تويت
عنوسة المرأة طعنة في العدالة الاجتماعية
من أجل مجتمع لا يخطأ بحق نفسه
المجتمع البشري المعاصر بكافة اطيافه الاجتماعية والعرقية واللغوية يعاني من ازمة كبيرة وخطيرة تخص عنوسة المرأة الا انها تعتبر من حالات المرض الاجتماعي الذي لا يمكن اكتشافه الا حين يستفحل ويفقد الانسان القدرة على علاجه مثل مرض السرطان الذي يظهر عند نضوجه فيصعب علاجه ومثل مرض الجريمة فالمجرم لا يظهر الا حين يرتكب الجرم .
المرأة العانس لا تظهر عنوستها الا حين تكون عانسا ويسميها الناس (سن اليأس) وهو سن متقلب غير مستقر حيث تبقى المرأة تنتظر رديفها الى زمن متأخر من شبابها وحين تظهر ظاهرة العنوسة كواقع ملزم فان الحلول جميعها تكون قد تبخرت ولم يبق بيد المرأة او اسرتها أي خيار سوى الاستسلام لحالة قاسية مريرة خصوصا حين يتفتت مسكن العائلة بعد وفاة الابوين ويتفرق الاخوة والاخوات في بيوت الزوجية وكل يسعى ليومه مع عياله فتنثني حياة العانس في مجتمعها الجديد وسط وحدة قاسية يسمعها ويراها كل عقلاء المجتمع الا ان احدا منهم لا يحرك ساكنا تجاه العانس بصفتها حالة لا حل لها والتعايش معها يبقى المسرب الوحيد الذي تتحمله الاسرة على مضض .
العانس هي ازمة انسان تتفاقم مع العمر وان تبدأ قليلة التأثير مع بدايات سن الياس الا انها تزداد سوءا مع عمر العانس حيث يظهر امام المجتمع حطام انساني واضح وهشيم من العواطف والجميع في صمت مطبق بسبب غياب تام للحل فقد ذهب الدواء مع العمر ..!!
اهم هشيم عاطفي يمكن ان نرصده في المرأة العانس هو فقدانها الامومة كنتيجة لفقدانها الزوج فان فقدت المرأة زوجها وهي ام فان هشيم العواطف سيكون اقل اسى وان فقدت المرأة زوجها وهي اصلا لا تنجب لسبب يخصها فان العواطف ستكون اقل حرقة الا ان العانس غير المتزوجة تحمل على واجهتها الانسانية هشيم عاطفي قاسي جدا
المجتمع يقف مكتوف الايدي ومعدوم الوسيلة حيال حطام المرأة غير المتزوجة لان الحلول تبخرت في زمن اليأس الا ان المجتمع كان قد اغفل وعيه وفطنته في نظم الوقاية من العنوسة قبل حدوثها حيث يظهر عجز المجتمع عند زمن العنس في وقت غياب الحلول اما في زمن الوقاية وهو قبل حدوث الظاهرة كانت وسيلة المجتمع مطلقة حرة حيث حطم الناس نظم الوقاية فدفعوا الثمن في عنوسة بناتهم وكأن الوجدان الاجتماعي مشلول في وقاية المرأة من العنس بل بالعكس نرى المجتمعات الحديثة تهشم نظم الوقاية الدينية التي تسمح بتعدد الزوجات والتي خصصت من قبل حكمة المشرع القدسي لوقاية المرأة من التشرذم العنوسي فانطلق المجتمع يحطم نظم وقاية المرأة من العنوسة في محاربة التعددية الزوجية حربا انجبت اجيال من النساء العوانس ولعل راصدة مجتمعية للممجتمعات المتحضرة في اوربا تمنحنا رؤيا اوسع قبل ان تصل مجتمعاتنا الاسلامية الى ما هو موجود الان في العالم المتحضر ..!! رغم ما تعانية اعداد كبيرة من النساء في مجتمعاتنا من الحرمان الاسري فتكون المرأة العانس اما وحيدة او متطفلة على اسرة واحد من ذويها ..
وقاية المرأة من العنوسة واجب مجتمعي يبدأ بالاسرة ويتوائم مع افراد المجتمع من خلال وقف الحرب على التعددية الزوجية وبناء ثقافة تفهم الدين وتقظم العلة التكوينية في التعددية الزوجية حين يرى العقل بفطرته ان علة الحكم الشرعي في تعددية الزوجات مرتبط بسبب تكويني يتعلق بزيادة عددية للإناث على الذكور في الانجاب وكل مجتمع يستطيع ان يرصد تلك الزيادة بسهولة ويسر في محيط معارف الاسرة والاقارب او الحارة او أي تجمع سكاني جغرافي او تجمع مهني فيستطيع مثلا احد الموظفين ان يحصي الفارق العددي بين الاناث والذكور في محيط المتزوجين في مؤسسته التي يعمل فيها حيث ستظهر تلك الزيادة لدى عناصر كثيرة من المجتمع ولا يحتاج المجتمع الى مؤسسات احصائية متخصصة ..!!
من تلك الاثارة المبنية على مبدأ الرفق بالمرأة يجب ان تقوم نظم الوقاية وهي موجودة وجاهزة للتطبيق بمجرد وقف ثقافة المعارضة للحكم الشرعي في اعراف الناس والاسرة وعلى المجتمع ان يزرع ثقافة التعددية الزوجية في الاناث اكثر من الذكور ذلك لان الرجل ليس له ميقات في سن اليأس فهو يستطيع الزواج حتى في شيخوخته الا ان المرأة هي الخاسر الكبير في المجتمعات الحضارية
ثقافة التعددية الزوجية ترفع الحيف عن نسبة كبيرة من الارامل في المجتمع حيث تتراكم ازمة الارامل في مجتمعاتنا بسبب مسلسل متواتر من الحروب والازمات ..
الحاج عبود الخالدي