البحث عن الطب البديل هو اعتراف بفشل الطب الحديث
من اجل يوم اسلامي افضل
انتشار ظاهرة البحث عن الطب البديل في مختلف بقاع الارض هو دليل قاطع على استشعار العقل البشري عموما ان هنلك قصورا فادحا في الطب التقليدي الحديث رغم ان تقنيات الطب الحديث تتزايد بشكل مطرد فاصبح الطب الحديث يرى ما يجري في داخل جسد الانسان ويستطيع ان يراقب كل صغيرة وكبيرة في الاعضاء المريضة الا ان الانسان يدرك بمشاعره واحاسيسه الفطرية ان الطب الحديث اصبح عاجزا عن تامين صحة مطمئنة للانسان مما دفع البشرية دفعا فطريا الى البحث عن الطب البديل ولعل العنوان المستخدم في (الطب البديل) والذي شاع استخدامه بين الناس هو نص يطلق انسان ناطق يدل على ضرورة استبدال النظم الطبية القائمة بنظم اكثر استقرارا
الطب المعاصر بدأ يتكيء على الاحصاء السريري او الاحصاء الجماهيري نتيجة عجز تلك المنظومة عن توفير المعرفة للمؤثرات المرضية (اسباب المرض) ولعلنا ندرك ان الاحصاء هو (ظاهرة) عددية صماء لا تغني العقل حقيقة مؤكدة بل تقيم مسارب عقل ظنية وقد حصلت اخطاء فادحة حين تم ربط السبب بالمسبب من خلال عملية احصائية ونسوق حادثة مشهورة في جعل التدخين (السكائر) سببا من اسباب سرطان الرئة وقد كتب التحذير على علب السكائر بقوة القانون الا ان تقارير علماء الاحصاء المتقدمة فندت رابط السبب والمسبب ذلك لان جهودا احصائية اخرى جائت متقدمة على النتيجة الاحصائية الاولى وجدت ان الشعب الامريكي يدخن السكائر بنسبة 50 الى 60% وتلك النسبة تسري مع كل ظاهرة مجتمعية فالمصابين بالانفلونزا ستظهر عندهم تلك النسبة الاحصائية ايضا والمصابين باي مرض سوف يحملون نسبة من المدخنين هي نفسها في المجتمع الامريكي ككل وبالتالي فان مرابط الاحصاء بين السبب والمسبب تدحض الحقيقة العلمية وتتسبب في ضياع الحقيقة بدلا من الامساك بها
النظم الاحصائية تنفع في بناء مسارب عقلية للبحث والتقصي في دائرة السبب والمسبب ولا تصلح لتكون النسب الاحصائية رابطة تربط بين السبب والمسبب وعلماء الاحصاء يدركون تلك الحقيقة الا ان منظومة الطب تتخبط بما هو خارج وعائها المعرفي مما يجعلها (غير امينة) على صحة الانسان لذلك يسعى انسان اليوم الى استبدالها بـ (الطب البديل)
يبقى ان يرعوي الناس الى تلك الظاهرة وان لا يقيموا صنما متألها لمنظومة الطب ويسارعوا بتسليم اجسادهم الى منظومة تعلن عن فشلها الذريع في تامين صحة الناس فالامراض في تزايد نوعي وتزايد كمي مما يطعن بصلاح تلك المنظومة والسعي الى هجرها والاتكاء على نظم اخرى بديلة ونحن ندعو الى القرءان ليكون بديلا طبيا معاصرا يحمله حملة القرءان
{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً }الإسراء82
فمن كان يريد الامان في جسده (الامانة) التي اؤتمن عليها من قبل الله الذي حمله امانة جسده فليذهب الى القرءان ليعرف ما يتنزله القرءان من تذكرة عقل لها تطبيقات طبية في (طيبات ما رزقكم الله) بدلا من التسكع على عتبات مؤسسات صحية تزيد من الخسران المرضي خسرانا كبيرا فمن يذهب الى الطبيب من اجل ظاهرة مرضية بسيطة نراه يستديم مراجعة الاطباء حتى يقبر
وهنا في هذا الراي المستقل ندعو الاطباء انفسهم الى الطب البديل ... المسلمون خصوصا مدعوين قبل غيرهم الى قراءة القرءان لانهم يعرفون جيدا نظم الحراك البايولوجي المرضي ولهم القدرة الفائقة من حملة القرءان على فهم القرءان في المرض لمعرفة (المؤثر) الذي يكون المرض (اثره) لتنتهي مهزلة (خفاء الاسباب) في حزمة تتكاثر من امراض العصر والتي عجزت منظومة الطب من معرفة اسبابها اليقينية مثل مرض السرطان والسكري وضغط الدم وامراض القولون والمفاصل وغيرها من الامراض التي كانت نادرة في زمن ليس ببعيد الا انها اصبحت اليوم ظاهرة كارثية تعلن عن نفسها ... الاطباء هم (طائفة مختصة) بصحة الاجساد فهم مدعوون الى بذل الجهد لفهم القرءان فالله سوف يوقفهم فهم مسؤولون فمن درس الطب لسنوات طويله فان عليه ان يدرس القرءان لسنوات اقل طولا لان القرءان يذكر حامله بالحاجة التي يريدها منه (ص والقرءان ذي الذكر)
الانسان يحتاج الى تعيير نظمه وممارساته جميعا بعد اتساع الممارسات والتطبيقات الحضارية ولا يوجد معيار امين غير القرءان
الحاج عبود الخالدي
تعليق