لو كفّنت َالزمن بأبيض َالأكفان ِ
فعجبت أن الزمن يموت بين يدي
مات يومي في أمسي
راحل رحل عني
كفـّنته باعمالي
أكفان ملونة الاعمال
زمن مات فصار في نعش افعالي
تشيعه ساعات يومي في (انا)
فوجدت (انا) تشيع ساعاتي (أنا)
لمثواها في ماضي
كانت قبل ومضة حية في يدي
ماتت تكفـّنها اعمالي
على باب الزمن يقف قادم
ساعة اخرى
لتحتضر بين يدي
فـ (انا) على مقبرة زمن
تستقبل ضيف إسمه ساعة
لتـُقبرَ ساعه
أكفان الزمن توسخت في (أنا)
فاستولت على اعمالها
شجرة خلد وملك لا تبلى
وكل ومضة زمن بين يدي تبلى
نهشت بياض لون أكفان الزمن
فتوسخت اكفان الزمن
ذهبتُ الى بقالة في حارة (أنا)
ابحث عن غسول أكفان الزمن
فوجدت غسول من علامة مشهورة
مهملة في رف البقالة
سألت عمي البقال
ما لهذه الغسول مهجورة ..!!
هل علامتها التجارية رديئة ..؟
قل .. بل هي ارقى علامات الغسول
خصوصا لأكفان الزمن الفاني
فهي من علامة (توبة)
تغسل أكفان الزمن
عجبت .. ولم العقول تهجرها ..!
هل يـُعجبْ العقول وساخة الزمن ..؟
قال .. بل العقول بساعتها الآتية لاهية
وعن ساعتها الماضية غافلة
فوجدت غسول أكفان الزمن
توبة نصوح لغسيل صحيح
فيعود لافعال (أنا) بياضها
فأكفنها ساعة (أنا) حين تموت بين يدي
فينام الزمن في قبره مستريح
ليبني لـ (أنا) قبر
فالزمن يجمع لكل (أنا) الاكفان
فشاهدني جار (أنا) .. ذَهول العقل
أوتصنع لزمنك كل ساعة كفن ..!!
فقلت لجار (أنا) خرست يا عقل جاري
بل لكل ومضة زمن كفن
فقال ... ستكثر اكفان زمنك
فقلت ... هي باقيات صالحات
غسلت بغسول توبة ..
الحاج عبود الخالدي
تعليق