من هو النبي ومن هو الرسول في الخطاب الديني
من أجل يوم فكري إسلامي بلا ضباب
(صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) (الأعلى:19)
الاعتراض الفكري اليقيني ان موسى عليه السلام انزلت عليه التوراة اما لفظ (صحف) فيجب ان يكون له وظيفة اخرى غير لفظ (التوراة) فيكون من واجب الباحث البحث عن وظيفة اللفظ لتحديد المقاصد الالهية استنادا لمنهج التدبر في النص القرءاني حيث يكون اللفظ هو اول نافذة في القرءان ذلك لان وظيفة اللفظ في مداليل العقل يمثل خارطة الفهم لمقاصد الله
(وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً) (الاسراء:55)
وبما ان زبور داوود مفقود فان من الصعوبة اقامة افتراض وجوده وضياعه في تاريخ البشرية والاصرار على وجوده ظنا على اساس انه كان قائما في حين نقرأ في القرءان ان للزبور حيوية في نص قرءاني
(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الانبياء:105)
ونقرأ هنا حيوية النص في الزبور لانه يرتبط بميراث الارض للصالحين فاذا قلنا ان الزبور مفقود فذلك يعني ان ميراث الارض للصالحين متوقف وهذا لا يمكن قبوله الزاما لان القرءان لا يأتي بنص موقوف ولا يمكن تفعيله ومنه ميراث الارض والزبور قائم مع ميراث الارض ..!! مجهولية الزبور المطلقة لا يمكن قبولها بل المجهولية هي نسبية لا محال وذلك بسبب ان حملة القرءان اعتمدوا على وظيفة اللفظ العائمة بين الناس ولم يتدبروا وظيفة اللفظ في المقاصد الالهية فاصبح الزبور غير معروفا بين حملة القرءان ..!! فاذا تدبرنا النص الشريف لوجدنا ان هنلك فعل كتابه في الزبور (لقد كتبنا في الزبور) يتبعه ذكر (من بعد الذكر) فكيف يقوم الذكر في الزبور والزبور مفقود .. تلك ازمة فكرية وعلى عاشق الحقيقة المذخورة في القرءان ان (يتفكر) ليخرج من ازمته الفكرية الناشئة اصلا من ازمة فكرية في الفكر الاسلامي الموروث ... عندما تتحول تلك البيانات على طاولة الباحث الى مكعبات فكرية ملونة فيكون قادرا على تصفيفها (تلاوة) تؤدي الى تلاوة ايات الله في وعاء تنفيذي فيما كتبه الله في نظم خلقه (كتاب الله) ونقرأ
(إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً) (النساء:163)
في النص تأكيد الهي ان النبيين يوحى اليهم والاسباط ايضا يوحى اليهم وجاء منهم سليمان يوحى اليه وقد تقدم على داوود اباه حيث تم عزل داوود عن الوحي ولكنه اوتي زبورا وهو من النبيين ايضا بنص قرءاني
(وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً) (الاسراء:55)
فجاء اتيان الزبور لداوود في عملية تفضيل فكيف سنعالج ذلك الكم من التقاطعات الفكرية ليتضح لنا الحق في المقاصد الالهية ... تلك المهمة سوف لن تكون هينة سهلة ما لم نتمسك ونمسك بوظيفة اللفظ في المقاصد الالهية ليكون لقاريء القرءان قدرة على ربط مرابط النصوص الشريفة بلا ضباب وفي هذا النوع من المهمة نحتاج ان نستدرج نتاجات جاهزة من علم الحرف القرءاني (غير منشور) ونقوم بتجربته في مقاصدنا وفطرتنا ومن ثم نستخلص عنوانا واضحا يقترن بالنص الشريف لبيان مقاصد الله
