مسلسل الواقعة وعنصر الزمن ـ 5 ـ على سرر موضونة
من اجل بيان دستورية الخطاب القرءاني
تأكيد : نؤكد لمتابعينا الكرام ان هذا المسلسل يقع في سلمة متقدمة نسبيا في علوم الله المثلى لذلك ننصح متابعينا الافاضل الذين يتابعون منشوراتنا حديثا ان يتابعوا محاولتنا التذكيرية لعلوم الله المثلى والمنشورة على صفحات هذا المعهد وعندها سيكونون مع سلمة مسلسل الواقعة المتقدمة نسبيا اكثر استقرارا فكريا واكثر تأهيلا للذكرى من قرءان ربنا ذي الذكر لتقوم في العقل ذكرى دستورية الصفة نسعى للتذكير بها
{عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ }الواقعة15
{مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ }الواقعة16
{يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ }الواقعة17
{بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ }الواقعة18
{لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ }الواقعة19
{مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ }الواقعة16
{يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ }الواقعة17
{بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ }الواقعة18
{لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ }الواقعة19
في الادراجات السابقة تم استكمال التذكرة الخاصة ببيانات الصفات الثلاث المشاركة في تكوينة الواقعة (وكنتم ازواجا ثلاثة) وصفات تلك المفعلات التي شملت اصحاب الميمنة واصحاب المشئمة والسابقون السابقون ويبدأ النص الشريف يذكرنا بفاعلية المفعلين لتلك الصفات والبديء في فاعليات (والسابقون السابقون) من خلال بيان صفات الفاعليات الخاصة بـ (والسابقون السابقون) واول صفة يذكرنا بها النص الشريف ان اولئك المفعلين يكونون (على سرر موضونة)
لفظ (موضون) من الالفاظ غير السائدة في منطق الناس الا ان منهجنا البحثي الراسخ في تفعيل فطرة النطق بموجب اللسان العربي المبين تمنحنا فرصة فتح بوابات الفطرة الناطقة التي خلقها الله فينا وفي تلك الممارسة يظهر ان لفظ (موضونة) من جذر لفظ (ضن) ونتابع البناء العربي لذلك التصريف اللفظي على عربة عربية تحمل مقاصد الناطقين
( ضن .. وضن .. موضون... موضونة) ولمثل هذا البناء بناء مماثل يقيم البيان في فطرة التصريف اللفظي عند الناطقين فنقرء بناءا عربيا مماثلا (زن .. وزن ... موزون ... موزونة)
لفظ (ظن) سواء كان بالضاد او بالظاء في علم الحرف القرءاني يعني (تبادلية خروج حيازة صفة) وذلك التخريج يتطابق مع مفاهيمنا للفظ (ظن) فالظن هو تبادلية صفة خارجة من الحيازة فلو جاء صديق يطلب قرضا باجل مسمى وكان قد سبق لعلمنا ان ذلك الصديق سبق واقترض مالا من احد الناس ولن يعيده باجله فيقوم الظن عندنا ان ذلك الصديق خارج حيازة الثقة فلا يمنح القرض ومثلها لو اننا شاهدنا غيمة داكنة فيقوم لدينا (الظن) ان هذه الغيمة سيخرج من حيازتها المطر لاننا سبق وان شاهدنا غيمة داكنة مثلها اخرجت من حيازتها المطر وتلك الصفة هي صفة تبادلية بين واقع الحال الذي نراه وبين صفة في خبرة سابقة مما يقيم الظن ومن تلك الرجرجة الناطقة يكون للفظ (موضونة) صفة خارجة من الحيازة لها مشغل ورابطان اثنان في عملية استبدال الصفة فلفظ موضونة في علم الحرف القرءاني يعني حرفيا انها (حاوية مشغل تبادلية الرابط الذي يربط الخارج من الحيازة) ... من حافظات الذكر الربانية جاء الرسم الحرفي بالضاد (موضونة) وليس بالظاء (موظونة) وذلك يؤكد ان الصفة تتفعل في غير فاعلها وننصح بقراءة منشورنا
الناطقون بالضاد عاجزون فيها
الخارج من الحيازة اذن يمتلك مشغل مرتبط ليس بـ (والسابقون السابقون) لانهم لا يمتلكون مشغل بل يحوزون الغلة الخارجة من حيز الواقعة لذلك كان الرسم الحرفي بالضاد وليس بالظاء كما في (الظن) الذي نعرفه والذي يتفعل حصرا بفاعل الظن في عقله اما الموضونة فهي تتفعل في غير فاعلها كما روجنا لذلك الرشاد في السلمة التذكيرية السابقة (جني ثمار الغلة) التي تنتجها الواقعة والسابقون هم المقربون منها (اولئك المقربون) يحصدون الفعل ولا يفعلونه فالمشغل لا يكون في تكوينة (السابقون) بل في تكوينة السرر التي عليها السابقون فما هي السرر ..؟؟
سرر .. من لفظ .. سر ... الناس يتصورونها (اسرة) من سرر أي ان سرر هي جمع سرير الا ان الشائع في منطق الناس ان جمع سرير هو اسرة وليس سرر ... لفظ سرر من جذر (سر) وهو يعني في علم الحرف القرءاني (وسيلة غالبة) اما لفظ (سرر) فهو في القصد ان هنلك وسيلتان وليس واحدة لذلك كان لفظ (موضونة) يحمل رابطان بدلالة تكرار حرف الواو فيكون لفظ سرر في علم الحرف القرءاني يعني في المقاصد العقلية الاولية ان سرر هي (وسيلة غالبة الوسيلة) ففي مثلنا المساق في المنشور السابق حيث ضرب مثل حادث سير وتصدع السيارة فكان السمكري في موصوفة (والسابقون السابقون) وهي الذي يجني غلة الواقعة وحين يكون لتلك الصفة فعالية جني الثمار فانه سيكون (وسيلة غالبة الوسيلة) أي ان وسيلة السمكري غلبت وسيلة عناصر الواقعة الاخرين الذين تسببوا بتصدع بدن السيارة وذلك الوصف هو (سرر) وهو مقام الزوج الثالث من ازواج الواقعة (السابقون) فهم عند جني الثمار يمتلكون (وسيلة غالبة الوسيلة) ففي واقعة الموت يجني الورثة اموال الميت وهم لا يسهمون بفعل الموت يقينا ومن يسهم بفعل الموت كالذي يقتل مورثه يحرم من الارث فوسيلتهم في الارث (البنوة) او الزوجية او الامومة والابوة والاخوة تغلب وسيلة اموال الميت الذي انقطع عنه ماله فصار لورثته فيكون السابقون في موصوفهم يمتلكون سرر موضوونة مرتبطة بغلة الواقعة بمشغل واحد ورابطان اثنان لحيازة الخارج من حيازة الواقعة (جني النعيم) من الواقعة لان صفة السابقون انهم في جنات النعيم ولهم تكوينيا وسيلة تغلب وسيلة الغلة (الخارجة من حيازة الواقعة) في عملية استبدال واضحة لصفة الخارج للحيازة من احداث الواقعة ففي تصدع السيارة يستبدل السمكري البدن المتصدع للسيارة ببدن غير متصدع وفي ارث الميت في واقعة يكون استبدال رابط المال الذي كان يملكه الميت فاستبدل المالك بالوارثين وبذلك يكون نص (على سرر موضونة) يعني ان جني الغلة من قبل السابقين (الزوج الثالث) في الواقعة انما يقوم على سرر موضونه وهي (غلبة وسيلة غلبة) يمتلكها السابقون تقوم بجني الغلة من خلال فعل تشغيلي للغلة التي خرجت من حيازة الواقعة (موضونة) ... من تلك الصفات التكوينية يكون واضحا ان من يجني غلة الواقعة (أي واقعة كانت) انما يمتلك رابطان تربطه بالواقعة ولا يكفي رابط واحد وقد جعلت نظم التكوين تلك المرابط ذات صفة (الغلبة) وتلك الصفة هي التي تمنح عنصر (السابقون) رابط جني غلة الواقعة اما الرابط الثاني فهو رابط تبادلي بين احد عناصر الواقعة وجاني الثمار كالوريث والسمكري فالسمكري يكون غالب الصفة بمهنيته والوريث يمتلك رابط تبادلي مع المورث وفي نفس الوقت له الغلبة في الارث لانه (حي يرزق) فلو مات قبل مورثه لانتفت عنه صفة الغلبة ومن تلك الصفة تكون غلة (لعب القمار) باطلة لانها لا تمتلك صفة التكوين في الواقعة فالرابح في القمار لا يمتلك أي (غلبة) لأي (وسيلة غالبة) أي انه لا يمتلك (سرر موضونة) تجعله موصوف (تكويني) ليجني ثمرة واقعة القمار
