الصنمية وصفات الله ..!!
صنمية الله .. عنوان قاسي .. لواقع حال قاسي ... كثير من الناس يعبدون الله وكأن الله صنم من الاصنام ... وكأن الله امبراطور فائق القوة .. وكأن الله يرحم المتوسل به حتى ولو كان المتوسل آثما ... !!
الصفة الصنمية التي الحقها كثير من الناس بالله سبحانه هي من خلال تصورات الناس ان الله لم يسمعهم في كفرهم ولم يراهم في مخالفاتهم .. تلك هي صفة الاصنام كما وردت في القرءان والناس عندما تضيق بهم ضائقة يتوجهون الى الله متوسلين به وكأن الله لم يسمعهم ولم يراهم فيعجبون .. لماذا لم يستجب الله دعاؤهم وتوسلهم اليه !!
تلك هي الصفة الصنمية التي نقلها الناس من الاصنام الى الله وتصوروا بل امنوا ان الله يسمع توسلهم ولم يسمع كفرهم وان الله يراهم في الصلاة ولا يراهم في اثامهم وافعالهم المخالفة لأمره ..!!
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً) (النساء:134)
ذلك هو الله سبحانه سميع بصير
فعندما يخالف العبد في القول او الفعل ينسى ويتناسى ان الله يراه ويسمعه .. وهو بذلك انما جعل لله صفة الصنمية شاء ام رفض مثل هذا الترشيد الفكري فهو في التصرف الفردي (اشخاص) نراه بين الناس يتصرف تصرفا كافرا بشكل واضح وكبير سواء عند الاشخاص المشهورين بمخالفتهم مثل راقصة ماجنة عندما تتحدث عن نجاحها الفني او عندما نرصد اشخاص نعرف مخالفاتهم في شرب الخمر او ممارسة القمار وهو يقول توكلت على الله في شأن من شؤونه ويصلي ويدعو ربه الله فهو انما قد حسب حسابه ان الله لم يره وهو يشرب الخمر وكأن الله لم يسمعه كيف يدافع عن نفسه في لعب القمار او شرب الخمر ..
مذل ذلك كثير من الناس يتزهدون في الجوامع ويتعبدون ونسائهم قد خرجن من طورهم الاسلامي بموافقتهم ورضاهم وكأن الله لم يسمع ولم ير ما قدمه ذلك المسلم من عون لنسائه في خروجهن عن طور المسلمين وهو في الجامع انما يتعامل مع صنم اسمه الله في صفة استقرت في عقله لان عقله قد مليء بالظلام ولم يكن له نورا من الله ..
شاهدت احدهم وهو يوصل زوجته الى دائرة عملها وهي في زينة تامة كأنها في ليلة زفافها .. وعندما حان وقت الصلاة وقف بجانبي يصلي وهو يدعو الله متوسلا وانا اسمع انينه في الدعاء واعجب من امره وكأنه لا يعرف ان كشف زينة زوجته مخالفة لله وانه قد خرق وقار الله وكأن الله لم يره وهو يوصل زوجته الى مقر عملها ..!!
لا تستطيع هذه الاسطر ان تتهم كل الناس ولا تستطيع ان توسع دائرة الاتهامات ولكن واقع الحال قاسي بشكل لا يمكن ان يصطبر عليه عقل المؤمن ففي حادثة ترى رجل ذو كياسة ورصانة يمتدح اغاني وصوت ام كلثوم العاطفية ويصفها بانها سلوى له في المساء واذ تفاجئك صلاته في الصف الاول من صلاة الجماعة ... عجبا كان بالامس يقول ما يغضب الله وهو الان في الصف الاول من المصلين ... ولكنه يتصور ان الله لم يسمعه وهو يمتدح غانية تعبث بالمشاعر فيما لا يرضي الله ...
واخر يؤذي الناس في تصرفاته في بيع او شراء وتراه لا يعترف في نظام شرعي يلزمه بعقده ولكنه بعد سويعة يقف في صلاته خاشعا متوسلا بالله ان ينصره وكأن الله لم يره حين آذى الناس حوله ...
واخر يستعصي في قراره الوظيفي حتى تسلمه رشوة من تحت المنضدة وتفاجأ حين تسمع انه غادر كرسيه ليصلي في خشوع وهو قبل سويعة كان قذرا في رشوته !! ذلك انما يتعامل مع صنم اسمه الله في عقله
كثير من القتلة يصلون ويدعون ربهم ... كثير من السراق يصلون ويدعون ربهم ... كثير من النصابين على صلاتهم يداومون .. وكلهم انما يعبدون صنما في صلاتهم وليس الله لان الله سميع بصير ...
مخافة الله تبدأ في السميع البصير .. عندما يؤمن المؤمن ان الله يراه ويسمعه في كل فعل وقول وعندما يقوم فيه الخوف من ربه فقد قامت عنده الحكمة
(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ) (البقرة:269)
ولن تكون صفة السميع البصير لوحدها مصدرا للخوف بل ما هو فوق ذلك
(يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) (غافر:19)
فكيف يعبد العابد الله وهو يخفي في صدره غلا على الاخرين .. وهو ينوي شرا لاخرين ... انه اذن وبكل تأكيد انما يعبد صنما وليس الله ...
الفارقة فقط هي ان ذلك العابد للصنم يسمي صنمه (الله) ولا اكثر من ذلك فهو ابعد ما يكون عن عبادة الله ...
تلك هي العقول الغافلة التي لاتجعل لله وقارا لانها تعبد صنما اسمه الله
(مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً) (نوح:13)
اذن هم يعرفون الله ... ولا يرجون له وقارا !!
لو يرجون لله وقارا لما تجرأ ان يعبده بصفة لا يسمع ولايرى. وكأن الله ما سمعه ولم يراه حين فعل افعال سيئة لم يتوب عنها فهو مستمر في سيئاته .. ولم يستغفر منها لانه لا يزال يعشقها وهي سيئات ويدافع عنها ويتلذذ بفعلها او قولها ..
ذلك هو الله الصنم ... يعبده كثير من الناس
الحاج عبود الخالدي
تعليق