لفظ كتاب في علم الحرف القرءاني يعني (قبض ماسكة احتواء) وهو ما روجنا له (وعاء التنفيذ لنظم الخلق) فكل (شيء) في الخلق له (محتوى) وهو (حيز) أي (شيء) وله (ماسكة) فحين يتم (قبضها) يكون (الكتاب) ولو عطفنا على قاموس العلوم المعاصرة لاصبح واضحا بين ايدينا ان العلماء استطاعو (قبض) ماسكة المحتوى في الخلق في الماء ومعرفة عنصريه من الاوكسجين والهايدروجين وكيف يمسك الهايدروجين بالاوكسجين وكيف عرف العلماء محتوى الذرة ولكل عنصر ماسكته (عدده الذري) ومدارات الكتروناته وكل ماسكة فيه حيث قبض العلماء تلك الماسكات في ما كتبه الله في خلقه ..!! فهم الذين (اوتوا الكتاب) ولهم موقع متميز في القرءان وفي اكثر المواقع التي ورد فيها (الذين اوتوا الكتاب) في مقاصد الله الذين حصلوا على اسرار المخلوقات هم مقدوحين في صفاتهم من خلال صفات وصفها الله فيهم عندما يشطبون الله فيما قبضوا من ماسكات نظم الخلق ولذلك الموضوع اثارة تخصصية ستكون بعد حين ان اذن الله
الله سبحانه آتى داوود زبور ... فما هو الزبور ... هو (وسيلة مفعل وسيلة رابط قابض) وهو معروف ومشهور في انشطتنا ونحتاج الى الاقتراب من فطرتنا لنعرف ذلك الزبور فنراه في (زر التشغيل) حيث يكون (زر) هو وسيلة مفعل وسيله ونراه في زر الكهرباء حيث يكون الزر لغرض تفعيل التيار الكهربائي لغرض تشغيل جهاز كهربي (وسيله لتفعيل وسيله) وعندما يكون اللفظ (زبر) فهو سيكون (قابض) بدلالة حرف الباء , ذلك القابض دفين بين الوسيلة ومفعل الوسيلة وهو لفظ استخدمت وظيفته عند اهل الزراعة في عملية مشهورة وهي (تزبير) اغصان الشجر وصولا الى قبض غلة افضل فتزبير الشجرة يعني قطع الاغصان العتيقة التي لاتحمل ثمرا لتفعيل وسيلة الجذور لتغذية ما هو منتج أي تهييج (القوة المكنونة) في الشجرة لـ (قبض) غلتها ... ومثلها زبر الحديد التي استخدمها ذو القرنين في الردم (ءأتوني زبر الحديد) فالحديد يتمتع بصفة قوة مكنونة فيه (مغناطيس) والذي يتفرد الحديد باختزانه و (كنـّه) في ثناياه ... وفي فطرة الكلام عند كثير من العرب (زبرت الولد الشقي) أي ابرزت له قوتي المكنونة لعقابه ... فالزبور هو القوة المكنونة التي اوتيت لداوود والقرءان وضح تلك الصفات
(وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) (سـبأ:10)
والنص مترابط مع ما استدرجناه من وظيفة للفظ (زبور) وهو يترابط مع نص استدرجناه في بداية الاثارة (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون) وهو ما كتبه ربنا في القوة المكنونة في الارض وما تنبت عند اصلاحها من بعد ان (يتذكر) الانسان في ما كتب في الزبر ويصلح الارض وتلك الشؤون معروفة مشهورة بين الزرّاع فهم يتذكرون ان الحنطة تزرع في وقت محدد من فصول السنة ويتذكرون ميقات حصادها ويتذكرون طرق السقي وطرق التسميد وما هو يضر زراعة الحنطة وما ينفعها فكل تلك الشؤون الزراعية ولكل اصناف الزرع الشجري والحقلي وغيره يحتاج الى (الذكر) لاصلاح الارض من خلال ذكرى الزبور (القوة المكنونة) في نظم الخلق لقبض غلة الارض بعد اصلاحها فيكونون تحت صفة (الصالحون)
