الاصول في بناء الاصول
كلام في منهجية بناء الاصول التنفيذية
من الواضح ان الانسان يعيش على الارض بموجب صفة (المستخدم) لمنظومة تكوينية مترابطة فيما بينها من عناصر مادية لها قوانين فيزياء وكيمياء ومخلوقات مختلفة نباتية وحيوانية والانسان يمارس نشاطه وسط ذلك الحشد الكبير من النظم بصفة مستخدم لها ولا يمتلك الانسان ناصية انطلاق في تغيير النظم التكوينية او شطب جزء منها او اضافة شيء اليها .
صفة المستخدم صفة معلنة في الانسان رغم كل التقنيات التي استطاع الانسان ان يبنيها ويتباهى بها على اجداده البشر وينسبها الى قدراته الفائقة الا انها في حقيقتها استخدامات نظم خلق استخلف الانسان عليها (اني جاعل في الارض خليفة) فـ (نيوتن) لم يصنع الفيض المغناطيسي بل اكتشفة والبشر استخدموا تلك المنظومة ومثل ذلك في الزراعة وما يشملها من تهجين وتعديل وراثي ومنها الصناعة التي اعتمدت على نظم الفيزياء وما تلفظه الارض من محروقات وخامات استطاع الانسان المعاصر اعادة ربطها وفق منهجية مخلوقة من قبل خالق احسن صنعها ..!!
الانسان نفسه يصنع الاجهزة ويقيم النظم المصرفية ويضع القوانين ويبني البنايات وهو مستخلف في الارض على منظومة خلقها الله وعندما يربط النظم ليصنع ماكنة او جهاز وينشيء بناية يضع شرطا لا زما لمستخدمها ان يتبع ارشادات المصمم والعودة الى تعليماته في الاستخدام ونرى المصممين الذين يصنعون كل شيء انما يلصقون بمنتجاتهم تعليمات المصمم (كاتولوك) وهي موجهة الى المستخدم ومعها (تبشير) يبشر فيها المصمم مستخدمي اجهزته ان حسن الاستخدام بموجب تعليماته سيؤدي الى الفائدة القصوى فيكون مبشرا بحسن المنفعة ... ويكون منذرا للمستخدم في سوء استخدامه خلافا للتعليمات التي اصدرها للمستخدم ويصف احيانا مخاطر سوء الاستخدام في ذورتها فيكون نذيرا ..!!
تلك السنة في بناء الاصول يتوارثها البشر وتعتبرها الشركات المنتجة ارثا لكل مستخدم وعلى سبيل المثال نرى ان جيل اليوم الذين يشرفون على مترو لندن انما يعودون الى خارطة المصمم الذي انشأ مترو لندن ليستمروا بموجب تعليماته في الاستخدام الامثل للمترو ومعالجة أي تصدع فيه وفي نفس الوقت يراقبون تعليماته المنذرة التي تنذرهم في مواطن الخطر في تلك المنظومة التي وضعها بشر ... مثلها راصدة لبرج ايفل فمستخدمي البرج اليوم يسمعون تعليمات اجدادهم الذي صمموا البرج ..!! ولا يحيدون ..!!
تلك الاصول التنفيذية في الاستخدام يتناساها البشر ويسقطها من حساباته عندما يستخدم الدنيا بما فيها من منظومة دون الرجوع الى مصممها وخالقها وبذلك يكون هادما لبناء الاصول التي بناها بنفسه وجعل منها دستورا لاستخداماته فكان بحق في ضلال بعيد .
نستطيع ان نقرأ في برج ايفل (مثلا) لمسات المصمم ونستخرج خارطته من جسم البرج نفسه الا ان حكمة العقل استوجبت ان يحتفظ الانسان بخارطة مصمم برج ايفل ... مثلها دنيانا التي نستخدمها استطاع الانسان ان يقرأ نظم الخلق فعرف تكوينة الماء وتكوينة عناصره الا انه لا يعرف مخاطر الاستخدام وعليه ان يعود الى تعليمات الخالق ويقرأ خارطته قبل ان يغرق الانسان في سوء استخدامه لمنظومة الخلق ... خصوصا وانه توسع كثيرا في استخدام الدنيا فلم يترك شيء الا واستخدمه فاصبح في موقع اكثر خطرا ..!!
الاصول في بناء الاصول ان لا تكون انتقائية
الحاج عبود الخالدي
تعليق