المبحوح في ذاكرة عربية
على هامش السياسة نبني العقائد
بسبب مركزية الاعلام الوطني والسياسي فان ذاكرة الجمهور سرعان ما تكون قصيرة الاجل فالجماهير الوطنية تنسى الاحداث التي يتوقف الاعلام الوطني او الاعلام الدولي المبرمج من اعادة اجترارها الا حين يكون هدف الاعلام الوطني قد تجدد مع الاهداف السامية للفئة الباغية التي تتحكم بالارض وشعوبها الوطنية ... (المبحوح) هو من قيادة فلسطينية قتل غدرا في احد فنادق الامارات العربية وقد تم كشف جريمة القتل بواسطة الكاميرات الرقابية وكان للقتلة اتصال بالموساد الاسرائيلي وسجلت الامارات العربية نصرا (أمنيا) كبيرا بين الدول بسبب تلك الكاميرات علما ان الامن متصدع في كثير من الدول مما فتح سوقا لتسويق كاميرات الرقابة بشكل كبير في دول المنطقة تحت شعارات وطنية براقة ..!! وفيما يلي نص ادراج تم نشره في احد المواقع الالكترونية وقت كان الاعلام المبرمج يروج لقضية (المبحوح) بشكل ملفت للنظر ..!!
ليس من السهل ان تكون البحوث السياسية وليدة من بحوث عقائدية الا ان قرءان ربنا فيه
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرءانِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) (الكهف:54)
حين نكون خارج الجدل بل في توأمة عقل سيكون مثل فرعون الواسع الذكر في القرءان مذكرا يذكرنا في يومنا المعاصر لان القرءان (ص والقرءان ذي الذكر) ولا بد ان يكون للذكرى موضوعية تذكيرية لمثل فرعون حين نرى (الفروع) الفرعونية في المجتمع الدولي ونبدأ رحلة التذكر للمنهجية الفرعونية المسطورة كقانون الهي في خارطة خلق نراها في كتاب مكنون في عصر معاصر يقيم لنا الذكرى بوسيلة اللسان العربي المبين الذي جعل من لفظ فرعون مجموعة فروع في بناء دولي معاصر وهو القائل
(وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي)(القصص: من الآية38)
ونتذكر دول الارض التي لا تقبل إله غير الدولة في كل شبر من الارض والقرءان مذكر ... فرع .. فروع .. فرعون .. فهو فرعون من فروع مترابطة في فرعون ونحتاج الى ذاكرة عربية عاشها جيلنا .. ونستحضر شهيدا فلسطينيا اغتيل غدرا فاصبحت قضيته نهرا من التساؤلات الا ان مراصد العقيدة في قرءان يقرأ سترى من منهجية فرعون اجابات ما كان لها ان تكون لولا ان تكون خيوط السياسة في حوض عقائدي ..!!
لقد امعنت الكاميرات التلفزونية في صنع مشاهد كثيرة لمظالم ارتكبت في حق الفلسطينيين في نصف القرن الثاني من القرن العشرين والله يشهد ان المشاهد المروعة التي نقلتها كاميرات تقنيات العصر كانت برعاية فرعونية (ما من إله غيري) فتسارعت في نفوس العرب والمسلمين الحمية على شعب مظلوم يرينا التلفزيون حجم الظلم وقساوته ومرارته على مرأى ومسامع البشرية التي تحمل الصفة الإنسانية فاصبحت تجارة السلاح وخزن السلاح واستيراد السلاح تجارة النصف الثاني من القرن الماضي وتحول نفط العرب والمسلمين الى ترسانة سلاح وحكام يبيعون على الناس مشاعرهم في المظلمة القاسية على شعب فلسطين حتى كان ويكون استيراد السلاح من وازع وطني كبير احتظنه الوطنيون كثيرا في كل بلاد العرب والمسلمين ..!! كلما ظهرت صور فلسطينية مفجعة .. كلما استعرت مشتريات السلاح الوطنية في عز الوطن وتحرير الارض والدفاع عن الاعراض و شعارات لم نر لها لغاية اليوم فعلا يرتجى وقد شاخ السلاح وهرم ولا يزال جرح فلسطين نازفا ..!!
تجارة السلاح اصبحت في ايامنا لا تفي طموحات فرعون زماننا وفروعه حتى اصبح للصفة الفرعونية مظاهر جديدة (حديثة) حداثة التقنيات حملتها ذاكرة عربية اسلامية في حياض عقائدية ترينا كم هي ازمتنا شديدة على انفسنا قبل ان تكون على اولادنا الذين سيرثون الغفلة بشكل متنامي شديد القساوة ...
ذهلت حين رأيت بلدا امينا لا عنف فيه مليء بالكاميرات في كل ركن بحيث اصبحت جريمة اغتيال الشهيد المبحوح تحت رقابة الكترونية مذهلة ..!! وحين ذكرنا القرءان بفروع فرعون وانه الاله الوحيد فاصبح لزاما علينا ان نستحضر ذاكرة الامس ونخلطها مع ذاكرة اليوم ولسوف نرى خلال الزمن القصير الاتي كيف سيكون لكاميرات الرقابة سوقا جنونية بوازع وطني وبطولة وطنية كما كان الامس في حيازة السلاح من اعلى درجات البطولة وحين كانت الكاميرات التلفزيونية وسيلة المروجين للسلاح على غفلة منا فاليوم يشبه البارحة حيث ستنتصر الوطنية في كل مكان بمئات الألاف من الكاميرات التقنية الرقابية التي يختص بانتاجها كارتلات صناعية معروفة النهايات ..!! سيتحول النفط الى كاميرات وسترتفع ارباح الاسهم قبل ان يجف دم الشهيد المبحوح وقبل ان يندمل جرح ذويه ..!!
ذاكرة في عقل يابى ان يلوذ بالصمت
الحاج عبود الخالدي