قصاصة ورق ماسونية
في العراق ابان قساوة الحصار في تسعينات القرن الماضي على شعب تم ادخاله في محرقة حضارية في سيارات لا بد ان تسير فلا وجود للبغال والحمير فلا بديل تصاحبها ازمة وقود ومحروقات وفي اجهزة كهربائية تصاحبها ازمة تيار كهربائي مزمن وفي رواتب وظيفية شهرية لا تفي متطلبات يوم واحد من شهر .. كان الثوار قد كتبوا تحت اقدام العراقيين (فلتسقط امريكا) وحين اقيم استعراض عسكري مر الجنود المستعرضون امام منصة التحية وكان قد رسم تحت اقدامهم صورة الدولار الامريكي على ارضية بلاط شارع الاستعراض تصاحب اقدامهم كاميرا تركز على اقدام العسكر وهي تسحق الدولار ...!! في تلك الايام كان احد الناشطين في التجارة قد قام بايداع كتلة كبيرة من الدولار في مصرف رسمي على شكل حوالة مصرفية يستلمها من مصرف عراقي في الاردن لغرض استيراد مواد غذائية رئيسية (رز) ومن سوء حظ ذلك التاجر ان كان بين تلك الكتلة الدولارية ثلاثة اوراق من فئة 100 دولار مزيفة وتم ضبط زيفها من خلال (لجنة خبراء ...!!) مهمتهم مراقبة تزييف الدولار في البنك المركزي الوطني ...!! كان قرار لجنة الخبراء الفطاحل هو ايداع التاجر ذو الحظ المنكوب في السجن لانه حائز لعملة امريكية مزيفة ...!! بقية القصاصة السياسية يمكن ان يدركها من يقرأ هذه السطور الحرجة
في محادثة ساخنة مع شخص (ثائر) وهو يمتلك دما يعربيا وعراقيا واسلاميا ساخنا جدا جدا ويريد ان يسفحه على عتبة وطنية عراقية امريكية او يعربية يهودية حتى ولو كانت افغانية امريكية ... كان امر ذلك الثائر يهمني وكان يعد العدة للسفر الى لبنان ليبحث عن مذبح قدسي ليسيح دمه الثائر عليه فطلبت منه ان يمارس جهادا من نوع مختلف ...!! فبدأ يسمعني فطلبت منه ان يذهب الى اكبر جهة لبنانية تحارب اسرائيل ويقدم لها طلبا جهاديا بتطوعه لطبع العملة اليهودية (الشيكل) لتدمير اقتصاد اليهود ووعدته بتبرع تمويل المشروع الطباعي وآلاته وورقه ان نجح في قبول خطوته الجهادية ...!!! نجحت خطتي في انتشاله من ثورته الحمقاء لانه آمن انه سيقتل قبل ان ينجح في طباعة شيكل واحد ... بايدي الثوار انفسهم !!!
حاورني في التسعينات عضو ناشط في أقلمة كردستان وكان مسرورا جدا بالنصر القومي الذي حصلوا عليه فقلت له (ينقصكم الان ان تصدروا عملة كردستانية ..!!) فجاوبني والله انها فكرة وطنية كردستانية كبرى فغادرني ولم اره بعدها فسألت عنه فقيل لي انه معتقل ...!!
من يريد ان يرى الماسونية فلينظر الى اوراق العملة في كل انحاء العالم ليرى مؤسس تلك الورقة البنكنوتية المعرفة بأول صانع لها (ناثان) وهو ماسوني الصفة فرنسيا وبريطانيا ومن ثم امريكيا في مؤسسة (لنكولن) المالية وبعدها اصبحت في كل دول العالم ولها كهنوت ماسوني مقدس يحميها اينما تكون وكيفما تكون ...!! ان كانت بيد جيفارا او بيد بوش فهي مقدسة بايد كل وطني في كل الاوطان ومن يتجرأ ان يمس قدسها الماسوني..!! فالجميع عبيد (غوييم) لا يملكون من امرهم الا قرارا واحدا ان يختاروا طريقا قدسيا لسفح دمهم على مذبح وطني او عقائدي او عرقي ...!!
قطعان بشرية تخرج للعمل وتعود منهكة من اجل ورقة ماسونية ملونة ..!! قطعان بشرية تحولت الى (ريبوت بشري) وقوده اوراق ملونة ماسونية المصدر ...!! قطعان بشرية محركها اوراق مالية تحولت الى قطع وعتلات ومسامير في ماكنة حضارية تنتج خيرا في احظان الماسون ...!! قطعان بشرية تبيع اعراضها ونساء تبيع اجسادها بوريقات ملونة ماسونية المنشأ وماسونية القدس ...!! قطعان بشرية تخون دينها وتخون قومها من اجل وريقات ملونة ماسونية الصداق ..!! قطعان بشرية ثائرة لثورتها ثمن من وريقات ماسونية الصرف ...!! قطعان بشرية ترتدي العمائم وترتقي منبرا رساليا تم شرائها بوريقات ماسونية تحمل قدسا يعلو قدس القرءان ...!! قادة ومؤسسات وطن ومعابر حدود وانفاق تحت الارض شريانية الحياة وبنادق توجه لصدور الاهل وابناء العم وسجون وآلهة من قوانين وقودها وحراكها وريقات بنكنوتية سريعة الطبع رخيصة الطباع ...!!
الحاج عبود الخالدي
تعليق