انشودة الموت على مسرح دامي
عراق يحترق
عراق يحترق
من المؤكد ان الافكار المتشائمة لا تلاقي قبولا حسنا بين الناس وكثيرا ما يخفي الطبيب سر الاصابة السرطانية على مريضه الا ان السرطان يعلن عن نفسه للمريض وذوي المريض فيكون الفكر المتشائم واقع يتغنى بالموت وسط الاحياء ..!!
عراق يحترق والناس يتصورون ان حكومة قوية سوف تنقذ الحال المتردي وهم لا يعلمون ان وراء كل حكومة برامجية لا يمكن اختراقها سواء بحجم المرض الخطير المستشري في جسد المجتمع الحي او في برامجية خطيرة تحاك من خلف كواليس الحكم تفرض نفسها على اقطاب حكومية وتجعل من قراراتهم انشودة موت في حفل متفائل مثل عملية الانتخابات التي انتخبت من السوء ما فاق الحدس وزرعت من العدوان ما يشيب له الشباب .. او عملية بناء جيش عراقي استهلك من ميزانية النفط حجوما مخيفة ليتحول الى جيش مزروع في الشوارع والازقة والحارات يضع للبغضاء المجتمعية مسارب ممنهجة في حقن حقنة الموت في جسد المجتمع من خلال مداهمات منازل وكبت انفاس واعتقالات بالجملة وكأن قواميس الحلول تمر عبر بندقية ودبابات وسجون والسنة حكام تطول يوما بعد يوم تتوعد وتهدد المواطن الذي لا يعلن عبوديته لشراذم منتشرة في شوارع الحياة ... استراتيجية الامن المعروفة عالميا والمشهورة شهرة اكاديمية كبرى والتي تمتلك قاموسا معرفيا راقيا تختفي في الحان انشودة الموت التي زرعها المحتل اولا في ارضنا وقام بتجيير تلك المنهجية الأمنية لاهلنا وزعمائهم والتي لا تصلح الا في جبهات القتال ولن تصلح في مدن وقرى تريد العيش والحياة ... سطورنا لا تريد ان تحقق في عيوب الاخرين وتعلن تلك العيوب فهي معروفة للقاصي والداني الا ان هذه السطور خصصت لاعلان خطر آتي مبني على انشودة للموت واضحة الالحان وعلى الناس ان يفهموا كلمات تلك الانشودة ومنهم يبدأ الامن الا ان الناس يدفنون رؤوسهم في الرمال ولا يتورعون لمخاطر ما هو آتي من خلال احلام مزروعة في العقول لا تمتلك بذورا من الحقيقة بل من بذور الخيال كثيرها ومن سناريوهات وردية مستحلبة من خطط سوداء .
البغضاء والعداوة التي تم حقنها في الناس ستتحول الى بركان في حرب اهلية قادمة لن تبقي من شوارع الحياة شارعا حيا فالبغضاء والعداوة المجتمعية تتصاعد بشكل اخطر من الخطير وكل واحد من الناس قد اتخذ قرارا (ليموت الجميع الا انا) ومن تلك الانشودة المنتشرة في ربوعنا سيموت الجميع
واصفة حق وحقيقة الا انها تخدش مشاعر مفعمة بالامل ولكن مبضع الجراح لا يتعامل مع المشاعر.
الحاج عبود الخالدي
تعليق