المشاركة الأصلية بواسطة حامد صالح
مشاهدة المشاركة
بالتاكيد اللفظ القرءاني (اسحاق) كصفة له ارتباط تكويني بالصفة الابراهيمية والاسماعيلية ، لمزيد من الايضاح نذكر بالبيانات القرءانية ادناه :
من المؤكد في علوم القرءان ان الاسم في القرءان يعني (الصفة الغالبه) محموله على المسمى وتلك الثابته العلمية تتعامل مع الاسم في القرءان على انه صفه غالبه يحمل قصدها اللسان العربي المبين سواء كان لـ الاسم حضورا شخصيا في التاريخ او لم يكن فعلى سبيل المثال في نبي الله (صالح) حيث اجمع المؤرخون ان تلك الشخصيه غير موجوده في ارشيف التاريخ وان اسمه (عربي) وحوربت الروايات الضعيفة التي جعلت من (صالح) وجود بشري في تاريخ مجهول
اسحاق .. يكتب قرءانيا (إسحق) مع وضع الف مصغره بعد حرف الحاء ... اسم يعقوب يحمل صفة فهو من جذر (عقب) وهو لفظ يستخدم لوظائف قصدية متعددة مثل (العقوبه) والعقاب ويستخدم ايضا في مقاصد الـ (عقب) ومنه ما يسمى الاولاد او الذريه فيقال (فلان مات بلا عقب) وكذلك يستخدم لقصد زمني فيقال مثلا (لقد خرج قادة الاحزاب عقب الثورة) ويستخدم ايضا لمقاصد المتابعة فيقال مثلا (يستوجب تعقيب المعاملة) ويستخدم ايضا بصفته اسفل الشيء فيقال مثلا (ضربه بـ عقب الزجاجة) ويقال (عقب السيكار او اعقاب السكائر) ويراد اسفل المتبقي بعد التدخين
التذكرة القرءانية الشريفة تبين لحملة القرءان أن الصفة الابراهيمة (ملة ابراهيم) تقيم عند الابراهيمي فرصة الحصول على (هبه الهيه) وهو من (ووهبنا له اسحق ويعقوب كلا هدينا) وهي صفات يؤكد البيان القرءاني انها (نافلة) وهي (نشاط بديل يستبدل الفاعليه) عند الابراهيمي فاستبدال الفاعلية شيء صعب للغاية ويستوجب (هبة الهية) فعلى سبيل المثال لو ان شخصا اراد ان يتبرهم فيكون على ملة ابراهيم في زمننا هذا وفق نص قرءاني
{ وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا } (سورة مريم 48 - 50)
فيكون في مصاعب كثيرة قد يتصور غير الابراهيمي انها مصاعب مستحيلة الحل والسيطرة عليها الا ان ابراهيم موعود بـ نافله وهي من (ووهبنا له) اي انها (موهبه تحل في ساحة الابراهيمي فـ (ووهبنا له) تعني الموهبه الابراهيمية من الله وذلك بعد تنفيذ نظم الاعتزال وهو على مرحلتين
المرحلة الاولى : تقع في حراك عقلاني (واعتزلكم وما تدعون)
المرحلة الثانيه : تقع في حراك مادي (فلما اعتزلهم وما يعبدون) وفي هذا النوع من الاعتزال يحتاج الابراهيمي الى (استبدال الفاعليه)
على سبيل المثال حين يريد ابراهيم (فاعلية الاستشفاء) فعليه ان ينشط في فاعليه بديلة عن (الطب الذي عزله) عن نفسه وكيانه ليشفي نفسه او احد عياله فيكون بحاجه الى (موهبه من الله) تقع في كيانه الفكري والتنفيذي فيكتشف البديل الدوائي دون ان يعلمه احد او يدله احد على دواء أمين لان ابراهيم موعود من ربه وعدا عظيما (وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض) وهو موعود من ربه بهبة مفصليه (اسماعيل و اسحق و يعقوب) فتولد الصفة الاسماعيليه والاسحاقيه واليعقوبيه من الصفة الابراهيمية فيجعل (فعل التطبيب) بديلا عن الدواء الكيميائي (اسماعيل) و (سحق) و (عقب) ومن تلك الصفة (الابراهيميه الاسحاقيه) تقوم (الصفة اليعقوبيه) تسبقها صفة (اسم العله) فيسحق المرض بفاعليه مستحدثه عنده نتيجة نظام متين وضعه الله في منظومة خلق الله اجمالا لها (خصوصية) رحمه تختص عباد الله المخلصين ومنهم من هو على (ملة ابراهيم) فيهبهم الله موهبة ثلاثية الابعاد (اسماعيل . اسحق . يعقوب)
البيان يحتاج الى اضافه بيانيه موجزه تخص (سر من اسرار الخلق) لا يزال مجهولا في المعرفه البشرية جميعا الا انها ليست خفية في علوم القرءان حيث يتصور الناس ان عقل الانسان (حر) يفكر كيف يشاء وان الانسان (حر) في افعاله ايضا ويتصرف كيفما يشاء الا ان حقائق التكوين المسطورة في القرءان تبين أن الانسان ليس حر مطلق في عقله وليس حر مطلق في فعله بل يرتبط بمنظومة كونية لا تزال خفيه على الناس وتلك المنظومة تمنحه استحقاقه من (فعل الخير) او (فعل الشر) ويمكن ان ندرك اوليات تلك المنظومة الكونية في هذا الموجز من خلال نص قرءاني واحد فقط
{ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ } (سورة البقرة 272)
ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ... نص يكفي لمعرفة مشيئة الله في كل شيء فالهداية لا تعني هداية الايمان العقائدي حصرا والاعتراف بالله كخالق أوحد بل تعني الهداية في كل شيء عقلاني ومادي (الفكر والتصرف) لذلك يكون ابراهيم في موقع متميز في الخلق متصل بنظام كوني متين يوجهه ابراهيم وجهة حق (موهوب) فيحصل على الوعود الشريفة وكأن العقل الابراهيمي يمتلك (صحن اتصال) كما هي مرابطنا بمجمل اقاليم الارض (مثل للتوضيح فقط) وذلك الصحن مثل عقل الابراهيمي موجه اتجاه صحيح ليستلم الفيض الكوني الذي يهديه عقلا ويهديه الى حاكمية استبدال الفاعليات التي اعتزلها اي (تبرأ منها) وهو القائل
{ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } (سورة الأَنعام 79)
عند تلك (الوجهة) يمسك ابراهيم رابط فعال مع فطرة السماوات والارض بـ (موهبة) ثلاثية الابعاد فصلها الله تفصيلا في خارطة الخلق (القرءان) ولها (ثوابت علم) مختصة بعلوم العقل التي عجز العلم عنها فقالوا (العقل بلا جواب) فالموهبة الابراهيمية تغور عمقا في نظم الله فيكون الابراهيمي قائدا لنفسه وكيانه بدون ان يعلمه احد لان الله وهبه موهبة مضافة لن تكون لغيره من الناس (الناسين)
السطور التي روجت اعلاه موجزة جدا مهمتها التذكير فقط وليس نقل المعرفة المكتسبة لان الهدي القرءاني لن يكون ساريا كـ معرفة تكتسب كما نؤكد لكم ولاخوتنا المتابعين ان المذكرات اعلاه لا تنفي وجود (ابراهيم اسماعيل واسحق ويعقوب والاسباط) في التاريخ بل تتعامل مع المثل القرءاني بصفته العلمية وليست صفته الشخصية التاريخية
السلام عليكم
( الحاج عبود الخالدي )
..........................................
المصدر : إسحاق ويعقوب
اترك تعليق: