إثارة في الحروف المقطعة في القرءان
عندما يخترق العقل قرءان الله
من المشهور جدا ان الفكر العقائدي وضع الحروف المقطعة في بعض السور في حاوية الانتظار قرابة 14 قرن من الزمن دون ان يكون هنلك جهد حقيقي لمعرفة مكنوناتها ذلك لان الفكر العقائدي قام على رواية التفسير ورواية اللفظ حيث خلت الرواية من أي تفسير للحروف المقطعة وفي نفس الوقت لم تكن الحروف المقطعة من سنن العرب الكلامية ففقدت من واحة تاريخ اللفظ فبقيت تلك الحروف ومنها ايات منفصلات في حاوية الزمن حتى طال الامد واستعرت نظم الالتصاق بالمعالجة التاريخية ففقد حملة القرءان صلاحية معالجة المتن القرءاني وتم الاعتماد كليا على ما قيل في القرءان اما القرءان نفسه فقد تعرض للهجر وقد وضع في زاوية فكرية قدسية وتحول في زمن التقنيات الى ترنيمات قدسية زحفت على انشطة الناس حتى صار القرءان واحدا من نغمات منبه الهاتف النقال ..!!
قائمة الحروف المقطعة في القرءان :
1 ـ الهمزة (أ, إ , ء , ئـ , ـئ , ؤ , ) 2 ـ اللام (ل) 3 ـ الميم (م) 4 ـ الكاف (ك)5 ـ الهاء (هـ) 6 ـ الياء (ي) 7 ـ العين (ع)8 ـ الصاد (ص) 9 ـ الحاء (ح)10 ـ الطاء (ط)11 ـ السين (س)12 ـ الراء (ر) 13 ـ القاف (ق)14 ـ النون (ن)
حروف النطق التي لم ترد مقطعة في القرءان
1 ـ الغين (غ)2 ـ الباء (ب) 3 ـ التاء (ت)4 ـ الواو (و) 5 ـ الألف (ا) 6 ـ الذال (ذ) 7 ـ الدال (د) 8 ـ الفاء (ف) 9 ـ الزاي (ز) 10 ـ الشين (ش)11 ـ الثاء (ث) 12 ـ الجيم (ج)13 ـ الخاء (خ) 14 ـ الضاد (ض , ظ)
حرف (آ) الالف الموصول حرف مبتكر (عجمة) .. حرف الهمزة (ء) مستقل عن حرف الالف (ا) .. الضاد والظاء (ض , ظ) حرف واحد وليس حرفان وتلك من ثوابت النطق وليس من ثوابت رسم الحرف
التساؤل الذي يثور في عقلانية الباحث هو في التقسيم القائم بين ايدينا وهل هو مصادفة ام ان تحته بيان يستوجب معرفته لغرض الاستمرار في عملية فهم مقاصد دلالات الحروف في نظم الخلق وليس من خلال انشطة المخلوق الكلامية وعلينا ان نفهم مقاصد الله الشريفة من خلال نتيجة عقلانية نبتنيها في دوحة ايمانية تلزم عقل الباحث ان يعترف ان الله الحكيم لا يمكن ان ينزل لنا قرءانا فيه ايات مفصلات وهي ناقصة البيان ..!! النقص يقع في عقولنا وليس في المنهج الالهي في خطاب حملة القرءان ..!! ومن تلك الثابتة العقلية فان للعقل حوافز تحفزه على رفع درجة الوعي وهو يواجه النص القرءاني وليس من الحكمة ان يقفل حامل القرءان منافذه العقلية ويستخدم نوافذ عقول اخرين قالوا في القرءان أقوالا لا تزال تراوح مكانها عبر قرون من الزمن ..!!
مطرقة الفكر الاولى ستكون لغرض رفع درجة الصحوة في العقل من اجل رصد البيان القرءاني ... سنكون في مرابط الحرف مع العقل حيث سنجد ان الحرف هو خامة الخطاب لمداليل العقل الانساني فان كنا نعلم ان (الكلمة رسول العقل) فنحن نعلم ان مكونات الكلمة هي من تكوينة الحروف وتلك بداهة عقل فطرية ومن اجل ان نعرف نشأة الكلمة (اللفظ) في العقل علينا ان نعرف وظيفة الحرف التخصصية في قلعة العقل ...
في فطرتنا الناطقة نقول (كتاب .. كتابي .. كتابه .. كتابهم .. كاتبون ... يكتبون .. كتبي ... مكتب ... مكتبة ... كتيب .. مكتوب .. مكاتيب) قال العرب وتقول الفطرة ايضا ان تلك الالفاظ لها (جذر) واحد هو الفعل (كتب) وبدأت الاضافات الحرفية تضاف على الجذر الاصلي معلنة دلائل عقلية مما يؤكد ان للحرف وظيفة في عقل الناطق قبل ان يكون لها وظيفة في عقل السامع ... السامع يستلم رسالة (لفظ) فيحللها ومن خلال التحليل يدرك رسالة الناطق الا ان الاعتماد المفرط على اللفظ دون تلحليل الكلمة الى حروف اقام اللغة بصفتها اكتساب لفظي وليس اكتساب حرفي قائم في العقل فاصبح اللفظ منقولا بين الاجيال ولعل معالجة اللغويين في الميزان الصرفي (فعل .. يفعل .. فعول .. افعل ...) جاءت من فطرة عقلية تتناغم مع وظيفة الحرف في العقل الا ان اللغويين لم يستمروا بكشف وظيفة الحرف في العقل بل امعنوا كثيرا وبافراط في استلام (رسالة العقل) على شكل لفظي دون ان يكون للحرف حضورا في وظيفته ..!! ... تلك ليس من نظرية للعلامة زيد من الناس بل من فطرة عقلية محض يمكن الركون اليها في حالة صحو عقلي رصين ... انها موجودة في كل عقل ءأدمي ..!!
