ما هو اللعن في لسان عربي مبين وكيف يكون ..؟؟
من أجل بيان قوانين الله في انشطة البشر
{لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً }الأحزاب60
{مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً }الأحزاب61
{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الأحزاب62
المنافقون في السياسة هم الذين يتخذون من السياسة نفقا يوصلهم الى اهدافهم وهم غير مؤمنين بما ينتمون اليه من فكر سياسي بل اتخذوه نفقا والمنافقون في المجتمع هم الذين يجعلون من الحراك المجتمعي نفقا يوصلهم الى اهدافهم وهم لا يؤمنون بالضرورات المجتمعية التي يمارسونها ومثلهم المنافقون في الدين فهم يتخذون الدين هدفا وهم غير مؤمنين بدينهم
تلك هي (سنة المنافقين) وبما ان النص الشريف في الاية 62 من سورة الاحزاب يبين ان تلك (سنة في الذين خلوا من قبل) فذلك يعني ان الانسان يمتلك حارة في عقله تجعله منافقا حين يريد ان يصل الى هدفه باسلوب مخادع فهم ملعونين بموجب نص دستوري يرينا سنن الخلق ونتائج ما يمارسه الانسان من صفات فما هي صفة اللعن في سنة الله
لعن ... لفظ قرءاني الا انه درج في لسان الناس فقال العرب (أبيت اللعن ...) لانه في منظومة خلق النطق وتصريفاته في البناء العربي (لعن .. يلعن .. لعين .. لاعن .. ملعون .. ملعونين .. ملعونون .. ملاعين .. ملعنة .. ملعونة .. اللعن .. لعون ... و ... و ... و .. ) ... لعن لفظ في علم الحرف القرءاني يعني (تبادلية ناقل لـ نتاج فاعلية) وتلك التبادلية في النتاج المنقولة تساوي في مقاصدنا (لكل فعل ردة فعل) فان كان الفعل (خيرا) كانت ردة الفعل (خيرا) وان كان الفعل (شرا) فردة الفعل (شرا) فالمنافقين قد ينفقون اموالهم (رئاء الناس) وليس لهم في الدين مربط فيكون فعل الانفاق الذي انفقوه ليصلوا الى اهدافهم فان اهدافهم لا تتحقق رغم انهم فعلوا (خيرا) حين انفقوا اموالهم كما يترائى للناس لان الانفاق كان (رئاء) الناس أي (لجذب مقاصدهم) نحو هدف محدد وان حمل ممارسة دينية الا انه ليس في الدين او مع الدين بل (اخذوا وقتلوا تقتيلا) حيث تم وقف فاعليات نفاقهم من حيث (النتيجة) وان كانت التفاصيل المرئية توحي غير ذلك
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }البقرة159
الكتمان يؤتى من بابين (الاول) حين لا يمارس (الكاتم) ما بان له من البينات والهدى فيخالف بيانها فيكون نتاج فعله ان يرتد عليه فيصيبه السوء وهو الـ (لعن) الموجه اليه من الله فلو عرف احد الناس (مثلا) ان المشروبات الغازية فيها ضرر مبين واستمر في تعاطيعها شربا او بيعا او تصنيعا فيصيبه الضرر حتما من خلال منظومة الهية ارتدادية الفعل فلا يكفي انه اكتشف بيانها بل عليه ان يسعى لتطبيقها (الباب الثاني) ان يعلن بيانها للناس حسب وسيلته المتاحة فان كان في قرية فعليه ان يبلغ اهل القرية وان كان في مدينة ان يعلم اهل المدينة وان كان في كلية لدراسة الطب فعلية ان يعلن ذلك على ملأ طبي تعليمي وان كان يصنعها فيعلن فسادها في وقف صناعتها فان لم يفعل عليه لعنة الله في نظمه النافذة
ويلعنهم اللاعنون هم اولئك الناس الذين لم تتاح لهم فرصة التعرف على بيانات الهدي الالهي كان يكونوا في اختصاصات بعيدة عن البيان او ان يكون البيان والهدي خفي لا يمكن الاطلاع عليه الا عند ذوي الاختصاص وهم لو علموا به لامتنعوا عنه فالضرر الذي سيصيب الناس جراء كتمان ذلك البيان عنهم سيتحول الى سوء ينتابه هو فهو موقوف على مسؤوليته التكليفية في اعلان السوء وهنا مثل افتراضي للتوضيح فلو علم احد الناس ان قرص الاسبرين يتسبب بسرطان المثانة ولم يمتنع هو عنه ولم يبلغ الاخرين بالامتناع عنه وحين يتقدم الى خطبة ابنته بعد حين رجل يصلح ان يكون زوجا لابنته ويزوجها له ومن ثم يظهر انه مصاب بسرطان المثانة لان زوج ابنته كان يبتلع كثيرا من تلك الاقراص فاصاب ذلك الرجل ان ثكل ابنته بزوجها في فعل ارتدادي من جنس مخالفته (وما جزاء سيئة الا سيئة مثلها) فتلك اللعنة ستحل عليه من (اللاعنين) وليس مباشرة من الله بل بوسيلة غير مباشرة عند انتشار السوء في كيان من كتم البيان في قانون مرتد على فاعل السوء
