قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ..!! فهل نرى بلوغها ..؟؟
من أجل قراءة القرءان في زمن العلم
{قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }الأنعام149
اعتاد الناس في منطقهم ان يكون لفظ (البالغ) او (البالغة) في (المبالغة) والكبر في الحجم او القوة الا ان حملة القرءان حين هجروا لسان القرءان العربي المبين تكدرت فيهم فطرة النطق ولم يدركوا ان لفظ (البالغة) في القصد تعني (البلاغ) و (التبليغ) فلله (حجة تبليغية) يتم فيها تبليغ كل عقل بشري يولد ويموت على هذه الارض
لفظ (البالغة) جاء من جذر (بلغ) وهو في البناء العربي الفطري البسيط جدا (بلغ .. يبلغ .. تبليغ .. بلاغ .. بليغ ... بلوغ .. ابلاغ ... مبلغ ... مبالغة ... بلاغة ... بالغة ... بليغة ... و ... و ... و ) ومن تلك العربة العربية التي حملت مقاصد الناطقين يمكن ان نقول ان (بلاغة اللغة العربية) لا تعني انها لغة (تبليغ المقاصد) بسبب بنائها العربي المبين فبلاغة العرب تعني انها بليغة في التبليغ عن المقاصد الا ان مروجي لغة العرب وفقهاء اللغة قالوا غير ذلك واختلفوا في وصف بلاغة العرب ونقرأ في القرءان (مقاصد ألتبليغ)
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67
ونقرأ في القرءان غير مقاصد (التبليغ)
{قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ }آل عمران40
{إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي ءايَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }غافر56
{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ }الصافات102
وهنلك في مقاصدنا لفظ (مبلغ من المال) وهو من نفس الجذر (بلغ) وهنلك المبالغة بالكلام وهي تعني الاسفاف في الوصف او الزيادة في الوصف فهل تستطيع هذه السطور ان ترفع وحدة القصد العقلي رغم اختلاف وظيفة لفظ (بلغ) في لسان عربي مبين (يحمل معه بيانه) ..؟؟
لفظ بلغ ... في علم الحرف القرءاني يعني (حيازة متنحية القبض منقولة) ولا يسعنا ونحن لا نزال نعلن نتاجات علم الحرف القرءاني دون نشر تفاصيل منهجيته الا ان نثبت النتيجة في فطرة الناطقين واقامة التذكرة من خلال النتيجة وليس من خلال منهجية علم الحرف القرءاني ونذكر عقل العاقل الناطق
بلـّغ ... وهو في قصد التبليغ فعند التبليغ تقوم في مقاصد العقل ان هنلك (حيازة متنحية القبض منقولة) وهو ما يستقر في مقاصد التبليغ حين يكون المبلغ له (لايحوز مادة التبليغ) وهي تعني (حيازة متنحية) فالمبلغ يقوم (باقباض) تلك الحيازة المتنحية عن المبلغ اليه من خلال (مناقلة) القابضة فالمبلغ (القائم بالتبليغ) لا يصنع مادة التبليغ في عقل المبلغ اليه بل ينقلها اليه فيقبضها
بالغ ... عندما يكون في القصد (المبالغة) في الصفة حيث يكون (المنقول فعال) بحضور حرف الالف وبالتالي انتقل القابض الى اكثر من استحقاقه في الوصف فصار مبالغا فيه
مبلغ ... وهو في قصد الناطقين كتلة نقدية من عملة ورقية او معدنية فهو مبلغ من المال فهي (مشغل) الـ (بلغ) فاذا كان (بلغ) يعني (حيازة متنحية القبض منقولة) فن مبلغ المال يعني (مشغل حيازة متنحية القبض منقولة) وهو في مقاصد حائز (المبلغ) فالمبلغ سيكون له (مشغل) يشغل حاجاته التي تتصف بصفة (متنحية الحيازة القابضة) فلو كان قد قبض حاجاته فلا يحتاج الى مشغل لقبض حاجاته المتنحية أي لا يحتاج الى (مبلغ من المال)
بلوغ ... عندما يبلغ الكتاب اجله يكون (البلوغ) وهو (قبض الحيازة المتنحية المنقولة) أي قبض الاجل فهو قد كان في حيازة قبض منقولة عبر الزمن الا انها قبضت عند تحقق الاجل
عندما يبلغ الصبي الحلم انما قبض حيازة متنحية القبض منقولة عنه فلم يبلغ الحلم بعد وحين يحلم يكون قد بلغ قابضة تلك الحيازة المتنحية عنه في الصبا ... ومثلها بلوغ المراد ومثلها بلوغ الهدف في السفر او في غيره من الاهداف فالهدف هو (حيازة متنحية القبض منقولة) أي ان الحيازة المتنحية ليست مستحيلة القبض بل قبضها منقول لاسباب موضوعية تخص كل شكل من اشكال الحيازة المادية والعقلية فاذا كانت موضوعية الحيازة لا تفي البلوغ تكون تحت نص (ما هم ببالغيه) كما جاء الاية 56 من سورة غافر المسطورة اعلاه
عندما تكون الحجة البالغة لله ستكون في مقاصد العقل ان (الحجة الالهية) تمتلك (حاوية) وتلك الحاوية فيها (الحيازة المتنحية المقبوضة) والتي تتصف بصفة (منقولة فعالة) أي ان انتقالها لغرض القبض يكون فعالا وتلك الصفة موجودة في كل اثر تركه الله في خلقه فكل من ادعى ان هنلك خلق من غير الله فقد انكفأت دعوته ولم يستطع اثبات الخلق لنفسه او لغير الله وهنلك مفاصل في (العلم والعقل) تؤكد ان الله ترك في خلقه (حجة) أي (حاجة) لها قوة التبليغ ومثل ذلك قد نجده في شخصية الفيلسوف المعروف (ديكارت) والذي بدأ فلسفته ملحدا الا انه في مراحل متقدمه من فلسفته ءامن بالخالق الواحد الله سبحانه لان حاجته العقلية (الفكرية) ابلغته ... كما تحدثنا عقول المشاهير في العلم خصوصا في الفيزياء مثل انشتاين وستيفن هوكنغ ان الله موجود في عقولهم لانهم بحاجة اليه فانشتاين اظهر ايمانه في اخر كتاباته وستيفن هوكنغ تحدث عن ضرورة الالتجاء للعقيدة المسيحية لغرض حل اشكالية الزمن المستعصي على عقول العلماء
العقل البشري في كل مكان وفي كل مجتمع وتحت أي غطاء ديني كان يطرح تساؤلات خطيره في الخلق الا ان العقل البشري قادر على ان يجيب على تلك الاسئلة الخطيرة (حاجات العقل) لو اتخذ مسارا فكريا مستقلا غير متأثر بالتيارات الفكرية التي تحل في ساحته المعرفية رغما عنه من خلال البيئة التي يعيش فيها والتربية التي يتم زقها فيه فتفقده براءته الفطرية ليكون عاجزا عن الاجابة على تساؤلات العقل أي حاجته الفكرية
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ }العنكبوت61
ومن تلك الراشدة الفكرية التي صاحبت السطور اعلاه تكون الوسعة الفكرية نافعة في بناء العقل بنيانا مرتبطا بالقرءان دون غيره لغرض الحصول على جواب لكل تساؤل يطرحه العقل البشري لان القرءان دستور خلق ولقد صرف الله فيه من كل مثل ولم يستثن فعندما يقول الله (قل فلله الحجة البالغة) فذلك لا يعني وجب علينا ان (نقول) ان لله الحجة البالغة فذلك سوف لن ينفع العقل وما هو بنشيد مدرسي للاطفال يقرأونه ولا يعرفون عمق معانيه بل لفظ (قل) يعني (نقل فاعلية ربط متنحي) أي ان لفظ (قل) تعني انقل عقلك لبيان الحجة الالهية في (حاجة عقلك) وكيف تكون الحاجة الفكرية بالغة اي (تبليغية) تبلغك حاجاتك في الدين دون الاستعانة بكهان الدين
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }الروم30
فاذا عرفنا ان (الحجة) تعني في اوليات العقل وبلسان عربي مبين تعني (الحاجة) فان أي حاجة هي (لله) فيها بلاغ من الله ان تسعى اليه تسعى نظم الخلق اليك لتأمين مسعاك في تلك الحاجة لله ... في هذا المفصل سنفترق كثيرا عن المدرسة التقليدية الاسلامية فلله الحجة البالغة تعني عند اجيال المسلمين جميعا ان الله يحتج على عباده بحجة (برهان) بالغ العظمة الا ان اللسان العربي المبين يبين لنا ان لفظ (الحجة) هو من جذر (حج .. حاج .. حاجة .. احتجاج .. حجيج .. و .. و ..) وذلك البناء هو بناء فطري بسيط جدا يدركه الناطقون بسهولة ويسر لانه تذكرة تنتقل من عقل بشري يتذكر وفي فطرة النطق في (حافظة الذكر) عند الاخر تقوم الذكرى
فلله الحجة تعني ان أي حاجة من حاجات البشر هي في خلق الله ولا إله غير الله خلق حاجات البشر سواء كانت حاجات عقلانية او حاجات مادية فكل ما يقع في حاجة العبد من حاجة هي لله وهي (بلاغ الهي) نافذ في منظومة الخلق بمجملها بما فيها (عقل الانسان) وتساؤلاته التي يطلقها امام مرءاة عقله وان لم يتفوه بها فاي سؤال عقلاني هو (حاجة) عقلانية فهي لله يقينا حتى وان كانت (سلبية) أي (كافرة) وليس (ايمانية) ذلك لان التساؤلات السلبية التي يطلقها العقل انما تقيم العقم في العقل وحين يقوم العقم العقلي تحصل الضلالة فتكون عقوبة الله لمن يتسائل تساؤلات سالبه في جنب الله ان يغرق بضلالة عقل لان مغذيات العقل عنده تتوقف بموجب نظام كوني جعله الله في حكومته على خلقه فما من ملحد كافر قامت في عقله تساؤلات تنحى المنحى الكافر الا ودفعته الى الضلال بموجب القانون الالهي النافذ في الخلق ونص الاية يعلن ذلك البيان بشكل مبين
{قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }الأنعام149
فكل حاجة عقل انساني سلبية كانت او ايجابية ما هي الا (لله) ابى حامل الحاجة ام رضي فهو رغم انفه قد افرغت حاجته في نظم الله ودليل البيان مبين في (فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ) فالحاجة الالهية تكون قد (بلغت) وعاء صاحب الحاجة من قبل ادارة الهية مباشرة ذلك لان النص جاء (فلو شاء الله) فمشيئة الله تعني ان المخلوق خاضع لادارة الهية مباشرة اما اذا جاءت الصفة (باذن الله) فذلك يعني ان ما يتفعل في تلك الصفة انما يتفعل في قانون الهي نافذ اما (لو شاء الله) فهي ادارة الهية مفصيلة لها قانون تخصصي وليس قانون عام يشمل كافة نظم الخلق بل صنف من اصناف تلك النظم مما يستوجب ان تكون الادارة الالهية مباشرة (لو شاء الله)
نأمل ان تكون سطورنا نافعة لتقوم الذكرى بالعقل رغم الايجاز الموجز للسطور وتلك هي صفات التذكرة فقد يتذكر المتذكر من جزء من كلمة تقيم الذكرى في العقل
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
ورغم انها ذكرى الا انها تخضع لادارة الهية مباشرة (الا ان يشاء الله) ذلك لان (ذكرى الحق) لا تحق الا في اهل الحق والله يدير تلك الرابط التذكيرية
{وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }المدثر56
الحاج عبود الخالدي
تعليق