عندما فصل القرءان بين نوعين من الحروف وقسمها الى حاويتين (حروف قابلة للتقطيع) و (حروف غير قابلة للتقطيع) وجب على حامل القرءان ان يبحث عن بيان تلك الصفات التي رسمها منزل القرءان في خطابه الشريف ... لعل المدرك الفطري سيمنحنا قدرة على فهم (التقطيع واللاتقطيع) للحرف في النطق من حيث وظيفة الحرف في العقل سنجد ان الحرف الذي تم قطعه عن اللفظ فقيل (ا ل م) مثلا يمتلك ثبات في صفة معينة يجب البحث عنها والتي تجعله متمكنا من وظيفته التخصصية في النطق كجزء من حلة الرسول العقلي في داخل اللفظ عندما يكون في (كلمة) ويبقى نافذا في وظيفته عندما يقطع الى حروف غير مترابطة ..!! ... اما الحروف غير المقطعة فهي لا تقبل التقطيع لانها ستمتلك (عدم ثبات وظيفي) عندما تكون منقطعة خارج الكلمة حيث سيتم توظيفها في حاوية اللفظ حصرا فهي لا تنقطع ولا يمكن النطق بها منفردة لنقص وظيفي في نطقها مما يستوجب ان تكون في حاوية اللفظ لتتخصص في نفاذها في الخلق ..... من الضروري مراجعة ادراجنا (القرءان بين الضاد والضاء) تحت الرابط التالي :
القرءان بين الضاد والظاء
اللفظ بمجمله انما هو خارطة لـ (صفة) وهي في مقاصدنا (شيء) وتلك الصفة لا بد ان تكون مالكة لفاعليتها كخلق وهنلك ثلاث نوعيات من الفاعليات من حيث الحيز (شيء) وبما ان للحرف وظيفة تخصصية في النطق فذلك يعني ان للحرف فاعلية والا يكون موصوفا بالعدم وتكون تلك الفاعلية منطلقة بثلاث موصوفات
(انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ) (المرسلات:30)
النوعية الاولى : فاعلية تتفعل في حيزها حصرا (شعبة اولى)
النوعية الثانية : فاعلية تتفعل في غير حيزها ( شعبة ثانية)
النوعية الثالثة : فاعلية تتفعل في حيزها وفي غير حيزها (شعبة ثالثة)
انطلاق الخلق في ثلاث شعب ... الانطلاق هو (الفاعلية) في مقاصد سطورنا هذه والاية حين تنطبق في معالجتنا بصفة كونها مفصل في خارطة الخلق فهو يعني تتفعل في مواقع اخر من نظم الخلق ولن تكون حصرا لمعالجتنا هنا ....عندما يكون الحرف من النوعية الاولى والثانية وهي تمثل ثبات حيز الفاعلية سواء كان متنحي عن الصفة مثل صفة الضوء ففاعلية الضوء تكون خارج مصدرها (المصباح) او مثل (المحرك) حيث تكون الفاعلية لتحريك شيأ اخر خارج المحرك .. او ان تكون الصفة فعالة في حيزها مثل (بحيرة) فالبحيرة كصفة تتفعل في حيزها ... فالحروف المقطعة تستخدم وظيفيا في العقل عندما يكون للفاعلية صفة ثابتة وبالتالي يمكن تقطيعها لتكون عند التقطيع حاملة لبيانها معها عندما ينطق بها الناطق
اما النوع الثالث من الفاعليات والمتأرجحة بين ان تتفعل في حيز الصفة او ان تكون متنحية عن حيز الصفة فيكون الحرف الدال على القصد غير غير ثابت القصد ولا يمكن ان يحتفظ بصفة الثبات الوظيفي الا بعد ان يخصص وظيفيا داخل الكلمة وبالتالي لا يمكن تقطيعه ... تطبيقات
بحر ... صفة تتفعل في البحر ولا تتنحى عنه وظهر في الكلمة حرفان من الحروف المقطعة لهما وظيفتان في خارطة الكلمة
جبل ... صفة تتفعل في الجبل وحين نقلع جزء من الجبل تفقد صفة الجبل فاعليتها من الجزء المقطوع فتكون الصفة غير متنحية عن حيزها فدخل حرف اللام من الحروف المقطعة لوظيفته الثابتة في الفعل
ضل .... الضلال صفة تتفعل في حيز متنحي عن حيز الصفة فالسارق عندما يسرق لا يظهر الضلال في حركاته للسرقة بل حيز الضلال في عقلانية السارق وفاعلية الضلال في فعل السرقة ... عندما يكون ظل فان فاعلية الظل غير متنحية عن حيز الظل فظهر بين ايدينا لفظ واحد في النطق مختلف في حيز الفاعلية مرة متنحي ومرة غير متنحي عن حيز الصفة مما اضطر العقل لتفريق الصفتين بين الضاد والضاء الا ان حرف اللام بقي على وظيفته.
الحاج عبود الخالدي
.................................................. .
تعليق