اللعن هو (استبدال) النتيجة من (محاسنها) الى (سوئها) فالمنافقين يسعون الى نتيجة (هدف) من نفاقهم وهو هدف مرجو عندهم الا ان تلك النتيجة يتم (نقلها) او نفيها لتستبدل بنتيجة غيرها في سنة الهية لا تتبدل عبر اجيال البشر ذلك لان هنلك (سر) في ذلك البناء الكوني الا وهو (مشغل الرحمين) وهما (رحم العقل + رحم المادة) فان كانا لا يتطابقان فتكون النتيجة في (وعاء مادي) مختلفة عن النتاج في (وعاء عقلاني) واذا كان الرحمان العقلاني والمادي متطابقان في التفعيل فان النتيجة في الرحم المادي ستكون متطابقة مع خارطة التفعيل العقلاني
{فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ }التوبة77
فاذا كان المنافقون قد اخلفوا ما وعدوا الله بنواياهم المسبقة في العقل التي اخفوها في عقولهم فكانوا كاذبين لانهم طمسوا الحقيقة فحين يتم طمس الحقيقة يكون الكذب والكذب في تكوينته يؤدي الى (وقف فاعلية الماسكة) ومنه يظهر الاختلاف بين رحم العقل ورحم المادة فتكون النتيجة في الرحم المادي منقلبة على الهدف الذي سعى اليه المنافق او الكاذب علما ان من يكتم بيانا الهيا انما يندرج تحت صفة الكاذب لان الكذب هو وقف الماسكة السارية الحيازة فان اخفاها الكاتم انما (طمس الحقيقة) وهو النفاق بعينه وهو الكذب بعينه ولا يشترط ان يكون الكذب هو (قول غير صادق) بل الكذب هو كتمان الحقيقة كيفما كانت حتى وان كان الشخص صامتا فهو كاذب لانه يكتم الحقيقة
من تلك المراشد التي ترتبط بنصوص قرءانية تذكيرية تذكر حامل العقل عندما يحمل القرءان يكون لكيفية اللعن ثقافة (اينما ثقفوا) ونحن فيها في يومياتنا الحضارية ..!!
ثقف ... هو فعل يستبدل منطلق الوسيلة السائد بغيرها وتلك هي الثقافة التي استعرت في زمننا والتي استبدلت افعال الناس السارية بغيرها مثل تبرج النساء وعبودية الاوطان بديلا عن عبودية الله وكثيرة هي مراشد ثقافة العصر التي استبدلت فاعليات كل شيء حتى الفكرية منها لانها ثقافة توقف الفعل التبادلي ليقوم غيره فهي فعل متنحي الربط او تنحية المرابط ومثل ذلك الرشاد موجود في وجدان الناس فالمجتمعات التي غيرت زيها في العمامة والعقال مثلا انما (تثقفت) بـ (ثقافة اوربية) أي انها استبدلت فاعليات جديدة بدلا من فاعلياتهم السارية في لبس العمامة ومثلها حلق اللحى فهي (ثقافة) ومثلها المدارس والكليات كبديل عن المدارس الفقهية القديمة فهو (تحضر ثقافي) كما يعرفه الناس
فالمنافقون .. الكاذبون .. الكاتمون للحق والبيان ... ملعونين اينما ثقفوا فهم ملعونين اينما استبدلوا فاعلياتهم السيئة فتكون النتيجة استبدال احلامهم بالنتيجة المرجوة الى نتيجة سوء فيكونون في خيبة ما فعلوا
تلك القوانين المسطورة في القرءان والتي تحمل صفة التذكير تعني ان العقل الحامل للقرءان يستطيع ان يتذكر تلك الدساتير النافذة في كثير من الناس حوله وهنلك امثال شعبية وقصص شعبية وقصص حقيقية يعيشها الانسان يرى فيها بعين مفتوحة ان الصفات الثلاث في النفاق وفي الكذب والكتمان وجميعها تصب في رافد واحد (طمس الحق) وهو يعني في مقاصدنا (طمس الحقيقة) تكون نتيجته سوء على فاعلها بموجب نظم تكوينية يسطرها القرءان في واحة علوم الله المثلى في الاختلاف بين رحمين فعالين في الخلق (رحم العقل + رحم المادة) فان اختلفا كانت النتيجة سوء مذخور وان تطابقا بالحق كانت النتيجة خير مذخور
{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ }الزلزلة7
{وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ }الزلزلة8
ومن خلال مراصد البحث في علوم الله المثلى ورواسخه في انفصال الايتين الى ءايتين مستقلتين فذلك يعني في المقاصد الالهية ان لكل ءاية قانون خاص بها ولذلك القانون نظم جبارة وفي هذه النقطة سوف تتطابق الراشدة التي اعتلت سطورنا اعلاه مع راشدة الاختلاف بين الرحمين العقلاني والمادي فتكون النتيجة مخالفة للهدف المرجو من قبل فاعله ذلك لان (الهدف) هو (مثقال ذرة شر) عند المنافق والكاذب والكاتم للحق فتكون النتيجة القانونية الدستورية ان (شر يره) وفي القانون الالهي الرحماني حين تتطابق فاعلية رحم العقل مع فاعلية رحم المادة فيكون (مثقال خير) فتكون (خير يره)
وتلك تذكرة فمن شاء ذكر
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
تعليق