صحف ابراهيم ... فما هي الصحف في علم الحرف القرءاني ..؟ فهي (تبادلية فاعلية متنحية الفعل الفائق) فالصحف تتصف بصفة (الفعل الفائق) ويتم تبادلية الفعل الفائق معها ففي الصحف السياسية يتم (تبادلية فاعلية السياسة الفائقة) وهو فعل في موقع الحدث السياسي ــ متنحي ــ عن الشخص المتبادل ويكون الفعل المتبادل بين قاريء الصحيفة السياسية والحدث السياسي المتنحي وليس مع الصحيفة نفسها كقرطاس مطبوع ... ذلك هو مسمى الصحف في عالمنا المعاصر استخدم فيها اللفظ من خلال وظيفته الفطرية في العقل ... نفس الفاعلية ستكون مع الفعل الفائق في الرياضة فتكون الصحيفة رياضية فيتم تبادل الفاعلية الرياضية الفائقة بين الصحيفة وقارئها ..!! ونفس الفاعلية المتبادلة مع فائقية العلم في الصحف العلمية ومثلها الصحف الاقتصادية وغيرها ... وفي تلك المعالجة اجازة بحث في منهج (التدبر) في القرءان وهنا تم (تدبر) وظيفة لفظ (صحف) في القرءان مع تطبيقات ما فطرنا عليه وهنا يقام الدين فطرة باجازة قرءانية دستورية تعتبر اداة من ادوات الباحث
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)
صحف ابراهيم في مستقر العقل مثلها مثل صحف السياسة فتكون (الفاعلية المتبادلة من فاعليات فائقة متنحية ابراهيمية الصفة) فتكون صحيفة ابراهيم (البريء من متراكمات قومه) هي تبادلية فعل فائق مع تلك البراءة وذلك الفعل الفائق المتبادل مع ابراهيم جاء وصفه في القرءان بصفته التبادلية الفائقة
(وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (الأنعام:75)
والمعادلة التبادلية الفائقة هي (كان ابراهيم ومن صفة ابراهيم يتحصل على علم ملكوت السماوات والارض فيكون من الموقنين) تلك الصحف الابراهيمية سوف لن تكون وحيدة في ميدانها مثلما نقول (صحيفة الاقتصاد والاستثمار) فهي تبادلية تفاعلية بين واصفتين مثل (استثمار واقتصاد) فتكون (صحف ابراهيم وموسى) هي تبادلية الفعل الفائق مع (وعاء المساس العقلي البريء) حيث لفظ (موسى) هو (وعاء المساس العقلي) كما روجنا لذلك في ادراجات سابقة ومن تلك الراشدة يترابط نتاج بحوثنا مع القرءان حيث نبي الله موسى انزلت عليه التوراة وليس صحف ..!! فيكون صحف ابراهيم وموسى هي تبادلية فاعلية الفعل الفائق مع وعاء المساس العقلي الابراهيمي وهو وعاء واحد مثله مثل (استثماري اقتصادي) ... ولعلنا لن نأتي بجديد في خطاب القرءان الداعي الى اتباع ملة ابراهيم فالصفة الابراهيمية تتفعل في وعاء المساس العقلي (براءة) فتكون ابراهيمية موسوية بترابط تكويني ..
بعد هذه الرحلة الفكرية الغريبة والقاسية نستدرج على طاولتنا عنوان الادراج في (نبي ورسول) ونبدأ بنتاج علم الحرف القرءاني
وظيفة لفظ رسول في العقل هي (نقل وسيلة ربط فاعليه)
وظيفة لفظ وحي في العقل هي ( حيازة رابط الفعل الفائق)
فيظهر هنلك (رابط) في كلا الوظيفتين وهو من اشتراك وظيفة حرف الواو في كلا اللفظين ...
فالرسول في مقاصدنا هو ذلك الشخص (الذي نرسله) لابلاغ المرسل اليه عن موضوعية مقاصد (المرسل) فالمرسل هو الذي يختار من يرسله بـ (رسالة) يوصلها المرسل اليه فيكون الرسول هو وسيلة (رابط) تتفعل بين المرسل والمرسل اليه وتكون في (رسالة) يقوم بايصالها الرسول وذلك تدبر واضح للفظ قرءاني (رسول) نراه ونمسكه في مقاصدنا فعندما تكون الرسالة إلهية المصدر فان الله هو (المرسل) والناس (المرسل اليه) والرسالة هي (الوحي) الذي اوحاه الله لرسوله والتعليم لذي علمه اياه شديد القوى ... ذلك الوصف لا يحمل من (الرأي) شيئا حتى الفتات من الرأي بل من تدبر للنص القرءاني بوضوح يكتنف المعالجة من كل صوب ويحيط بها ...
