بيان مبين يمكن ان يدركه كل حامل عقل فرسالة الله في (طمر النفط) رسالة مبينة يمكن ان يقرأها كل حامل عقل
لعل العقل الانساني الساعي لتبليغ الرسالة يعجز عن فهم مدى جدوى التبليغ بتلك الرسالة وان عملية استخراج النفط واستخدامه انما هو نشاط بشري ضخم لا يمكن ان يتراجع تحت صفة انه (مادة مطمورة) وان طمرها يعني خطورتها والانسان يستخدمها لامد طويل يمتد الى بداية نشاط الحضارة قبل بدايات القرن العشرين كذلك فان عملية استخراج النفط والتعامل معه يخضع لقيادة ذات جبروت متميز من قبل فئوية تسلطية تتحكم بها دول كبرى ومنظمات سرية وكارتلات عملاقة قطعت شوطا كبيرا من التقدم التقني مع ما يصاحبه من طغيان تسلطي والنفط هو الدم الذي يغذي كل التقنيات وتلك الحضارات فمن ذا الذي يسمع هذه الرسالة وامثالها ازاء عظمة انتاج النفط وحجم الاهتمام الاممي به وحين تنقطع المحروقات عن مدينة ما يتظاهر اهلها ويعلنون سخطهم على حكوماتهم التي قطعت النفط والناس يدفعون المال المتزايد من اجل حيازة النفط فاي اهمية تقوم لرسالة يدحرجها انسان لا يمتلك أي موقع من مواقع الحضارة المعاصرة ليقول (ان الله يقول) في رسالة فطرية لمذا طمر الله النفط في اعماق الارض ومن ثم تعالوا لنهدم الحضارة من خلال وقف انتاج النفط لانه (مطمور) وان كل مطمور يحمل خطورة في التماس معه او استخدامه ...!!!
لنقرأ رسالة اخرى من رسائل الله والتي يدركها الانسان بفطرته ... لماذا حين يتعرق الانسان مرة بعد مرة دون ان يستحم يصدر رائحة غير ذكية يكرهها المتعرق نفسه وحين تستمر تلك الحالة تتحول الى رائحة كريهة جدا تسبب الغثيان للاخرين ..؟؟ انها رسالة الهية (عطرية) تجبر الانسان على الاستحمام لازالة المتراكمات الضارة التي تعشعش في جسده من مخلوقات غير مرئية تسبب له حرجا صحيا ومثلها رائحة التغوط التي يكرهها الانسان جدا ويكره شكلها ويحصل الغثيان من شكلها ورائحتها كما ان الروائح المنطلقة من جثث الموتى لا تطاق ومثلها روائح الحيوانات النافقة مما يعلن ان هنلك (رابط عطري) بين عقل الانسان ومجمل الغدد والهرمونات التي تعمل في جسده ويظهر اثر تلك المؤثرات الضارة بدءا من رائحتها ..!! .. ذلك هو الله الذي كتب على نفسه الرحمة حين خلق الانسان في احسن تقويم وليس من المنطق ان يقوم الله بارسال نبي رسول لكل انسان لكي يصلح حاله بل رسائل الله تصاحب نظم الخلق وتمنح المخلوق قدرة قرائتها وطاعة الله من خلال تطبيق مضامين تلك الرسائل
نعود الى تلك الرسالة (العطرية) التي تدفع الانسان الى الغثيان فكيف يحصل الغثيان من (رائحة) غير ذكية ..!! .. ؟؟ ولماذا عطور الفاكهة ذكية يستحبها الانسان وكيف تفعل رائحة الطعام فعلها في افرازات الغدد اللعابية بمجرد شمها .. تلك رسالة خلق عطرية ايضا .. !! رسالة الهية مدادها عطر (رائحة) يقرأها الانسان بل يسيل لعابه حين يشم رائحة الطعام مثلما تهتز طبلة الاذن حين تصطدم بها الموجات الصوتية
نقرأ بين الرسالتين (طمر النفط) و (رسالة العطر) الكونية بيانا مهما يهم الانسان (خصوصا انسان اليوم) ان النفط اعلن علميا بانه من المحروقات الضارة للانسان وان الاحتباس الحراري قائم بسبب المحروقات الاحفورية الا ان (رائحتها الكريهة) لم يتطرق لها العلم لان العلماء لا يقرأون خارطة الخالق في الخلق ويتصورون ان عقولهم التي ابتعدت كثيرا عن الخالق انما تكون قادرة على فهم نظم الخلق بمعزل عن الخالق وكراهة رائحة النفط بمجمل مشتقاته شأن معروف كان يعاني منها الاجيال التي سبقتنا وكان يحصل الغثيان عند بعض الناس من روائح مشتقات نفطية ولعل المتقدمين بالسن قليلا يتذكرون مثل تلك الحالات الا ان انتشار الاستخدامات النفطية وتراكم الاجيال على رائحتها جعل من اجيال النشيء المعاصرة لا تعترض على رائحة مشتقات النفط مثلها مثل المهنيين الذين يتعاملون مع الرولئح الكريهة في اختصاصاتهم معها مثل العاملين في مصانع دباغة الجلود او العاملين بالصرف الصحي الثقيل فانتشار المشتقات النفطية في كل ركن وفي كل حارة من حارات الناس ومع مجمل انشطتهم ادى الى قبول اجباري لتلك الروائح الا ان الفطرة لا تزال تكرهها بوضوح ونتيجة الاستخدام المفرط لمشتقات النفط كان ما كان من تدهور بيئي وتدهور مطرد في صحة الانسان على الارض بما يطلق عليه مصطلح (امراض العصر) التي بدأت تتصاعد طرديا مع تصاعد المد الحضاري بشكل ملحوظ ومعروف ومشهور شهرة لا يمكن اخفائها مهما تفنن المتحضرون بالصاق اسباب واهية لهذا المرض او ذاك الا ان الحقيقة الدامغة ان امراض العصر تتصاعد بتصاعد المد الحضاري والنفط بمشتقاته يمثل الخرطوم الذي يشغل تلك التقنيات اينما يكون لها حراك
انسان اليوم الذي يريد ان يخفف ضرر ذلك المطمور الذي طمره الله في اعماق الارض (النفط) ويتخلص من كثير من اضراره الضارة عليه ان يبتعد عنه وان لا يكون معه في تماس مباشر او غير مباشر ومنها رائحة النفط فيكون الله قد منح العبد المطيع له في الابتعاد عن ما طمره الله فرصة الحصول على بطاقة نصر ربانية عند طاعته في الابتعاد عن ذلك الضار المطمور وعدم المساهمة في عملية استخراج النفط ونشره وثانيا طاعة الرسالة الالهية في عدم شمه للحصول على بطاقة النصر فيسلم هو واهل بيته من سوء استخدامات حضارية بدأ بيان ضررها يتصاعد بشكل لا يمكن ان يغلق الانسان بصيرته ازائها
الريح والرياح في البيان القرءاني المبين
النجاة الفردية ستكون ثمرة المتدينين ولا ينفع المصلي صلاته وهو يمارس عملا في غير طاعة الله التي وصفها هذا البيان في طمر النفط لاعماق عميقة في الارض ليقوم دليل عزله عن نشاط الانسان
وتلك تذكرة فمن شاء ذكر ومن كتب له ربه توفيق الذكرى ذكر
{وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }المدثر56
الحاج عبود الخالدي
تعليق