لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ
من أجل كمال الدين
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }المائدة87
القرءان موصوف في متنه الشريف انه (لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ـ يس) والاية الكريمة اعلاه في سورة المائدة وفي سورة المائدة موصوفات تحريم المأكل
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة3
المدرسة التقليدية الاسلامية فسرت الاية 87 من سورة المائدة على ان بعض الصحابة المؤمنين (كانوا) يحرمون على انفسهم ما حلله الله لهم مثل من يمتنع عن تناول اللحوم قربة لله او من يمتنع عن نسائه قربة لله او من يصوم كل الايام قربة لله ومثل ذلك التفسير كان رائجا في زمن صدوره ذلك لان محرمات المأكل لم تكن موجوده فلم يكن باستطاعة احد ان يحول الحلال من المأكل الى حرام الا في اشياء محدودة جدا مثل ان يخنق الذبيحة بدلا من ذبحها فعملية خنق الذبيحة اصعب بكثير من ذبحها فلا يوجد في ذلك الزمن من يسعى للاصعب وترك الاسهل ومثلها (الموقوذة) وهي البهيمة المحرمة والتي كان قديما يضربونها حتى تنفق فيأكلونها وحين اصبح الذبح حلالا فمن ذا الذي سيختار طريقة تعذيب الحيوان حتى يموت ليأكله ..!! فكانت مراصد المفسرين الى تلك الممارسات التي يحرم فيها الفرد على نفسه بعض انواع المأكل تقربا الى الله اما اليوم فالامر يختلف كثيرا فهنلك حلال طيب الا ان انسان اليوم يحرمه ويجعله حراما مثل ما يقوم به مصنعي الالبان من (خنق) وعاء اللبن وسحب الهواء من علبة التسويق ومن ثم غلقها اغلاق محكم فتكون مشمولة بالمنخنقة ففي علبة اللبن مليارات من المخلوقات الوحيدة الخلية (خمائر) فحين يخنقها المصنع تكون حراما لان تلك الخمائر اضطربت بايولوجيا عند خنقها وحين يأكلها طاعمها فانه يكون قد ادخل الى جوفه طعام مضطرب بايولوجيا يؤدي الى اضطراب جسد الطاعم ويختل برنامجه مما يؤدي الى السوء والفسق في بطن الطاعم لذلك حرمت المنخنقة ومثلها كاسة اللبن الا انه (حرام) من اصل يمكن ان يكون (حلال) ان لم تخنق عمدا ذلك لان ما يفعله مصنعوا الالبان انما هو فعل تسويقي وليس فعل يخص تكوينة اللبن الرائب فعندما يتم خنق وعاء اللبن هو لغرض وقف الايض الخلوي للخمائر مما يجعل علبة اللبن صالحة للتسويق لاسبوعين في الوقت الذي تكون فيه العلبة غير المنخنقة صالحة للتسويق خلال 24 ساعه .. ما هي ضرورة خنق وعاء اللبن وغيره من المعلبات ...؟؟ انها ضرورة استثمارية ..!! والمستهلك بمصادقته عليها انما يبارك للمستثمر استثماره على حساب الضرر في جسده وهو لا يعلم او يريد ان يبقى لا يدري ..!! ويتصور ان الحرمة ستكون في ذمة صانع اللبن ونسي ان الحرمة هي قانون يعني ضرر الجسد من طعام حرام ..!
مثلها عملية صعق الحيوان كهربائيا لغرض ذبحه فهي ممارسة لا علاقة لها بشروط الذبح بل هي ممارسة تمارسها مجازر الذبح لغرض تسريع عملية الذبح لاغراض استثمارية يقوم بها مهنيوا المجازر وهي ممارسة لا ضرورة لها تقوم بتحريم ما احل الله من الطيبات فتكون الحيوانات المصعوقة بالكهرباء تحت موصوف (النطيحة) المحرم اكلها وهي ممارسة تحرم ما احله الله من اجل زيادة دراهم المستثمر ..!!