وظيفة لفظ (نبي) في علم الحرف القرءاني هي (حيز تبادلي نقل القابض) وعندما نستخدم تلك الوظيفة اللفظية مع ما اطلقت عليه فطرتنا الناطقة في :
ناب : وهو من اسنان المخلوقات ومنها البشر في الفم وتقع فيما يلي الاسنان الامامية فالاسنان الأمامية تقطع لقمة من الطعام فتنتقل الى ما بعدها من الاسنان وهي الانياب وهي (نقلة تبادلية اولى) يتم طحنها ومن ثم (نقلها) الى البلعوم وهي عملية (قبض) اللقمة في جوف الانسان... (نقلتان تبادليتان) لقبض الطعام فهو (ناب) فالتبادل النقلي يعني مترابط فالنقلة الثانية تفعلت من النقلة الاولى فلو لم تكن نقلة اولى لما قامت النقلة الثانية ولما حدث القبض في البلعوم وهو ما قام به الـ (ناب)
نبأ : هو تكوينة نقل تبادلي القبض ... فحين يكون الحدث فان تكوينة النبأ تقوم في العقل وهي نقلة اولى (من الحدث للعقل) وعندما يتم التبليغ بـ (النبأ) تقوم النقلة الثانية (من العقل للسامع) فيقوم السامع بـ (قبض) تفاصيل الحدث فيكون نبأ مقبوض في عقل مستقبل النبأ فان لم ينتقل النبأ نقلته الثانية (من عقل الشاهد لعقل السامع) يكون (سر) ولن يكون نبأ
فيكون النبي هو القائم بتفعيل (حيز) صفته (تبادلي النقل) موصوف بصفة (القبض) وهو ما فعله (النبي محمد) عليه افضل الصلاة والسلام في سنته (افعاله) فعندما قام بتفعيل الصلاة والوضوء والحج والصوم والذبح انما قام بتفعيل حيز امتلك صفة النقل التبادلي فكان من نقلة اولى (علمه شديد القوى) وهو من فاعلية فائقة في (الوحي) وتكون النقلة الثانية عند اصحابه فقبضوها فقام عندهم الوضوء والصلاة وبقية المناسك ... فمناسك الحج هو قبض مستنسخ لما قام به (النبي) وليس (الرسول) فالرسول متخصص في ايصال رسالة والنبي في تفعيل حيز من مفاصل الرسالة ولذلك نرى ان افعال الرسول عليه افضل الصلاة والسلام لم تغطي كل ما جاء في الرسالة فهو لم يقوم بتفعيل (غلبت الروم) ولم يقوم بـتفعيل الحروف المقطعة في القرءان لان القرءان هو الرسالة التي جاء بها والنبوة هي الافعال التي فعلها منها ما هو مسطور في القرءان (قد نرى تقلب وجهك في السماء) ومنها ما لم يسطره القرءان مثل تفاصيل الصلاة ومناسك اركانها ومواقيتها وركعات الفرائض فيها والحج والذبح ..!!
الانبياء يوحى لهم ايضا ولكنهم لا يمتلكون رسالة غير مفعله التفاصيل فالايحاء لهم يمتلك (حيز تبادلي الفعل مقبوض) من قبل قوم النبي ومن ذلك الوحي الالهي تقوم بين ايديهم رسالة (تفعيلية) مصدرها الوحي الالهي وهو من نص دستوري
(إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً) (النساء:163)
فكل الاسماء المسطورة في النص يعتبرها الفكر العقائدي انبياء وليسوا رسل الا ابراهيم وعيسى ومحمد ولا وجود لموسى ..!! ولتلك الاثارة اثارة تخصصية في ميقات باذن الله ولو تدبرنا ما قام به نبي الله لوط لعرفنا حقيقة التخصص الوظيفي للنبي فقد جمع اهله عدا امرأته وخرج من قريته ليلا بوحي الهي عن طريق الملائكة فهو استلم الرسالة ونفذها ميدانيا فكان نبيا رسولا وفعله مع اهله تخصص بالنبوة وما ترك من اثر في موقع الحدث تخصص برسالة فايروسية تركت آية للمتوسمين بقيت مذخورة حتى يأتي اهل العلم لمعرفة اثر تلك الآية الفايروسية لان وجودها رسالة تمت في نبوة لوط ..!! ولنا معالجة في تلك الآية مع ادراج لاصحاب الفيل
(وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الأَوَّلِينَ) (الزخرف:6)
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ)(الحج: من الآية52)
(وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ) (لأعراف:94)
تلك النصوص تؤكد ان الله ارسل انبياء ..!! فهل يرسل الله نبيا دون ان يكون بلا رسالة الى المرسل اليه ..؟؟ الا ان رسالة النبي تفعيلية الصفة ورسالة الرسل منها ما يتفعل في زمن حياة الرسول فيكون (نبي) ومنها ما يتفعل على مر الازمان فيبقى في صفة (رسالة) كما هي الحروف المقطعة في القرءان وكافة مفاصل العلم في القرءان وذلك تدبر في النص القرءاني فيه اجازة تلزم عقل الباحث ومن يسمعه ... فالنبي رسول والرسول نبي ولا فرق بينهما الا في الاختصاص الوظيفي فحين يقوم الرسول بتفعيل (حيز تبادلي النقل بصفة القبض) يكون نبيا وعندما يبلغ رسالات ربه يكون رسولا ولا تتصف كل افعال شخصية الرسول بصفة التناقل التبادلي ليقبضها اصحابه لان كثيرا من الافعال الشخصية للرسول لا علاقة لها بالنبوة بل لها علاقة بالرسالة ففاعليته عليه افضل الصلاة والسلام في زيجاته لا تنتقل الى اصحابه فهو حيز خاص يجمع في تخصص منه فاعلية نبوية النبوة وفي جانب منه يقع التخصص في مضمون الرسول والرسالة فعدد زيجاته الجمع (تسع زيجات في زمن واحد) خصوصية رسالية وليست نبوية ولكن عملية زواجه المتفرد فعل نبوي لا تنتقل فاعليته ولا تقبض من قبل اصحابه فيتزوجون مثله تسع زيجات جمعا وعندما يموت فلا تتزوج نسائه من بعده حتى يموتن تلك صفة نبوية رسالية وليست صفة نبوية صرف فالذين سيقبضون الفعل النبوي الرسالي هم القائمين على العلم القرءاني ومن تلك الصفات يقوم علم خاص اسمه (القطب المحمدي الشريف) يكون لزيجاته التسع ويكون في حكم زواج نسائه من بعده مفصل علم في خارطة علوم القطب المحمدي الشريف ... ونحن في بدايات الاشارة اليه
عندما تقوم ثقافة الفصل بين خصائص النبوة وخصائص الرسالة في ثقافة الدين فان كثيرا من النظم الاسلامية يستوجب تعييرها من جديد وفق نصوص قرءانية يستوجب تدبرها بموجب الفاصلة التخصصية بين صفات الرسالة وصفاة النبوة وفي مثل تلك الخصائص فان المنادين بشطب السنة واحتظان القرءان فقط انما يشطبون نبوة محمد عليه افضل الصلاة والسلام ويبقون على رسالته وهم موصوفين في القرءان
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) (النساء:150)
المسلمون مختلفون كثيرا في اسلامهم فهم يحتاجون الى فجر يوم فكري جديد بعيد عن تراثهم المختلف والضبابي في كثير من مفاصله ليواكبوا التطور الحضاري الذي جعلهم في (ذيل) الحضارة المعاصرة فكتبوا لانفسهم (الذل)
تلك تذكرة من قرءان في عملية التذكير برسالة محمد عليه افضل الصلاة والسلام التي حملها من الله الى البشر ... لا نطالب احدا بكره القناعة بها بل نطالبه بالتذكر ..!! ... اقامة الذكرى هي سنة نبوية رسالية مشتركة التخصص بين خصائص الرسالة وخصائص النبوة ... عسى ان تنفع المؤمنين
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)
الحاج عبود الخالدي
تعليق