متكئين عليها متقابلين ... تلك السرر ذات الوسيلة الغالبة للوسيلة يتكيء عليها السابقون وصفتهم انهم يكونون متقابلين فما هي المقاصد الشريفة من ذلك النص ..؟؟ الاتكاء لفظ مستخدم في منطق الناس وهو يعني (الاعتماد على) فمن يتكيء على الوسادة يكون قد اعتمد في مجلسه او في منامه على الوسادة ومن يتوكأ على العصا فذلك يعني ان العصا ستكون عماد قامته وقد جاء في القرءان في مثل موسى
{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى }طه17
{قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى }طه18
متكئين عليها ... لفظ (على) او (علي) في مقاصدنا يدل على العلوية المادية او الفكرية الا ان تدبر اللفظ بلسان عربي مبين تدفع عقولنا الى اوليات مقاصد العقل في وظيفة اللفط (تأويل) فترشد عقولنا الى خامة المقاصد الاولية التي يحملها اللفظ فيكون (علي) يعني (حائز العلة) وحرف الهاء يدل على استمرارية حيازة العلة وتلك الصفة (متكأ تكويني) يتكيء عليه الزوج الثالث من عناصر الواقعة (والسابقون السابقون) وذلك يعني في العلم القرءاني ان حائزي ثمار الواقعة يمثلون ركنا تكوينيا يمتلك متكأ تكويني لحيازة العلة واذا ما اردنا ان نفهم ذلك المفصل الدقيق في نظام التكوين سنجده محشورا في عنصر الزمن وهو الرابط الثاني الذي تحدثنا عنه اعلاه حيث (تزامن الاحداث) هو الذي يمنح اركان (حملة الصفات) مواقعهم الرابطة في حدث الواقعة ويمكن ان ندرك تلك الصفة في عدم نفاذية ارث الحفيد اذا كان الابن متوفيا (قبل ابيه) فالحفيد لا يرث من جده اذا كان اباه قد (مات قبل جده) فتلك الصفة تستوجب ان تكون (السرر متقابلة) في عنصر الزمن (التزامن الزمني) حيث تكون تكوينة (الاتكاء) على (السرر) تمتلك صفة (قبل .. قبل .. قبل ..) فالتقابل هو تقابل زمني في عنصر الزمن ويمكن ان نفهم تلك الصفة بوضوح عندما تقع واقعة تحطم سيارة وفيها عائلة من (زوج وزوجة) يموتان في تلك الواقعة فتكون مهمة التحقيق الجنائي في تلك الحادثة محشورة قضائيا في (من مات قبل من) لان اتكاء صفة (والسابقون السابقون) على تلك السرر الزمنية المتقابلة ومن خلال ذلك التقابل (الزمني) تتحدد صفة الحاصلين على غلة الارث فلو ان الزوجة (ماتت قبل زوجها) في ذلك الحادث فان زوجها يرثها ولا ترثه هي فتكون اموال (الزوج) هنا الى ورثة من جهة الزوج فهم السابقون وليس من جهة الزوجة اما اذا مات الزوج (قبل زوجته) في تلك الحادثة فهي تكون قد ورثت زوجها ومن ثم ينتقل الارث الى اهل الزوجة وهم السابقون وليس اهل الزوج ومثلها حين يتصدع بدن سياره وهي تحتاج الى سمكري لتصليح بدن السيارة الا ان في المدينة قد يكون مئات الاشخاص يحملون صفة السمكري فمن يكون هو الحائز لغلة الواقعة ..؟؟ انه السمكري المتعاقد (قبل غيره من السمكرية في المدينة) فلو ان السيارة كانت مملوكة لشريكين (مثلا) وعند تصدعها اتفق الشريك الاول مع سمكري دون ان يعلن شريكه الاخر فقام الشريك الاخر بالتعاقد ايضا مع سمكري اخر دون علم شريكه ايضا فيكون حائز غلة الواقعة شرعا هو صاحب (العقد الاول) أي (السمكري المتعاقد قبل غيره) اما العقد الثاني الذي جاء زمنه متأخرا على الاول يكون باطلا شرعا فهو عقد غير منعقد منذ نشأته لان السمكري المتعاقد (قبل غيره) هو السابق السابق وهو المتكيء على السرر المتقابلة ومثل تلد الصفة تسري في (واقعة البيع والشراء) ايضا وفي واقعة (الايجار والرهن والهبة) وكل العقود الرضائية ما هي الا وقائع لها (ازواج ثلاثة) ومنهم السابقون (حائزي غلة الواقعة) وهم متكئين على سرر متقابلين في تكوينة عنصر زمني يدركه المسلمون الا ان قوانين تلك الاحكام لا يعرفون مرابطها التكوينية كما هو منشور في هذه المحاولة فيتصورون ان المتكئين على سرر موضونة متقابلين تعني عندهم انهم في مجلس من مجالس الجنة بعد الموت الا ان قراءة القرءان في زمن العلم (كشف الغطاء عن حقائق التكوين) هي سمة العصر وعنوان حضارته المعاصرة الا المسلمين يعلمون ان (السابقون) في العقد يمتلكون مقعدا شرعيا تكوينيا كما في حصانة المرأة لانها زوجها سبق غيره في العقد عليها ولا يقوم عقد على عقد لان هنلك (سابق) قد سبق في عنصر الزمن واقام مرابط تكوينية لا تسمح بان يحتل مقعده شخص اخر ... محاولتنا هذه ستمنح حملة القرءان كشف اسرار (الحلال والحرام) في كثير من الاحكام الشرعية والتي لا تزال اسرار حلالها وحرامها خفية على المتدينين حيث يدخل عنصر الزمن في انشطة الناس كمادة (خام) من عناصر الخلق بشكل حاسم يقيم الاحكام التي يرسم خارطها القرءان ويتذكرها العقل البشري لان ءايات الله بينات محكمات (لكل اجل كتاب)
{يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ }الواقعة17
{بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ }الواقعة18
ستكون معالجة طائفة الولدان وكأس المعين في المحطة السادسة من هذا المسلسل الذي يفصل المرابط التكوينية لقيام الواقعة وننصح بمراجعة المحطات الاربع التي روجت قبل هذا المنشور
مسلسل الواقعة وعنصر الزمن ـ 1 ـ ليس لوقعتها كاذبة
مسلسل الواقعة وعنصر الزمن ـ 2 ـ رج الارض
مسلسل الواقعة وعنصر الزمن ـ 3 ـ وكنتم ازواجا ثلاثة
مسلسل الواقعة وعنصر الزمن ـ 4 ـ ثلة من الاولين
نؤكد ان السطور اعلاه هي سطور تذكيرية لا تقيم علما او تقيم بنود معرفية بل تقيم ذكرى تنتقل من عقل بشري لعقل بشري اخر وتلك المناقلة التذكيرية تخضع الى ادارة الهية مباشرة
(وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ) المدثر56
كما نذكر متابعينا الافاضل ان المعالجة التذكيرية المروجة في هذا المسلسل انما تصوغ البيان القرءاني في وصف حادثة الواقعة التي يشارك فيها عنصر بشري الا ان القانون الالهي شامل لكل المخلوقات بما فيها اصغر جسيم مادي الى اكبر مجرة في الكون والسبب هو بيان دستورية الواقعة في ممارسات الناس لقيام الصفة الدستورية في فهم ما يجري من حدث بشري النشيء اما الواقعة التي تخص نظم الخلق الاخرى فهي منضبطة انضباطا تكوينيا اذا لم تطالها يد البشر بالسوء وبالتالي فان قراءة القانون الالهي لنظم الواقعة التي لا يشارك بها العنصر البشري يمكن ان تكون قاعدة علمية مادية تحل كثيرا من اشكاليات العلم واهمها في فهم (الرابط الزمني) الذي يعتبر (المذيب) الكوني الذي تذوب فيه انشطة المخلوقات جميعا حيث بقي (عنصر الزمن) حافة علمية جارحة تجرح كبرياء علماء المادة
الحاج عبود الخالدي
تعليق