ومثلها التعديلات الوراثية التي تجري على الحيوان والنبات لزيادة الانتاج وهي ممارسات استثمارية تخص المستثمرين تؤدي الى تحريم ما احله الله فالتعديل الوراثي محرم تحت عنوان موصوف (لحم الخنزير) كما روجنا له في هذا المعهد وكما هو مدرج من روابط في ذيل هذا المتصفح
ونرى ايضا عملية ذبح الذبيحة وهي منتصبة على ءالة متحركة فهو (ذبح على النصب) ومن منسك الذبح الاسلامي الاصولي فان الذابح يجب ان يتعامد مع جسد الذبيحة وحين تفتقد تلك الصفة عندما تنتصب الذبيحة المعلقة فان كينونة الذبح تتوقف وتحرم الذبيحة المذبوحة على (نصب) ولا ينفع ما يدعون انهم ينطقون التسمية (ذبح حلال) بل هو حرام لان الذبيحة منتصبة على نصب وليست متعامدة مع الذابح كما هو منسك الذبح الاسلامي المعروف بتعامد جسد الذبيحة مع جسد الذابح فالذابح منتصب وليس الذبيحة في منسك الذبح ..!!
ومثلها عندما يتم التلقيح الصناعي (استقسام الازلام) ولماذا تستقسم وتوزع على اناث الحيوانات من ذكر واحد فهل الحيوانات بلا ذكور ام ان الذكور من الحيوانات قد نفد ماؤها ..!! انها عملية استثمارية يمارسها مربوا الحيوانات في التلقيح الصناعي ما انزل الله بها من سلطان فلم تحرمون الطيب من الرزق
{فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }النحل114
ولكن اللاشكر هو السائد بين الناس وخصوصا مفعلي الحرمات لتلك الارزاق الطيبة الحلال فما هي ضرورة التلقيح الصناعي ..؟؟ انها ضرورة عند المستثمر وليس عند الطاعم وهو تحريم لحلال احله الله ..!! وهو اعتداء من المستثمر على الناس وعلى نظم الخلق وقد وردت صفة العدوان تلك في نص الاية (وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) فهو عدوان على حلال الله يمارسه المستثمرون ..!!
ومثلها كثير منتشر فما هي ضرورة الالوان الغذائية ..!! انها لتزويق المأكولات ليس الا لغرض اجتذاب ضلالة المستهلك على حساب زيادة مبيعات المنتج فالاصباغ الغذائية هي مواد غير عضوية (ميتة) لا حياة فيها فيكون المأكل الحلال مثل السكر والدقيق قد تحول الى حرام باضافة المضافات الصبغية والمواد الحافظة والمثخنات والمطيبات والنكهات وجميعها لا ضرورة لها فالنكهات والوان الغلة الطبيعية قد كفر بها واستبدلت بغيرها ضارة محرمة فحرمت ما كان حلال وهي ممارسة استثمارية يمارسها المصنعون للغذاء المعلب لزيادة استثماراتهم ..!!
{صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ }البقرة138
الا ان صناع الاغذية المعلبة يكفرون بصبغات الله ونكهات وطيبات طبيعية فيستبدلونها بما هو حرام من مواد صناعية غير عضوية (ميتة) ... الخطير ان يقوم المسلم بتحريم حلال الله (جعله حراما) وهو (حلال) ومن ثم يقدم للناس على انه (حلال) وما هو بحلال بل (حرام) لانه اندرج تحت محرمات الاية 3 من سورة المائدة ففعلهم هو افتراء على الله وبموجب نص شريف
{قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ اللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ }يونس59
والنص واضح مبين في (لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ) والله سبحانه يطالب حامل القرءان ان يرى (قل ارأيتم) ونحن نرى ان الله انزل حلال الرزق الا اننا جعلنا منه حراما وحلالا فمن منحنا الاذن لـ نحول الحلال الى حرام ومن ثم نفتري على الله انه حلال ونحن قد صنعنا حرامه من حليته .. ذلك هو القرءان لينذر من كان حيا وهنا ذكرى
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
تعليق