{إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ }الحجرات3
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوالَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَنَاظِرِينَ إِنَاهُ }الأحزاب53
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ }النور62
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7
{وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ َلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ }الحجرات7
والكثير من أمثال هذه الآيات التأديبية والتربوية بالأضافة
الى الأحاديث التي كان يحدثهم بها النبي
عليه أفضل الصلاة والسلام
لتوجيههم وتأديبهم وهكذا كان أدب الصحابه
( رضوان الله تعالى عليهم)
أدبا راقيا مستمدا من روح الشريعة الغراء والسنة المطهرة
ذلك الأدب الذي أخذوا به أنفسهم وأدبو به التابعين من بعدهم وسار التابعون على النهج القويم
فكان التأديب ملازما للتعليم
ورعاية أقوال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام
ذلك أنه من يطع رسول الله فقد أطاع الله
والأقتداء بأعماله عليه أفضل الصلاة والسلام
والتحقق بالأخلاق التي أرسى عليه أفضل الصلاة والسلام قواعدها
وقال عليه أفضل الصلاة والسلام
( انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
وكما قال :
( ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخُلُق)
هذا وقد أوردوا كل أحاديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام
في الأخلاقيات
فكانوا أكثر الناس تمسكا بالأخلاق
ويشيرون كذلك الى قول الله تعالى لرسوله الكريم
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4
ولقد كان الحافز الأكبر لأنتظام الناس في سلك التشريع
هو الأسوة الحسنة والقدوة
الذي كان يأخذ نفسه بما يأمرهم
ويمنع نفسه عما ينهاهم عنه قبل أن ينهاهم
ذلك النور المبين عليه أفضل الصلاة والسلام
والسراج المنير الذي أدّبه ربّه فأحسن تأديبه
ولقد تأدّب الأصحاب بأدبه عليه أفضل الصلاة والسلام
ومن جملة وصاياه عليه أفضل الصلاة والسلام الى اصحابه
وصية جامعة الى أوصى بها معاذ بن جبل ( رضى الله عنه)
فقال :
( يا معاذ أوصيك بتقوى الله وصدق الحديث والوفاء بالعهد
وأداء الأمانة وترك الخيانة وحفظ الجوار ورحمة اليتيم ولين الكلام
وبذل السلام وحسن العمل وقصر الأمل وخفض الجناح ولزوم الايمان والتفقه في القرءان ... يا معاذ أوصيك بأتقاء الله عند كل حجر وشجر ومدر وأن تحدث لكل ذنب توبة توبة السّرّ بالسّرّ
وتوبة العلانية بالعلانية )
الخُلُق هو الدين والدين هو العمل الصالح
وحسن الخُلُق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم .